ما الذي ينتظر روحاني في اوربا ؟؟(2-2)

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما الذي ينتظر روحاني في اوربا ؟؟
(2-2)
اوربا تستقبل روحاني بالاحتجاجات الشعبية على زيارته
تقرير - صافي الياسري
المتابعون للشان الايراني يجمعون على ان زيارة روحاني لاوربا التي تاتي اثر قرار رفع العقوبات عن ايران على وفق الاتفاق النووي النهائي الذي وقعته مع مجموعة الستة ،انما تاتي استثمارا لهذا الاتفاق ،وانهاء عزلة ايران ،ولاسباب اخرى ذكرناها في الحلقة الاولى ،لكن ما يثير الشكوك في نجاح هذه الزيارة في تحقيق غايتها هو معرفة الاوربيين بملفات ايران الكالحة في مضامير حقوق الانسان وعدم مصداقية وعودها وتنفيذ التزاماتها والرفض الشعبي لهذه الزيارة فالاوربيون يعتبرون روحاني جلادا قمعيا دمويا على خلفية الاعدامات الكارثية التي نفذت في عهده ،كما انه متهم حتى في داخل ايران بالمبالغة في قيمة الاتفاق النووي مع الغرب ،وفي هذا الصدد شن الملا عابديني ممثل الولي الفقيه الرجعي في قزوين خلال صلاة الجمعة للنظام يوم 22 كانون الثاني 2016 هجوما على الملا روحاني قائلا: ”إن المبالغة في الإتفاق النووي والمفاوضة مع أميركا وصلت إلى حد وصف الاتفاق معها و كأنه فتح الفتوح وهناك البعض يبتهجون ببسمة أميركا وهذا يعد سذاجة”.
وأضاف أن ”الإستكبار شرس يقتلنا إن وجد الفرصة وهل من الصواب أن نعيد هؤلاء المستبدين إلى البلد ونقول لهم إننا أخطأنا ونريد بناء علاقات صداقة معكم؟”
في حين بعثت مجموعة من السجناء الايرانيين السياسيين في سجن جوهردشت رسالة إلى البابا فرانسيس عشية زيارة روحاني للفاتيكان يذكرونه فيها بصلب عيسي المسيح ( ع ) على أيدي الكهنة والفريسيين و وصفوا حكام إيران بأنهم نفس الكهنة والفريسيين الا انهم هذه المرة في زي الروحانية الاسلامية وطلبت المجموعة من الحبر الأعظم رفض لقاء حسن روحاني .
وجاء في جانب من الرسالة :
بالتأكيد لاحاجة للايضاح أن أشخاصا من أمثال «حسن روحاني » الذي كان في مناصب أمنية و رقابية منذ سنوات و في نهاية المطاف في منصب «سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي» متورط في جميع هذه الكوارث وحاليا تحت تسمية رئيس الجمهورية في هذه المرحلة ثبت سجلا مليئا بألفي إعدام لمواطني بلده...و كون هؤلاء الـ 2000 مسلمين فتصوروا كيف يتعامل مع غير المسلين و الأقليات الدينية والمسيحيين؟؟!
نحن السجناء في أعماق السجون نطالب البابا بعدم قبول ذلك «المتاجر بالدين والمتظاهر بانه عالم دين» وبهذه المبادرة تضعون بلسما على القلوب المجروحة والمتألمة للشعب الإيراني . رعاكم الله –جمع من السجناء- سجن جوهر دشت في مدينة كرج- 24كانون الثاني /يناير2016
وسيواجه روحاني في اوربا نفس الموقف من الاتفاق النووي باوجه اخرى ،وقد صدم لتصريحات المرشحين الاميركان للرئاسة وموقفهم من الاتفاق النووي الذي يعول عليه لبناء علاقة من نوع جديد مع اميركا والغرب بعامة حيث قالوا انهم اذا ما وصلوا سدة الرئاسة فانهم سيمزقون الاتفاق وتنقل الوكالات العالمية انه وقبل أسبوعين فقط من بدء أول تصويت في الانتخابات التمهيدية في السباق الرئاسي الأميركي، قال المرشحان الجمهوريان تيد كروز ومارك روبيو إنهما سيمزقان الاتفاق النووي ويبدآن من جديد، على أساس قناعتهما بقدرة الولايات المتحدة على إقناع الحلفاء الأوروبيين بإعادة فرض العقوبات. وقالت فيكتوريا كوتس مستشارة كروز للسياسة الخارجية: «سيكون على الأوروبيين أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون التعامل مع الاقتصاد الإيراني أو الاقتصاد الأميركي».
