.. يقول البعض ، كيف تقول أن 25 يناير هى نكسة .. بينما لولاها لما قامت ثورة 30 يونيو .

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يبدو ان هناك اصرار من الكثير على الاستمرار فى تخريب هذا الوطن فكل المؤشرات التى انطلقت فى ذكرى نكسة 25 يناير 2016 فى وسائل الاعلام والصحف الخاصة تدعو الى التشاؤم وليس التفاؤل السيد رئيس الجمهورية يلقى خطاب فى مناسبة عيد الشرطة المصرية وذكرى نكسة 25 يناير وهو يصرح انة لولا خروج ثورة 25 يناير عن مسارها لما قامت ثورة 30 يونيو لتصحيح هذا المسار ...
ربما اضطر السيد رئيس الجمهورية ان يقول ذلك بسبب ماتم وضعة فى ديباجة الدستور المصرى وهو الاعتراف بأن 25 يناير هى ثورة مجيدة فإذا خالف ذلك السيد رئيس الجمهورية فهو يخالف الدستور ..ليس هذا فحسب بل ان اعتبار ان 25 يناير هى نكسة كان يجب على السيد رئيس الجمهورية تقديم كل اعضاء المجلس العسكرى السابق لمحاكمات عسكرية بتهمة الخيانة العظمى للوطن ..وهو ما كشفت عنة بعض القضايا مثل قضية تزوير الانتخابات الرئاسية بين الفريق احمد شفيق والمدعو الاخوانى مرسى العياط ..واقول واكرر ان لم يتم الاستفتاء على الدستور واعادة صياغتة لان كل من شارك فى وضعة هو بهدف اسقاط الدولة المصرية وتقليص صلاحيات الرئيس وهذا يعنى ان المؤامرة على مصر مازالت مستمرة ..واعتقد ان الجميع سيدفع الثمن باهظا بعد ان رأينا بداية التطاول مرة اخرى على المؤسسة العسكرية فى الاعلام الخاص والتطاول على رموز ثورة 30 يونيو والاصرار للعودة لنكسة 25 يناير بإعتبارها ثورة مجيدة ..ولكن ماذ لو نجحت نكسة 25 يناير وسيطر الاخوان المسلمين على كل مفاصل الدولة ماهو تقيمكم الوطنى لهذة الثورة . يقول البعض ، كيف تقول أن 25 يناير هى نكسة .. بينما لولاها لما قامت ثورة 30 يونيو .. ولما أطاحنا بإمبراطورية الإخوان المسلمين الإرهابيين .. ولظلوا فى نظر الشعب المصرى والعالم أنهم الفصيل المضطهد والمظلوم بسبب إخلاصهم للإسلام وحرصهم على نشر الدعوى ..
** يقول البعض الأخر .. لولا 25 يناير ما إستطعنا معرفة المر والحنطل من الحلو والعسل ، ولما فرزنا القبيح من الوسيم ، ولما عرفنا العدو من الصديق ، ولما إكتشفنا حقيقة أمريكا وحلفاءها أو حقارة قطر وأردوغان .. هذه النكسة هى التى أفرزت كل ما هو قبيح ومتآمر وخائن لهذا الوطن ..
** نعم .. أتفق مع كل هؤلاء فيما ذهبوا إليه ، ولكن يبقى شئ واحد .. ماذا لو نجحت نكسة 25 يناير ، وفرضت نفسها كثورة وواقع وإستمر حكم الإخوان .. أعتقد أن الإجابة معروفة .. فعلينا أن ننسى أن هناك وطن ، وعلينا أن ننسى تاريخنا ، وعلينا أن ننسى أهلنا وأحبائنا ، لأنه كان من أهم مبادئ ثورة 25 يناير هى إسقاط الجيش المصرى .. وإلغاء وزارة الداخلية .. وطرد الأقباط من مصر وتهجيرهم وهدم كنائسهم لإقامة دولة الخلافة الرشيدة ..
** كان من أهم مبادئ ثورة 25 يناير .. جعل النساء سبايا وإطلاق حرية النكاح بإسم الجهاد الإسلامى ، وتحويل مصر إلى قبائل ومحافظات مستقلة يحكمها عصابة الإخوان وتساندهم أمريكا .. وهدم الأثار مثلما حدث فى أفغانستان ، وإلغاء الفن وإقتصاره على فن الجاهلية بعد نشر فتاوى عذاب القبر .. إلخ .. إلخ ..
** كان من أهم مبادئ ثورة 25 يناير .. فرض الحجاب على كل المصريين ، فلا يجوز أن تخرج فتاة أو سيدة سافرة حتى لو كانت مسيحية أو تنتمى للديانة البوذية ، بل عليها أن ترتدى الحجاب ، مع نشر النقاب والشادور ..
