أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة















المزيد.....

تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة

مروان صباح / قد يبدو ، أمر القضاء اللبناني غريب بعض الشيء ، لكن ، عندما يتمعن المرء بشكل معمق يجد أن هناك تطابق ، بين أنظمة ذات طابع طائفي أو أقلوي والنظام الإسرائيلي ، بالطبع ، القائم على أرض فلسطين ، وقد تكون الأحكام التى تصدر بين حين وآخر من المحاكم الإسرائيلية ، دالة على هذا التطابق ، فالقاضي الإسرائيلي عندما يبرئ المجرم من جريمته التى ارتكبها بحق الفلسطيني ، يتجرد من العدالة التى تكفل بحملها ويتحول إلى مجرم متواري خلف القضاء ،وهذا ، حاصل بالفعل في جغرافيات تتحكم فيها أقليات مذهبية أو عرقية ، وعلى وجه الخصوص ، لبنان والعراق ، فقصة ميشال سماحة لا تختلف ببعدها عن محكمة صدام وكلهما بعمقهما لا يختلفان عن أي حكم أصدره قاضي إسرائيلي ،بالرغم أن جميعهم يعلو في خطابهم الخشبي ، نبرة الديمقراطية والمساواة كشرط ومطلب أساسي في التغيير .

مسألة سماحة ، ليست مجرد اغتيال أو قتل ،بل ، تصل في حقيقتها إلى خيانة عظمى ،إلا أن الدول الكبرى لا ترى في تفجيرات سماحة التى زرعها بين المدنيين أو تلك التى كان ينوي تفخيخها سوى غلطة يمكن تصحيحها أو تجاهلها ، هي في حقيقة أمرها ، لا تختلف في أدبياتها ، أبداً ، عن تلك التى تقوم بها جماعات مسلحة تُصنف دولياً بالإرهاب ، وعلى الأخص داعش أو مليشيات الحشد الشيعي ، بل هي في واقعها أخطر ، لأنها تحمل في طياتها زيف وتضليل ، على الأقل ، داعش وغيرها ، تُسمي الأشياء بأسمائها ، أما فلسفة سماحة وآخرين أمثاله ، ينتهجون فكراً متطرفاً تحت غطاء الخطاب الحديث ، يعتقدون تماماً ، كما يعتقد الإسرائيلي في فلسطين ،وأيضاً ،الإيراني في العراق والأسد في سوريا ، بأن قتل من يختلف معهم ، واجب عقائدي مئة بالمائة ، بالرغم أنهم يتوارون خلف الوطنية والمقاومة أو الدفاع عن الديمقراطية الفريدة في المنطقة ، وهذا يفسر على الأقل ، أمرين ، لأبناء المنطقة ، الأول ، حجم القتل لأهل السنة ، الحاصل في العراق وسوريا ،معاً ، وما يجري من تطهير عرقي ومناطقي على الهوية ، بالطبع ، يتقاطع مشروع الأقليات مع مشروع عتيق ، قائم بين الأميركيين والإسرائيليين ، أمام ، صمت يخيم على الموقف الغربي ،وبالتالي ، موافقته الضمنية على تفتيت وتشتيت الأغلبية السنية العربية ، على الأخص ، من بين جميع المكونات ، ليس سوى اعتلال في الجسد الأوروبي الذي يُظهر عمق التبعية .

سقطت المنطقة في دائرة التقسيم الجديد ، حيث ، يكشف الواقع عن حقائق لا يمكن تجاهلها ، أبداً ،فكما قبلت الأغلبية في فلسطين ، بالجزء الأصغر من الأرض ، لصالح الأقلية الإسرائيلية ، ستقبل الأغلبية العراقية ، بمخطط تقسيم البلد ، رغم أنفها ، لأن باختصار ، استمدت منذ البداية وتستمد قوتها ووجودها من الدعم الأمريكي الإسرائيلي ، في المقابل ، سيقبل النظام الأسدي ، بدولة الساحل ، لأنه فى المنظور القريب ، سيقف عند حفت الانهيار الكامل ، خصوصاً ، أن التدخل الروسي ، وهي الورقة الأخيرة ، لم يجلب الحسم ، فالمسألة ،إن ثقافة المظلومية التى تتبناها إيران ، والتي استطاعت عبر العقود الأخيرة ، نشرها وترويجها بين جماعات شيعية ، فقيرة مهمشة ، في كل من البلدان العربية والإفريقية والأسيوية ، استطاعت الجمهورية الايرانية ،من هذا الباب ، تنصيب نفسها كمرجع والراعي لهذه المجموعات ، ففي العراق وسوريا وبسبب الفراغ السياسي والأمني ، انقضت بقضها وقضيضها على مفاصل الحكم ، الذي سمح لها أن تغيير الوضع الديموغرافي والثقافي ، ويتطابق هذا الفعل مع فعل قامت به اسرائيل في فلسطين ، حيث ، غيرت تغيرات جذرية ، سميت بالتهويد ، يقابله في كل من العراق وسوريا وأقل شئناً في لبنان ، بالتفريس ، المتواري خلف التشيع .

