|
اوربا للمسلمين بلغ السيل الزبى
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 17:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بلغ السيل الزبى من الامثال العربيه القديمه التي تقال عندما تصل الامور الى حد لا يمكن السكوت عنه. من هنا هل اوربا والغرب ضاقوا ذرعا من المسلمين عن حق وبلا مبرر وان كراهية المسلمين والاسلام جأت من فراغ ام انها نتيجة تراكمات واحداث وتجاوزات وموروث ديني متشدد ومتزمت اصولي انعكس على تصرفات الجاليات الاسلاميه هناك. هل فقد الغرب تسامحه وقبوله للاخر المختلف, هل تخلى عن حقوق الانسان والدفاع عن الاقليات, هل تخلى عن قبول اللاجئين والهجره ,هل تخلى عن اختلاف الثقافات والوجه الحضاري . هل تخلت اوربا عن كل ذلك بين ليلة وضحاها نتيجة حادث عابر هنا او هناك او نتيجة سوء تفاهم بين بعض سكان تلك البلاد وافراد من الجاليات المسلمه فيها او او او او. لقد فتحت اوربا ذراعيها لاستقبال ملاين طالبي اللجؤ اليها من المسلمين طواعيه ولم يرغمها احد سوى الشعور الانساني والالتزام الاخلاقي. لكن مع الاسف العديد من المسلمين اظهروا كراهيتهم للبلدان الغربيه التي استعدت لاستقبالهم عن رحابة صدر. التجاوزات التي قام بها الكثير من ابناء الجاليات الاسلاميه في الغرب خلال السنوات الماضيه كانت كثيره واحتملها الغربيون على اساس اختلاف الثقافات والدين والاعراق . لقد استغل الكثيرين من ابناء الجاليات الاسلاميه قوانين حقوق الانسان وجيروها لصالحهم واخذوا يتطاولون على ابناء تلك البلدان . سمح للجاليات الاسلاميه حرية المعتقد فبنوا المساجد التي اصبحت بؤرا لنشر الكراهيه الدينيه واللارهاب والعنصريه. المدارس الدينيه الاسلاميه هناك خرجت اكثر من 30 الف ارهابي انضموا الى داعش ومثيلاتها. جيل من الكسالى والعاطلين عن العمل يطالبون بكل الضمانات لانهم مواطنون غربيون ينتمون الى البلد ويرفضون المساهمه في بناءه والانسجام والاندماج.ما لهم حسب قوانين المواطنه يريدونه وما عليهم يرفضون تقديمه بأدعاء تعارضه مع الدين. يريدون اسلمة الغرب وان الارض كلها لالله وهي اسلاميه لقد وصلت بالبعض الوقاحه بادعاء ان اسلمة البلدان الغربيه قادم لا محال وان الغربي هو ضيف في بلاده لا العكس. كل هذا وغيره الكثير كان خلال السنوات الماضيه. لكن مع قدوم الالاف ولربما الملاين من النازحين واللاجئين الى اوربا في العام المنصرم والحالي نتيجة الحروب والنزاعات والفقر من الدول الاسلاميه والعربيه زادت وتفاقمت الامور الى درجة رفض قبول طلبات الجاليات الاسلاميه طالبة اللجؤ ومحاولات ارجاع الكثير الى مواطنهم الاصليه نتيجة ما قامت به قطاعات واسعه من هؤلاء اللاجئين من تجاوزات على القوانين وصلت الى حد الجرائم والارهاب والتحرشات والحض على الكراهيه في الاشهر الماضيه. قبول اروبا لاعداد مهوله من اللاجئين السورين والعراقين بسب الاوضاع اسيئ فهمه واستغل من الاف اللاجئن المسلمين من دول اسلاميه اخرى لاتعاني من حروب ونزاعات فاندسوا من خلالهم وهاجروا, وهؤلاء اسأوا للابرياء منهم. السويد تريد ارجاع 80 الف طالب لجؤ من الدول المغاربيه على اساس انها مناطق امنه. النمسا تريد ارجاع 4000 طفل مغربي وصلوا اليها. الدنمارك تسن قوانين لمصادرة اموال ومقتنيات اللاجئين للمساعده في احتوائهم .