** كان من أهم مبادئ ثورة 25 يناير .. طمس وإلغاء التاريخ المصرى وحرق تاريخ مصطفى كامل ، وأحمد عرابى ، وسعد زغلول ، وجمال عبد الناصر ، وأنور السادات ، وحسنى مبارك .. وإعتبار أن ثورة 23 يوليو 1952 هى إنقلاب على الحكم .. وربما يقصدون الإخوان وسيعيدون إعتبار أن سيد قطب شهيد وليس قاتل ، وأن حسن البنا هو محرر مصر من الإنجليز والكفار ، وأن أخر مرشد للإخوان محمد بديع هو أية الله بديع على الأرض المصرية وأن يرتبط إسمه بذكر الله .. وتوضع نصوص فى التاريخ تحول اللصوص إلى أبطال ، فتكتشف أن محمد مرسى العياط كان صاحب نصر أكتوبر 1973 .. وأن سعد الكتاتنى هو أكبر فقيه قانونى فى العالم ، وله مراجع تفوق إبن سينا وإبن بطوطة ، وأن محمد البلتاجى هو قائد الجيش المصرى ، وصفوت حجازى هو مفتى الديار المصرية ، وأن مهدى عاكف هو إحدى أولياء الله الصالحين ، ويتم عمل مزار له فى مسقط رأسه بعد بلوغه سن التقاعد فى الجماعة ..
** وبالطبع سيتم حرق شرائط العملاقة الراحلة أم كلثوم ، وإعتبارها فاسقة ، وحرق شرائط الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ، وفريد الأطرش ، ونجاة الصغيرة ، وشادية ، وفايزة احمد ، والفنان الشعبى محمد رشدى ، والمونولوجيست شكوكو .. وغلق ملف الفن المصرى ، ومحاكمة الفنانة سمية الخشاب ، والفنان عادل إمام ، ويسرا ، وفاتن حمامة ، والراحلة هند رستم ملكة الإغراء فى مصر ..
** وهكذا .. لا ننسى الكتاب الذين توجه أقلامهم لصدور الإخوان .. فعليهم أن يعلنوا التوبة ، وإستغفار ربهم حتى يمكنهم مواصلة الكتابة أو إعدامهم ..
** ولا تنسوا هدم القضاء ، وتفعيل دور جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى كان سيتولاها المرحوم حازم أبو إسماعيل ، وسيتم إعدام كل القضاة إلا التابعين لجماعة الإخوان المسلمين ..
** هذه هى الصورة إذا نجحت 25 يناير ، وتحقق حلم الإخوان فى البقاء فى السلطة وتمكينهم من هدم الدولة .. فهل يجوز إعتبارها ثورة .. ثم يطالب البعض الحفاظ عليها ، والبعض الأخر المريض نفسيا يعتبر أن 30 يونيو 2013 هى موجة أخرى لثورة 25 يناير ..
** نعم .. هذه هى الحقيقة .. وهذا هو الحصاد المر لنكسة 25 يناير .. فأعتقد أن أخر هذا الحصاد هو لاعب السيرك "حمدين صباحى" والذى تصور أنه سيحكم مصر فى ظل وجود بعض الهلافيت من أنصاره وبعض العاطلين بعد أن وعدهم بالإقامة فى القصور ، وإقتناء الفيلات فى المنتجعات السياحية بعد طرد أصحابها ..
** أعتقد أن أخر مرحلة فى نكسة 25 يناير اذا اعتبرناة نكسة بعد هذا السرد هو حمدين صباحى ومعه كل أعضاء حملته . وكشف القناع عن رجل الأعمال نجيب ساويرس ، ومحمد الأمين ، وأبو هشيمة ، والسيد البدوى ، ودور كل منهم فى محاولة إسقاط وهدم وتخريب مصر ..
** وأؤكد أننى أتهم رجل الأعمال نجيب ساويرس بالتحريض على إسقاط مصر ، من خلال ملكيته لقناة أون تى فى ، وإصراره على ظهور وجوه تدمر فى مصر بعضها تم منعه بأوامر سيادية مثل ريم ماجد ، والبعض الأخر إمتنع عن الظهور . بعد ان فاحت رائحتة العفنة
** قد أكون أطلت عليكم .. ولكننا نكتشف كل يوم وكل لحظة أن المؤامرة مازالت مستمرة وأن أمريكا لم تسقط كل أسلحتها لتحقيق حلمها فى هدم منطقة الخليج والإستيلاء عليها بعد إسقاط مصر .. لذلك فمن واجبنا ألا تخدعنا موت الذئاب وإطلاق الرائحة العفنة من أجسادهم حتى يقنعوا ضحاياهم بوفاتهم .. فإذا إقتربت الضحايا منهم هجم عليهم الذئاب وإفترستهم ..
** نعم .. إن المعركة مازالت مستمرة ، ، ولكن هذا هو ما تفعله الذئاب الجائعة وهى تعوى ، وتطلق صيحاتها كنعيق البوم والغربان ..
** حمى الله شعب مصر وحمى جيشها وشرطتها وقضاءها ورئيسها المشير "عبد الفتاح السيسى" ..
مجدى نجيب وهبة

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات