أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد عبد المجيد - الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!














المزيد.....

الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 02:46
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!
سيدي الرئيس
سادتي القضاة
شيوخنا الأفاضل
دعاتنا الكرام،
ما الذي جعلكم تنتظرون كل هذه الفترة لتحكموا على الحُرمة(!) فاطمة ناعوت بثلاث سنوات فقط؟
ألم تسمعوا عن جرائمها؟ إنها تكتب الشعر، وتختلط بالرجال، وتكشف وجهها، وتكحــّــل عينيها، وتقرأ روايات إباحية عن الحب والغرام والولــَـه والصبابة.
إنها تسافر لشرم الشيخ تدعو السائحين الفُــجـَّــار للعودة إلى مصر!
إنها ترتكب أم الجرائم فهي تفكر، وتقرأ القرآن الكريم ممعنة في تفسيراته بدلا من أن تترك ذكور قومها يفسرونه!
إنها تؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، وكذلك المساواة بين المسلمين والأقباط، فكيف تتركونها حرة تؤثر في عقول الناس!
إنها تحب الموسيقى، وتسمع الكلاسيكيات الكافرة، وتنتشي بسوناتا بيانو وفيولين لبيتهوفن، وتغمض عينيها وهي تسبح في موسيقى رحمانينوف وموتسارت وإدفارد جريج، وقد تمادت في غيها وكفرها وزعمت أنها تحب الباليه!
إنها تلقي محاضرات وتنظم ندوات فيسمع الرجال صوتها، وتشاهدها عيونهم الماكرة والشهوانية، بل تصافح الرجال فينتفض الشيطان من مجلسه ليعلن انتصاره.
إنها تنافس الرجال في عالم السياسة حيث أجمع علماؤنا الأفاضل أن مكان المرأة البيت، لا تخرج إلا للقبر أو بيت زوجها، فإذا بها بكل كراهية للإسلام تتحدث عن حقوق المرأة وأموالها وحريتها وثقافتها وتعليمها.
فاطمة ناعوت يرق قلبها للخروف، ولا تستطيع أن تشاهد ديكاً يُذبح كما يشاهد الإسلاميون أطفالا ونساء ورجالا تقطع أيديهم وأرجلهم.
فاطمة ناعوت تستخدم عقلها في فهم آيات القرآن الكريم السامية في وقت تعج فيه الأمة وتكتظ وتتكدس بآلاف العلماء، فتأتي امرأة عورة وتجادلهم وتناقشهم.
قضاؤنا لا أحد يعترض عليه فنحن اخترناه بمحض إرادتنا كما قالت أماني الخياط، وهو القضاء العظيم الذي أفرج عن مبارك وولديه وحبيب العادلي وصفوت الشريف وزكريا عزمي وأحمد فتحي سرور، بل إنه حكم بالإعدام على أكثر من 1500 شخص في بضعة أيام.
فاطمة ناعوت تظن أن أنثىَ يمكن أن تتفوق على رجل، رغم أن أكثر أهل النار من النساء.
فاطمة ناعوت تكره التيارات الدينية المتطرفة، وعلى رأسها الاخوان وداعش والتيار السلفي، لذا كان ينبغي الحُكم باعدامها.
فاطمة ناعوت يجب ان تكون عبرة لمن تسول له نفسه الاقتراب من زبيبة أو لحية أو نقاب أو منبر أوشيخ أو تعاكس تفسيرا غير الذي أُلقيَ في أذنيها، أو تتشبه بالرجال فتقرض الشعر، وتتظاهر، وتعتصم، وترفع راية الوطن، وتزعم أن الله رب قلوب
فاطمة ناعوت أخطأت فظنت أن الرئيس سيقوم بحمايتها، واعتقدت أن الدستور يقف مع الفكر والمنطق والموضوعية والعدالة والمساواة، فإذا بكل هذا يتهاوى في لحظة واحدة تماما كما تهاوت مطرقة العدالة عندما قرأ القاضي مئة وتسعين ألف صفحة تدين مبارك وابنيه وحبيب العادلي وصفوت الشريف وأحمد فتحي سرور وزكريا عزمي فحكم بتبرئتهم.
فاطمة ناعوت تثير الرجال الطيبين الضعاف أمامها، ويتهافتون على صورها وكتاباتها وحواراتها بحجة المتابعة النقدية، لكن أعينهم تكاد تقفز من رؤوسها.
فاطمة ناعوت تناهض الطبيعة فتشفق على أرنب، وتبكي على عصفور، وتدمع عيناها على كلب أعرج، ويغرقها دمع غزير على جنود مصر الشهداء، فتكتب لهم وعنهم ومنهم، فيغضب القضاء والرئيس والبرلمان والشيوخ والدعاة ، فهذا إزدراء للأديان.
فاطمة ناعوت تقوم بزيارة شركاء الوطن الأقباط في كنائسهم ومعابدهم لتوسيع رقعة التسامح، رغم أنهم أهل ذمة وكفار ولا يدفعون الجزية وهم صاغرون.
فاطمة ناعوت قتيلة الحب الوطني، ونحن في دولة ساهم في وضع دستورها من يحتقر العــَــلــَــم المصري، ويرى النشيد الوطني معزوفات الشيطان، ومع ذلك فهم يحظون باحترام القضاء والرئيس والإعلام.
فاطمة ناعوت قامت بتعريتنا جميعا، وإثبات أننا رضعنا النفاق مع حليب أمهاتنا، وأن كل مصري داعشي منذ أن كان حيوانا منويا يسابق الريح فيخصب بويضة وهو يمسك السكين بيساره، ويرفع أربعة أصابع بيمينه.
اقتلوا فاطمة ناعوت فهي امرأة تتطهر بالعقل، وتتوضأ بالشعر، وتستحم بحروف ضادها الجميلة، وتحارب من أجل وطنها، فإذا بوطنها يسدد لها لكمة تجعل الغوغاء يثورون (من الثيران ) ويــُــثارون ( من البورنوجرافية الدينية )، ويثأرون ( من الفكر الدموي)!
جريمة فاطمة ناعوت تهتز لها السماوات والارض، فهي تحب الله والوطن والتسامح والسلام، فــانصبوا لها ولمحبيها محاكم التفتيش في كل مكان.
كل من يتخلىَ عن فاطمة ناعوت في هذه اللحظات كمن يمزق خريطة مصر ويلقي بها لتماسيح سد النهضة، أو كمن يستبدل بالعربية العبرية، أو كمن يطلب من الأزهر تدريس خطب الخليفة أبي بكر البغدادي.
فاطمة ناعوت، سامحينا فنحن غزاة الوطن والدين! سامحينا فنحن لم نبدأ بعد رحلة التعرف على الله.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 27 يناير 2016 .



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مصرُ ماتزال عربية؟
- خرافة نسخ الثورة!
- الديمقراطية البيضاء و.. الاستبداد الأسمر!
- باريس لا تحترق!
- تنشيط أمْ منشطات؟ الرقص في شرم الشيخ!
- عقولنا ألسنتنا ..الرجم في الحالتين!
- إعادةُ تصنيع الزمن الجميل!
- نور الشريف .. مرة أخرى!
- رحيل سوّاق الأتوبيس!
- رسالة عشق لميدان!
- مراجعة مؤقتة لموقفي من الأردن!
- إذا كنتم تحبّون مصرَ فقاطعوا صحافتَها!
- من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!
- البراءة لمدة عشرين عاماً!
- اضحك فرئيسك يبتسم!
- الصراخ وحده لا يكفي!
- عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!
- الإعلاميون الأُذُنيّون!
- المشهد الجديد لدولة الإمارات!
- الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد عبد المجيد - الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!