الدول الاسكندنافيه ترفض الكثير من طلبات اللجوء. المجر والتشيك والسلوفاك وبولندا يرفضون استقبال اللاجئين بحجة رفض اسلمة بلدانهم واختلاف الثقافات والخوف من الارهاب والجريمه. ان التحرش الجنسي يعتبر جريمه واحداث كولين راس السنه وغيرها من المدن الالمانيه والاروبيه كانت احدى اكبر المسامير التي دقت في نعش الاسلاموفوبيا وكراهية المسلمين بالاضافه الى الارهاب في باريس وغيرها من المدن الاروبيه وازدياد معدلات الجريمه الوافده. الموضوع شائك وله عدة جوانب ويحتاج الى دراسه مستفيضه لكني اورد بعض النقاط لا اكثر من هذه المسأله واحاول تغطيه الموضوع باختصار. يحاول البعض اتهام الغرب وتحميلهم مأسي اللجؤ وانهم كبلدان من مسببيه خلال السنوات الماضيه بأثارة النزاعات وتهيئة الحروب والاستعمار. يطالبون من الغرب تحمل واجبهم الاخلاقي والادبي والانساني تجاه استقبال الاف اللاجئين . سؤالنا هو ماذا فعلت الدول الاسكندنافيه لاثارة القلائل والحروب والنزاعت في البلاد الاسلاميه ولماذا يجب عليها ان تقبل الاف طلبات اللجؤ. ماذا فعلت دول اروبا الشرقيه مثل سلوفاكيا والمجر وبولندا والتشيك وغيرهم للشعوب الاسلاميه حتى تتحمل اخلاقيا قبول الالاف من اللاجئين المسلمين الذين احق بهم دول الخليج والسعوديه مثيري النزاعات والقلائل والتدخلات. ماذا عن الواجب الاخلاقي والانساني والديني والاخوي من دول النفط الخليجيه الغنيهلاخوانهم من المسلمين. دول الخليج والسعوديه تخسر يوميا 3 مليار دولار نتيجة خسارتها من انتاج بيع النفط بسب تدخلاتها بسياسات الدول العربيه والتي هي اكبر مسببيها نتيجة زيادة الانتاج وتخفيض الاسعار بسب الازمه السوريه. الم تكن تكفي هذه الاموال التي تخسرها دول الخليج يوميا لحل مشكلة كل طالبي اللجؤ من المسلمين من كل الدول العربيه.الم تكن هذه الاموال وما يصرف على الحروب العربيه والنزاعات تكفي للقضاء على الفقر والبطاله في الدول العربيه. لماذا لا تقدم ايران مساهماتها بحل ازمة اللاجئين المسلمين السورين والعراقين منهم بما انها احد اركان اصل المشكله. لماذا لا تستقبل دول الخليج وايران طالبي اللجؤ من المسلمين. السؤال الاهم لماذا يرغب طالبي اللجؤ من المسلمين التوجه الى دول الغرب الكافره ولا يتوجهون الى بلدانهم. هل هناك نوايا مبيته مستقبلا وهل صحى على هذه النوايا الاروبين. هناك الكثير الكثير من الاسئله والتي لم نطرحها. لماذا يهاجر المسلمين من الدول المغاربيه وهناك ملك ورئيسان ل3 دول هي الاحق برفاهية مواطنيهم.