أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صادق الطريحي - مقابلة مع الناقد والمترجم العراقي باقرجاسم محمد















المزيد.....

مقابلة مع الناقد والمترجم العراقي باقرجاسم محمد


صادق الطريحي

الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 09:43
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاوره في الحلة صادق الطريحي
قبل أن ابدأ حواري مع الأستاذ باقر جاسم محمد كنت اتساءل: لأيّ من الأجناس الأدبية يود أن ينتمي هذا الناقد المتواضع،
هكذا عرفته وهكذا يعرفه الأصدقاء جميعا،غير انه لايتردد في ان يهاجمك ان أخطأت نحويا أو اسلوبيا وانت على منصة الاتحاد، وانت لاتلبث ان تشكره بعد انتهاء الأمسية . لقد كنا جميعا نتعلم منه.
كتب باقر جاسم محمد في القصة والشعر والرواية، لكنه زاهد في النشر، وقد عرف في ميدانين مهمين من الدراسات الأدبية هما النقد والترجمة، وهواحد مؤسسي ندوة عشتار الأدبية في الحلة في بداية سبعينيات القرن الماضي واحد مؤسسي فرع الاتحاد العام للأدباء في بابل منتصف الثمانينيات، وقد آثر ان يغادر الى ليبيا بعد اشتداد وطأة القهر والجوع ابان الحكم الدكتاتوري لكن حضوره في الساحة الأدبية بقي متواصلا، وعلى شط الحلة كان لنا هذا الحوار القصير معه، لأن ثمة اسئلة ومحاور اخرى تتعلق بمناهج النقد الأدبي وآثارها التطبيقية في العراق، وحول التجربة النقدية للمرحم عبد الجبار عباس واثره في النقد العراقي والعربي. واسئلة اخرى حول تجاربه الابداعية وعلاقتها بوعيه النقدي واسئلة اخرى حول النتاج العراقي الحديث في الأدب والنقد وغيرها من الأسئلة بقيت من دون ان تطرح في الحوار وذلك لأن الأستاذ باقر جاسم محمد كان على موعد قريب من السفر، وانا آمل ان تتاح لنا فرصة اوسع للحديث معه في المرة القادمة.

