أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - الخنفشاري و مصباح ديوجين المفقود














المزيد.....

الخنفشاري و مصباح ديوجين المفقود


نافذ الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 15:51
المحور: الادب والفن
    


• الخنفشاري و مصباح ديوجين المفقود.
• بقلم عمر سمارة.
عن قلق الذات و صراع الهوية ضد كل ما من شأنه أن يمحي الذاكرة الفلسطينية و يطفئ شعلة الثورة في روح شبابها في هذا الإطار تندرج رواية نافذ الرفاعي الصاردة عن دار الجندي للنشر تحت عنوان " الخنفشاري ".

في الخنفشاري أراد نافذ الرفاعي صياغة صورة مغايرة للسائد والنمطي سلوكاً وقراءة، و هذا لا يتحقق من خلال رصد الحياة الروتينية للشخصيات من متاعب وتقلبات نفسية كما انها لا تتحقق ايضاً من خلال وصف حيثيات وتفاصيل المكان الذي تدور فيه الاحداث ، إنما القفزة النوعية في الرواية تحصل من خلال حنكة الروائي الرفاعي في تفكيك عقدة الذات المتنافرة بسرد ذكي يتوغل في ماهية الفكرة المراد تبليغها ، معتمداً تركيباً معقداً يزيد من متعة القارئ ويدفعه لطرح أسئلة صادمة تطور من مستوى إهتماماته الفكرية .
الخفشاري هو رمز المعرفة التي يبحث عنها الكاتب نافذ الرفاعي في شخصيات الرواية ، يطرح أسئلة يتحاور معهم ليصل في نهاية كل بحث إلى أن الخنفشاري فكرة مثالية و متفرعة لا يمكن أن تتلخص في شخصية واحدة .

تعمّد الرفاعي في روايته الخنفشاري أن تكون التناقضات هي فاكهة النصوص و رائحتها الزكية و وهجها اللطيف الذي يجمّل الرواية ، للدرجة التي بات فيها الكاتب نفسه متناقضاً في سرد الأحداث ما بين الفواصل الزمنية و إفتعال الإثارة في زوايا الخمول النفسي. و هذا التناقض من شأنه أن يبقي القارئ في أوج إهتمامه ، ليبقي تركيزه يقظاً في كل شاردة و واردة ، دون أن يفوّت مشهداً مزركش بالسُخرية أو مشهداً تكتنفه الحيرة و عدم تقبل الواقع المحطم. كما عطّر الرفاعي بعض مشاهده في تجلي روح الثورة في شخصية الخنفشاري و إبتعاده عن الحياة الرغيدة اللاعادلة . و المشاهد المتقرفصة على كفّ عفريت ، ليكون السرد أقرب منه للواقع. بالإضافة لغزارة العبارات الناقمة على الطبقات البرجوازية. بالرغم من أن الرواية لا ترتكز على محور واحد ، و مكان واحد ، إلا أن الرفاعي جعل من كل شخصية هي أم الرواية ، و جوهرتها ، بل و جعل من الشخصيات " الكاتب و البروفيسور و نبيل و الفتاة الغامرة و أبي خديجة .. وغيرهم " .. مرجعاً دسماً لكل من يبحث عن رمزية الخنفشاري ، و أثره على الضلع المفقود في كل قارئ . هنا تتحد الجرأة بالخوف ، و الحب بالكراهية ، و العنف بالتعاطف ، و التصوف بالشهوة .
إتسمت الرواية ببث روح الثورة في نفس الخنفشاري ، و رفضه لكل مظاهر التخابر و الإذلال للقوى المستبدة ، بل جاء مطالباً بوجود من هم مثل الشخصيات الثائرة العالمية كـ جيفارا و أبو عمار و حتى الصعاليك. كما تجلت الصوفية بالزهد و أطيب ركائزها التي لا تعتمد على المال و المراكز المهمة بقدر ما تعتمد على الروح المترعة بالمحبة الصافية و البساطة الممزوجة بالطاقة الروحية العظيمة . ناهيكم عن الاناشيد السريعة الذوبان في القلب.
مما لا شك فيه أن المرأة أخذت حيزاً كبيراً بما يكفي لجعل الرواية تتشح باللون العاطفي ، و الخنوع لشهوة الرجل للمرأة و جمالها ، و إنكسار الرجل الطيب المسكين أمام قمعها لعشقه. بلامبالاة و أسلوب جاف . لم يكن لها طابع عاطفي فحسب ، بل بدورها البارز في تغيير نسق الاحداث ، بإضافة التعليقات المغرية و إنجذابها نحو الغموض الذي ينشق من ذهن الخنفشاري. كما كانت تضفي روح المساعد الأولى للكاتب ، و ذلك بتحدثها المستمر عن الخنفشاري و إعجابها به.
في النهاية ، الرواية تغوص فيها بأعماق ذاتك علك تجد شيئاً يشبهك ، تدفعك بعطاء مجاني و شيّق لمواصلة القراءة بنهم و شغف. ربما تبدد اوهاماً كانت عالقة في مخيلتك ، و ربما تزرع فيك نبتة يافعة لا تنضب ، سَمِّها كما شئت ، و تقبلها كما شئت ، لأن الخنفشاري قد يخدعك بصدقه ، و قد يفتح عينيك أمام سهول من الوهم.
إقتباسات ..
إنه بالنسبة لي ، جراء إختيار شخصي ّ ، و مقدار ما يحيل المشهد لمعنى الرجل.و تعيد زفراتها، قائلة : إنه من الرعاع ، و لكنه يسمو فرق كل الطبقات.
* هذه الحياة ، ضربتها بالطول و العرض ، بقيت كما هي ، لا جديد ، بل أنا لم أتغير . على كل حال أنا أعيش خداعاً لنفسي و غيري ، و الكل يصدق ولا يهتم.
* إكتشفت أنه ليس مغامرة ، و أن الخنفشاري ليس نزوة ، بل دخل كيانها و أضحى جزءاً منها .. إنها تحبه إلى حد لا متناهي.
* سأعود ، و لكن باهتاً ، ظلاً للماضي .. أعود مجرد ركام أحلام.



#نافذ_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هتاف وحرية
- -الخنفشاري-: نص الأحلام المغدورة والأمنيات المؤجلة!
- قال الطفل المقدسي : لا شيء يشبهنا اليوم
- قراءة رشماوي للخنفشاري
- حلقة في الشفة السفلى
- قبل أن أصيح بعالي الصوت
- الخنفشاري اندغام المكان والزمان في هوية واحدة
- عابر الوهم يهدم الحدائق المعلقة
- الى امرأة عبرت المحيط الاطلسي
- ما زلت وشما
- بلا موعد قادمة اليك
- احترت لمن أودِع رسالتي
- جدتي والعام المنصرم
- فيض شوق
- مات أيوب في القدس وكسر الانتظار
- على بلاهة الانتظار للقدس
- شغب
- كسرت اليوم انسيابي
- نبيذ عينيها
- معلق على جدار


المزيد.....




- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...
- فيديو.. -انتحاري- يقتحم المسرح خلال غناء سيرين عبد النور
- بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا ...
- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...
- السعودية تطلق مشروع -السياسات اللغوية في العالم-
- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - الخنفشاري و مصباح ديوجين المفقود