باسم الهيجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 11:00
المحور:
الادب والفن
أقحوانك المبيّت في ذاكرتي
يتناسل في انحسار المسافات
يسكبني لاحتراف الضوء في عتمة الليل
أزفُّني مثل احتفال مموَّجٍ برمال مومباسا
أقترفُ رغبة الرحيل /
قرع الطبول /
أغان أولجت في الحضور
وتهتفُني في الغفوة المارقة
ـ ثمة رغبات تهشم الممالك المبطنة بالتعب
توقظ الليلة عصافيرها للغناء
يا ابنة الماء /
ولا أغادر غامضاً كصدى لم يختمر في دالية /
نقشة طين أماط لثامها المطر
هي البلاد لا تعرف الهجرة في جسد يستثمر الهذيان
يرتجف بين أصابعك المبتلة بعري الذكريات
يتشرب دفئاً بحبر المواجع /
ورود الغزالات عند انفلات المراعي
صورة دفء يلملم في رئتيك صقيع الكلام
ويحمل برعمك نابضاً بالحلم
ـ يغني ؟
كانت الساعة شهداً لاغتيالٍ يحلّق عند انهيال الحنين
تبعثر مع أول البدء انفجاراً
وتهمس ..
ـ كان يزف البلاد إليّ
يزف الطفولة حيث أقيم مع أول العرس
سرايا تمسّد شعر الغجر
كان الفتى ثملاً في اندلاع الوشاية
حالماً نابضاً طاعناً ببرد التوجع
كانت على تلة شاردة من غبار الجسد
ترمق ما عبأ الموج في صدرها نبضة نبضة
تحرق بخور المسافات حين يطير اليمام إلى حضنه المرتجف
بلا غيمة تعيد التراب إلى ساعديه
يا صاحب الماء الذي يتفجر من صخرة الروح أفِقْ
من جنون يرد الخيول إلى مذبحة
أكان لزاماً أن يمر الفتى بتلك الصفات التي عاجلته
ويهدي الخطيئة دربها الموجع في الانكسار ؟
24 تشرين أول 2005م
#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