|
الثورة فى البلدان الإمبريالية تتطلّب فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ] - الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية / مجلّة - عالم نربحه - عدد 7- 1986
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 23:33
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الثورة فى البلدان الإمبريالية تتطلّب فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ]
الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية / مجلّة " عالم نربحه " عدد 7- 1986
http://www.bannedthought.net/International/RIM/AWTW/1986-7/AWTW-07-RCP.pdf
" ليس من المبالغة قول إنّه دون النظرية والخطّ اللذان طوّرهما ماو و ممارسة الجماهير الصينية فى تطبيقه ، لا سيما خلال الثورة الثقافية ، لم يكن حزبنا و ما كان يستطيع أن يتأسّس فى الوقت الذى تأسّس فيه و على مثل هذه الأرضية الثورية " . ( بوب آفاكيان ، " رصاصات " ، بالأنجليزيّة )
لقد نهض تمرّد الستّينات على تحرّكات ثوريّة جديدة كانت ترنو فى نهاية المطاف إلى التحوّل إلى قوّة عالمية هائلة و تهاجم كافة القلاع الإمبريالية . لكن حينها بالذات كانت الحركة الشيوعية العالمية التى كان من الواجب أن تكون مركز ثورة لا تساوم و صريحة ، تشبه فى وجوه كثيرة ثكنات الوجهاء و القساوسة البدينين . و كان هؤلاء القساوسة يقدّمون أمرا واحدا للجماهير : لا يجب أن تنهضوا فى نضال ثوري . و هذا لا يعنى أنّ هؤلاء المتمسّكين بالمظاهر لم يواجهوا أيّة معارضة . فالحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ قد شرع فى خوض الصراع منذ 1957، مرّة أخرى ضد هذه الخيانة للمبادئ الشيوعية ، ومع توضّح الحدود ، أخذت الحركة العالمية تشهد إستقطابا . لكن مثلما أشار ماركس ذاته فى مناسبة من المناسبات ، سلاح النقد ، مع أنّه مطلق الضرورة ، لا يمكنه أن يعوّض تأثير نقد السلاح و بينما لم يتّخذ النضال ضد التحريفية بالأساس شكل القتال المسلّح ، فإنّ الظهور الحقيقي لتيّار شيوعي أصيل عالميّا لا زال يتطلّب تحويل النظريّة إلى ممارسة ثورية على نطاق واسع .
كان مركز إعصار الثورة حينها هو حروب التحرّر الوطني التى كانت قائمة فى الأمم المضطهَدة ( خاصة الفيتنام ) وهي نضالات سعا الإتحاد السوفياتي و بصورة صريحة بالأساس إلى عرقلتها. و قد رفع الحزب الشيوعي الصيني بصفة حيوية رايتها ودعّمها على شتّى المستويات . و قد إستخدم هذا فى حدّ ذاته للتمييز بين الثورة و التحريفية فى الممارسة العمليّة . بيد أنّه و إن كان ذلك حجر زاوية حيوي ، فإنّ ما جسّد نهائيّا رؤية ماو تسى تونغ الثوريّة و المعادية للتحريفية و ما أعاد حقّا إحياء قضيّة الشيوعية و الحركة الشيوعية معها ، هو الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى . بكلمات " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ، الثورة الثقافية : " ولدت جيلا جديدا من الماركسيين – اللينينيين – الماويين ." و" مسّت فى العمق ملايين البشر فى جميع أنحاء العالم كانوا يخوضون نضالا ثوريا و يشكلون جزءا من الإندفاع الثوري الذى إجتاح العالم خلال الستينات و بداية السبعينات ."
كان التحريفيّون يقدّمون " إشتراكية " كإيديولوجيا و برنامج يؤكّد على أن تبقى الجماهير منكبّة على العمل و تكتفى بالكسب الفردي ، و تتمسّك بالطرق المجرّبة و الحقيقة و لا تطرح أيّة أسئلة - بإسم نوع من المنطق القانوني للفعاليّة و للعقلانيّة الإقتصاديّة و للإستقرار الإجتماعي . و فى المقابل ، أعلن ماو أنّ الماركسيّة برمّتها يمكن أن تلخّص فى حقيقة واحدة : من حقّنا أن نثور ضد الرجعيّة . و بالنسبة للذين أقرفهم نفاق غِرّة التحريفية و المجتمعات الراكدة التى تحكمها ، كشفت الثورة الثقافية أفق مجتمع جدّ حيوي و ثوريّ تماما فى تصميمه على كسر كلّ عراقيل الماضى و تخطّيها ، ما كان بمثابة إكتشاف لحما و دما .
و تعدّ تلك الأيّام الجامحة و العاصفة إرثا بعيد المدى بما فى ذلك نموّ قوّة التيّار العالمي المعتمد مباشرة على المساهمات التى صاغها ماو . و متحدّثين عن حزبنا نحن ، فى إفتتاحية جريدتنا المحتفلة بالذكرى العاشرة لتأسيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، أشرنا إلى أنّنا " نشأنا و كنّا جزءا من " تقاليد الستينات " هنا وعالميّا فى القيام بقطيعة جذرية مع التقاليد "؛ لقد " أصبنا بعدوى" ماويّة بالثورة فى الصميم ". لكن هل أنّ أهمّية ماو تسى تونغ و تأثيره ، بعد كلّ شيء ، تتجاوز ذلك – خاصة بالنسبة لحزب يعدّ لإنجاز ثورة فى بلد إمبريالي؟ هناك الكثير من الذين يعترفون أو أحيانا يحيّون التفكير العسكري لماو أو من الذين ينظّرون إليه على أنّه قومي ثوري مهمّ ( لا أكثر) . و هناك الذين يقرّون بلزوم ماو و حتى بأهمّيته فى هذا المجال أو ذاك من النظرية الماركسيّة بيد أنّهم لا زالوا ينظرون إليه جوهريّا كمنظّر " للعالم الثالث فقط ".
نختلف مع كافة وجهات النظر هذه و نقف عوض ذلك مع بيان الحركة الأممية الثورية لسنة 1984 الذى يؤكّد على انّ فكر ماو تسى تونغ " مرحلة جديدة فى تطوّر الماركسية - اللينينية " و يشدّد أكثر على أنّه " و بدون الدفاع عن الماركسية – اللينينية – الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما ." و هذا صحيح بالنسبة للبلدان الإمبريالية مثلما هو صحيح بالنسبة للأمم المضطهَدَة .
============== إنّ أهمّ مساهمة من مساهمات ماو فى مجمل الماركسيّة هي نظريّة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا. غداة المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي فى 1956 ( الذى نبذ خلاله خروتشوف ستالين كطريقة لنبذ التجربة الإشتراكية و الثورة عموما ) ، و الإنتفاضة فى المجرّ ، لاحظ ماو تسى تونغ بصلابة أنّ المجتمع الإشتراكي " لا يتضمّن " فحسب تناقضات بل هو يزخر بها . و لاحقا فى 1962 ، إثر تجربة القفزة الكبرى إلى الأمام فى الصين ، عقب خيانة السوفيات ، و فى خضم معركة الجدال المحتدم حينها وسط الحركة العالميّة ، صاغ ماو تسى تونغ ما صار معروفا بالخطّ الأساسي للحزب الشيوعي الصيني ، و مثّلت فقرته الإفتتاحية تقدّما نوعيّا نسبة لأي شيء سبق بلوغه فى الحركة العالميّة :
" تمتدّ الإشتراكية على فترة تاريخية طويلة نسبيّا . طوال المرحلة التاريخية للإشتراكية ، تظلّ موجودة الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي و كذلك يظلّ موجودا صراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي و خطر إعادة تركيز الرأسمالية . و يجب أن نعترف بالطابع المعقّد و المتشعّب لهذا الصراع . و يجب أن نرفع يقضتنا و أن نقيم تربية إشتراكية . و يتعيّن أن نفهم و نعالج بطريقة صحيحة التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي و أن نفرّق بين التناقضات بيننا و بين العدو و التناقضات فى صلب الشعب ، و أن نعالجها بصيغة سليمة . و إلاّ سيتحول بلد إشتراكي كبلدنا إلى نقيضه و يتفسّخ و عندها ستحصل إعادة تركيز الرأسمالية . و من الآن فصاعدا يجب أن نتذكر هذا كلّ سنة ، كلّ شهر ، كلّ يوم لكي يمكن أن يكون لنا فهما بالأحرى صحيح لهذا المشكل و لكي يكون لنا خطّ ماركسي - لينيني".
و الجوهر النظري هنا أي التلخيص المرّكز لما يناهز نصف القرن من الممارسة فى المجتمع الإشتراكي ، سرعان ما سيتفتّح ليغدو الخطّ الذى قاد الثورة الثقافية ، أهمّ علامة ثورية منذ أيّام لينين .
