أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثابت عكاوي - ترانسفير سياسي















المزيد.....

ترانسفير سياسي


ثابت عكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 375 - 2003 / 1 / 22 - 03:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ترانسفير "سياسي"


رام الله – فلسطين المحتلة


بالامكان تقديم تعريف مبسط لموقف الغرب الراسمالي من القضية الفلسطينية، او اقامة الدولة اليهودية في فلسطين او الصراع العربي-الصهيوني منذ حقبة الراسمالية الكولونيالية (الاستعمارية) وحتى حقبة راسمالية العولمة، على النحو التالي: "إن اسرائيل خلقت لتبقى وأن اللاجئين الفلسطينيين طُردوا كي يُوطَّنوا"!

يعيدنا هذا الحديث الى وصف مراحل الترانسفير من حيث الدرجة والشدة والتطورات التي طرأت عليه. ففي حين تقاطع الكيان الصهيوني في مرحلته الاولى مع مختلف المستوطنات البيضاء حيث قام بطرد الفلسطينيين من ارضهم بالقوة وبعدد من المذابح، فقد اتبع سياسة اخرى تجاه الاراضي المحتلة عام 1967 حيث تبنى سياسة "الإزاحة" وهي طرد ناعم وغير مباشر تتأتى وتُنفذ عبر ممارسات الاحتلال في مصادرة الارض وحرمان الكثير من الاسر من مصدر رزقها مما يسهل عليها تقبل فكرة الهجرة. والامر نفسه فيما يخص الاعتقالات والتعذيب والاغتيال والقتل في التحقيق، وتقييد الاستثمارات التي تحقق فرص عمل بهدف تقويض البنية الاساسية...الخ. هذه الممارسات او السياسات التي يمكننا تسميتها ب "الإزاحة" والتي تأمل سلطات الاحتلال ان تنتهي بقرار الفلسطيني بالرحيل أي "الانزياح الذاتي". وهذا ما يفسر ان عدد فلسطينيي الضفة والقطاع اليوم أقل مما كان يجب عليه لو لم تحصل موجات من الانزياح الذاتي خلال عقود الاحتلال المديدة.
على ان العدوان المرتقب على العراق يطرح موضوع الترانسفير ثانية بوضوح يكاد يجعله مؤكداً.

ولا يخفى ان طبيعة الشارع الاشكنازي الصهيوني الذي ولَّد القيادة الحالية، والذي سيجدد لها البيعة ثانية خلال ايام، هي طبيعة تَشِي بأن مشروع تكرار الترانسفير البشري من الاراضي المحتلة امر قيد التفكير في هذا الكيان.

وهذا ما يعزز توقعات الترانسفير. ولكن، من جهة اخرى، فإن عملية الترانسفير حالياً، تماما كما كانت في السابق، اي عام 1948 لا يتم تقريرها من الكيان الصهيوني وحده، بمعنى ان لامبراطورية العولمة قولُ هام في هذا الصدد. هذا ناهيك عن الكيفية التي ينظر بها الكيان الاشكنازي الصهيوني والمركز الامبراطوري العولمي لوضعهما ومصالحهما في المنطقة. فإلى جانب إصرار هذا المعسكر على ان الكيان "وُجد ليبقى وان اللاجئين طردوا ليُوطَّنوا"، فإن مشروع هذا العدو يرمي الى دمج الكيان في الوطن العربي دمجا مهيمناً.

ان لهذا الدمج او الاندماج مستحقاته التي لا تستقيم مع الترانسفير. فالدمج المهيمن يشترط على الاقل رضى الانظمة العربية عن الكيان. هذه الانظمة التي رغم كل تاريخها اللاديمقراطي والمتخارج مع المركز ولصالحه، لا يمكنها اقامة علاقات تطبيعية ، فما بالك ببناء علاقات تقبل باندماج مهيمن للكيان في الوطن العربي عندما يقوم الكيان بترحيل مزيد من الفلسطينيين او ترحيل هؤلاء الفلسطينيين.

هذا يعني ان الكيان قد عاد في هذا المستوى الى النقاش القديم جدا والملخص في ثلاثة خيارات:

الاول: هل المطلوب والممكن ان يظل الكيان قلعة عسكرية لا تربطها بالمنطقة سوى حالة الحرب المفتوحة، وأن دور هذه القلعة كما وصفها هيرتسل: "حاجز بين البربرية الشرقية والغرب الحضاري".

والثاني: هل يندمج الكيان في الامة العربية عبر تفكيك الذات؟

والثالث: هل اصبح المطلوب ان يُدمج او يندمج الكيان في المنطقة اندماجا مهيمنا لأن حاجات الكيان ودوره وبنيته لم تعد مجرد بنية معسكر. فهناك مصالح اقتصادية وهناك تداخل مع النظام الراسمالي العالمي...الخ.

وإذا انتهينا الى الخيار الثالث، فإن هذا لا يعني ان الكيان سوف ينهي حالة الحرب او العدوان الدائم. ولكن ربما عليه ان يبحث عن اساليب اخرى لتنفيذ ذلك. وهذا ينقلنا الى سيناريو الترانسفير السياسي.

يعود الترانسفير السياسي للقضية الفلسطينية الى موضوعة التسوية نفسها. فبغض النظر عن الدفاع المستميت من قبل فرقاء التسوية من العرب الذين ينفون عنها مسألة إسقاط حق العودة، فإن تطورات التسوية على الارض، وحفاظ الانظمة العربية على علاقاتها بالمركز العولمي وتمسك الانظمة التي اعترفت بالكيان بعلاقاتها معه، كل هذه تؤكد ان المطروح هو تصفية سياسية للقضية الفلسطينية واطفاء الصراع العربي-الصهيوني، اي الترانسفير السياسي للصراع وتحديدا لحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وتفكيك الكيان الصهيوني. وهو ترانسفير يأخذ مستويين:

الاول: ترحيل القضايا الاساسية في الصراع الى فترات طويلة مستقبلا.

والثاني: ترحيل القضية نفسها بمعنى التفريط بها وانهائها.

وعليه، قد يكون وراء المبالغة بحصول الترنسفير البشري هدف آخر هو تسهيل تمرير الترنسفير السياسي ليشعر الناس بأن الترانسفير السياسي جاء مثابة الخلاص من كارثة كبرى وهو ما يجعل هذا الترانسفير مستساغاً!

ولكن لا يفوتنا ان السياسة علم قابل كمختلف العلوم لسيناريوها متعددة. وأنه خلال مجريات الاحداث تحصل تطورات تقتضي تغيير المشروع المخطط لها سلفاً، مما يحتم الاستجابة بقدر أو آخر مع هذه التطورات. وهذا يدفعنا لعدم الجزم بأن ما سيحصل هو هذا الشكل من الترانسفير او ذاك. وهو ما يقتضي منا البقاء في حالة من اليقظة لكافة الاحتمالات.



#ثابت_عكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعم حزب العمل والايقاع بفلسطينيي 48


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثابت عكاوي - ترانسفير سياسي