أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمود - رسالة مفتوحة إلى جكرخوين جكرخوين المأخوذ على غفلة من كرديته-















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى جكرخوين جكرخوين المأخوذ على غفلة من كرديته-


إبراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


أيها الراقد الواقد في قبره: صبره منذ اثنين وعشرين عاماً كردياً صرفاً، أعني في اثنين وعشرين وجعاً كردياً مركَّباً، أعني في اثنين وعشرياً صراخاً كردياً متعثر الخطى في أبعاده: إبعاده عن حقيقة مبتغاه، أعني في عشرين مرارة كردية متفسخة بين ظهراني بنيها: متفقهيها. أعرف أنك الآن موجوع داخل وحدتك الأرضية المغلقة إلى إشعار إلهي آخر، في حال تحققه، وأنت ميت، أو برسم الميت، أكثر من كونك جكرخوين المسلح الأهداب، المشعشع الأنامل، المسنود الظهر بظهره ذاتياً، المعطَّرالخطوات، النيزكي الكلم، حياً، و

أنك رهين رمسك الممهور كردياً، المنثورقبلة/ كعبة المعنيين بك من أهل الفصاحة وبلاغة الخيلاء باسمك، وإحالتك من صمتك الذي ينسل حكمة تاريخه، إلى صخب يليق بمقامهم، وقد فقدوا لياقة الحد الأدنى من حقوق الكلم، وأنت في راحة أردتَها بعد موت فذ، داخل شرنقة حياة صدئة. أيها الجكرخويني في جكرخوينه. يا ذا التقوى الوهاجة، وسط جيش لجب من المتلغونين المتشعرنين الخامدي الجنبات. يا ذا الجلالة فيما ارتضاه لنفسه، وسط عطالة جمهرة من ينازعونك عليها، لتكون نسخة عنهم. يا المبصرفي ليل سويداء قلبه، حيث يتخبط فقهاء ظلام اللغة في نهارهم المتفحم. ياذا الملكوت، ولي أمرناسوته الذاتي، وقد تقاسمه كهنوتيو لغته بعد موت زؤام على يديهم. أيها القريب جداً من ذاته، حيث جهابذة كرديته بالكاد يبصرون ما هم عليه من فقس فقر معنى. أيها البعيد، أعني القصي عن اسمه المتداول، عمن يتساءلون عن ( نبأه العظيم)، وهو معاد مقتولاً، مثلما هو مستعاد مذهولاً من أمرهم، الغريب على صوته عبرهم، حيث الأصوات المتحدتة باسمه: أدباً جماً في أجمة رطاناتها المتَّفق عليها مسبقاً، ترمم في عظامه ما تراه وفق مقاساة خاصة، تجنباً لرؤية رميم عظامهم، وهي لما تزل حية. أيها الممثَّل به رغم تواريه الطبيعي عن الأنظار، المقلَق في راحته دورياً، وفي كل آن وحين. أيها الرشيد في شعره، وأنت الطُّعم في كردية، أنت منها براء. أيها الجكرخويني الذي كلما تم تداوله في جلسة أنس مثيرة للشبهات الأدبية، وفي محفل أدبي كردي: مسموع أو متلفز، أو سواهما، وتم التطاول عليه، وهو المحكوم بالصمت الأبدي، صرخ اضطراراً: أنا لست جكرخوينا! أيها الشبعان في روحه، وأنت المجوَّع طوع أمر كردية يتداركها نهابو حرفها في المجمل. أيها السميع باقتدار، ومن حولك الصم والبكم والعمي، حيث يوزعون إشاراتهم أدواراً في تبادل الألقاب والأنخاب الأدبية، ونهل الشعرفي مستنقع الخيالات الآسنة، والضليع في مدارالشهرة الجديرة باسمك، يراوغ الضليعون في اصطياد الأسماء بعد الغياب الأبدي لأهلها، ليكونوا القيّمين عليه، حيث القيمة هي آخر ما يمكن التفكير فيه، في مدار الكردية