أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا كردي - أفكار حولَ مَفهوم التسّْوِية














المزيد.....

أفكار حولَ مَفهوم التسّْوِية


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 01:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض من معاني كلمة تسوية في اللغة العربية تتضمن : الحلّ ، أوالسعي إلى اتّفاقٍ وَسَط ،ويقولون سَعَى إِلى تَسْوِيَةِ الخِلاَفِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَرِيكِهِ : أي بمعنى أراد إِيجَادُ حَلٍّ ، اِتِّفَاقٌ لِإِنْهَاءِ الخِلاَفِ ، والسعي إلى البحث عن حل بالتَّسوية : يعني بالتَّراضي ..
ولمفهوم التسوية دلالات متعددة : منها السياسية والثقافية والمالية والقانونية ..الخ
وتعتبر التسوية الثقافية - برأي - من أصعب التسويات التي يقوم بها الفرد مع المجتمع المحيط به..
أما التسوية السياسية فهي الأخطر بين كل أنواع التسويات ، لكونها تتحكم من خلال نتائجها بمصير المجتمع، وأحياناً بمصير الوطن ككل ..
ولكن لو أردنا التفكر في ملامح التسوية عموماً والتسوية السياسية بخاصة..
سنجد أنها لا تعني بتاتاً ، أن تنتصر بشكل تام على من تفاوض بأي حالٍ من الأحوال ، كما لا تعني أيضاً ، أن تفرضَ على من يختلف معك في وجهة النظر والطرح أو من تفاوضه ، كافة شروطك ، أو تُجبره على تبني أفاق الحل التي تراها أنت فقط ، لئلا تصبح عندئذٍ مُجردَ إملاءات وشروط أو أوامر.. الخ ..
وهذه مفرداتٌ لا يجب أن تكون على طاولة التسوية، بل تكون فقط في حال إعلام طرف لآخر بأنه المنتصر بالمطلق .. وبالتالي لا تسمى تسوية بل حال استسلام وخضوع تام..
فالتسوية هي أنك قد توافق على حال أو نتيجة لم تفكر فيها مسبقاً، بل والتراضي الذي قد يصل إليه الأطراف المفاوضة، هو حال جديد بالضرورة، وليس الحال الذي يمثله أو كان يأمله أيُّ طرفٍ منهم ..
من المعروف عن تكتيكات التسوية أن يبدأ الجميع برفع سقف المطالب، قبل الجلوس على طاولة المفاوضات ، وأن يحاول كل منهم أن يظهر بمظهر القوي وصاحب الحق المبين،
التسوية تعني أن يتوقف الأطراف عن الحديث عن إجرام وأخطاء وإجحاف كل طرف ، وأن يبحثوا عن الممكنات ، وعوامل الإلتقاء ، والنقاط التي يُبنى عليها الحل والتراضي،
والتسوية هي بالنتيجة عبئ ثقيل على كل الأطراف المُفاوضة، وهذا العبئ يجب أن يتقاسمه جميع من يَدعي حب الوطن ويرجو أمنه وأمانه..
ولعل من أهم سمات ذاك العبئ، هي كظم الأطراف جميعا للألم الفظيع الذي تسببوا بها لبعضهم البعض.. وبالتالي الإنحياز الصادق إلى إرادة الحل ، و تجاوز الماضي بكل آلامه وقساوته ، وأظن أنه لا يمكن أن يتم ذلك دون وجود إرادة حقيقية صادقة عند كل الاطراف الفاعلة على الأرض والواقع، وأن يكون لديها إيمان صادق وعميق، بأن الكل أخطأ بحق الوطن، والتوقف الفوري عن تأجيج خطاب الكراهية، من خلال تكرارِ حماقات عمن كان السبب ،
بل يجب على الجميع أن يفكر بما وصل إليه الوطن من نتيجة ومآل ..وأن يضع نُصبَ عينيه المصالح العليا والمشتركة لكل ابناء الوطن ..
التسوية هي لسانُ حالٍ لِمفاوضين صادقين يقرأ الواقع حيداً ويقول :
لنجتمع حول الغاية الأهم ، ألا وهي الإنسان في هذا الوطن بكل طوائفه ومذاهبه وقومياته، وعلينا جميعاً أن نعترف ، أن سوريا التعددية لن يمكنها أن تعود حقاً، إذا لم نبرهن لها أننا عقلاء وأننا قد تغيرنا حقاً ، وأظهرنا للإنسان قبلَ البُنيان فيها كل الحب والإحترام ...
أخيرا لابأس أن نتذكر جميعاً أن التسّْوية لا يَقوم بها سوى أناسٌ أحرار ..
أما سعاة البريد فهم طارئون يرمون مالديهم ويَمضون ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسات فكرية ..(!)
- ملاحظات أولية حولَ التعصّب الديني
- القتل الحلال ..
- لا سياسة في شرق العبيد
- هل العقلاء جبناء حقاً ..؟!!
- أسئلة مُقلقة حول الإسلام الكوردي
- خواطر في العبودية
- الإنفعال مقتلةٌ للعقل ..
- خرافة الإعتدال في الإسلام..
- داعش منا ونحن منها ..
- انتظروا القيامة ..
- من هو عدو المرأة ..؟ّ
- الإنهيار المدوّي للعقد الإجتماعي السوري
- فيينا (1) بداية النهاية
- أفكار في الحب
- أسافل القوم..
- أفواه مريضة .. تكشف عن أن للجهل أكثر من عنوان
- رسالة من رجل شرقي ..
- رجم الجهل أولى .. أفلا تفكرون..!
- البراغماتية فلسفة العصر (الفلسفة المنتصرة)


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا كردي - أفكار حولَ مَفهوم التسّْوِية