لم تمثّل الثورة الثقافية أقلّ من قفزة نوعيّة فى الفهم الإنساني لكيفيّة التقدّم إلى مجتمع خالي من الطبقات . لقد أشار رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، بوب آفاكيان ، إلى أن :
" أوصاف " غير مسبوقة " ، و " تاريخية " و " مزلزلة للأرض " و ما إلى ذلك قد إستعملت عادة لوصف هذه الحركة الثورية الجماهيرية ، و إذا كانت تؤكّد على شيء فإنّما تؤكّد على أهمّيتها . و مع الإنقلاب على الثورة فى الصين فى 1976 و القضاء على كلّ ما هو ثوري هناك مذّاك ، و فى الوضع العالمي الراهن ، هناك تيّار قوي لنسيان ما الذى عناه أن يوجد بلد ، بربع سكّان العالم حيث لم تحدث ثورة مظفّرة أدّت إلى الإشتراكية متخطّية حواجزا ضخمة و قوى رجعية شديدة البأس فى السيرورة ، وحسب ، بل حتّى بعد ذلك ، وجد أيضا تمرّد ثوري جماهيري ، أطلقه و أوحى به الوجه القيادي فى الدولة الإشتراكية الجديدة ، ماو تسى تونغ ، ضد أولئك فى السلطة الذين أرادوا تحويل الحزب إلى حزب نظام جديد ، معيدين تركيز الرأسمالية بإسم " الإشتراكية " مستعملين الماضي الثوري كرأسمال . و شارك فى الثورة الثقافية مئات الملايين من الشعب باشكال متنوّعة و على مستويات مختلفة من الصراع السياسي و النقاش الإيديولوجي حول قيادة المجتمع و شؤون الدولة و مشاكل النضال الثوري العالمي و الحركة الشيوعية العالمية . لقد كُسرت الحواجز فى مجالات كانت سابقا محرّمة على جماهير الشعب - العلم و الفلسفة و التعليم و الأدب و الفنّ . و قد تعرّضت وجهة نظر وضع الذات فوق مصالح الثورة ، فى الصين و العالم ، إلى الهجوم و أولئك الذين كانوا يطلقون بصفة مفتوحة تماما جملا مثل " وظيفتى " فى موقع دفاعي . وعبر كلّ هذا جرت تغييرات فى المؤسسات الكبرى فى المجتمع و فى تفكير جماهير الشعب قصد مزيد تثويرها . و عبر كلّ هذا أيضا ، حدثت إختراقات جديدة و كسبت دروس جديدة فى التحرّك ، من خلال ممارسة دكتاتورية البروليتاريا ذاتها ، نحو الإضمحلال النهائي للدولة - نابشين فى التربة التى تفرز الإختلافات الطبقيّة و فى نفس الوقت جالبين الجماهير على نحو واسع و بوعي أكبر إلى تسيير المجتمع ". ( " من أجل حصاد التنانين " ص 110- ، بالأنجليزيّة )
و من المهمّ أن نلاحظ أنّه مهما كانت خصوصيّات الصين التى تشمل تأثير المرحلة الديمقراطية الجديدة لثورتها و الإرث المتوصل للإضطهاد شبه الإستعماري ، فإنّ مساهمات ماو تسى تونغ المركزيّة حول نظرية و ممارسة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا تنطبق و بصفة مباشرة على البلدان الإمبريالية إلى جانب كونها عنصر محوريّ للتطوّر العام لعلم الثورة .
هل يمكن لأيّ كان أن ينكر أنّه عقب إفتكاك السلطة فى بلد إمبريالي ، ستواجه البروليتاريا أيضا تناقضات حادة جدّا بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ؟ بالتأكيد أرضيّة ظهور قيادات برجوازية جديدة صلب الحزب فى السلطة سنكون على الأقلّ كبيرة فى القوى الإمبرياليّة ( السابقة ) مثلما فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة سابقا . فى الأساس ، ستكون المسألة المطروحة مسالة إعادة هيكلة علاقاتها العالميّة على قاعدة إقتصاديّة جديدة كليّا و وفق المبادئ الأمميّة الشيوعية . بصفة خاصة صلب الحزب فى السلطة ( وبطبيعة الحال، مرتبطة بالضغوط الإيديولوجيّة الناجمة عن الإمتيازات التى تتمتّع بها قطاعات واسعة من السكّان بسبب الحكم الإمبريالي ، من الحتمي تقريبا أنّ النضالات ستظهر حول ( و فى النهاية حتّى إذا كان من اللازم ) إجتثاث الإرث الإمبريالي و تقديم الدعم كلّه إلى الثورة البروليتاريّة العالميّة .
وفى حين ستنمو الإمتيازات الثورية للبروليتاريا فى السلطة فى بلد متقدّم ، لن تنكر و لا يمكنها أن تنكر مركزية الصراع الطبقي للحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية و لمزيد التقدّم بالثورة. و بالفعل ، وجد ماو نفسه يقاتل بإستمرار نوعا أو آخر من " نظرية قوى الإنتاج " التى كانت تنشر النظرة المعاكسة القائلة بأنّ القدرة الإنتاجيّة الأكبر هي مفتاح معالجة تناقضات المجتمع الإشتراكي . و ستتكرّر هذه النظريّة بلا شكّ و إن لم تكن على الأقلّ بنفس الحدّ ، فبأشكال مختلفة فى مجتمع أكثر تطوّرا .
وكذلك سيكون إجتثاث المؤسّسات و الأفكار الراسخة جيّدا من البنية الفوقيّة بالتأكيد ضروريّا فى بلد إمبريالي مثلما هو فى بلد خارج من الشبه الإقطاعية . قد صلّبت برجوازية البلدان المتقدّمة و حسّنت بنيتها الفوقيّة لقرون كأفضل وسيلة لتشجيع إنتاج و إعادة إنتاج العلاقات الإجتماعية البرجوازية و لأنّ هذه المؤسسات بطرق ما أرسخ بصلابة و حيويّة فى البلدان الإمبرياليّة منها فى الأمم المضطهَدَة حيث الثقافة كلّها عادة ما تكون فى مخاض أزمة و إنحلال حادين ، ضرورة إجتثاثها يمكن أن تكون أكبر لكثير .
بكلمات أخرى ، ، لنظريّة ماو و ممارسته للثورة الثقافيّة صلوحيّة عالميّة . و مع ذلك هناك الذين يصوّرون الثورة الثقافية ليس كمزيد من تعميق دكتاتورية البروليتاريا و إنّما تقريبا كشيء فى تعارض مباشر معها . و هذه النظرة الخاطئة – أو التشويه التام ، أحيانا - شائعة خاصة فى البلدان الإمبريالية . و يمسك أصحاب هذه النظرة ببعض مظاهر من الثورة الثقافية ، لا سيما التمرّد الجماهيري المباشر ضد قطاعات الحزب التى صارت مواقع برجوازية قويّة ، و يحاولون إستخدام ذلك حجّة للتخلّص فى مرّة واحدة من الدور القيادي للحزب فى المجتمع الإشتراكي . و أحيانا تّستغلّ بعض التحديدات الحقيقية الهامة مثل كمونة شنغاي التى حاولت الحكم المباشر دون وسيط للبروليتاريا ، على أنّها جوهر الثورة البروليتاريا ثمّ يُقال إنّه بعد التخلّى عن الكمونة فى بدايات 1967 إنهار كلّ شيء .
يجهل هؤلاء الناس انّ ماو ذاته شرح أنّ سبب عدم مواصلة شكل الكمونة كان هشاشتها أمام الأعداء ومختلف أشكال هجومهم ، و فى علاقة بذلك ، أنّ مختلف تناقضات المجتمع الإشتراكي ( بين المدينة والريف ، و العمّال و الفلاحين ، و العمل الفكري و العمل اليدوي إلخ ) لم تبلغ بعد مرحلة حلّ كافي لمحاولة القيام بمثل هذا الشيء . و كذلك ينكر هؤلاء الناس المكاسب الحقيقية المحقّقة فى السنوات التالية لبداية التمرّد ، فعلا يخفقون فى المسك بالإرث الأخير للصيغة الماوية الشهيرة " صراع - نقد - تحويل " ، و ينكرون كذلك الهدف الحقيقي لكافة الصراعات الجماهيريّة للثورة الثقافية . هدفهم النهائي ، مثلما إرتآه ماو ، لم يكن تفكيك الحزب أو إضعاف دكتاتورية البروليتاريا . الهدف الحقيقي كان المهمّة المزدوجة من الإطاحة بأتباع الطريق الرأسمالي و إعادة الحياة فى مؤسسات المجتمع الإشتراكي و تغييرها - بما فى ذلك الحزب - إلى مستوى أرقى نوعيّا ( بينما يتمّ تحقيق هدف مزيد إعادة صياغة نظرة الناس للعالم ). و فى قمّته ، هذا التأويل الزائف ل " الدفاع عن الثورة الثقافية " يصفّى مهام الإطاحة و الإجتثاث و التغيير ؛ و يشدّد بدلا عنها على نوع من الرؤية النقابيّة – الفوضويّة ل " العمال يسيّرون المصانع دون إعاقة بيروقراطيي الحزب " ، نظرة جدّ إقتصادويّة تنكر بوضوح ( أو تدير ظهرها إلى ) قدرة ( و حاجة ) البروليتاريا إلى التحكّم فى كافة مجالات المجتمع - بما فى ذلك الصراع صلب الحزب الطليعي !
لم ينظر ماو إلى المستقبل الشيوعي كنوع من نقطة نهاية ، سواء مملكة وئام كبرى أو تجمّع بهيج لكمونات جيفرسن . لقد فهم ماو الثورات على أنّها قوّة حيويّة للتطوّر الإجتماعي ليس فقط خلال المجتمع الإشتراكي لكن فى الشيوعية كذلك ( مع أنّ هذه الثورات الأخيرة لن تكون قمعا عنيفا من طبقة لأخرى ) . الحقيقة توجد دائما فى البداية بين أيدي أقلّية ، صرّح ماو ، و أكّد على أنّ " السير ضد التيّار مبدأ ماركسي " ، مبدأ يعبُر كافة التشكيلات الإجتماعية .
و بالتأكيد دون هذا التوجه من السير ضد التيار، فإنّ هذه الأحزاب التى تمسّكت بالمبدأ إزاء إنقلاب 1976 لم تكن لتتّخذ الموقف الذى إتّخذته . صحيح أنّ ماو شدّد أيضا على أنّه بينما على المرء أن يكون دائما على إستعداد للسير ضد التيّار ، فإنّه يجب عليه كذلك أن يقدر على التعرّف على ما هو و ما ليس هو تيّار معادي للثورة . فى كلا المظهرين علّمنا ماو شيئا جيّدا . و مثلما أشار الرفيق بوب آفاكيان زمن صراع شرس ( وفى النهاية إنشقاق ) فى صفوف الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية حول موضوع الإنقلاب ، " من الخطإ النظر إلى تجربة الإتّحاد السوفياتي و الصين على أنّهما نفس الشيء . فهناك عدد من الإختلافات ليس أقلّها أنّه زمن إنقلاب خروتشوف و تنديده بستالين و نبذه للماركسية - اللينينية ، ظلّت الجماهير فى الإتّحاد السوفياتي و ظلّ ملايين الثوريّين فى البلدان الأخرى ( وإن لم تكن كلّها ) مضطربة ، لم تفهم ما كان يحدث و لم يكن ذلك إلاّ ليفرز يأسا على نطاق واسع . هذا من جهة ، و من الجهة الأخرى ، بفضل الثورة الثقافية فى الصين ، و بفضل قيادة ماو العظيمة و بفضل النضال البطولي الذى قاده الأربعة ، ملايين الناس فى الصين كانت مسلّحة بفهم لما كان يجرى و تصارع حول المسائل المعنيّة ، بينما تمكّن البعض منّا فى البلدان الأخرى من أساس لفهم ليس فقط ما حصل و لكن أيضا لفهم قاعدة ذلك " .
( " الثورة و الثورة المضادة " ، ص 130-131 بالأنجليزيّة )
و قد درّبت قيادة ماو أثناء هذه الفترة ( و أيضا قبلها ) جيلا على الأمميّة البروليتاريّة . فقد لاحظ لينين أوّلا أن إستغلال أجزاء كاملة من العالم من طرف البلدان الإمبريالية يغيّر بعمق إطار الصراع الطبقي و طبيعته ، مفرزا فى نفس الوقت نضالا ثوريّا فى الأمم المضطهَدة فى حين يخلق كذلك ( أو يوسّع بشدّة ) قاعدة الإنتهازيّة فى صفوف الأمم المضطهِدة .
و يجب التذكير بأنّه جرى إتّهام ماو بالعنصرية من قبل السوفيات لأنّه كان يدافع عن أنّ مركز إعصار الثورة البروليتارية قد تحوّل إلى ما يسمّى بالعالم الثالث و انّ " ريح الشرق ستتغلّب على ريح الغرب ". ما عارضه السوفيات حقّا هنا هو الفهم الصلب لدي ماو لمركزيّة حروب التحرّر الوطني خلال تلك الفترة و دورها الهام فى التحطيم النهائي للإمبريالية و بالتالى مهمّة جميع الثوريّين هي مساندة تامة لمثل هذه النضالات . و بطبيعة الحال، لم يحصر ماو مساندته فى هذه الصراعات وحدها - المظاهرات عبر الصين بأسرها ، إلى جانب موقف ماو المساند لتمرّدات السود فى الولايات المتحدة فى 1968 تقف دليلا على ذلك ، و كذلك أمثلة هامة أخرى . و قد لخّص ماو أيضا فى خضمّ الثورة الثقافية ، فى 1968 ، أنّه بالرغم من الإنتصارات الكبرى المحقّقة بعدُ ، " ان الانتصار النهائي لبلد اشتراكي ما لا يستدعي حسب وجهة النظر اللينينية جهود البروليتاريا و الجماهير الشعيبة الواسعة لهذا البلد فحسب و لكنه يتوقف أيضا على انتصار الثورة العالمية و على الغاء نظام استغلال الانسان للانسان من الكرة الأرضية ممّا يمكّن الانسانية قاطبة من التحرّر و تبعا لذلك فإن الحديث بلا ترو عن انتصار نهائي لثورتنا خاطئ و مضاد لللينينية و هو بالاضافة الى ذلك لا يتطابق مع الواقع ".
و وفّر كلّ هذا توجّها أمميّا ممتازا للحركة لا سيما مساندة نضالات الأمم المضطهَدة ضد القوى الإمبريالية ، و وفّر نوعا من المدرسة الإنهزاميّة الثوريّة للحركة داخل الأمم الإمبريالية . و كان هذا ، من ناحية أخرى ، أساسا – و سواء إستطاعت الأحزاب مواجهة التحدياّت الناجمة عن التغيّرات فى الوضع العالمي خلال أواسط السبعينات بالتعميق و البناء على ذلك الأساس ، أم تخلّت عنه و فى النهاية خانته ، ستحدّده الممارسة . و بالنسبة للمجموعات و المنظّمات الثوريّة فى البلدان الإمبرياليّة التى تقدّمت ، مع ذلك شكّل خطّ ماو خلال ستّينات القرن العشرين شرطا لا بدّ منه و نقطة إنطلاق ضرورية لتعميق التوجّه و الممارسة الأمميّة .
==============
و تعود جذور عديد مساهمات ماو إلى تمكّنه من المنهج الجدلي . فقد ركّز ماو على وحدة و صراع الضدّين كمسألة مركزيّة و فى تحليل كافة الأشياء و تغييرها ، فى الطبيعة و المجتمع . لماذا؟ تساءل ماو فى " فى التناقض " :
" ينبغى للفكر الإنساني ألاّ ينظر إلى هذين الضدّين كشيئين ميّتين جامدين ، بلكشيئين حيّين مشروطين قابلين لتبدّل و لتحوّل أحدهما إلى نقيضه ".
هنا بالطبع ليس بوسعنا إلاّ أن نصف بشكل عام تفكير ماو بصدد هذه النقطة المحوريّة . أمّا فى ما يخصّ تطبيقها الخاص على الثورة فى البلدان المتقدّمة ، فهو ليس أقلّ من كونه جوهريّ . و لنأخذ جانبا هاما فقط من هذا ، فقد حافظت البرجوازية على إستقرار نسبيّ فى هذه البلدان لوقت معيّن الآن ، و يتعرّض الثوريّون إلى الوقوع فى خداع ما حذّر منه لينين بحدّة : الإخفاق فى إدراك المهمّة بعدم الإعتقاد تماما فى إمكانية التغيّرات المفاجاة و المثيرة ، و بالتالى غياب الإعداد و عدم القدرة على إغتنام الفرص الثوريّة ضمن تمرّدات إجتماعية عريضة تظهر فى لحظة مفاجأة .
فى " المجيء من الخلف للقيام بالثورة " ، ناقش الرفيق أفاكيان هؤلاء النشطاء الذين يمكن أن يسلّموا بجدّية الأزمة التى يواجهها الإمبرياليّون و الأفق المنظور لحرب عالميّة ، لكنّهم يظلّون أعمياء إزاء الإمكانيّات الثوريّة ضمن ذلك الوضع عينه و لا حظ أنّ " ... بالذات كون الثورة لم تحدث يحدّد فكر الناس ؛ و ما لم نجتهد بوعي لتجاوز ذلك بتحليل علمي ، فإنّكم عفويّا سترون ما يبدو أمامكم و ليس إمكانيّة ما قد يظهر فى ظروف مختلفة جدّا فى المستقبل - و بالفعل ، ليس حتّى ما يتطوّر تحت السطح و بذور المستقبل التى توجد بعدُ و تتطوّر فى الحاضر ، بما فى ذلك الأزمات الصغيرة و الإنفجارات التى تحدث...".
" بطبيعة الحال ، إذا نظرتم إلى الأمور نظرة ميتافيزيقية - ثابتة دون تناقض داخلي فى كلّ الأشياء منعزلة مطلقا عن أيّة أشياء أخرى - عندئذ لن تتعرّفوا و لن يمكنكم أن تتعرّفوا على هذه الإمكانية الثوريّة ".
و جزء من تطبيق فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ] على البلدان الإمبريالية ، يعنى إذن تعلّم تحديد العناصر الثوريّة و تحليلها و تشجيعها ، العناصر الثوريّة التى توجد حتما فى وضع غير ثوريّ عموما . و على الشيوعيّين أن يتعلّموا أن يمسكوا بالتناقضات صلب المجتمع وعدم الإنتظار دون أمل ل " دخيل غير منتظر" ؛ يجب عليهم أن يستوعبوا ما يعطى " الوحدة " أو الإستقرار المؤقت للمجتمع و طابعه الكامن الهشّ والعابر ، و يجتهدوا بأكبر قدر ممكن لتحديد منابع و أبعاد الكسر الحتميّ لتلك الوحدة . يجب أن يتعقّبوا الأزمات و الهزّات إلى جذورها فى التناقضات صلب المجتمع و أن يستعملوا المعرفة الحاصلة هكذا ليرسموا الأفق و يعدّوا عمليّا لليوم الذى تؤكّد فيه هذه التناقضات نفسها بصورة عاتية تماما . بإختصار ، يجب عليهم أن يتمكّنوا من أكثر المناهج الماوية أهمّية : إزدواج الواحد .