* قلت عن نفسك مرة : انا ناقد من دون كتاب نقدي، كما ان محمود البريكان شاعر من دون ديوان شعر،.. كيف تفسر هذا الحضور مع الزهد في النشر؟
ـــ يكمن التفسير في المثال الذي ضربته، فلو عدنا لمثال البريكان لوجدنا انه شاعر يحترم ما يكتب، ويمارسه بجدية حقيقية وحين كان ينشر شيئا فانه يعلن حضورا متميزا. وبالنسبة لي كنت انشر واسهم في الندوات الفكرية والنقدية المتخصصة بالأخلاص نفسه، وربما يكمن التفسير ايضا في تقدير الآخرين، نقادا ومبدعين لما اكتب.
* كيف كانت البداية؟ وكيف تشكل الوعي النقدي لديك؟
ــ في البداية كتبت القصة القصيرة والشعر، وكان الناقد المرحوم عبد الجبار عباس استاذا روحيا بالنسبة لي، فقد كان يقرأ لي ويقوّم مااكتب، وهو الذي التفت الى وجود بذرة الناقد في داخلي عندما كنا نناقش الأعمال الأدبية في نهاية ستينيات القرن العشرين .
اما تشكل الوعي النقدي لدي فقد كان حصيلة دراسة ومثابرة وحياة ومثاقفة وممارسة.كانت الدراسة اكاديمية مع دخولي كلية الآداب للحصول على شهادة البكالوريوس في اللغة الانجليزية وآدابها وقد واصلت القراءة بعد التخرج وأسهمت في ندوات نقدية متخصصة ، ثم كانت الممارسة الفعلية التي كانت تستضيء بفلسفة نقدية هادية، وقد اسهم الحوار المعرفي النقدي او ما يسمى بالمعارك النقدية في انضاج وعي النقدي، وكانت لي مساجلات فكرية مع المرحوم عبد الجبار عباس وياسين النصير و د.مالك المطلبي واخرين.
* كيف ترى الصلة بين النقد العربي اليوم والتراث النقدي العربي؟
ــ النقد العربي في صورته الناصعة لايهمل التراث النقد العربي وانما هو يعيد قراءة هذا التراث ليقوّم العناصر الريادية والحيوية فيه، كما تمثلت في اعمال كبار النقاد العرب القدامى من امثال عبد القاهر الجرجاني وحازم القرطاجني وابي هلال العسكري وسواهم. وهو في الوقت نفسه لاينغلق دون ما اضافته الحضارة الأنسانية من كشوف جوهرية في فهم الأدب والشعر، فليست الحداثة قسيما للأصالة، وانما يتكامل الاثنان في نقدنا الحديث.
* في مقالة سابقة لك كتبت " اننا مجرد مستهلكين لنظريات النقد الغربي " هل ما زلت عند هذا الراي؟
ــ قلت هذا الكلام في سياق الرد على مزاعم بعض الزملاء من أن ما كتبوه يرقى الى مستوى الاضافة الى النظريات، وهي مزاعم تفتقر الى الدقة لأن الاضافة الى النظريات غاية في الصعوبة والتعقيد ولاتتم الا في سياق حاضنة فكرية وفلسفية وحضارية متقدمة وهوما لايمكن وصف واقعنا العربي به. بيد ان ذلك لايقلل من قيمة ما اضافوه، فان استثمار النظريات الأدبية المتاحة في التراث العربي والأنساني عامة بشكل خلاق له قيمته الجوهرية في اغناء الأدب العربي الحديث.
* ثمة لغط كثير حول نظرية الفن للفن، فهل الشكل الفني هو الجانب المهم من العمل الأدبي ام ما يحمله من مضمون؟
ــ لعل الجاحظ قد اجاب على مثل هذا السؤال حين غضّ من قيمة المعاني واكد على اهمية النسج والتصوير وهما جانبان شكليان، والادب ليس معان فقط، بل هو تجربة جمالية مخصوصة، ولاتتأتى هذه التجربة من رفعة المعاني وانما من قدرة الشكل الفني في جعل المتلقي يعيش في حالة دهشة واكتشاف وهذا ما يميز الأدب عن سواه من اشكال التعبير الفكري، والمعاني ليست مجردة ومحددة بصرامة وانما هي حية ومتعددة الوجوه ايضا، ولن يكون ذلك ممكنا من دون الشكل الفني.
* ارجو ان ننتقل الآن الى حقل الترجمة، فهل نترجم النص على وفق اللغة الأصل ام على وفق ما تفرضه لغة الاستقبال؟
ــ تتفاوت اللغات ليس في المعجم فحسب بل في البنية الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية ايضا فيما تعكسه من رؤيا خاصة للعالم ، وهذه الحقيقة تفرض على المترجم أن يفهم عميقا رؤيا المؤلف كما عكستها اللغة الأصلية وان يكون على دراية متوازية بلغة الاستقبال حتى يتمكن من نقل المكونات المهمة من اللغة الأصلية ويعيد صياغتها مستثمرا خصائص لغة الاستقبال، وهكذا ترى ان مهمة المترجم ليست سهلة وهي تتجاوز كثيرا ما تراه من نزعة سطحية في الترجمة وازعم انني احاول ان اعكس هذه القناعة فيما اترجمه من اعمال ادبية وفكرية.
* يبدو لي أنك تنظر الى المترجم بنظرة مختلفة، ارجو ان تزيدنا اطلاعا على ذلك.
ــ المترجم ليس ناقلا لأهم ما في النص، وانما هو منشيء جديد له، ويجب ان يكون امينا للأصل في خصائصه الفكرية والشكلية الاجناسية وان يبدع نصا موازيا له في اللغة الهدف، انه يسمى الآن Rewriter أي المؤلف الجديد للنص وهو بهذا المعنى سيكون سفير حضارة وليس مجرد صدى للأصل الأجنبي، كما ان عليه ان يلاحظ السياق الثقافي للنص الأصلي واوجه الشبه والاختلاف مع السياق الثقافي للغة الهدف.
* حسنا، ولكن الا ترى أن صياغة جديدة للنص قد تبتعد به كليا عما اراده المؤلف الأصلي؟
ــ النص الأدبي تحديدا حمال اوجه، وهو عرضة للتأويلات المختلفة. وحين يتصدى المترجم لعمل ادبي بغية ترجمته سيقوم في الحقيقة بنقل ما فهمه منه، او لنقل انه سيقوم بتاويله اولا، ثم يقوم بنقل تأويله للنص، وهنا لابد من التاكيد على اهمية ان يستند تاويل المترجم الى اسس منهجية واضحة بعيدا عن الأعتباطية ومجانية الأعتقاد وهو حين يفعل ذلك فانه يثري النص المترجم لأنه يقدم صورة حقيقية له، اعني انه يكشف عن احد اوجهه، والنص الأدبي الحقيقي ينطوي على معان اغزر واعمق بالمقارنة مع ما اراده المؤلف الأصلي، لذلك فان الترجمة بهذا المعنى تعد كشفا واضافة.
* ما الجديد في عملك الأكاديمي فيما يخص الترجمة؟
ــ لقد قمت بتدريس الترجمة من العربية الى الانجليزية وبالعكس نظريا وعمليا، وكنت حريصا على جعل الطلبة يفهمون الترجمة فهما حضاريا وليس فهما تقنيا فحسب، وقبل بضعة اشهر بادرت الجمعية الدولية للمترجمين العرب الى تكليف ثمانية من الأساتذة المتخصصين لتاسيس الأكاديمية العربية الدولية للترجمة، وهي اول مؤسسة متخصصة كليا في الترجمة، وانا اعمل مع الزملاء على بلورة رؤيا جديدة لمؤسسة تتمكن من معالجة اوجه القصور في الجهد الترجمي العربي، وتجعل من الترجمة احد اهم مداميك الحوار بين الحضارات.
* لو سمحت ان تحدثنا بتوسع اكبر عن هذا المشروع الأكاديمي.
ــ مشروع الاكاديمية العربية الدولية للترجمة مشروع طموح، وهو يقوم على اسس علمية وحضارية فالأكاديمية ستكون مؤلفة من مؤسسة تعليمية تمنح شهادة البكالوريوس ودرجتي الماجستير والدكتوراه، وستضم مركزا للبحوث والدراسات المتعلقة بالترجمة واللغات والتفاعل بين الحضارات فضلا عن وجود دار نشر متخصصة ومكتبة ورقية واخرى الكترونية ويتكامل اداء هذه المؤسسات باتجاه جعل الترجمة فعلا حضاريا متقدما بعيدا عن الجزئية والنزعة التجارية. ويطمح المؤسسون الى جعل المشروع منارة فكرية متقدمة تعرفنا بما لدى الآخرين وتعرف الآخرين بما لدينا، ونامل ان يتحقق هذا المشروع في غضون سنة وان يرى المثقفون ومخططو السياسة العلمية العربية اثره لاحقا.
* ماالذي اضافته تجربة الغربة الى باقر جاسم محمد؟
ــ نعم، هناك الاضافة الروحية بوصف الغربة تنطوي على معاناة من جهة وعلى اغناء للجانب الروحي، وطبعا هناك الاضافة المعرفية والاحتكاك بالآخرين والخروج من اطار الاقليمية الضيق.
* كيف تنظر الى مسيرة الأدب العراقي في هذه المرحلة؟
ــ الأدب العراقي الآن في حالة صيرورة، وهو يسعى الى اكتشاف هوية جديدة تتناسب مع روح التعددية والتنوع المطلق لهما العنان في هذه المرحلة، وهو لن يتمكن من ذلك ما لم يتخلص من تاثير النزعة الضيقة في الرؤيا والتعبير. ولعل المستقبل وجهود الروائيين والشعراء والنقاد والمسرحيين ستقرر الملامح الجديدة لأدب ما بعد الدكتاتورية.



#صادق_الطريحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصب ملتو
- نحو مشروع نهضوي وطني جديد
- مشروع اتحاد الأدباء الجان
- سبع عشرة نفسا في تابوت احمر /الكائن 1845
- سبع عشرة نفسا في تابوت احمر/الكائن1845
- الدستور العراقي والجامعة العربية وعمرو ...
- قصيدة-السمك في العيد-
- من خطاب أوديب عند أبواب طيبة
- وطن التمر الى/ الشهيد أحمد يحي بربن


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صادق الطريحي - مقابلة مع الناقد والمترجم العراقي باقرجاسم محمد