|
الفرق بين الإرهاب، والجهاد، والقتال، والمقاومة
سامر إسلامبولي
الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 00:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أ- الإرهاب: مفهوم سلبي وهو أن تُجبر الناس على فعل الرهبة نتيجة بث الرعب في نفوسهم، وخشيتهم من القتل والعنف؛ ظلماً وعدواناً، ويجبرهم على تقليص حركتهم إلى الحد الأدنى وَفق ما يُملي عليهم الإرهابي، وصفة الإرهاب لازمة للأعداء المجرمين. وللإرهاب صور كثيرة في الواقع، منها الثقافي، والسياسي، والاقتصادي، وغير ذلك من نشاطات في الحياة الاجتماعية، والإرهاب يعتمد دائماً على قوة السلاح والبطش، والتهديد في إزهاق حياة الناس، أو قمع حرياتهم، أو مصادرة ممتلكاتهم، أو إتلافها، فهو متعلق بالجانب الأمني، والاقتصادي. ب- الجهاد:مفهوم إيجابي و هو بذل الجهد والصبر لتحقيق أمر إيجابي على صعيد النفس، أو المجتمع للنهضة. ويقوم على مفهوم السلام، والعدل، والحرية، فيوجد جهاد في طلب العلم، وجهاد في فعل الخير، وجهاد في نشر الوعي والصلاح بين الناس، والقتال هو أحد صور الجهاد التي فرضها الواقع علينا، ونحن كارهون له. {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ }البقرة216 لذا؛ من الخطأ حصر مفهوم الجهاد في القرءان بمفهوم القتال، لأن صور الجهاد كثيرة في الواقع، وينبغي على الإنسان أن يكون في الحياة مُجاهداً بصورة من الصور، ومن ينتفي عنه الجهاد؛ يكون إنساناً عاطلاً، وكَلاَّ في الحياة الاجتماعية. قف دون رأيك في الحياة مجاهداً..... إنّ الحياةَ عقيدةٌ وجهاد والهدف هو الذي يُحدد نوعية الجهاد، والأدوات التي ينبغي تحصيلها في الواقع للوصول إلى الهدف، لأن الأدوات ينبغي أن تكون من جنس الهدف. لذا؛ لا يصح تسمية الإرهاب، أو الإفساد في الأرض على صعيد البيئة أو الإنسان، جهاداً، لأن الجهاد مفهوم إيجابي، يهدف الخير والصلاح؛ بواسطة السلام، والعدل، والأمن كأصل لممارسة الجهاد،وأدوات الجهاد جزء لا يتجزأ منه، وأحياناً يفرض الواقع على المجاهد استخدام القوة المادية على الحد الأدنى لتحقيق السلام والأمن، ومثل ذلك كمثل الطبيب الذي يضطر إلى إجراء عملية استئصال جراحي لورم خبيث بقصد المحافظة على سلامة المريض وحياته لا قتله، من باب آخر الطب الكي، فإن أَمِن المجاهد نفي عدوان الآخرين وإجرامهم، يرجع إلى الأصل الذي هو السلام والعدل والأمن والحرية. ت- القتال:مفهوم حيادي وهو يدل على ممارسة الفعل بين طرفين،ويأخذ حكمه من الدافع للقتال والباعث له. وكلمة القتال مثل كلمة الملاكمة، فهي حركات متبادلة بين طرفين، فإن كانت من طرف واحد انتفى عن الحدث اسم القتال، وصار أحدهما قاتلاً، والآخر مقتولاً. والإنسان المؤمن ليس من صفاته ممارسة القتل أبداً،{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً } (النساء92)، والقرآن حضّ على القتال، وليس على القتل،{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ } (البقرة216)، بمعنى أن المجتمع المؤمن إن تعرض للعدوان والظلم والقهر ينبغي عليه أن يدافع عن نفسه، ويرد العدوان من خلال مشاركته بعملية القتال مُكره، لا أن يختار جانب المقتول، أو المضروب. {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ } الواقع هو الذي فرض القتال