يستحق الموضوع وقفة أكثر تفصيلاً وتعميقاً ، حيث ، لا يتيحها مقام هذا المقال ، لكنني سأشير الي أهمها سريعاً ، لماذا ، قامت الدنيا ولم تقعد عندما أعدمت السعودية الشيخ نمر ، في وقت يُقتل في كل يوم الآلاف من السنة في العراق وسوريا ، لماذا تتعاطف اسرائيل ويتعاطف الغرب مع أقليات بلاد الشام ، مثل اليزيديين في سنجار والتركمان في آمرلي والأكراد في أربيل ، فيما ، تسحق الأكثرية في فلسطين والعراق وسوريا ، فالتعصب الإسرائيلي والغربي للأقلية ليس سوى عقيدة راسخة رسوخ الجبال ، خذ عندك ، دفعت الحكومة الفرنسية ، رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة 25 مليون يورو للأقليّات المضطهدة في الشرق الأوسط ، طبعاً ، الولايات المتحدة الأمريكية تمول على الدوام هذا الأقليات ، بالمال والعتاد والدعم الإعلامي وأيضاً ،بالأفكار ، وفي جانب آخر ، تقود روسيا الاتحادية معركة تحت اسم محاربة الإرهاب السني ، طيب من حق السائل أن يسأل ، أين أنتم ، من إرهاب عتيق ، ترشح خبث رائحته في بقاع الأراضي العربية ،حيث ، يحصد أرواح الناس بالملايين ، إذاً ،هو ليس سوى نفاق يؤدي بالضرورة إلى إخلاء ميشال سماحة بختم وشعار الأرز وجميع من شاركوا بقتل عرب السنة بأختام طائفية وعرقية مختلفة ، لكنها ، قد صدرَ قرارها من الأقلية المتحكمة بالعالم ، حيث ، تفسر الحقائق على الأقل ، في هذه المرحلة ، إن المسألة ليست ، فقط ، تغاضي عن اغتيال الحريري أو إعدام صدام أو سرقة فلسطين من أهلها ، بل ، ما يجري فعلاً ، هو حشد أقليات الإقليم وأقليات تتحكم بموارد العالم ، ليس الهدف منه ، كما يقال أو يعتقد الكثير لمحاربة الإرهاب السني ، بل ، في حقيقة الواقع ، أن الهدف الأساسي ، هو ، استهداف العربي السني ومن ثم السني الاسلامي ، بغض النظر عن توجهاته ، ومن يظن أن الاعتدال وسيلة قادرة على تجنيبه من هذا الحشد ، فهو واهم و يغرق بالمظان الهالك ،وعليه أن يذهب إلى قبر صدام أو عرفات ويسألهما كيف كانت نهاية الاعتدال السياسي أو من الممكن ، أيضاً ، قراءة ما حذر منه بعض علماء الشيعة ، من طموح العقلية الاصطفائية الفوقية الإيرانية التى تتشابه في العمق والجذر للفوقية الإسرائيلية ، أمثال ، الراحل محمد حسين فضل الله والسيد أبو القاسم الحوئي وأيضاً ، محمد مهدي شمس الدين وأخيراً السيد محمود الحسني الصرخي .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوسيه موخيكا وزملائه
- الجغرافيا التركية ليست أكثر تحصيناً من الجغرافيا العربية
- آفة المخدرات وآفة السحر
- نجاح الثورات العربية وإخفاق الحسم
- من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج
- من يظن أن الخطاب الغربي يخضع للأفكار فهو واهم .
- من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
- تدخُل تركي في سوريا قريباً،، على غرار التدخل الروسي
- خطاب الملك عبدالله ، تحدي في ذروة احتدام الصراع في المنطقة . ...
- الانتقال من السلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العرب ...
- عندما يتماهى المجتمع مع الغيب المطلق
- استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب
- تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
- تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازي ...
- القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
- أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا
- استعلاء ناجم عن تفوق فارغ
- بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات
- الأخ الكبير يدافع عن الأقليات بعد ما دافع عن الشعوب ال سلافي ...
- الانتقال من تحت الأقصى إلى ساحاته العلوية


المزيد.....




- فيديو يظهر لقطات من موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس بالجولان
- في بيان لـCNN.. ماذا قالت أمريكا عن هجوم الجولان؟
- اكتشاف مفاجئ يشير إلى وجود محيط مخفي في أحد أقمار أورانوس
- ترامب حول قصف مجدل شمس: هجوم -مروع- وعلينا استعادة الاحترام ...
- مصر.. النيابة العامة تصدر قرارا جديدا بشأن الزوجة المتهمة بس ...
- إبطاء عمل موقع -يوتيوب- في روسيا
- متى تكون مسكنات الألم الشائعة خطرة على الصحة؟
- شيخ العقل لطائفة الموحدين في لبنان يدين الهجوم على بلدة مجدل ...
- -أكسيوس-: إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من احتمالية اندلاع حرب ...
- المبارز التونسي فارس فرجاني يحرز فضية ويمنح بلاده والعرب أول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة