أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي أحماد - مدارس بدون تدفئة في ذروة القر والصقيع














المزيد.....

مدارس بدون تدفئة في ذروة القر والصقيع


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 02:06
المحور: كتابات ساخرة
    


بعضنا يتذكر يوم كان المعلم محترما وكاد أن يكون رسولا وعندما كان التلاميذ الصغار يغادرون بيوتهم الى المدرسة في فصل الشتاء وتحت إبطهم قطعة خشب يضعونها قرب المدفأة القصديرية وينتظرون أن ينادي عليهم المعلم الملفوف في جلبابه الصوفي الأمازيغي ليصطلوا ويرجع الدفء أناملهم المعوجة الدقيقة الى صورتها الأصلية لتمسك باليراع بشكل جيد…

هل ابتدأت فعلا عملية توزيع الفحم الحجري (كوسيلة للتدفئة) على المؤسسات التعليمية بإقليم ميدلت برسم الموسم الدراسي 2014/ 2015 يوم الثلاثاء 02/12/2014 كما أكد المسؤول الأول بنيابة وزارة التربية الوطنية أم هو قول لذر الرماد على العيون وتسويق لتصريحات تهدئة ومغازلة لمسؤولين نقابيين، وهل صدق عندما قال إن التوزيع سيبدأ من المناطق النائية والمعزولة والأكثر تضررا من قساوة فصل الشتاء وشدة غضب الطبيعة وأنا على يقين أن جل أطياف العملية التعليمية يتفهمون هذه الخطوة ويباركونها فلكل برنامج أولويات ، وأن نوعية الفحم الموزع هذه السنة من النوع الجيد ، وهو اعتراف ضمني أن نوعية الفحم الحجري الذي وصلنا في السنوات الفارطة نوعية رديئة!! وهل يلتزم الممون بتوزيعه بالناقلة على المركزيات المدرسية عبر تراب الإقليم ليكفي رؤساء المؤسسات والجمعيات الأهلية عناء نقل هذه المادة ومصاريفه الزائدة؟

قيل إن عملية التوزيع ستنتهي في غضون أسبوع ما لم يطرأ ما يؤثر سلبا على العملية ، وها هو الأسبوع ينصرم – في عز البرد والصقيع – ولازلنا في حجرات الدرس المتهالكة والمهترئة نتدبر أمر التدفئة بكل الوسائل المتاحة لأننا نشفق على الأطفال الصغار وهم يرتجفون كطير بلل المطر ريشه، وما حادثة فرعية أيت عثمان أوعلي بم/ م أيت توغاش سوى برهان لا يدحض ولولا ألطاف الأقدار لتحولت الواقعة الى كارثة لا تذر ولا تبقي ، وساعتها نعلق إنكساراتنا وهزائمنا على مشجب تصاريف القدر أو " نعلق" "الحجام" عندما تنهار "الصومعة " ونحاكم الأستاذ على نيته الحسنة بسوء نيات المسؤولين الكبار عن غياب التدفئة بالأقسام وحجرات الدرس المفككة والتي طال بها الأمد في خدمة الأجيال من متمدرسي الشعب ولا من يوقع صك إحالتها على المعاش بعد تفكيكها لتريح وترتاح.

ونتساءل والألم يعتصر الأحشاء الى متى تبقى حجرات الدرس تحت رحمة مزاج المسؤولين الذين لا يلسعهم البرد داخل سياراتهم الكحلية الفارهة وفي مكاتبهم الدافئة لأنها مجهزة بالمكيفات ، ولسان حالنا كالمثل الشعبي ( لا يشعر بالمزود إلا من ضرب به ) وفلذات أكبادنا يتجشمون عنت تلمس طريقهم الى المدارس بحجراتها الباردة كالزنازين.

لانقبل أن تخلف النيابة بوعودها لأن "وعد الحر عليه دين " وتكون حجتها وذريعتها كل عام صعوبة تنفيذ العملية ، لنطلب بملإ الفم من النيابة أن تفكر في آليات جديدة تمكنها من تجاوز المطبثات لتتوفر الأقسام على التدفئة اللازمة في الوقت المناسب وبالكميات المطلوبة ضمانا لحق كافة أقطاب العملية التعليمية في جو لا يعكر صفوه قلة وسائل التدفئة.

نروم بكل صدق أن نضع الأصبع على الجرح وننقل معاناة شريحة هامة في العالم القروي من غياب التدفئة ولا يعني صمت نساء ورجال التعليم أنهم راضون عن الوضع، فهم في أعماق ذواتهم ناقمون وساخطون ولكنهم مجبولون على التماس الأعذار للآخر الذي يصطنع الغفلة ويعيش بآذنين من عجين حتى لا يوجع قلبه…ولا يتقاسم مع الآخرين معاناتهم. وكل شتاء وأنتم مع الفحم والرماد في انتظار االآيباد .



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة في حق صديق
- يوميات معلم بدكالة / أكتوبر 1991 الشيخ والوليمة
- من ذكرى أبي / الجزء الرابع الكفن
- لحظة عشق
- الأستاذة وحجرة الدرس
- صلاة فوق أريكة خشبية على الرصيف
- من مذكرات معلم بالجنوب المغربي تازناخت 1987/ معلم يستحم وسط ...
- طفل خارق للعادة
- الباشا والعدوان على أستاذ -العدل والإحسان-
- ورطة العشق
- كلمة المناضل عبد الرحمن العزوزي الأحد 14/09/2014 بخنيفرة
- ذكرى خيانة
- النائب ،التلميذ واللوح الأسود
- من أوراق معلم بالجنوب/ نواة تمرة 1989
- موكب الزيارة
- من ذكرى أبي / الجزء الثاني الدراجة الهوائية
- أوراق من يوميات معلم بالجنوب المغربي 1986
- من ذكرى أبي الجزء الأول الجدي الأجرب
- حوش المتعة
- خيانة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي أحماد - مدارس بدون تدفئة في ذروة القر والصقيع