مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 14:28
المحور:
الادب والفن
مسح ضوئي
منعطف..في الرواية العربية
مقداد مسعود
القاسم المشترك بين الروايات الثلاث هو توظيف ذلك المزيج من التاريخ والاسطورة في وعاء أنيق من شعرية المسرود ،هذا مافعله نجيب محفوظ في رائعته ( أولاد حارتنا )،لكن المفكرة والروائية نوال السعداوي ،ترى في (أولاد حارتنا ): التاريخ الذكوري للبشرية * وبعد ستين عاما على اسطرة محفوظ سيجترح اسماعيل فهد اسماعيل ، اسطرة من طراز خاص لمحنة الانسان ، على الارض وبحجم ورقي اقل ، ولقد اتعظت تجربة اسماعيل ،من الدرس الروائي الذي انجزته عبقرية محفوظ ، كما استفادت من المنجز الذي قطعته الرواية العالمية خلال أكثر من نصف قرن . وحتى لاتصبح تجربة اسماعيل .ف. اسماعيل : محض ظل او صدى فقد أجترحت رواية (عندما يكون رأسك في طريق وأسمك في طريق ) منحى جديدا، فالرواية ليست جديدة من ناحية الاصدار ،بل من خلال فعل التروية ومبادرتها بحراثة المفهوم الروائي المتداول والحث على تقويضه ومأسسة خطوة عذراء روائيا .. وعلى جانب الشخوص فلأنثى حضورا الفاعل لا الثانوي ..لكن البطولة المطلقة للأنثى ستكون في رواية مها حسن (تراتيل العدم) فروايتها دعوة الى تأنيث العالم ،ولم يكون خطاب الدعوة ايدلوجيا ، بل فنيا من اتصاليات تسموية بين الاصل / الفرع .. نلاحظ ان مؤثرية أنثوية الحكي انتجت من الذكر(حرز) كائنا آخر بصيغة حكائية شاركن النسوة كلهن في صناعته وبشهادة السارد..(تفاوتت مصادر القص حوله ،حبكت نسيج تكوينه ...نساء تعارضت معلوماتهن وتفاوتت مقدرات القص لديهن مابين امرأة متقصدة ،لاعن حسن نية نقل معلومات ،، تحذيرات ،، عبر الحكاية وأخرى ، امرأة عم ، هدفت التقصي الموضوعي لحالة الحكي وأم تدعو حكايتها الى التصديق ،لا لأنها أم فقط، بل لدهشة الحكاية ، وجدة فاقت مقدرتها في توليد الصبي / القائد / من الحكاية 111)..وفي الوقت نفسه ان هذا الكائن النصي / الحكائي / المنتوج بالتشارك السردي : بطولته الحكائية (لأنه خرج من الحكاية /112) لكن حرز سيكون ثابتا / متحركا وهو الصورة الخلفية الكبرى ، و نقطة دائرة الرواية.. ولأن أرض خشيت على ذرية أولادها، من الانذار فقد (حصنت حرز باسمه ،مانعة عنه صيغة ذاكرة تلك الصيغة التي تلتها المرأة التي لاتظهر في العمر سوى مرة احدة233) وحرز وبشهادة أمه أغماء ..(ليس كائنا طبيعيا ..نصف بشري ونصفه الآخر 240)..كل رواية من الروايات الثلاث اشتغلت تاريخنا البشري ، وأضاءت عتمات حيواتنا حسب اجتهاد تجربتها المعرفية والفنية ..ولنجيب محفوظ خطوة الريادة واتساع شعبية (أولاد حارتنا)..
*عمود صحفي أسبوعي/ طريق الشعب / 26/ كانون الثاني / 2016
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