و فى مكان آخر ، كتب الرفيق آفاكيان إنّ " الظهور المستمرّ للتناقضات و معالجتها ، كشيء ضد كافة المفاهيم المطلقة و الثابتة - هذا ما إستوعبه ماو كقوّة تحرّك تطوّر الأشياء ، فى الطبيعة و المجتمع و الفكر، و هذا الفهم يمضى مثل طريق قرمزي عبر كتابات ماو و أعماله " - و كذلك يجب أن يمرّ الطريق عبر توجّه الأحزاب و منهجها الأساسي فى البلدان الإمبرياليّة ليمكّنها ليس فقط من المقاومة الناجحة لتآكل " أوقات السلام " بل أكثر من ذلك لإغتنام هذه الفرص التى لا تقيّم بثمن للإنتفاضة الثوريّة التى بلا شكّ ستنفجر فجأة إنفجارا تاما ، بعديد المظاهر الجديدة و المتوقّعة و التى سترفع تحدّيات و فرص ليست بالضرورة ظاهرة - أو لعلّها ليست كذلك بالضرورة - للعين المجرّدة.
إنّ الإعتراف الأعمق بالسيولة و القفزات إلخ لم يقد - و لا يجب أن يقود إذا ما فهمناه و إستوعبناه جيّدا- إلى موقف " فليكن ما يكون" . لأنّه ، بجدليّة كافية ، بقدر ما يكون الفهم عميقا لقابليّة إنتشار عدم الإستقرار ، و قابليّة الإنفجار و القفزات نحو الجديد فى شؤون الطبيعة و المجتمع ، بقدر ما على المرء أن يرى الحاجة إلى الإعداد و التخطيط النشيطين و الصريحين ، بالضبط الحاجة للإستعداد لأيّ طارئ . و مناقشا أكثر أعمال الإنسانيّة و الحرب ، كتب أنّه ضمن " فى مجرى الحرب الطويل ، حيث يكون التطوّر مطلقا ، تتّصف كلّ مرحلة محدّدة منه بثبات نسبيّ " ، و أكّد على أنّ هذا الإستقرار النسبيّ فى آن معا يحتاج و يجعل ممكنا مخطّطات خاصة تمكّن المخطّطين من كسب المبادرة و تغيير مسار ذلك " النهر الكبير". و إلاّ سقط المرء فى النسبيّة و خاطر ب " إنكار ذلك يعنى إنكار ، ينكر الحرب نفسها و ينكر ذاته " ( " حول الحرب الطويلة الأمد " ، المجلد الثاني ص 237-238 ) لذا كي يكون المرء حقّا " مستعدّا لأيّ شيء " بالمعنى العمليّ ، الإستعداد الثوري ، العملي و التخطيط .
و هذا يشير إلى مساهمة أخرى فلسفية كبيرة لماو تسى تونغ : مبدأ أنّ " المادة يمكن أن تتحوّل إلى وعي و الوعي إلى مادة ". لقد شكّل هذا و بثّ نظرة ماو لهدف المجتمع الشيوعي - لقد هزأ من " شيوعية الغولاش " التى وعد بها السوفيات ، عارضا عوضا عنها نظرة أن " كافة البشر عن طواعيّة وعن وعي يغيّرون ذواتهم و العالم ". و يتأتّى تفكير ماو بصدد الإنتقال إلى المجتمع الشيوعي - الذى تتمحور حوله حاجة البروليتاريا إلى خوض صراع طبقي بشأن مسائل حيويّة للخطّ السياسي و التحكّم فى كافة مجالات المجتمع - من إستيعابه للدور الديناميكي و التغييري للوعي الإنساني .
و قد زاد إنقلاب 1976 هذه المسألة حدّة خاصة . فالتأويلات الإقتصادويّة لعشرات الأشباح وردت من موسكو و تيرانا و بيكين و الرؤى الغربيّة و هي تحثّ الثوريين الحقيقيين للتعمق أكثر فى جوهر تفكير ماو و مساهماته . بصفة خاصّة مع غدوّ توجّه الحرب ما بين القوى الإمبريالية أحدّ و مباشرا بصورة متصاعدة ، أضحت نزعة بداية السبعينات تحاول المزج بين مساهامات ماو العظيمة ( و المناهِضة الإقتصادويّة صراحة ) حول الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكية مع مقاربة نوعا ما إقتصادويّة للصراع الطبقي داخل البلدان الإمبريالية ، لا يمكن الدفاع عنها . و الرهانات لم تعد أخطاء أو إنحرافات جرّاء الإقتصادويّة (مهما كانت جدّية ) بل - مع التغيّر السريع للظروف الموضوعية و الأزمة المرتبطة بالحركة العالميّة - ما إذا كان المرء سيستسلم أم لا . لقد أشار لينين فى " إفلاس الأممية الثانية " خلال الحرب العالميّة الأولى إلى أنّ بذور الإنتهازيّة ( بما فى ذلك الإقتصادويّة ) أفرزت إستسلاما إشتراكيّا - شوفينيّا تام النموّ . و وضع مشابه كان الآن يقدّم نفسه أمام الحركة فى البلدان الإمبريالية ، وهو مشكل لا إنفكّ يواجهنا .
لقد طرحت نفسها مسألة إذا كان يجب العمل إلى الخلف إنطلاقا من ماو ، إن أمكن القول ، نحو التوجّه الذى إتّبعته أحزاب الكومنترن القديمة فى البلدان الإمبريالية ، أو عوض ذلك العمل قُدما و تطبيق روح إندفاع فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ] للقطع التام مع الأفكار القديمة المتعلّقة بالحركة فى صفوف البلدان الإمبريالية .
و إتّباع المسار الأخير يؤدّى بالضرورة إلى إعادة تقييم لينين . " ما العمل ؟ " - بتشديده على أنّ الإيديولوجية الشيوعية يجب أن تُحمل إلى البروليتاريا من خارج الحركة العفويّة ، و إستيعابه لأولويّة النضال السياسي نسبة للنضال الإقتصادي ، و تركيزه على الفضح الشامل للحياة السياسيّة و الإجتماعيّة من قبل الشيوعيّين كمفتاح لبثّ وعي شيوعي لدي الجماهير ، و مقترحه لجريدة سياسيّة ثوريّة كوسيلة أساسيّة للعمل الشيوعي فى الإعداد للإفتكاك المسلّح للسلطة فى البلدان الإمبريالية – مهمّ اليوم بقدر ما كان مهمّا زمن كتابته . و بالنسبة للذين يخافون من إبحار أعمق فى خطّ ماو تسى تونغ حول الوعي ، فى تلك الفترة ما بعد الإنقلاب من التساؤل ، و الدراسة و النضال ، و مواجهة تحدّيات الثمانينات ، هذه الحقائق تسطع بنضارة و حيويّة خاصين . إستعمل لينين الحزب الطليعي لعلاقة مفتاح فى كلّ هذا ، و كذلك فعل ماو ( نقطة سنعود إليها ). فى هذا ، فى معارضتهما لكافة أشكال الإقتصادويّة ، و فى تشديدهما على الدور الديناميكي للوعي الإنساني قاد لينين إلى ماو ... و ماو بدوره إلى لينين . =============================== لكن هناك قصّة متّصلة بمسألة الحرب . فى صائفة 1968 ، لم تعد المسألة المطروحة أمام آلاف النشطاء فى البلدان الإمبريالية ما إذا بإستطاعة الجماهير أن تنهض - فجماهير السود فى الولايات المتحدة أكّدت ذلك بحسم ، فى أفريل من تلك السنة ، و تبعها الطلبة والعمّال الفرنسيون بعد شهر- لكن كيف يمكن أن تقاد للقيام فعلا بالثورة.
أدّى طرح تلك المسألة بشكل ملحّ و عمليّ ، إلى جانب تأثير الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، بالكثيرين ، بمن فيهم نحن ، إلى إجابة حزب طليعي معتمد على الماركسية - اللينينية - فكر ماو تسى تونغ .
" قد يبدو هذا غريبا " ، كتبنا بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس حزبنا ، " بلوغ فهم الحاجة الحيوية لحزب طليعي عبر الثورة الثقافية ، فى حين أن ماو وقادة ثوريّون آخرون كانوا يطلقون العنان للجماهير الصينيّة و يضعون تحت نيرانها قطاعات واسعة من هياكل الحزب الشيوعي الصيني ، و حتى مفكّكينها فى عديد الأحيان . و لكن ليس بهذه الغرابة عندما ندرك فى الواقع أن ذلك كان كذلك و بصفة جدّ هامة طريقة لإعادة إحياء الحزب الذى يثوّر هكذا ليكون مفتاح إطلاق العنان لقوّة الجماهير على نطاق أوسع حتّى ".