الا يتحمل ملك المغرب مثلا واجب اخلاقي ادبي انساني تجاه ابناء شعبه. ان تفاقم مشاكل اللجؤ في اروبا ستطيح بالانتخابات بكل زعماء اوربا الذين قبلوا بقبول الالاف من المسلمين من الزعماء المعتدلين واولهم السيده ميريكيل التي تحملت نتيجة انسانيتها وسياستها تبعية قبول الاف اللاجئين وخصوصا السورين و الذين الكثيرين منهم ومن غيرهم لم يصنوا نعمة استقبالهم فأسوا لها اول قبل انفسهم . موضوع احتياج اوربا والمانيا خاصة للايدي العامله الشابه القادمه من الدول العربيه والاسلاميه وطالبي اللجوء لرفع الاقتصاد ضخم ولا نعتقد انه لا توجد بدائل من دول اوربا الشرقيه او استقدام ايادي عامله من امريكا الللاتينيه او الصين والهند هذا من جهه ومن جهه اخرى المانيا وغيرها من الدول عندهم الامن القومي والحفاظ على علمانية الدول والحس الوطني اولا و من المؤكد ستترجح هذه الكفه. اليمين قادم والعنصريه والكراهيه ستزداد نتيجة ما جناه الكثير من طالبي اللجؤ الذين اسأوا لانفسهم اولا وللدين الاسلامي ثانيا وللابرياء منهم ثالثا لان الطالح سيأخذ معه الصالح. ان صعود اليمين والفاشيه والعنصريه في الغرب من احد اسبابه هو ايضا اليمين الاسلامي قالتطرف والتشدد والتزمت والكراهيه الدينيه هي يمن ايضا ولا يمكن تغليفها بغير هذا الغلاف. ختاما لنكن موضوعين ومنصفين من اساء للجاليات الاسلاميه في الغرب؟ المسليمين انفسهم ام هذه المجتمعات التي استقبلتهم . الاجابه المختصره هي ان الموروث الديني الرافض لتقبل الاخر المختلف والحاضن للارهاب والكراهيه واختلاف الثقافات هي من اهم الاسباب.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فتاوي اللا معقول هل تلقى القبول
-
حور العين وملكات اليمين في الاسلام
-
الاسلاموفوبيا بين الارهاب والتحرش والجريمه
-
الشرق الاوسط على صفيح ساخن يزداد اشتعالا
-
السعوديه وداعش يتصارعان لاحتلال زعامة الارهاب
-
تبا لكم........عليك اللعنه
-
فشل النخب السياسيه وبقاء الله مع الجماعه
-
امستغربين ايها المسلمين صعود اليمين
-
لا اسلام معتدل لكن هناك مسلمين معتدلين
-
المسيحيون هم جزء اصيل من مجتمعاتنا
-
كن داعشيا لن تكفر..يكفي ايمانك بالله
-
هل خدش الحياء واصل البلاء سببه النساء
-
المسلمون يعبدون النبي اكثر من الله
-
معالجة الارهاب من النتائج والاسباب
-
استقالة الله من الاديان
-
على ماذا تكبرون ايها الفاشيون
-
لا تظلموا المطلقات
-
كراهية المسلمين للاخر المختلف تزداد
-
زواج الاكراه والقاصرات من يتحمل مسؤوليته
-
الازمه السوريه وتضارب وجهات النظر
المزيد.....
-
فيديو مراسم ومن استقبل أحمد الشرع عند سلّم الطائرة يثير تفاع
...
-
نانسي عجرم وزوجها يحتفلان بعيد ميلاد ابنتهما..-عائلة واحدة إ
...
-
-غيّرت قراراتنا في الحرب وجه الشرق الأوسط-.. شاهد ما قاله نت
...
-
ماذا نعلم عن الفلسطيني المقتول بالضربة الإسرائيلية في الضفة
...
-
باكستان: مقتل 18 جنديا و23 مسلحا في معركة بإقليم بلوشستان
-
واشنطن بوست: إسرائيل تبني قواعد عسكرية في المنطقة منزوعة الس
...
-
قتلى وجرحى في غارات جوية إسرائيلية في الضفة الغربية
-
أحمد الشرع إلى السعودية في أول زيارة له خارج البلاد
-
ترامب يشعل حربا تجارية بفرض رسوم تجارية على كندا والمكسيك وا
...
-
-الناتو- يطالب ألمانيا بزيادة الإنفاق على الدفاع
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|