بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5049 - 2016 / 1 / 19 - 20:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في موضوعنا السابق (تعليقات: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ..... نتيجة غير منظورة), جاء التفاعل معه بصورة مهمة, فتنوعت التعليقات, منها السمين الذي يدل على أن أصحابه قرأوا الموضوع وإستوعبوه وتأثروا به سلباً وإيجاباً,, ومنها الغث الذي لا يعكس سوى السطحية والتنطع والسفه, وهذا بالطبع معروف أهله ومصادره التي إعتدنا عليها, فهم يطلقون صافرات من قبورهم ويغردون خارج سربهم.
فهناك دائماً مؤشرات تدل على العقلاء الفاعلين والمؤثرين من الناس, فالذي يقرأ ويفهم ويتفاعل مع ما يقرأ يتكون لديه مفهومه الخاص "تأييداً" أو "مخالفة أو رفضاً أو معارضة" كلياً أو جزئيا, نحسب أن هؤلاء هم الأحياء المؤثرون في الحياة. وبالتالي تراهم دائماً يتأنون كثيراً ويتريثون في إبداء الرأي والمشاركة في الموضوع المطروح لأنهم يتمتعون بروح النقد البناء وملكة الثقافة ووفرة المعلومات والبدائل والخيارات, وإحترام كلمتهم ومصداقيتهم, لذا نرى أن تعليقاتهم تأتي متأخرة متريثة.
وبالمقابل,, هناك العنصريون السطحيون الجهلاء من الغوغائيين الذين يصدرون أصواتاً عالية تنبيء بفراعهم من المحتوى, الذين يبغونها عوجاً, المهم لديهم إثارة الحساسية العنصرية العقدية وخلق جو مغبر مكدرا صعود. و أول سماتهم أنهم لا يقرأون الموضوع الذي يحاججون فيه إبتداءاً, وإن قرأوا جزءاً أو قصاصات منه لا تكون غايتهم من ذلك ألفهم والإستيعاب سوى الخوض واللغو والولغ فيه, وليس في نيتهم التفاعل الإيجابي به ومعه ,,, وإنما البحث عن أي كلمة أو عبارة تكون مدخلاً للسباب والشتائم والتطاولات ليفشوا عن كوامن نفوسهم المشتعلة بنار شيطانهم ووليهم ومنظِّرهم.
ومن ثم ترى هؤلاء يبادرون بتعليقاتهم بمجرد نشر الموضوع الذي تحتاج قراءته فقط إلى ساعة من الزمان, والتفكير فيه وإستيعابه إلى ساعات. ولكن لأن هؤلاء ليس من أهدافهم الفهم ومعرفة الحقائق حتى إن بلغتها مداركهم فهي لن تؤثر في عزمهم المعقود على تفعيل سفههم. ولو قارنا زمن إرسال تعليقاتهم للنشر مع زمن نشر الموضوع الذي يعلقون عليه نجد الفرق بينهما بضع دقائق لا تكفي لعرض الموضوع أمامهم على الشاشة فضلاً عن قراءته. فأمثال هؤلاء قد وصفهم الله تعالى "بصفوان عليه تراب, أصابه وابل فتركه صلداً" لا يقدرون على شيء مما كسبوا.
هذه النوعية من البشر, دائماً تجدهم يورطون أنفسهم في أشياء هم في غنى عنها, ولا يهمهم رأي الناس فيهم أو تهمهم مصداقيتهم وإحترامهم لأنفسهم, لذا تجد إخفاقاتهم وأخطائهم جسيمة. وخاصة في مفاهيمهم لمعطيات مفردات وتراكيب اللغة العربية البليغة مما يجعلهم محل سخرية وتهكم من الآخرين خاصة وأن الكثير من القراء يَزِنُونَ المفردات, بل الحروف بميزان الذهب, ولكن هؤلاء لا يفقهون ولا يريدون أن يفقهوا شيئاً, المهم لديهم الشوشرة والمضايقات وكفى.
فمثلاً أحد المعلقين من الذين إعتاد عليه القراء لتميزه بالتغريد خارج السرب, وكل تعليقاته جوفاء "متكررة", وخالية تماماً من أي مضمون ومحتوى, لا تمت للموضوع بصلة,, وإذا حوصر بأسئلة مباشرة يتهرب منها ويأتي بأقوال ترجح لدى المستمع إليها أن قائلها "معتوه حقيقة".
وحتى أقرب الفكرة سآخذ بعض المفردات التي ذكرها هذا المهزوم المحبط في إحدى تعليقاته التي نراه مصراً على تدمير مقوماته الإنسانية والفكرية والأخلاقية بها, من ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
1. قال عن موضوعنا (... ماهذه المهزلة والركاكة في تسطير كلمات وجمل اكثر ركاكه من بعضها...),
2. وقال لنا: (... هل يعني بالنسبة لك ان الرسالة السماوية يجب ان تكون منزلة؟ ...),
3. ثم في عدم تصوره لكيفية نزول الكتاب وحياً, قال: ( عن كيفية تنزيل القران من السماء ,,, فيقول "هل كانت على شكل الواح وجلود حيوانية او على شكل كتاب او جريدة")؟,
4. ويسأل بغباء فيقول (... من يثبت ان القران منزل ...)؟,
5. ثم كشف عن ضحالة فكره فقال: (... كيف ان اله الاسلام كان يرفع الى السماء عندما كان ينسخ كلامه بين ليلة وضحاها، من عمل وزيرا للنقل والمواصلات ليقوم بنقل ما كان تحتويه من الاخطاء؟ ...),
6. ثم دخل في حالة من الهزيان المعهود عنه, فقال: (... اين محفوظ كتابك. وهل علمت ان كتابك مسروق من تراث الشعوب المجاورة وهذا ملخص لاعرفك بحقيقة دامغة ...).
