أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد محمد صالح - الانتخابات وحدها غير كافية














المزيد.....

الانتخابات وحدها غير كافية


أحمد محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 11:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يوم انتخابات مجلس الشعب المصرى عام 2005 ، تعطلت سيارتى التى اشترتها بالتقسيط أيام شعارات الوحدة والاشتراكية ، وعندها كل الحق ، فهى تحملت كافة أنواع مطبات الحكومة فى الشوارع ، وكان لابد من التوجه بها إلى طبيبها الاسطي محمود ، الذى يصر على مناداتى بلقب الباشا ، والحقيقة ان الاسطي محمود هو اللى ستين باشا ، فالجامعة تعطينى فى الشهر ما يكسبة الاسطي محمود فى اسبوع واحد ، ومع ذلك يصمم على مناداتى بسعادة الباشا ، ولا ادرى لماذا؟ مع ان شكلى عادى جدا مثل ملايين المصريين من عامة الشعب . المهم أستقبلنى الاسطى محمود ببشاشته المعهودة ، وأخبرته بأعراض العطل ، وآخذ يربت على سيارتى المعطلة ، ويكشف عنها الغطاء ، وسألني فجاءة وهو يكشف بين أسلاكها ، انتخبت مين ياباشا ؟!... وتعللت بعطل سيارتى ! وسألته بدورى نفس السؤال ! وكانت أجابته بالنص " محدش فى الحته راح الأنتخابات ، فالناس عارفة مبن اللى حينجح ويكسب ، فهم نفس الوجوه الفاسدة الذى عفى عليها الزمن ، وهم مجهزين الأسماء " ، وقاطعته مسترسلا : لكن هذة المرة مختلفة ، فهى تحت إشراف القضاء الذى يراقب كل شىء ! وهنا ضحك الاسطى محمود ، وبدون ان يرفع رأسه من بين موتور السيارة قال: انت طيب قوى ياسعادة الباشا ، القاضى مسئول عن الصندوق جوه اللجنة بس ، وغير مسئول عن مايحدث خارج اللجنة ، وهى الحكومة حتغلب ! ياسعادة الباشا البلد كلها عزبة كبيرة أحنا مش اصحابها ، أنا وأنت وغيرنا مجرد شغيله ، وببضحكوا علينا ! ويعملونا انتخابات علشان نتلهى ونفتكر أننا أصحاب البلد !! دول مجهزين كل شىء ، هى الحكومة لما تريد تنجح حد ، القاضى حيقولها لا ....، ده الأمن بيعمل اللى عايزه خارج اللجنة ، والقاضى جوه ياباشا ! وهنا التزمت الصمت مفكرا متى يصدق الناس فى الشارع المصرى ان هناك انتخابات حقيقية ونظيفة ؟! وكانت الأجابة على لسان الاسطى محمود عندما نتحول جميعا إلى شركاء حقيقيين فى أدارة هذا البلد ؟! ، . واستيقظت من تفكيرى على سيارت حكوميه تحمل افرادا تهتف للحزب الوطنى ، وتنبهت ان الحارة التى فيها ورشة الأسطى محمود أيضا كانت مليئة باللافتات الانتخابية التى تحمل العجب ، وتزايد على الدين ، وتعكس العنف المعنوى ، لافتة تقول البرلمانى الطائر ونجم الأعلام اللامع ، ولافتة أخرى تقول الإسلام يزيح الغمة فاختار الإسلام وأدخل الجنة ، كأننا نحن كفرة ويعرضون علينا الإسلام لأول مرة ، وأخرى تحمل اسم مليونير ويصف نفسه بالعامل الغلبان ، وأخر مازال يضحك على الغافلين ويقول الإسلام هو الحل ، وآخر يصر على صورته وهو ملتحى ، ولافته أخرى باسم دكتور يعلن انه صاحب علوم بلا غيوم ! وتحمل الأتوبيسات والتروماى شعارات الحزب الوطنى التى تبشر بالاستقرار والرخاء والعبور إلى المستقبل ، والفكر الجديد ، وتنظر إلى الأتوبيس وهو يكاد ينفجر بأجساد البشر، ,وطوابير الخبز أمام الأفران ! وتتساءل كيف يكون الاستقرار والرخاء ، والفكر الجديد والعبور إلى المستقبل والوجوه نفس الوجوه الفاسدة ،وعفى عليها الزمن ؟ والناس فى وادى آخر فى همهم اليومى لسد حاجاتهم المعيشية ، ولا يشعرون بالانتخابات ، فهى تهم فقط عدد محدود من الحواريين الذين يلتفون حول الحكام ، ويطمعون فى مكاسبها أما الأغلبية العظمى من الناس فهى فى توهان يومى وغسيل أعلامى . وهذه صور المرشحين تقابلك يوميا فى الصحف بحجم كبير قبل الإنتخابات للتذكرة ، وبعد الانتخابات للشكر والتهنئة ، وتتأمل الصور وتشعر بأبتسامتهم الصفراء المصطنعة ، وتسأل نفسك متى ظهروا ؟ ومن أين جاءوا بكل تلك الأموال ؟! ولماذا يصروا على دخول مجلس الشعب ؟! ونسمع الأخبار المعتادة لعدم تنقية كشوف الناخبين ، وجروح في اشتباكات وقعت بين أنصار المرشحين ، وتلاعب فى الجداول الانتخابية ، وتحرش أنصار الوطنى الحاكم بالناخبين ، وتوزيع أموال وهدايا ورشاوى بتوحش ..الخ رغم ذلك، تكرر علينا وسائل الأعلام الرسميه ليل نهار ان الانتخابات نزيهة ، حتى نزهق ونقرر أنها فعلا نزيهة رغم سيطرة الحزب الوطنى على كل أمكانيات الدولة وتسخيرها لصالحة فى الإنتخابات . ويجب ان نسلم ان اشراف القضاء وعدم تدخل الأمن بشكل ظاهر كانت عموما إيجابيات ، لكن كما وصفها البعض كان هناك تزوير ناعم من خلال تحيز أجهزة الإعلام وإدارات الدولة لصالح الحزب الحاكم ، لكن الانتخابات وحدها غير كافيه ، فالمشكلة الحقيقية فى طريقة تفكير عقل النظام المتمسك بالسلطة بعناد ، فهو لا يحتمل الديمقراطية ، وصدقت مقولة الأسطى محمود ابن البلد ، ان الموضوع ليس موضوع انتخابات ، الموضوع اكبر من كده بكتير ، وان البلد بلد حكام ؟! رغم معظم دول العالم تعيش اليوم لأول مره فى التاريخ ، فى ظل نظم ديمقراطيه ، لأنها هى النظام السياسى الوحيد الذى يتوافق مع احترام جميع الحقوق الإنسانية ، ولكن مع ان الديمقراطيه لم تعد مراوغة ، فأنها لم تصبح بعد شاملة للجميع ، لأن الأصوات الانتخابية وحدها لا تضمن حقوق الإنسان ، فالأغلبية المنتخبة ديمقراطيا يمكن ان تسحق الأقلية ، فقد فشلت الانتخابات فى مصر ان تعطى تمثيل حقيقى للمصريين الأقباط ، وتمثيل حقيقى للمرأة المصرية . والآن ماذا نحن فاعلون ؟! الوطن يحتاج إصلاح سياسى وتعليمى جذرى يقيم الديمقراطية والمشاركة ، ويسمح للمجتمع المدنى بالنمو ، فالبداية دائما فى السياسة والتعليم إذا خلصت النوايا ، فمتى نصبح مواطنين لنا حقوقا وعلينا واجبات ، متى يصبح القانون فوق الجميع ، وكيف يتم تفعيل المصريين وتنميه المواطنة والمشاركة بينهم ؟ كلها أسئلة توقفت عندها ؟!!



#أحمد_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توحش الأغلبية الدينية
- الدين ووسائل الاعلام
- لماذا يحدث فى مصر ؟!
- حزب التجمع الخاسر الأكبر فى انتخابات الرئاسة المصرية
- الفساد وتبادل السلطة
- متى تسقط بقية التماثيل؟!
- انفجار الأزهر وحالة العنف فى مصر
- هل تجلب الإنترنت الحرّية؟
- الرأسمالية وأعظم حماقة تكنولوجية فى التاريخ
- الليبراليون الجدد والإنترنت
- الشيوخ والإنترنت والمرأة
- احتلال العقول
- إرادة الرفض عند المصريين
- على هامش انفجارات طابا : شماعة المؤامرة
- التخلف دائما فى العقول
- الإنترنت والإستبداد
- موتوا
- التحرش الدينى
- المثقفون وتحديات عصر المعلومات
- ثقافة الدوجما


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد محمد صالح - الانتخابات وحدها غير كافية