علينا، ونحن كارهون له، ولم يكن لنا خيار في ذلك،والآيات التي ورد فيها الأمر بالقتل، إنما هي في موقع الدفاع عن النفس، وصد عدوان المعتدين. انظر قوله تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ -;-وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} ( البقرة190- 191)، وبما أن الأمر كذلك، أمر اللهُ المجتمع المؤمنَ أن يختار الموقف الإيجابي الفاعل، ويدفع عن نفسه الظلم والعدوان؛ لا أن يكون سلبياً منفعلاً انهزامياً، ومن الخطأ الذي وقع فيه بعض المتطرفين من المسلمين اقتطاع جزء من سياق النص القرآني، وتلقّف ذلك بعض المستشرقين، (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) وأمثالها، وبنوا مذهباً على ذلك، وجعلوه قاعدة في بدء قتال الناس دون مبرر، وبذلك حوَّلوا القتال من القتال الدفاعي إلى العدواني، ومن القتال الإنساني إلى الاستعبادي،وبهذا العمل نقضوا المقصد من القتال، ونفوا عنه صفة القداسة إلى النجاسة !. والقتال موقف اجتماعي، وليس فردياً أبداً، اقرأ قوله تعالى: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } (المائدة58)، لا يمكن للمؤمن أن يقبل بالمشاركة في قتال أخيه الإنسان، ولو اعتدى عليه، ورَفضُ القتال لا يعني نفي فعل الدفاع عن النفس، وإنما يعني أن يرفضَ المؤمن أن ينزل مستواه الثقافي إلى مستوى الظالم المجرم، فالمؤمن يبسط يده إلى الطرف المعتدي ولكن ليس ليقتله، وإنما ليكف عن نفسه الأذى ويضع حداً للاعتداء والظلم. فدوافع الاثنين مختلفة: المعتدي حريص على إيقاع الأذى على أخيه. المُعتدَى عليه يحرص على أن يدفع عن نفسه الأذى فقط، ولا يهدف إيقاع الأذى على أخيه، وإنما يحرص على حياة أخيه؛ مثل حرصه على حياته تماماً، فهو يَصرُّ على عدم القَبول بالمشاركة في القتال. لذا؛ ينبغي التفريق بين: مفهوم القتال، الذي يصير الطرفان فيه حريصين على قتل بعضهما، وبالتالي صارا كليهما قاتلين حُكماً، وكلاهما قد حققا دلالة كلمة (القتال).(القاتل والمقتول في النار). ومفهوم الاعتداء الذي يترتب عليه دفع القتل عن النفس مع المحافظة على حياة الآخر، وعدم إيقاع الأذى عليه، وإن حصل الأذى نتيجة الدفاع عن النفس يكون خطأً؛ لا عمداً، وبذلك انتفى القتال،وصار اعتداء من طرف واحد. فالقتال هو اختيار ثقافي اجتماعي مُكره، وهو دفاعي لشل حركة المعتدي بالحد الأدنى،ووقائي من صور الجهاد المؤقتة العارضة، لأن الأصل في علاقات الناس السلم والعدل، لا الحرب والظلم، ويكون القتال منضبطاً بمفاهيم السلام والعدل والصلاح والإنسانية،وبالتالي يُمنع استخدام أي سلاح يُفسد البيئة، على صعيد الكون والإنسان،(القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما) لأن الإنسان هو غاية الحياة وصلاح الكون استمرار لحياته،لذا؛ ينبغي أن يكون القتال بين المقاتلين فقط، وبسلاح تقليدي محدود التدمير، ويُمنع السلاح ذو التدمير الشامل مع تحريم القتال في أشهر الحرم التي هي مواسم الإخصاب والتكاثر ونمو الزراعة ( فصل الربيع)،وذلك كي تستمر دورة الحياة، وتقوم بترميم ذاتها،وينبغي أن يكون القتال مؤقت على الحد الأدنى،حتى لا نُُوَرّث الحرب والحقد للأجيال، ونسلمهم البيئة صالحة للحياة،مع العلم أن الحرب لا يوجد فيها رابح قط، فهي تدمير وخسارة للطرفين بنسب