كانت الطريقة التى إستعملها ماو بالطبع خاصّة بظروف الحزب البروليتاري فى السلطة و تناقضاته إلاّ أنّ الحاجة إلى المحافظة الحقيقيّة على ثوريّة الحزب عالميّة . يجب مقاتلة الركود ، يجب على الحزب أن يجتهد ليسمح بقيادة المبادرات المتقدّمة و الثوريّة حقّا التى تصدر عن الجماهير ( و " الجماهير" هنا ينبغى رأيتها ببعد عالمي ) و إطلاقها و تصليب عودها . متصوّرين وجود خطّ صحيح فى مصاف القيادة ، يصبح الحزب مفتاحا فى زيادة حريّة الجماهير لتصنع عن وعي التاريخ .
و المعضلة هي أنّه لا يمكن فقط تصوّر وجود خطّ صحيح سيقود حتما الحزب . كتب ماو فى " فى التناقض" أنّ " تضاد الأفكار المختلفة و الصراع بينها فى صفوف الحزب ينشأ على الدوام ، وهو إنعكاس داخل الحزب للتناقضات بين الطبقات والتناقضات بين القديم و الجديد فى المجتمع . و لا شكّ أنّ حياة الحزب ستتوقّف إذا خلا من التناقضات و من الصراع الإيديولوجي من أجلحلّ هذه التناقضات " . لقد رأي أنّ هذا الصراع يمثّل حياة الحزب ذاتها ؟ و لاحقا ، خلال فترة دكتاتورية البروليتاريا ، طوّر ماو نظرة أنّ صراع الخطّين صلب الحزب فى المجتمع الإشتراكي صار محور و مركز الصراع فى المجتمع ككلّ و قاتل ليسلّح الجماهير بفهم للتاريخ و بإطار هذه الصراعات ليمكّنها من الدخول الواعي للحلبة إلى جانب الخطّ البروليتاري الأصيل . و يعكس وجود صراع الخطّين داخل الحزب الطليعي ، مثلما أشار ماو ، التناقضات الإجتماعية الموضوعية ، و سيستمرّ ، أردنا ذلك أم أبينا . و قد ولول التحريفيّون الأكثر أورتودكسيّة - من السوفيات إلى الألبانيين – أنّ هذا يذهب مباشرة ضد المبدأ اللينيني لوحدة قيادة الحزب . فى حين حاججت تلك القوى التى تمنّت أن تأقلم فكر ماو تسى تونغ مع مذهب أو آخر من الفوضويّة أو الإشتراكية – الديمقراطية - أولئك الذين أشرنا إليهم أعلاه و الذين " أعجبتهم" الثورة الثقافية لكنّهم لا يهتمّون ببساطة بدكتاتورية البروليتاريا - حاججت كذلك بأنّ الثورة الثقافية ذهبت ضد المبادئ اللينينية ، و لو أنّها من جانبها صفّقت لهذا الإبتعاد المدّعى و نادت بالتقنين التام للكتل داخل الحزب تقوم بحملات مفتوحة على أساس أرضياّت متنافسة .
لقد عالج حزبنا مطوّلا المشاكل المتّصلة بهذه الرؤى الفوضوية و الإشتراكية - الديمقراطية فى مكان آخر ( أنظروا خاصة كرّاس " ما دمنا نريد الثورة ... يجب أن يكون هناك حزب ثوري " لبوب آفاكيان ). لكن علينا أن نكرّر هنا أن ماو لم ينظر إلى الصراع الحيويّ داخل الحزب كغاية فى حدّ ذاتها بل عوض ذلك تطرّق له كوسيلة ضروريّة لقتال التحريفيّة من أجل خطّ أعمق و أصحّ ، و بالتالي ممارسة ثوريّة أغنى و أقوى . و صيغته الشهيرة فوق كلّ شيء كانت " وحدة - صراع - وحدة " و حتّى فى ظروف دكتاتورية البروليتاريا حيث صراع الخطّين داخل الحزب يركّز الصراعات الإجتماعية و يتّخذ فى لحظات معيّنة طابع الصراع الطبقي العدائي ، فإنّ ماو كان منفتحا و فى النهاية يجعل الصراع مفتوحا من أجل أن يفضح نوعا ما و يهزم الخطّ البرجوازي المعارض" ( و قادة الكتل ).
و من الأكيد أنّ الذين يدّعون أنّ الثورة الثقافية قد ألهمتهم للإبتعاد عن مبدأ الطليعة الموحّدة قد أخفقوا نوعا ما فى إدراك كون ماو كان لا يكاد يدعو إلى أن يعطي ليوتشاوتشى و أتباعه مجالا أوسع لتشجيع خطّه و تنظيمه ! ( و لو أنّ ماو ، مرّة أخرى ، قدّم إطار الصراع إلى العلن فى الوقت المناسب و الضروري ليسلّح سياسيّا و إيديولوجيا - و يطلق العنان ل - الجماهير ). و بالفعل ، ثمّن ماو عاليا و ناضل بما أوتي من جهد ، من أجل وحدة الإرادة مهما كان الشكل التنظيمي الذى تتّخذه الطليعة فى لحظات مختلفة إبّان الفترة الإعصارية بين 1966 و 1976 .
لنأخذ تشديد ماو على أن " صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي - السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء " ، أو موقفه المنتشر إنتشارا واسعا أثناء الثورة الثقافية بأنّه " لئن بقيت الجماهير وحدها ناشطة دون مجموعة قياديّة قويّة لتتنظّم نشاطها تنظيما مناسبا ، فإنّ مثل هذا النشاط لا يمكن أن يحافظ عليه لمدّة طويلة ، أو يُتقدّم به فى الإتجاه الصحيح ، أو يرفع إلى مستوى عالي" - هل يمكن إعتبار هذه فعلا كشيء معارض للتوجّه الأساسي للينين ؟ تطوير نعم ، لكن ليس إنحرافا . و تساعد مثل هذه المواقف أيضا ، ضمن مواقف أخرى ، على فهم لماذا و كيف أنّ فكر ماو تسى تونغ قد قاد حزبنا فى إستيعاب أعمق للحاجة إلى الصراع الداخلي الحيوي ، و منظمة مركزيّة موحّدة ، حزب قويّ عامة .
و ترتبط مسألة القيادة الطليعيّة هذه مباشرة بمبدأ الخطّ الجماهيري . و من ضمن جميع مساهمات ماو العديدة لعلّ هذا هو الذى إتّخذ أكثر من غيره كنقطة مرجعيّة من قبل الثوريّين فى البلدان الإمبرياليّة . بيد أنّ إنتعاش أخذ السياسات الثوريّة إلى الجماهير فى أواخر الستينات / أوائل السبعينات غالبا ما قد إبتُذل مع أواسط العقد ، إلى منهج مجرّد إكتشاف ماذا كانت تنوى غالبيّة الجماهير فعله فى لحظة معيّنة لخوض الصراع حوله .
بينما عادة ما شدّد ماو على الحاجة إلى الفهم العميق لمشاعر الجماهير ، فقد أكّد على الأقلّ بنفس الدرجة على ضرورة تحويل هذه " الأفكار المتفرّقة و غير المنسّقة ... عبر الدراسة إلى أفكار مركّزة و منسّقة " ثمّ المثابرة عليها إلى أن تعانقها الجماهير و تعتبرها أفكارها هي . و كذلك دعا الكوادر إلى التمييز بين " النشطاء نسبيّا و المتوسطين و المتخلّفين نسبيّا " - و لنكرّر ذلك ، أي من منطلق رؤية الجماهير من مستوى كلّي . و فى النهاية ، ربط ماو الخطّ الجماهيري بتشجيع و تصليب الطاقات الثوريّة الجديدة التى تتقدّم بها الجماهير عينها. و بالفعل ، فى بعض الظروف المفاتيح للصراع صلب الحزب الشيوعي الصيني ، وقع التركيز تحديدا على رفع راية أشكال جديدة من النضال أفرزتها الجماهير ، بالرجوع إلى حركة فلاحي هونان ، مرورا بالتجميع الإشتراكي للفلاحة ، إلى القفزة الكبرى إلى الأمام و تواصل ذلك أثناء الثورة الثقافيّة .
هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى ، صياغة مبدأ الخطّ الجماهيري تمّت فى زمن خاص حيث ، مثلما أشار بوب أفاكيان ، لأنّ جزءا هامّا من نضال ... الحركة الثورية كان يمضى مع الإندفاع العفوي للقومية - ضد اليابان ، مثلا " . لم يكن ماو يتعاطى مع نوع الوضع الخاص بالبلدان الإمبريالية أين يجب على الحركة الثوريّة أن تعارض بروز الشوفينية القوميّة فى بداية أو خلال مقدّمات الحرب الإمبرياليّة . وتجربة حزبنا ، لنكن واضحين ، هي أن وطنيّة العمل فى الأمم المضطهَدة ، مغذّاة بعناية على أساس الإمتياز الإمبريالي ، قاعدة للثورة المضادة لا وجود لشيء فى تلك الإيديولوجية لمحاولة " رفعه إلى مستوى أرقي" .
