|
كُل شيء أو لا شيء
مهند ألريكاني
الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 09:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
(كُــل شـيء او لا شـيء) في وقت ليس بالبعيد التقيت مع اصحاب لي... تبادلنا اطراف الحديث ثم سألت عن احد اصدقائنا فقالوا بلهجتنا العراقيه "يمعود وين تشوفه هذا هسه ملتهي مع والده بالبرلمان " ... ثم استطرد احدهم قائلا " بالله تتوقع هذا كان يصل هالمرحلة؟ كنا نلعب سوى وطفولتنا سوى وما كنا نتوقع هالتغيير يتغير تفكيره وعقليته!".. من ثم قلت "وليش يعني هو انسان متفوق كان ونعرفه والانسان بتغير مستمر" .. ثم عقب قائلا "ماتعرف انت مجتمعنا يا اما يشوف الكوب مليان يا ما يشوفه حتى لو نص".. نقطة انتهى ... تابع الحديث وانتهى بنا المقام نجادل حوله هذه المسالة بشيء من الجدية والهزل..
ربما انتهى ذلك الحديث.. لكنه لم ينتهي بالنسبة لي وابقى على جدلية كبيرة في مجتمعاتنا .. للاسف هم ينظرون للانسان نظرة حديه "اما" "او".. الحياة الإنسانية عالم من المتصلات .. البعض لا يدرك ان الانسان يمر بتغيرات كثيرة بعضها قد تُلهِمُهُ لعمل شيءٍ ما .. بعضها قد تُحرك فيه طاقاتهُ ومواهبهُ ... بعضها قد تترك فيه اثرا لا يستطيع الخروج منها الا بدرسا ما ... بعض هذه الظروف قد تجعلهُ اكثر نضوجا واكثر خبرة تواقا للتغيير ... وهكذا نشأت اغلب الشخصيات العالمية ... لم يولدوا من بطون امهاتهم وهم قادة او علماء او مفكرين ... كانوا ايضا شبان مراهقين مروا بتجارب كثيرة الى ان نضجت افكارهم وشخصياتهم وهناك العديد من الامثله ... للاسف اليوم "بعض" مجتمعاتنا لا تستوعب هذه الامور .. يريدون ان يكون الشخص افلاطونيا مثاليا لكي يُقبل منه .. لكي يوافقون عليهِ.. يريدون ان يكون كل شيء او لا شيء..يتبادر الى ذهنهم الرجل الحكيم ذلك الراهب الجالس في الدير منقطع عن الحياة ... ان تكون ناجحا مؤثرا لا يعني بالضرورة ان تكوني مثاليا في كل شيء ... لا يعني ان تكون جديا دائما مع كل شيء .. لا يعني ان تنقطع عن الحياة ومرحها وشقائها .. لا يعني ان تولد مثاليا طول حياتك .. ان تولد عالما او مفكر او اقتصاديا لكي تكون كذلك .. ربما تكون لا شيء يذكر ولا يعرفك الاخرون .. ربما ينظر الاخرون لما تفعل بعين السخرية والاستهزاء وعين اليأس ولسان حالهم يقول "الناس وين وانت وين" .. لكن كل ذلك لا يهم ابدا دائما الثبات على المبدأ وعلى ارائك وما تراه صحيحا وما تقرره هو الاهم وهو الذي سيحدد الكثير من الامور ...
ربما بعض من حولك تعود ان يراك اصغر شأن منه.. اقل شخصيه وعقليه.. لهذا دائما ما يتعامل مع ما تفعله ما تكتبه ما تقوله بعين الصغر ونوع من السخرية والمزح .. ولا يأخذهُ على محمل الجد .. لانه احيانا ان كنا صادقين مع انفسنا سنجد انه "احيانا" لا يروق في عين الانسان ان يرى قرينا له متفوقا عليه .. انه يعد نفسه محط الانظار فاذا وجد غيره صار محط الانظار بدلا منه شعر بالحسد له ونسب الى الناس الظلم او العاطفة الخبيثة وود ان يحتقره وينزله من مقامه .. وهو "قد" يكره كل من يشيد بذاك القرين فينتقص منه .. وهذه طبيعة البشر .. فهو في احيانا كثيرة يرى ان اصدقائه اقل منه شئنا ولكن في حين قد يرى اخرين لا يعرفهم هم اعلى مقاما لان لهم تأييد اكثر وقد لا يكون بمقامه حتى ... وهذه جدلية لا تنتهي فهي من طبائع البشر ...
لذا الاهم ان تعلم ان الناس يولدون عاديين ونسبة 0.1% قد يولدون عباقرة لذا فمجمل البشر صفاتهم تُكتسب من محيطهم ... فالانسان مجبول ان يتغير ويتقلب وهو من سيختار نحو الافضل او نحو الاسوء ... والاهم من هذا كله ان يبتعد الانسان كثيرا عن التأثر بكلام الساخرين والنظر بكلام الجادين المعروفين اصحاب الراي وان يكون له رأيه وعقله وشخصيته ومبادئه فهي من تحدد كيانه المستقل فمن لا يملك لنفسه رؤية واهداف وشخصيه وطريقة تفكير وعقليه لا يلوم حاله ان اصبح مستقبلا ضمن مخططات الاخرين ... اما كلام الاخرين فلا تبالي له ... فهم لا ينتهون في كل زمان ومكان ..
صدقني احيانا " ان لم تبدو الافكارغريبة في بدايتها فاحتمال نجاحها ضعيف".. وهذا يذكرني بعدد من قصص نجاح الشخصيات العالمية الكثيرة من لاشيء الى كل شيء ومن سخرية الناس من افكارهم قصة فريد سميث صاحب ومؤسس شركة فيدرال إكسبرس fedex الذي سخر استاذه من مشروعه في السنة الاخيرة في الجامعه وحكم عليها بالفشل ولكن اصر عليه الى ان اصبح الاشهر عالميا ..
#مهند_ألريكاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-ساعد نساء سعوديات على الفرار وارتد عن الإسلام-.. صورة ودواف
...
-
ماذا تكشف الساعات الأخيرة للسعودي المشتبه به قبل تنفيذ هجوم
...
-
الحوثيون يعلنون حجم خسائر الغارات الإسرائيلة على الحديدة
-
مخاطر الارتجاع الحمضي
-
Electrek: عطل يصيب سيارات تسلا الجديدة بسبب ماس كهربائي
-
تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل ق
...
-
الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة ويستهدف مستشفى كمال عدو
...
-
اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق
...
-
مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|