متفاوتة،فالحرب دمار وانحطاط وخراب. لم يُشَرّع القتال في القرآن من أجل إدخال الناس في الإسلام {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } البقرة256 وإنما شُرّع من أجل صد العدوان {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة190 ومحاربة الظلم والفساد، والاستبداد والاستعباد للناس، {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}المائدة2 ،{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى}النحل90،{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110، ليصير الناس أحراراً في أفكارهم ونمط معيشتهم في أوطانهم، والمجتمع الإسلامي؛ مجتمع إنساني علمي، فاعل متعاون إيجابي، منفتح على الآخرين ثقافة، وإعلاماً، واقتصاداً، ويتحالف مع قوى العدل والخير والصلاح لتحقيق السلام بين الدول، ويدعم الشعوب المظلومة والمقهورة، ويأخذ بيدها لتتحرر من سلطاتها الاستعبادية الثلاثة(فرعون وهامان وقارون) مثلث الإجرام. أما على مستوى الفرد أو المؤسسات في المجتمع الواحد، فالقتال ممنوع منعاً باتاً، والمطلوب ضبط النفس، واتخاذ موقف الدفاع، والحماية من الأذى في حال فَقَد أحد الأطراف صوابَه، مع الإصرار على عدم المشاركة في القتال، و الحرص على ألاّ يصاب أحد بأذى قط في حال الدفاع عن النفس. {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الحجرات9. وإن حصل قتال بين طائفتين من المؤمنين لسبب من الأسباب، بين أسرتين، أو قبيلتين،أو مدينتين،أو مجتمعين،يجب على الدولة ذاتها،أو دولة أخرى مؤمنة أن تتدخل وتُوقف القتال فوراً،وتأخذ بيديهما إلى طاولة التفاوض للإصلاح بينهما،لأن الحوار، وسماع الرأي الآخر، وتحمل نتيجة الأخطاء،والتنازل لبعضهما في سبيل الوصول للحق والعدل والسلام والأمن، هو الأسلوب الناجح بين الناس العقلاء، وهو الأسلوب الذي يرتقي به المجتمع الإنساني عن البهيمي،لأن البغي والعنف والظلم وسفك الدماء لا يُولِّد إلاّ الرعب والدمار وسفك الدماء كفعل ورد فعل من جنسه، فإن بغت طائفة على الأخرى ورفضت الصلح، أو أخلّت به بعد حصوله؛ينبغي على الدولة التدخل وردع الطائفة الباغية وإن احتاج الأمر إلى قتالها بالحد الأدنى لرجوعها إلى السلم، { حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الحجرات9. ومن هذا الوجه وردت المقولة المشهورة: [ رجعنا من الجهاد الأصغر (القتال) إلى الجهاد الأكبر (النهضة والعمران للبلاد والعباد)]، وكل صورة للجهاد في موقعها المناسب هي الأفضل. ث- المقاومة:مفهوم حيادي وهي تدل على وقوع ضغط أو شدة على شيء تجبره كرد فعل على رفض هذا الضغط، والمحافظة على صفاته، مثل مقاومة المواد للأعراض الطبيعية، ويمكن أن تكون مقاومة إيجابية أو سلبية. لذا؛ من الحمق أن نطلب من إنسان أو مجتمع أن لا يُقاوم الضغط أو الشدة التي تُمارس عليه، لأن المقاومة قانون نفسي واجتماعي للمحافظة على الذات،فهي ظاهرة صحية، ومن دلالة كلمة المقاومة نلاحظ أن وجودها مرتبط بوجود الضغط أو الشدة، فإن انتفى فعل الضغط أو الشدة انتفت المقاومة بداهة، وإن وُجد الضغط والشدة، وانتفت المقاومة؛ يكون دليلاً على موت الشيء، أو فقدانه لمقوماته وصفاته، واستسلم للوضع الراهن. فالمقاومة دليل على الحياة والتفاعل، وهي مرتبطة بمعطيات الواقع