لقد قدّم ماو بعض الأفكار النافذة بصدد هذا النوع من المشاكل . و ذلك لأنّه عرف جيّدا و جعل نقطة إستراتيجية جوهريّة الإختلاف بين الأمم المضطهَدة و الأمم المضطهِدة . و مجدّدا دعونا نشير إلى كون أمميّة ماو الصريحة و كذلك ولادة التيّار الماوي فى خضمّ إعصار نضالات التحرّر الوطني ، قد وفّرا أساسا قويّا و هاما من أجل تجذّر توجّه أممي و إنهزامي ثوري فى صفوف الأحزاب و المنظّمات فى البلدان الإمبرياليّة . و زيادة على ذلك ، مؤكّد أن المبدأ الماوي " السير ضد التيّار" ينطبق على هذا الإطار – يوفّر قاعدة للصلابة الإيديولوجيّة و السياسيّة لمعارضة مثل هذه الشوفينية فى فترة الحرب و ما قبل الحرب و هكذا يفتح الباب أمام الإمكانيّات الثورية فى مثل هذا الوقت .
و من زاوية أخرى ، لا يعنى هذا إيجاد شيء أو شخص آخر يعوّل عليه عدا الجماهير . فى البلدان الإمبريالية مهمّة كسب الذين يتجمّعون حول الراية الوطنية للإمبرياليين ، لا سيما منهم البروليتاريّين ، حول مصالحهم الطبقيّة الأكثر جوهريّة - بشأن الأمميّة البروليتاريّة - يستدعى من الحزب أن يكرّس ذاته منذ البداية إلى تشجيع أيّ و كلّ بذور الأمميّة أو الإنهزامية الثوريّة الممكنة التى تظهر ( و مثل هذه البذرة ) حتما تظهر بشكل أو آخر) فى كلّ من مشاعر البروليتاريا و أفعالها . و يجب على الحزب أن يدرّب البروليتاريا عبر العديد من الأمثلة الملموسة على رؤية مصالحها الطبقيّة الحقيقيّة فى تعارض مع الرغبات الوطنيّة البرجوازية ، و هكذا يشيع فيها القدرة على التعرّف على المعارضة الناشئة للإمبرياليّين والتوحّد معها و التقدّم على رأسها . و يتمثّل التحدّى فى إعداد القطاع المتقدّم من الطبقة المتقدّمة ليس فقط لتقاوم التيّار/ التيّارات الحتميّة للشوفينية القوميّة لكن أيضا ( و فى إرتباط وثيق بذلك ) للإستفادة من الأزمات الحقيقية التى تخلّفها الحروب و العدوان الإمبرياليّين على البرجوازية ... قصد القيام بلا أقلّ من قيادة الجماهير بملايينها إلى القيام بالثورة . و لا يمكن رفع هذا التحدّى إلاّ بإستعمال ، و ليس نبذ ، الخطّ الجماهيري – مفهوما ومطبّقا على الوجه الصحيح .
================================
و لتطوير ماو تسى تونغ لإستراتيجيا الجبهة المتّحدة تطبيق هام فى البلدان الإمبريالية . ففى 1969 طرح الإتّحاد الثوري ( المنظّمة المؤسّسة للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ) الجبهة المتّحدة ضد الإمبرياليّة فى ظلّ القيادة البروليتارية كإستراتيجيا الثورة البروليتاريّة فى الولايات المتحدة . و لا نزال نتبنّى هذه النظرة . و بينما قد عمّقنا ، و فى مظاهر معيّنة غيّرنا ، تحليلنا مع مرور السنوات ، فإنّ تثميننا للمبدأ الإستراتيجي الماوي قد نما .
لسوء الحظّ ، الإندفاع الأساسي للفكر الإستراتيجي لماو تسى تونغ حول الجبهة المتّحدة غالبا ما يقلّص إلى " البروليتاريا توحّد كلّ من يمكن توحيدهم ، بما فى ذلك البرجوازية الوطنية ، ضد الإمبرياليين " . و فى حين أنّ هذا بالتأكيد مظهر من مظاهر تطبيق ماو لإستراتيجيا الجبهة المتّحدة فى الصين ، فإنّه فقط نصف الحكاية ، و النصف الأقلّ أهمّية . فقد إستوعب ماو أنّ التناقض بين الإمبرياليّة و الأمم المضطهَدة ينبغى أن يفرز ، بإستقلالية عن إرادة أيّ كان ، تمرّدات إجتماعيّة هائلة فيها عديد القوى الطبقيّة المختلفة ، و منها البرجوازية الوطنية ، التى تنحو نحو المشاركة فى هذه التمرّدات .
ما كان جديدا فى ما قدّمه ، مع ذلك ، هو إشارة فى ظلّ أيّة ظروف مثل هذه الجبهة مع البرجوازية كانت مناسبة، و أكثر أهمّية ، كيف تستطيع البروليتاريا أن تجد طرق ممارسة قيادة مثل هذه الجبهة ، أن تبثّ فيها التوجّه الثوري الحقيقي و الإندفاع ، و تمنع إستيلاء القوى البرجوازية عليها . و فى هذا يقف ماو فى تناقض حاد مع جميع المنتمين لعديد القوى التى تعلن الجبهة المتّحدة يوم الإثنين فقط لتصفّي جوهريّا الدور المستقلّ الإيديولوجي و السياسي و العسكري للبروليتاريا يوم الثلاثاء صباحا ؛ فبخلافهم ، قد صاغ المعالجة الصحيحة لجدليّة مشاركة البروليتاريا فى الجبهة المتّحدة و رفع وعيها الطبقي الخاص و دورها القيادي . و مسألة مفتاح فى هذا هي المحافظة على إستقلالية قوى البروليتاريا المسلّحة و مبادرتها ، و إستعمال هذه القوى " للإبقاء على الراية الحمراء خفّاقة " إلى أقصى درجة ممكنة عبر كلّ منعرجات الأحداث و إلتواءاتها .
لقد رأي ماو الجبهة المتّحدة كإستراتيجيا لخوض حرب ثوريّة لأجل بلوغ شكل مختلف نوعيّا من سلطة الدولة . هذه هي الثورة الديمقراطية الجديدة التى هي فى جوهرها ( كما لخّص الحزب الشيوعي الصيني أثناء الثورة الثقافية ) تولد شكلا من أشكال دكتاتورية البروليتاريا فيه تقود البروليتاريا و طليعتها بصلابة الطبقات و الفئات الثوريّة الأخرى فى إجتثاث الإمبريالية و العلاقات الإجتماعية ما قبل الرأسمالية و فى تعبيد الطريق أمام الإشتراكية . لم يكن ماو من دعاة " تقاسم السلطة " ، أي ، مقايضة قوى البروليتاريا المستقلّة من أجل مواقع فى جهاز دولة برجوازي جوهريّا ، حتى و إن كانت تلك الدولة ذاتها " تقدّمية " : " معادية للفاشية " أو " مناهضة للإمبريالية ".
فى البلدان الإمبريالية ، مثل هذه التأويلات اليمينية للجبهة المتحدة هي عادة بمثابة تقليص هذا الفهم الإستراتيجي إلى " تحالف سياسي" مخفّف " هذا ما أستطيع أن أوفّر لكم "، و لمقاربة براغماتية للوحدة . أبدا لم يكن هذا فهمنا لإستراتيجيا الجبهة المتّحدة ، و هذا ندين به لماو . البروليتاريا تقود و تشكّل الجبهة المتّحدة على أساس وضوح أهدافها ، و القوّة المادية التى تحشدها و قوّة برنامجها - هذا و هذا فحسب بإمكانه أن يعالج تناقضات المجتمع الرأسمالي .
و الآن ينبغى على حزب فى بلد إمبريالي أن يأخذ بعين الإعتبار عددا من الإختلافات الهامة بين تطبيقه هو هناك و بين تطبيق إستراتيجيا الجبهة المتّحدة فى أمّة مضطهَدة . أوّلا ، لا تستطيع البرجوازية فى مثل هذه البلدان أن تكون جزءا من الجبهة المتّحدة بما أنّها ( و العلاقات الإجتماعية التى تجسدها ) تشكّل هدف الجبهة المتّحدة ؛ ثانيا ، على خلاف الصين ، لا تتّخذ الثورة شكل الكفاح المسلّح منذ البداية بل بالعكس تمرّ عبر فترة طويلة من أساسا النضال السياسي إلى أن تنضج الأوضاع لإنتفاضة عبر البلاد قاطبة . ما ينسحب فعلا ، مع ذلك ، وهو جدّ عميق ، هو بداية تشديد ماو على أنّ هدف مثل هذه الجبهة المتّحدة هو سلطة دولة جديدة ثورية : دكتاتورية ثورية تقودها البروليتاريا ( و من جديد ، حتى و إن إتّخذت شكلا خاصا فى الأمم المضطهَدة ).
و فضلا عن ذلك ، يتحدّث مبدأ و إستراتيجيا الجبهة المتّحدة عن كون عديد القوى و الفئات الطبقيّة المختلفة فى البلدان الإمبريالية ستدخل فى حركة ضد البرجوازية ، حسب الظروف . و قد لاحظ لينين هذا حين كتب أنّ الثورة الإشتراكية " لا يمكنها إلاّ أن تكون إنفجارا للنضال الجماهيري من قبل شتى المضطهَدين و العناصر الغاضبة ".
