شوقي سالم جابر
الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 17:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثار تصريح رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج اللغط والجدل بإفصاحه أن أجهزة الأمن الفلسطينية أحبطت 200 عمليه ضد إسرائيل.
ذلك التصريح جاء في لقاء صحفي مُريح, وليس أمام لجنة تحقيق, أو خلال استجواب من المجلس التشريعي, ولم يتم تسريب وثائق من مكتبة لجهات المُعارضة, وكان بإمكان اللواء فرج تجنب هذا التصريح, وهو يعلم ما سيجلبه له من انتقاد الشارع, بينما هو من المرشحين المحتملين لخوض الانتخابات المقبلة, وبالتالي هو بحاجة لإرضاء وجلب الناخبين.
تلك المُقدمة تكفي لنفي أن يكون تصريح اللواء فرج, للاستهلاك المحلي.
وإذا اعتقدنا بأن شخص كماجد فرج, لا يمكن أن يقول قولاً عبثياً - ويُعرف عن الرجل قلة الكلام - فباعتقادي أن التصريح كان للتصديرالخارجي وليس للاستهلاك المحلي ومما يُعزز إعتقادي, ما يلي:
1- جاء التصريح بينما كانت إسرائيل تحقق مع خليه مُقاومة, أحد أعضائها ضابط في المخابرات التي يترأسها فرج, لتُعلن إسرائيل بعد تصريح فرج بأيام عن اعترافات الضابط المذكور, وتلك الحالة ليست استثناء على الأجهزة الأمنية التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين, وتعرضت للتنكيل وهزّ صورتها من قبل الإحتلال, واللواء الشوبكي الذي رفضت إسرائيل إخراجه ضمن صفقة شاليط رغم شيخوخته, خير شاهد ودليل.
2- في ظل زخم الإنتفاضة في مناطق نفوذ السلطة المرتبطة باتفاقيات دولية صارمة تحدد طبيعة العلاقة بينها وبين الإحتلال, فإن السلطة مضطرة لشرح أنها تقوم بالتزاماتها الدولية.
3- السلطة في مناطق نفوذها تتصرف -كأي سُلطة في العالم- باعتبارها صاحبة قرار السلم والحرب.
4- استمرار العمليات ضد الإحتلال ومنع أُخرى, يُظهر أن السلطة تمتلك القدرة على توجيه الإنتفاضة وفق خطة غير مُعلنه.
5- يبدو أن تصريحات فرج مُنسجمة مع القانون والنظام والدور الوظيفي, ذلك وأن أحداً لم يُقدم شكوى قانونيه ضده في المحاكم.
6- وكأن فرج يقول إن مقتل عشرات الإسرائيليين في هذه الإنتفاضة, كان يُمكن للعدد أن يكون بالمئات لولا جهود السلطة.
7- إن بقاء السلطة الفلسطينية مرهون بإتقان لعبة الدور الوظيفي والسلوك الثوري.
يبقى كلامي أعلاه في إطار مُحاولة التفسير وليس التبرير.
#شوقي_سالم_جابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