وحيثيّاته، لأن المقاومة متعلقة بهدف، فإن انتفى عن صورة من صور المقاومة تحقيق الهدف؛ ينبغي مباشرة الانتقال إلى صورة أخرى تُحقق الهدف، لأن الموت، أو قتل الآخرين ليس هدفاً، بينما الحياة والسلام والعدل والحرية هدف. إذا؛ ينبغي على المقاومة الاجتماعية أن تكون وفق قيادة ثقافية، وأي أسلوب للمقاومة لا يحقق هدفاً نبيلاً على أرض الواقع، أو يكون ضرره على المجتمع أكبر من نفعه، ينبغي تغيير الأسلوب إلى آخر يحقق الهدف، ومن هذا المنطلق تعددت أساليب المقاومة، من أسلوب القتال، إلى أسلوب العصيان المدني( الصيام الاجتماعي) أو غيره، ويُترك اختيار أسلوب المقاومة للقيادة الثقافية، وينبغي على الأمة أن تلتزم بأوامر قيادتها، ولا تتصرف بصورة انفعالية فردية، لأن ضرر ذلك يرجع على الأمة أكثر من نفعه، وهي التي سوف تدفع الثمن. والمقاومة في المجتمع الواحد ينبغي أن تكون تحت مظلة الوطنية، تحتوي كل الأطياف والرؤى، وما ينبغي أن تأخذ صفة القومية أو الدينية قط، لأن ذلك ينفي عنها صفة الوطنية،وتصير مقاومة قائمة على العصبية والطائفية، وإن حصل ذلك تكون حملت بذرة تفككها وانهيارها في ذاتها، وسوف يستغل المحتل أو المغتصب ذلك لمصلحته في زرع الخلاف والتناحر في داخل المقاومة نفسها لتأكل أبناءها!. أما المقاومة الفردية فهي مرتبطة بنوعية الضغط الذي يمارس على الإنسان، فإن كان الضغط من سلطة مجتمعه فليس له إلا الصبر وضبط الأعصاب والتمسك بالوعي والإيمان، والمقاومة الإيجابية السلمية، والمطالبة بالعدل والحرية، ولو تحول الضغط من السلطة إلى عنف مادي. وإن كان الضغط من فرد مثله(مواطن)، فله أن يقاوم ذلك الضغط حسب ما يدفع عن نفسه الأذى بالوسائل القانونية، و بشرط أن يحافظ على حياة الآخر، وأن لا يشاركه في قَبول القتال أبداً. - العمليات الانتحارية: قيام مقاتل على أرض المعركة بعمل عسكري داخل متاريس العدو بقصد تدمير قوة العدو المستعصية أو إلحاق به أذى شديد لم يكن متاح إلا بعمل انتحاري، والأصل هو المحافظة على حياة النفس على صعيد الطرفين، لأن زهق حياة الناس ليست هي هدف أومقصد من القتال أو الحرب، فحياة النفس الإنسانية مقدسة وما ينبغي التفريط بها قط، {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }المائدة32، ولايوجد عملية انتحارية خارج أرض المعركة قط ، لأنها تصير مستهدفة أمن الناس العزل وهم غير مقاتلين ولامحاربين ، وهذا يجعل العملية الانتحارية عملية إرهابية بامتياز ينبغي تحريمها بشكل قطعي، وخاصة أنها لاتهدف أي هدف عسكري، وإنما تهدف القتل فقط والدمار وهذا ليس مقصداً نبيلاً للقتال والحرب. وعندما يترَّس العدو بالناس العزل والمدنيين ماينبغي توجيه السلاح عليه وتدميره، لأن حياة الناس مقصد نبيل يجب المحافظة عليها، ولو قام العدو بتدمير المدنيين وقتل الناس العزل ما ينبغي أن نرد عليه بالمثل لأن كل فريق يعمل وفق ثقافته ورؤيته، وإلا صار الفريقين كلاهما قاتلين مجرمين لافرق بينهما. مع العلم أنه لايوجد في الحرب النجسة منتصر، وإنما يوجد فريقين دمَّرا بعضهما وأصيب كل منهما بخسارة شديدة على صعيد حياة المقاتلين والعتاد العسكري والمعنوي، ومن كانت خسارته أقل من الآخر يدَّعي أنه المنتصر، ومن يدمر كامل قوة الآخر يصير القاتل والمدمر الوحيد في الساحة دون منازع له.