وذلك خيار حاد وجازم ان فرض على الاوربيين ستكون الخاسرة فيه ايران بشكل مؤكد ،بدوره، قال جيب بوش حاكم فلوريدا السابق، لمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك: «يمكنني القول إن إيران التي تتخذ وضعًا عدائيًا في المنطقة، وتنظيم داعش، هما الخطران اللذان علينا أن نتعامل معهما».
وفي اميركا اللاتينية ، وتزامنًا مع رفع العقوبات عن إيران، سادت حالة قلق بين دول أميركا اللاتينية من مساعٍ إيرانية للتغلغل في القارة. وطالب نائب في برلمان باراغواي وزارة الخارجية في بلاده بأن تستفسر من نظيرتها في بوليفيا حول تقديم إيران تقنيات نووية للأخيرة. ومما زاد حالة القلق إعلان بوليفيا عن إقامة مركز للأبحاث النووية بتمويل خارجي كبير من امؤكد انه قادم من ايران ، فضلاً عن وجود نحو 150 دبلوماسيًا إيرانيًا في بوليفيا، وهو ما تعدّه دول المنطقة عددًا كبيرًا وغير مبرر.
وفي بريطانيا أصدر اللورد كن مغينس عضو مجلس الأعيان البريطاني رسالة عن زيارة الملا روحاني إلى أوروبا أورد فيها: ”ليس روحاني معتدلا ودعوتنا لزيارته إلى أوروبا تبعث على الأسف جدا”
وأشار اللورد إلى تصاعد الإعدامات وجرائم النظام في عهد روحاني مؤكدا أن موضوعات من قبيل التعذيب والإعدام لا يجوز تجاهلها خلال مجيء الملا روحاني إلى اوروبا و” لا شيء يؤكد على نفع زيارة روحاني”.
وفيما جزم اللورد مغينس بالدعم الموسع لنواب كلا المجلسين البريطانيين المقدم للمجاهدين الأشرفيين المحتجزين في ليبرتي ، ناشد بتوفير الحماية لهم ورفع القيود اللا إنسانية عنهم.
كما اوردت الاخبار من باريس دعم جان فرانسو لوغاره عمدة المنطقة الاولى لباريس للتظاهرضد زيارة روحاني لباريس وإصدار بيان، لحملة ” لا للإعدام في إيران” و”ضد التطرف تحت غطاء الإسلام” فيما دعا إلى المشاركة في المظاهرات التي ستجري يوم غد الخميس 28 كانون الثاني 2016 في ساحة دان فر روشرو بباريس ضد زيارة الملا روحاني إلى فرنسا.
وفيمايلي نص البيان :
عشية زيارة مرتقبة لحسن روحاني إلى فرنسا يوم 28 كانون الثاني 2016، فإني أناشد الجميع للتضامن مع حملة ” لا للإعدام في إيران وضد التطرف تحت غطاء الإسلام”
كذلك أدعوكم جميعا للمشاركة وتقديم الدعم للتجمع والمظاهرات التي ستنطلق في 28 كانون الثاني 2016 بباريس.