المدفوعة الأجر. أيها المحلّق بجثمانه، وأنت المقيَّد برؤى من استهدفوك في اسمك الذي تبارك لك فيه بك. كل عام وأنت بمأساة من لدن من يحيون فيك اسمك في نحوهم وصرفهم اللذين لا يغادران فسحة انعدام وزنهم، حيث الكردية تُصلب بأكثر من معنى، وهم يترنمون على إيقاع موتك، دون أن يكون لترنمهم سوى إطلالة داء على مقصوده، سوى تعلق الأجوف بخواء فراغه، وهم ينفخون في جسدك الذي لم يبق منه موضع إلا وكان فيه أثر طعنات من جوع وبؤس، ومحضر تاريخ مقاوم موقَّع بذؤابات دمك المترَع بصهيل ألوان قوس قزح، وأنت الوجه الوجيه الموجّه في أكثر من وجهة واجهة إزاء وجوه ذقونها سلحها، وعيونها قيحها، ومتونها قبحها، ذوي قامات ووجاهات، وهاأنتذا الآن مستنسَخ في مواصفات من هم نقيض بغيض مما كنت َأنت حيثما كنت! كل عام يتم اختلاسك شرعاً كردياً، يُنتهب قبرك وفق عرف أدبي كردي، صارطقساً وأنت صُيّرت خليطه وعبيطه، ويزاح كفنك الشغوف بجلدك الكردستاني، وروحك الكرستانية ولسانك الكردستاني، وأعضائك التضاريس الكردستانية، ويعاد تركيبك، كما لو أنك لست أنت، وحقاً لا تكون أنت، وسط ركام الألسن التي تلهج بما لا صلة رحم كردية لك بها، إلا من جهة ادعاء الانتساب، وأنت محفوظ النسب والحسب الكرديين، حيث لوحك المحفوظ في عهدة التاريخ المرئي والمتجدد، خلل قصائدك ومشاهدك وشواهدك، هو القرينة الكبرى، وأنت العدو اللدود للأدعياء، وهاأنتذا في مقام كردك الذين يبايعونك على تراب مذرور، وفي أبهاء إفلاس أرواحهم التي تعجز عن تأكيد حسن سلوك، جاهدت منذ تشكل نطفتك الأولى، لتكون الجديربعقد صلات الوصل بين صلب وترائب أبويك، وطي أنفاس كردستانك، أنى ارتحلت، وأنى حللت، ومن جهة تجذير حسن السلوك ذاك، وما هم بهمّ حسن السلوك الملحوظ ( أعني الذين يؤرخون لرحى ألسنتهم في طاحونة القول الحجري، وجعجعة الحدث المتخيل، خارج رؤى اليومي وأوجاع اليومي وهدر القيمة الكردية يومياً، وفي كل آن وحين، كما كنت أشهر من أن تعرَّف بكل ذلك). كل عام يأتونك من كل فج فجٍّ، لكأنك حج ومحجٌّ لهؤلاء الذين يؤمونك رغبة في التخفيف من أوزارهم: قطع غيارهم، يتركون وطناً بكامله في غرفة عناية القدرالطائش المتشددة، نازفاً روحه الباهظة الثمن، يديرونك ظهورهم لتاريخ يهزأ أخيراً بمن يهزأ به أولاً، لتظل المستنثى بإلا كرديتك التي لم تساوم عليها، إلا في لحظة تلفظك لأنفاسك الأخيرة، لتكون روحك المرة هذه في هيئنة الخاركة الكردستانية برمتها، خلاف الكثرة الكاثرة، ممن يتوحدون بك، ليفرقوك عن بعضك بعضاً، ولتكون أنت عقدتهم، رافع رايتهم، وتجويد آيتهم، لسان حالهم، وهم دون اللسان قولاً وفعلاً. جكرخوين! أيها المتواضع دون حرج، كسفوح كردستانه وهامات قمم جبالها، الفقير في نفسه دون تضعضع، كما هي ينابيع فرات ودجلة جملة وتفصيلاً، الفصيح دون تشدق باللغة كرحابة السماء الموازية لسهول موشي وديار بكروماردين وشهرزور...