أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - واثق الجابري - ثورة القبور على القصور














المزيد.....

ثورة القبور على القصور


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 18:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يبدو أن بعض الساسة خارج من دائرة التاريخ، وبلا ذاكرة وطنية، ويعتقدون أن الرجولة؛ بمجرد أنهم ليسوا من النساء، ولا يبالون بحيض الذات، وما زالوا يختزنون عادات الجاهلية وعنتريات قطاع الطرق، وعلى وجوههم بانت تجاعيد دكتاتورية تخفي صفحات دموية، وتمجد هزائم القادسيات وتبني قصورعلى الجماجم؟!
كيف لا؛ وهم لا يتذكرون الدماء الغزيرة التي سالت على أرض العراق، ومن أين يعرفون الحق ولديهم أكثر من مكيالين؟!
ما زالت أصوات الإنفجارات عالقة في ذاكرة معظم العراقيين، وتلك مشاهد القتل والترويع؛ شبح يُطارد الثكالى واليتامى والسبايا والنازحين؛ هي لسيت بعيدة عن قصوركم في بغداد، ولا عن منتجعاتكم في عمان ودبي، هي في خان بني سعد حيث سقط 200 شهيد، وفي الهويدر 120 شهيد، وآخر 80 شهيد؛ ناهيك عن القتل المتقطع، وتفجير جامع هنا وآخر هناك لإثارة الفتنة الطائفية، كلها في ديالى ولم يهتز لهم شارب؟!
أنا واحد من أغلبية العراقيين، الّذين لا يجيدون الطائفية ولا يتكلمون بها، ويُدركونها سبب مصائبنا، وهم أيضاَ يعرفون؟! لكنهم إتخذوها ورقة رابحة بعد تعفن أوراقهم، ونبشت ديدان داعش خلفياتهم؛ فتطايرت نتانة خطابهم، وتوضح خوار رؤوسهم المتدلية بحثاً بين مخلفات الأمم المنحرفة، ولم يشربوا من دجلة والفرات فتصلبتمخرجاتهم، وفتقت عوراتهم؟!
من حقنا السؤال؛ أين أختفى الشيخ عبدالملك السعدي؛ بعد أن لمع في ساحة التظاهر، ولماذا لم يفتي بمحاربة داعش، وأمامه نساء بَقَرَ شرفهُنّ الدواعش، ولماذا لا يتذكر صالح المطلك؛ ذاك الحذاء الذي شج وجهه وحفر تقاسيم البعث المرسومة من رأسه الى أخمص قدميه؟! وماذا كان سلاح رئيس البرلمان عندما كانت المقدادية والسعدية مدنسة بيد الدواعش، وهل يتذكر أن في كل شبر من ديالى قطرات دماء زاكية؛ أشرف من أي عار لُطخ بالخيانة والنذالة.
إن من سوء فهم السياسة؛ الإعتقاد أن من ليس في رأس السلطة معارض، والمعارضة صفحة بيضاء لحكومة سوداء، وأن الرجولة صوت عالي تخفت أمامه الأصوات، وما دام يغترف من الخارج فلا يستحق الإعالة كالنساء، وأسوء ما يسعى له السياسي؛ أن يجعل شعبه أموات يعذبون ببرزخ أنتظار ثورة القبور على القصور؛ المعجونة بدماء الأبرياء، والمزخرفة مثل كوم جماجم جرفها مد الإنانية والإنتهازية، وتأمل أن تدب الحياة وتثور من القبور.
وطننا كبحر إمتزج فيها البترول والدماء؛ فتجمع حوله السراق والقتلة، وعلى حواشيه القاذورات والحشرات والمتطفلين.
لا يختلف الطائفيون عن الحشرات والقاذورات والمتطفلين، وستقذفهم شواطي الوطن ويرحلون مع الدواعش، وستبقى لنا في كل شارع صورة شهيد، وفي كل بقعة قطرة دماء؛ تحكي قصص الجهاد والبطولة، وتتذكر الخيانة ونكران الجميل، وسيصرخ التاريخ الى من تاجروا بأرض وشرف الوطن: أنكم لا تسكنون قصور؛ وإنما تنامون كالأفاعي في القبور والجحور، وتثور الدماء، وسيشرب الشهداء من نهر الكوثر، و"إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ".



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمات داعشية بثياب عشائرية
- لا نسمح لهم بالهروب
- ماذا سرق داعش من مول الجوهرة؟!
- أهزوجة عفك بإستشهاد وليد أبن الرمادي
- أسف وتحذير المرجعية
- الحرب ليست وسيلة بقاء
- نازية بثوب أخواني وهابي
- زأر النمر وإقتربت نهاية آل سعود
- الإعمار سبيل إستقرار مستقبل الأنبار
- بعد الرمادي ثورة الموصل قادمة
- نعم نحن كفار
- مَنْ يستحق الحرية بين العرب؟!
- مدينة الطب؛ تاريخ يتطلع للإرتقاء
- عجزت السياسة فتكلم القلم
- مصلحة العراق في أن لا تنهار السعودية؟!
- ما وراء الإنعطاف الأمريكي المفاجيء ؟!
- وبشر السعودية بالإرهاب
- دولة القانون؛ محطة سلطة أم بناء دولة؟!
- إرتباك السلطان العثماني من غضب القيصر
- ابو الهوى


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - واثق الجابري - ثورة القبور على القصور