الخـلاصة - الإرهاب:مفهوم سلبي فاسد، و هو أعمال تخريبية على صعيد الإنسان، والمجتمع، والبيئة ينتج عنها زهق الحياة أو الخوف والرعب في النفوس،وتدمير الممتلكات،وسلب الثروات. وله صوراً متعددة في الواقع؛ مادية وثقافية، فردية وجماعية، وحزبية وسلطوية. - العنف:مفهوم فاسد،وهو توجيه سلوك سلبي إلى نفس الآخر يدفعه إلى رد انفعالي سلبي. - الجهاد:مفهوم إيجابي، وهو بذل الجهد المطلوب بصورة إيجابية لتحقيق الأعمال النبيلة والصالحة، وله صوراً في الواقع حسب الهدف. - القتال: مفهوم حيادي،وفي الإسلام هو مقاومة إيجابية مادية اجتماعية لصد عدوان مجتمع آخر، وإيقافه عند حده، ويكون دفاعياً، أو وقائياً،أو نصرة للمظلوم. - الدفاع عن النفس في الحالة الفردية: مقاومة سلبية تجاه المعتدي، مع الحرص على حياة الآخر، ونفي قَبول المشاركة في القتال. - المقاومة: هي تفاعل وفاعلية مع الواقع للحفاظ على الذات،فعل ورد فعل بصورة إيجابية موجهة ثقافياً وسياسياً، وهي نوعين: - مقاومة احتلال: وتكون باستخدام كل أسلوب إنساني يصلح لتحرير البلاد والعباد، و يمكن أن تصل إلى المقاومة المادية المسلحة. - مقاومة فردية في المجتمع الواحد، يُمنع فيها القتال بكل أنواعه،ويكون ضد ظلم السلطة وفسادها بالصبر والتمسك بالإيمان ونشر الوعي، والحس الوطني، والمطالبة بالتغيير (مقاومة إيجابية سلمية). وضد ظلم أو عدوان الفرد بالدفاع عن النفس بالوسائل القانونية، و بشرط المحافظة على حياة الآخر، ونفي مشاركته في قَبول القتال. - العمليات الانتحارية العسكرية: هي قيام بعمل انتحاري عسكري على أرض المعركة داخل قوى العدو بعد العجز عن ضرب قوة العدو ، والمحافظة على حياة المقاتلين من الطرفين قدر الاستطاعة. - العمليات الانتحارية التي تستهدف المؤسسات الاجتماعية سواء داخل مجتمع العدو أو داخل المجتمع ذاته تحرم ولا تجوز أبداً، وهي عمل إرهابي بامتياز لانتفاء المقصد النبيل منها وتحولها إلى وسيلة قتل للناس ودمار للمتلكات والمؤسسات فقط.
الإسلام نقيضه الإجرام والعنف المسلم من سَلِم الناس من يده ولسانه ************** الإيمان نقيضه الكفر و الإرهاب المؤمن مَن أمِن الناس منه على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم *************** الإحسان نقيضه الإساءة والإفساد المحسن مَن بادر بالإحسان للناس والبيئة صنعاً
#سامر_إسلامبولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية غير العلمية
-
هل الحنفاء المسلمون معتزلة
-
كتاب نهج البلاغة منحول في معظمه على علي بن أبي طالب
-
استغلال فكرة المهدي عند المسلمين من قبل بريطانيا وروسيا وأمر
...
-
مصداقية كتب التاريخ القديمة ؟ ومقدمة ابن خلدون نموذج
-
التحسين والتقبيح العقلي
-
الرد على من قال إن السريانية أصل لدراسة القرءان
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|