، لا تظنن أنني أراهن بك عليك، أتقدم بك لأؤخرك تاريخاً، أثقل عليك بقولي، لأخفف عني عبئاً أُسقطه على كاهلك المديد، أتسلح بك، لأجردك مما كان جوهرحقيقتك الكردية، وأتزيَّا بذات منسوخة عنك، وأدافع عنك كما لو أنك الجدير بمن يحميك ويحامي عنك، وأنت الحجة على كل ذي حجة في وعي الكردايتي في حدود مستطاعها، وأنت في حدود الـ: أنت الجلية، وا لـ:أنا الجلية، والـ: هو الجلية ، بقدر ما أتحدث عن شأن كنت فيه المشار إليه بالبنان، وهاأنتذا اليوم محوَّر ببنان ليس أهلاً ليكون طوع أمر يد عاجزة عن حماية بنانها في لحظة شدة معلومة، كنت بارعاً فيها شلواً شلواً. جكرخوين! لست في معرض مدحك، إنني أعف عن كل مديح، هو في المحصّلة رَفع مقام، من يعجز عن تأمين رفعة منشودة دونه، ولا أنت محتاجٌ مدحي، ليكون لك المقام الرفيع المرسوم، وأنت موسوم به، فذاك تحصيل حاصل، وما جكرخوينك، إلا كتابك الذي صار في يمينك عن جدارة! سيداي جكرخوين، كما يقتضي بروتوكول الخطاب والمخاطبة، وفي إطارالتذكير بك، في رسالة محكومة بجمل، محكومة هذه بنهاية معلومة، كما أنت محكوم اليوم كثيراً، بالذين يخرجونك حياً كل عام من قبرك: عصرك، ينهالون عليك بمديح كان محظوراً عليك يوم كنت حياً تُرزق، ليعيدوك شبعان موت زؤام إلى عصرك : قبرك، ليكون عصرهم مدد قوة مأخوذة زيفاً منك. بينك وبين هؤلاء الذين يتبركون باسمك مراءاة، بونٌ من المواجع والفواجع، مفاذات من المعاناة، لم يعيشوا رمضاء وطأتها، لم يبصروا زبانية ويل الآخر على كردية كنت لسان حالها القويم عدداً وعدة زمناً طويلاً، مراراً وتكراراً، وهم خلافك، هم بؤس خلفاء لك . هؤلاء الذين يقرأون لك، أو يقرأون باسمك، في أي منحىً جكرخويني كان لهم باع، وفي أي شبيه ضنك عيش جكرخويني كان لهم متاع، وفي أي تحمُّل عبء جكرخويني، كان لا يذاع لهم سر؟ هأنذا أتحدث باسمي، وأنا مفارقك في الاسم والموقع واللغة، لتكون أنت أنت، ولأكون أنا أنا، ليكون لك عصرك الذي يعتصر عصور كثيرين يتلخصون قلة علة، وليكون لي عصري الذي يسعى إلى معانقة عصرك، ما استطاع إليه سبيلاً كردياً، دون التماهي فيه، دون نزع شاهدتك عن قبرك: حبرك الجليل، لتكون الشاهدة شهادة الذات الحية، دون تطفل، ولتكون صلات الرحم الكردية هنا حريّة بالبقاء. لا أناظرك في رحب مداك/ علاك، رغم كل ما يمكن أن يقال عنك وعليك، وأنت الطليق في قبرك : نصرك، بقدر ما أعزز ما كنت تقوله عن نفسك، وحقّية الاختلاف، وأنك أنك أنت، وليس بوسع غيرك: ضيرك، أن ينهش فيك ما ليس ينزع عنك، وأنني أنني أنا، وفي هذا مسعاي اللصيق، وليس اتكائي عليك حياً وأنت ميت، نقيض اتكاء من يتشدق بك عليك ميتاً وأنت حي. جكرخوين، وحده التاريخ الحي هو الحكم الفصل بيننا، معنا وعلينا، وباسم التاريخ الحي وحده، كانت رسالتي إليك، وأنت البادي التوتر والاضطراب في قبرك الملتهب بدمك الكردي الذي لم يخب أواره بعد، ومن حولك يتحلق من يريد التحليق باسمك، وهو في عري ذات وجنوح روح، ينشد الكردية في لغة سبخية، أو ما يرادفها غالباً.



#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي مبارَك هو العيد؟


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمود - رسالة مفتوحة إلى جكرخوين جكرخوين المأخوذ على غفلة من كرديته-