" من الحتمي أنّ قطاعات من البرجوازية الصغيرة و العمّال المتخلّفين سيساهمون فيها - و دون مثل هذه المساهمة ، النضال الجماهيري غير ممكن ، دونه من غير الممكن القيام بالثورة - و كذلك من الحتميّ أنّهم سيجلبون إلى الحركة أفكارهم المسبّقة ، و أوهامهم الرجعيّة و هناتهم و أخطاءهم . لكن موضوعيّا سيهاجمون رأس المال ، و ستكون طليعة الثورة الواعية طبقيّا ، البروليتاريا المتقدّمة ، معبّرة عن هذه الحقيقة الموضوعية للصراع الجماهيري المختلف و المتنافر و المتلوّن و المتقطّع ظاهريّا ، ستكون قادرة على توحيده و توجيهه ، [و ] إفتكاك السلطة..." . ( الأعمال الكاملة ، المجلّد 22، ص 356 بالأنجليزيّة )
و لسوء الحظّ ، غالبا ما تمايل الشيوعيون إلى الأمام و إلى الخلف بين محاولة إنكار هذا الواقع ( بمفاهيم قيادة النضال الإقتصادي للعمّال رأسا إلى الثورة الإشتراكية ) ، و التحوّل إيديولوجيا إلى الصمت إزاء ذلك ، مقلّصين الأمر إلى جبهات متّحدة فيها يمكنهم فقط محاكاة الدعاية الإيديولوجيّة و خدمة الأهداف السياسيّة للبرجوازيّة الليبراليّة . و لا سيما فى الأياّم الحاسمة الحاليّة ، مزيد تطوير ماو لمبدأ و إستراتيجيا الجبهة المتّحدة - خاصة تفكيره حول حاجة البروليتاريا و حريّتها فى النضال من أجل هيمنتها الإيديولوجيّة و السياسيّة و التنظيميّة داخلها - لا غنى عنهما.
و بناءا على مقاربة ماو تسى تونغ للجبهة المتّحدة ومطبّقا إيّاها على تحدّيات اليوم ، أشار الرفيق آفاكيان إلى : " على وجه التحديد و فقط بإرساء موقف ثوري قطعي و قطب ثوري فى مجتمع الولايات المتّحدة و العمل بإتّساق على تجميع المتقدّمين خاصة ضمن البروليتاريا فى إطار هذا القطب ، سيكون من الممكن تطبيق إستراتيجيا الجبهة المتّحدة تطبيقا صحيحا. و هكذا فحسب ستجد فئات و قوى أخرى معها من الصحيح و الضروري إستراتيجيا البحث عن الوحدة معها ، نفسها تنزع إلى و / أو مدفوعة إلى الدخول فى جبهة متّحدة معنا : و هكذا فحسب سيتمّ رفع راية المصالح الإستراتيجية للبروليتاريا و سيتمّ الحفاظ على أفق القيادة البروليتارية للجبهة المتّحدة و سيتمّ بثّها بإندفاع و مضمون ثوريّين قطعيّين ."
( " نهاية فظيعة أم وضع نهاية للفظاعة " ص 101 بالأنجليزيّة )
========================
إستراتيجيا ، تهدف الجبهة المتّحدة إلى غاية واحدة ، مثلما كتب ماو ، " إنّ إنتزاع السلطة بواسطة القوّة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريقالحرب ، هو المهمّة المركزيّة للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة شاملة ، صالح للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ سواء ." ( الأعمال المختارة ، المجلد 2 ، ص303 ).
فى سيرورة قيادة الثورة الصينيّة نحو الإنتصار ، طوال 22 سنة من الحرب ، طوّر ماو الخطّ العسكري الماركسي الشامل الأوّل ، و بالرغم من أنّها نتاج حرب خاصة ( أو حروب ، فعليّا ) ، لهذه المبادئ الجوهرية مضمون عالمي غنيّ بالنسبة لجميع الثورات .
و محوريّ ضمن هذه المبادئ أنّ الحزب يقود البندقية ، أي ، أنّ على الحزب أن يقود الكفاح المسلّح و القوى المسلّحة الثوريّة ، و لا يسمح أبدا للجيش بأن يصبح سواء القوّة السياسيّة القيادية للثورة أو قوّة مستقلّة عن القيادة السياسية للحزب . لا يمكن لخطّ و إستراتيجيا عسكريّين صحيحين أن يتأتّيا إلاّ من تقييم دقيق للوضع السياسي العام و لاصطفاف الطبقات عالميّا و فى بلد معطى ، و مثل هذا التحليل لا يمكن إلاّ أن ينجز بصورة شاملة و من قبل الحزب . تحليل الحزب و منهجه يجب أن يؤكّد على المجال العسكري خلال الصراع العسكري - يجب أن يقود الوعي العفوية ، فى هذا المجال مثلما فى غيره من المجالات الأخرى ، بما أنّ الطريق العفوي هو فى النهاية طريق برجوازي . و علاوة على ذلك ، سيتضمّن الجيش الثوري بالضرورة قوى واسعة جدّا و دون القيادة الصلبة للحزب و التربية و الصراع الإيديولوجيّين المتّسقين ، فإنّ نزعة أو أخرى لتقليص هدف الحرب الثوريّة إلى شيء أقلّ من الثورة الصريحة - نزعات قاتلها ماو بلا هوادة - ستنشأ حتما و تزدهر و تعرّض تقدّم الثورة إلى خطر جدّيّ . كلّ هذا أساسي - أو على الأقلّ كان ( أو يجب أن يكون ) أساسيّا منذ أن تناوله ماو بالبحث فى أتون تقريبا عقود ثلاث من الحرب الثورية !
بالطبع ، الإستراتيجيا العسكرية الخاصة بالثورة البروليتارية فى البلدان الإمبريالية ليست ذاتها فى الصين ، مثلما يوضّح ذلك ماو عقب تلك الفقرة المستشهد بها أعلاه : " إنّ المبدأ [ الثورة المسلحة – الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ] سيبقى هو ذاته إلاّ أنّ الأحزاب البروليتاريّة التى تعيش فى ظروف مختلفة تطبقه بصور مختلفة تبعا لإختلاف الظروف . "
ثمّ يشير إلى أنّ الحرب الثوريّة فى البلدان الإمبرياليّة يجب أن تبدأ كإنتفاضة فى المدن فى وقت يمكن فيه فعلا أن تُمنى البرجوازية بالهزيمة – وهو ما يختلف بداهة عن إستراتيجيا ماو فى الصين للحرب الطويلة الأمد التى يشيّد الحزب خلالها أوّلا جيشه و قواعد الإرتكاز فى منطقة أو فى عدّة مناطق متنوّعة من البلاد ، و تاليا يراكم القوى عبر خوض المعارك و الحملات ، و لا يفتكّ المدن إلاّ فى المراحل النهائية من الحرب . و هذا التمايز بالذات بدا مهمّا فى الصراع ضد النزعة المغامراتيّة التى ظهرت فى البلدان الإمبريالية فى بدايات السبعينات ( و التى وجدت التعبير عنها فى الولايات المتحّدة فى صراع حاد و إنقسام صلب الإتّحاد الثوري ) .
و من ناحية أخرى ، ويل للذين يريدون إستبعاد أو محو لزوم فكر ماو العسكري الخاص بالنسبة للبلدان المتقدّمة . فقد واجه ماو جيشا عالي التسليح و عامة فائق التجهيز مقارنة بذلك الذى كان هو يقوده . و للذين لا يسامحون الخيالات التروتسكيّة للرفض المباشر و الشامل للفرق الإمبريالية عند الطلقة البروليتارية الأولى ، فإنّه يجب الإقرار بأنّ مثل هذا النوع من الأوضاع سيحصل عليه عند بداية ثورة ( ولبعض الوقت بعد ذلك ) فى بلد متقدّم . ما العمل ؟
أوّلا ، يجب على المرء أوّلا أن يستوعب أبعاد ملاحظة ماو لمنظّمة تحرير فلسطين فى 1965 بأنّ كلّ المنطق العسكري ، مهما كانت الخصوصيّات ، يمكن أن يلخّص فى مبدأ " أنتم تقاتلون على طريقتكم ، ونحن سنقاتل على طريقتنا ". و مثلما أشار الرفيق أفاكيان ، بالنسبة للإمبرياليّين ( و خاصة الإمبرياليين الأمريكان ) لقد عني ذلك على الدوام التعويل على و الإجتهاد لإستعمال ميزات القوّة النارية الكبيرة و التقنية الماهرة و ( فى البداية على الأقلّ ، عدد أكبر من الجنود ). و البروليتاريا و المضطهَدون ليس بوسعهم أمل ، و لا يجب أن يستهدفوا ، التساوي معهم بندقية بندقية و جنديّا جنديّا ، ما ينبغى أن يقوموا به هو إستعمال ميزاتهم الخاصة . و فوق كلّ شيء عليهم أن يصوغوا إستراتيجيا و تكتيك يمكن أن يُطلق ( و يصلّب ) مبادرة الجماهير و حماسها عند القتال من أجل مصالحها الطبقيّة الحقيقيّة ، و فى نفس الوقت مع تطوّر السيرورة ، بعث اليأس فى صفوف و فى النهاية تفكيك الجيش البرجوازي .