إني قلق جدا من التزايد غير المسبوق لحالات الإعدام في إيران حيث تم إعدام أكثر من 2000 شخص منذ أغسطس 2013 عندما أمسك روحاني زمام الحكم. كما قتل 71 لاجئ في مخيم ليبرتي في العراق من قبل عناصر النظام الإيراني.
وفي الشهر الماضي طالب 300 رئيس بلدية فرنسية بتوقيع بيان بوقف الإعدامات في إيران وإني أطالب الرئيس فرانسوا هولاند بأن يجعل العلاقة مع النظام الإيراني مشروطة بالكف عن الإعدامات في إيران واحترام حقوق الإنسان.
جان فرانسوا لوغاره
عمدة المنطقة الـ 1 بباريس

الى ذلك وفي ذات السياق كتبت وكالة انباء رويترز في 25كانون الثاني /يناير2016 تقريرا بشأن زيارة الملا روحاني لأوروبا تقول إنه: « بعد مرور اسبوع على رفع العقوبات أكدت السلطات الفرنسية والإيطالية أنها لا تتوقع توقيع اي عقد خلال زيارة روحاني. كما أكد مصدر تجاري في باريس أنه لا يتوقع توقيع اي عقد اثناء زيارة روحاني لباريس».
وكتبت رويترز تقول أن معاناة المسيحيين في الشرق الأوسط وموضوع انتهاك حقوق الإنسان من المحتمل أن يناقش روحاني بشأنهما. كما عارضت الفاتيكان بشدة وتيرة الإعدامات المتزايدة في عهد رئاسة روحاني. وأكد مسؤول سابق لحقوق الإنسان للأمم المتحدة في العراق طاهر بومدرا أن الدول الأروبية تتقاطر إلى طهران الا أنها تفعل ذلك سعيا وراء مصالحها التجارية والإقتصادية القصيرة المدى وتتاجر من أجلها بحقوق الانسان..
واحتجاجا على زيارة الملا روحاني الى ايطاليا وللتنديد بالانتهاك المتزايد لحقوق الانسان في ايران، اقيم مؤتمر في مكتب الحزب الراديكالي الايطالي نظمته جمعية لا تمسوا قابيل الانسانية.
وشارك في المؤتمر كل من جوليو ماريو ترتزي وزير الخارجية الايطالي السابق وماركو بانلا رئيس الحزب الراديكالي و اليزابتا زامباروتي الرئيس المشترك للجنة أصدقاء ايران حرة في ايطاليا عضو لجنة مناهضة التعذيب في المجلس الاوربي وسرجيو دليا سكرتير جمعية لا تمسوا قابيل الانسانية وجمع آخر من أعضاء الحزب الراديكالي وعدد من المواطنين الايطاليين ومناصري المقاومة الايرانية.
واستعرض المتكلمون سجل أعمال الملا روحاني بما فيها الاعدامات المتزايدة خاصة اعدام المراهقين والقصر والنساء وأتباع سائر الديانات والمذاهب والقوميات المختلفه في ايران منددين بقمع النساء والصحفيين.
ونوه المؤتمر الى عدد الاعدامات المتزايدة في ايران في عهد الملا روحاني الذي زاد على ألفي حالة اعدام وأعطى نماذج من أعمال التعذيب الهمجي من قبل جلادي النظام والعقوبات الوحشية والرقابة على الانترنت مطالبين بوضع الاعدامات و انتهاك حقوق الانسان في ايران في صلب المواضيع المندرجة للبحث بين السلطات الايطالية مع ممثلي النظام واشتراط أي تعامل مع النظام بتحسين وضع حقوق الانسان في ايران.
وكانت للمؤتمر أصداء واسعة في وسائل الاعلام الايطالية حيث بثت القنوات التلفزيونية (1و2و3و5و8) الايطالية تقارير عن المؤتمر ووضع حقوق الانسان في ايران.
كما نشرت صحف كورير دلاسرا وايل مانيفستو ووكالة أنباء آنسا الايطالية أخبار عن وقائع هذا المؤتمر .

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات