أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لطفي عزام - !!البلطة ليست في البرلمان فقط














المزيد.....

!!البلطة ليست في البرلمان فقط


لطفي عزام

الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 10:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أحدثت انتخابات مصر الأخيرة مهمة موسمية مبتكرة مدرة لل..أموال ، تجتذب مجموعة من الذين منّ الله عليهم بتاريخ ناصع من العضلات المنفوخة..
وتراكم معرفي يتكوم فوق الصدور البارزة..
وثقافة معاصرة (مشوربة) تغار منها شوارب عنترة والزير وأبو زيد الهلالي..
ورجاحة فكر لك أن تحدث عنها ولكن.. ليس دون جرح...
والمهنة المبتكرة هي (بلطجية النواب) تنحصر مهمة البلطجي فيها بتصفية مرشح منافس لصاحب البلطجي.. أو إثارة رعبه ليهرب من حلبة الصراع..أو يتنازل له.
ولقد تجرأت امرأة فرشحت نفسها قبل أن يشج رأسها بلطجي مخلص لسيده بهراوة قاتلة في وضح النهار.
الانتخابات المصرية ابتكرت مهنة (البلطجي البرلماني) ولم تبتكر البلطة..
فللبلطة في تاريخنا النبيل صفحات نبيلة وناصعة ..
وحكايات طويلة أطول من المعلقات السبع أو العشر مجتمعة أو متفرقة.. متفقة أو متناحرة.
وللبلطة في تراثنا مقدرة عجيبة على تغيير شكلها وتطوير ملامحها مستفيدة من علم الاستنساخ الذي فرح به كثيرون.. ورفضه كثيرون..
وساذج من يعتقد أن البلطة استقالت من كافة مناصبها أو تقاعدت كما يشيع بعض المغرضين!!
فالصيت للسيف والفعل للبلطة والخنجر إذا تعلق الأمر بتاريخنا.. وحاضرنا المعاش :
الذي حمل ابنته ليواريها التراب لكونها (ابنته) فقط..
ألم يكن يخفي بلطة في مكان ما من جمجمته المغفلة على السواد.
الذي (شرعن) هذا الاغتيال المبتكر ومسبق الصنع لاحقاً..
أين كان يخفي بلطته؟!.
هل وقع بالقلم الذي وقع على قوانين تضع المرأة في خانة الأشياء ثم ارتمى في حضن أي امرأة يمارس طقوسه الوثنية أمام حضنها الذي سيجلده فور أن يعتلي صهوة مكتبه..
أم وقع بالبلطة ؟!!.
الذي يبري لسانه خلف المنابر وأمام المايكروفونات والعدسات، يستنهض الهمم ..وينتصر للشرف الرفيع.. والعزة المهددة.. والكرامة المداسة.. والمستقبل المظلم.. والغصب الوشيك.. إذا دخلت فتاه إلى قاعة الدرس وقد كشفت عن وجهها لترى ما الذي يدور حولها..
ولكنه (لا يطيق) قطعة قماش أو ورقة توت على أجساد حريمه ومحظياته البالغات والقاصرات.. المجتمعات أو المتفرقات في الشقق السرية والعلنية..
هل تحدث بلسانه أم ببلطته؟!..
الذي يحتكر الله له ولأتباعه وذريته من بعده ويخرج كل من يحاوره أو يحاول من ملكوت الله..
ويوزع صكوك الغفران على من يوافقه في كل ما يقول .. دون أن ينبث ببنت شفة.. أوولدها.
أيفتي بالفقه أم بالبلطة ؟!!
الذي يسرق ـ بقوة القانون ـ لقمة عيش الناس .. ويجفف الحليب في صدر مرضع ترى رضيعها يذبل أمامها.. ويعلو صراخه على نشيج أخوته العجاف فيثقب سمع والده القابع في زاوية يعاقر تبغه الرديء ويجتر ذهوله، وقد سدت في وجهه منافذ العيش.. وبقي له طنين الأذنين وصفير الرئتين.
أيفعل ذلك بقوة القانون أم بقوة البلطة؟!!
الذي يدوس بحذائه بريق الأمل في العيون.. ويحذف من يشاء كيفما يشاء وفي أي وقت يشاء.. ويشطب آمال شعب حلم أمة.. وحلم عاشق.. ويسحق بحذائه حفيف شجر يهم أن يستقبل الربيع..ويوح عندليب لصديقته.. وزقزقة عصفور لزرقة السماء..
هل ينتعل هذا حذاء أم بلطة؟!!.
الذي اغتال بقرارته نبض الحياة.. وحول القصيدة إلى شيك لا رصيد له.. والأغنية إلى نواح على قبور ممتدة حتى الأفق.. والموسيقا إلى مارش جنائزي.. والحب إلى تجارة في السوق السوداء والحمراء.. والأحاسيس إلى عقود مزورة..
هل فكر بعقله أم ببلطته؟!!.
إذا فاز المرشح في عضوية البرلمان سيخلع البلطجي التابع له (قمبازه) القذر ويشذب شاربه العنتري ويرتدي بذلة أنيقة ليصبح (البلطجي الشرعي) ويشكل مع بلطجية النواب الآخرين (برلمان الظل) الذي يتحكم بالعباد والبلاد..البرلمان الفعلي.. لا البروتوكولي الذي يبصم على قرارات السادة..
أليس هذا ماابتليت به هذه الأرض التي نما فيها أكثر من شهريار ليحيا ألف سنة.. وسنة؟!!
فافرحوا يا سادة البلطة وعبيدها بثقافتكم الضاربة في العمق إلى أبعد الحدود..
وابتهجوا بتفردكم على خلق الله أجمعين بهذا الفكر البلطجي، المستمر والشهرياري بتميز،
وتمسكوا بهكذا ثقافة حتى لا تشعروا بالغربة... والعزلة.. والغبن..
وتصبحون على ألف بلطة... وبلطة..



#لطفي_عزام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نفعلها؟
- هل صحيح اننا قوم لا نقرأ
- اترك قمرنا يا حوت


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لطفي عزام - !!البلطة ليست في البرلمان فقط