هذا المبدأ الأساسي الماوي تقدّم فعلا أبعد كثيرا من التجربة البلشفية فى بناء الجيش و خوض الحرب الشعبيّة . إلى درجة كبيرة قامت خطّة البلاشفة على التعويل على أولئك الضبّاط و المختصّين العسكريّين من النظام القديم الذين يمكن كسبهم ، أو على الأقلّ إجبارهم على القتال ؛ و سعوا إلى قيادة هؤلاء الضباط و التحكّم فيهم عبر المندوبين السياسيّين . و غالبا ما تبنّوا تقريبا كافة التكتيكات العسكريّة لهؤلاء الضباط - التكتيكات العسكرية التى تطوّرت و فى النهاية كانت أكثر مواتاة لجيوش الرجعيّة . و ليس المقصود من هذا التقليل من مكاسب البلاشفة فرغما عن كلّ شيء حطّموا سلطة الدولة القديمة و أيضا هزموا جيوش 14 قوّة إمبريالية أخرى فى وقت أو آخر أثناء السنوات الثلاث من الحرب الأهليّة . و مع ذلك ، لم يصوغوا ، و هم يقومون بذلك أي شيء يقارب مستوى ما قام به ماو بمعنى العقيدة العسكرية البروليتارية .
من الصحيح أن المرء لا يمكنه ببساطة أن ينقل ماو ليجد الأجوبة عن خوض الحرب الثورية فى بلد إمبريالي . فالكثير من الجديد فى طريق الإستراتيجيا و التكتيك يجب تطويره للتمكّن من تجاوز الجيوش الإمبريالية المصطفّة الآن مهما كان سوء الوضع الذى يمكن أن تواجهه و ستواجهه البرجوازيّة . بيد أنّه ينبغى أن تكون للمرء نقطة إنطلاق فى النهوض بمثل هذه المهمّة الهائلة ؛ أنّ الخطّ العسكري البروليتاري الشامل قد وفّره ماو . و أساسي لهذه القاعدة – و وثيق الإرتباط ب " أنتم تقاتلون على طريقتكم ، ونحن سنقاتل على طريقتنا "- هو مبدأ ماو بأنّ الشعب و ليست الأسلحة هي المحدّدة فى الحرب . لقد علّق بوب أفاكيان بأنّه " حينما تحرم الجيوش الإمبريالية و الرجعية من القدرة على القتال على طريقتها - قهر العدوّ و سحقه بالتفوّق فى البندقية و القوّة - ستبرز بالتالى بصورة متصاعدة نقاط ضعفها الإستراتيجية : أنّها جيوش نهب و إستغلال ، معارضة لمصالح الجماهير الشعبية عبر العالم ؛ ليست لفرقها وعي سياسي حقيقي أو وعي بالمصالح و الأهداف الفعليّة التى تقاتل من أجلها ؛ و تعوّل على التقنية و التفوّق التقني و من هنا خسارة إلى درجة كبيرة أن لا تملكها أو تحيّد فعلنا ؛ صفوفها منظّمة فى تراتبية و هيكلة قيادة صارمين و إضطهاديّين .
وهي تزخر بالتناقضات و النزاعات الحادة الطبقيّة و القوميّة ( و الذكر ، الأنثى ) ، بما فى ذلك ضمن " أصحاب النعرات " عينهم مثلما بين الضبّاط و صفوف الجنود ".
" بمعنى جوهري ، الجيش تعبير مركّز عن المجتمع الذى يقاتل من أجله - عن العلاقات الإجتماعية و السياسيّة و القيم ، إلخ المهيمنة و التى تميّز ذلك المجتمع ... و الإختلاف الجوهري بين الجيوش الثوريّة و الجيوش المعادية للثورة سيتواصل التعبير عنه بشكل أتمّ بقدر ما تجري الحرب بينهما ".
و ماذا عن مسألة الأسلحة النوويّة ؟ إنّ أكثر احكام ماو شهرة ، أو على الأقلّ التى وضعت الإمبرياليين فى مواجهة الحائط ، كانت صرخته بأنّ الإمبريالية " نمر من ورق " فى وقت كانت فيه الولايات المتّحدة تحاول أن تهدّد الصين و تحاصرها بالأسلحة النوويّة . بالكاد كان ماو غير محتشم – كان الإبتزاز أكثر من مطلع معتاد عن كثب على مضمون الحرب و إنتبه ليلاحظ أنّ هذه النمور من الورق تملك أيضا ، على المدى القصير ، مظهرا قاسيا كذلك . ما إنطلق منه ماو فى تصريحه و طوال حياته ، هو معرفة الضعف الإستراتيجي للإمبريالية ، عندما يضرب الشعب المضطهًد مؤخرتها ، و يرفع عينيه و يرفع قبضاته و يستخدم رأسه .
القدرة على العثور على طرق تحويل نقاط الضعف الإستراتيجية للإمبريالية إلى نقاط ضعف تكتيكية ، و على الإدراك بالملموس و إستعمال مصادر القوّة الإستراتيجيّة للبروليتاريا فى كلّ ظرف تكتيكي حيويّ ، و بثّ هذا فى المقاربة كلّها– بالتأكيد يجب تعلّم هذا من ماو تسى تونغ ! بصفة خاصة فى زمن يعدّ فيه مهندسو الجحيم و سادة الحرب الرجعية لإطلاق قدر غير مسبوق من تحيطم الكوكب و سكانه ، يج نشر مساهمات ماو الثمينة نشرا واسع النطاق .
==============================
هذه السنة نحتفل بالذكرى العشرين للثورة الثقافية و بالذكرى العاشرة لوفاة ماو تسى تونغ . فنجعل أيضا من هذا زمن التفكير فى الطرق التى بها هذه المنعرجات الحيويّة و ردّ الثوريين عبر العالم عليها قد بثّت التوجّه الثوري- والمكاسب –لكامل الحركة ، منذ ولادتها إلى نضالات اليوم و فوق كلّ شيء مستقبلها الوضّاء . و الإحتفال الأنسب طبعا هو إعادة تفحّص حتى مرّة أخرى تلك القواعد الأساسيّة و ذلك التوجّه الأساسي لماو تسى تونغ ، و تطبيقها على شتّى التحدّيات المتنوّعة التى التى نواجه .
وعلى ضوء هذا ، لنؤكّد على أوضح وجه ممكن أنّه لن توجد ثورة فى البلدان الإمبريالية ، على الأقلّ لا ثورة بروليتارية ، دون فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ] . و نكران أهمّية مساهمات ماو تسى تونغ أو الحطّ منها أو رؤيتها ك " ملحق إختياري " للماركسية ، مفيدة فقط للأمم المضطهَدَة خاطئ بعمق و لا يمكن أن يقود إلى الثورة. يجب على حزب فى بلد إمبريالي أن يستوعب فى أساسه أنّه مثلما كتب رئيس اللجنة المركزية لحزبنا :
" قبل كلّ شيء ، يمثّل فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ] تطويرا نوعيّا للماركسية – اللينينية ؛ و الماركسية - اللينينية - فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ] فلسفة شاملة و نظريّة سياسيّة وهي فى نفس الوقت علم مستمرّ التطوّر، حيّ و نقديّ . و هي ليست الإضافة الكمّية لأفكار ماركس و لينين و ماو ( و ليس الحال أنّ كلّ فكرة أو سياسة أو تكتيك خاصّين تبنّوها كانت خالية من الخطإ ) ، الماركسية - اللينينية - فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ] خلاصة التطوّر و بصفة خاصة الإختراقات النوعية ، اللذان بلغتهما النظريّة الشيوعيّة منذ تأسيسها من قبل ماركس إلى يومنا هذا . لهذا مثلما قال لينين عن الماركسية ، " إنّها لكلّية الجبروت لأنّها صحيحة ". " ( " من أجل حصاد التنانين "، ص 114، بالأنجليزيّة )
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تطوير ماوتسى تونغ للإشتراكية : مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوري
...
-
تطوير ماو تسى تونغ للفلسفة الماركسية(1)الفصل الرابع من كتاب
...
-
تطوير ماو تسى تونغ للفلسفة الماركسية(2)الفصل الرابع من كتاب
...
-
تطوير ماو تسى تونغ للإقتصاد السياسي و السياسة الإقتصادية و ا
...
-
مقدّمة - المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ - - كتاب لبوب أفاكي
...
-
هجوم إرهابي فى باريس ، عالم من الفظائع و الحاجة إلى طريق آخر
-
إلى الشيوعيّين الثوريّين فى العالم و أفغانستان : قطيعتنا مع
...
-
تصاعد النضالات من أجل إيقاف إرهاب الشرطة و جرائمها فى الولاي
...
-
قفزة فى النضال ضد جرائم الشرطة فى الولايات المتّحدة : الإعدا
...
-
مقدّمة كتاب - مقدّمات عشرين كتابا عن - الماويّة : نظريّة و م
...
-
إنهيار سوق الأوراق المالية فى الصين : هكذا هي الرأسمالية
-
أزمة المهاجرين العالمية : ليس مرتكبو جرائم الحرق العمد للأمل
...
-
المجرمون و النظام الإجرامي وراء موت اللاجئين فى النمسا
-
حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين /
...
-
أحاديث هامة للرئيس ماو تسى تونغ مع شخصيّات آسيوية و أفريقية
...
-
تونس السنة الخامسة : عالقة بين فكّي كمّاشة تشتدّ قبضتها
-
سياستان للتعايش السلمي متعارضتان تعارضا تاما - صحيفة - جينمي
...
-
اليونان : - الخلاصة الجديدة ترتئى إمكانيّة : القطيعةُ مع الق
...
-
الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة و إيران : - الولايات الم
...
-
الإتفاق النووي بين الولايات المتّحدة و إيران : حركة كبرى لقو
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|