7. ثم فجأة إنتقل من "حفظ القرآن" إلى "سرقة القرآن" إلى صلب المسيح ثم إلى أسلوب الإعدامات في زمن الرومان.
8. وأخيراً حاول الحديث عن الصلب فلم تسعفه الكلمات ففضل أن ينهي كلامه بالسب والإهانة لنا.
9. الأهم من هذا وذاك قوله لنا: (... فلا داعى لاشرح واضيع وقتى مع سلفى مثلك مؤمن بالخيال والميتافيزقيات ...!!!).
في الحقيقة عرضت تعليق هذا المحبط بهذا التفنيد ليقف القاريء على هذه الحالة المتأخرة من الإطراب النفسي والعقدي والعقلي الذي أدخل هذا الكرت المحروق نفسه فيه بلا داعي. ولأواجهه بأقواله بلا زيادة ولا نقصان,,, وغايتنا الوحيدة من ذلك هي الإنضباط في الحوار وتحمل كل من المحاورين مسئولية أقواله وأن يلتزم الحقائق في قوله وفعله ويقدم البراهين أو أن يتحرى الحد الأدنى للأخلاق في السؤال والإستفسار بدلاً من السباب والتجاوزات.
أولاً: قوله بأننا نقدم مهزلة وركاكة ونسطر كلمات وجمل أكثر ركاكة من بعضها,, هذا الإدعاء يحتم عليه أن يقدم للقراء ما يثبت صدق هذا القول بأن يذكر لهم عينة من هذه الركاكة التي وجدها في تلك المواضيع, حتى يؤيدوه أو يعارضوه أو يصححوه,, لذا,, عليه أن يثبت أن هناك ممَّا قلناه ضعيف أو سخيف الألفاظ والمعاني, وإلَّا فمبروك عليه وصمة الجهل والكذب. فالجهل لأنه من الواضح لا يعرف معنى "الركاكة" إبتداءاً, وإَّلَّا فعليه أن يثبت أن هناك في ما قلناه ضعيف أو سخيف الألفاظ والمعاني. والكذب إن عجز عن تقديم ذلك الدليل الذي يؤيد إدعاءه.
ثانياً: أما سذاجته بالسؤال بقوله لنا: (... هل يعني بالنسبة لك ان الرسالة السماوية يجب ان تكون منزلة؟ ...), إنما سؤال هو أسخف وأحمق مما أتى به هَبنَّقة الذي يضرب به المثل في الحمق والجهل الذان جعلاه يعلق في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقد برر لبسها بقوله: "أخشى أن أضل عن نفسي عن ففعلت ذلك لاعرفها به", فحُوِّلت القلادة - ذات ليلة - من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح ورآها عليه قال له "يا أخي أنت أنا فمن أنا"؟
إذاً فليترك ما يعني لنا جانباً وليقل لنا ما يعنيه له هو, "فكيف تكون الرسالة السماوية إذا ؟؟؟" ..... فما دام في رأيكم ومعتقدكم ليس هناك تنزيل من السماء عند النصارى, وليست هناك كتب تنزل من السماء, وليس هناك وحي من الله لعباده المصطفين,, وليس هناك ملك (وزير نقل ومواصلات) كما تقول, ثم لا تؤمنون بالغيب إبتداءاً وتدعون بأن الإيمان بالغيب ميتافيزقات ...... إذا كيف يفسر لنا "هبنقة" هذا الرسالة السماوية كما فسر القلادة على عنق أخيه؟؟؟
ثالثا: عدم تصوره لكيفية نزول الكتاب وحياً من عند الله تعالى, بسؤال عن: (كيفية تنزيل القران من السماء,,, فيقول "هل كانت على شكل الواح وجلود حيوانية او على شكل كتاب او جريدة"), متصوراً أن الكتب السماوية تنزل من السماء على هيئة نسخ مطبوعة على وسط معين "بدائي" بالطبع لأن الله ليس عنده تقنية الأوساط الحديثة وليس لديه laptop أو flash أو CD-Writer, أو حتى أشرطة ممغنطة أو ورق مصقول,,,,, كل ما كان لديه هو جلود الحيوانات والعظام والحجارة, فكان يكتبها بيده برش الطير ومداد لعله من دم أو نحوه ..... أيعقل أن يكون هذا هو مفهوم إنسان الألفية الثالثة؟؟؟ لا أملك إلَّا أن أقول له بقول الله تعالى في وصفهم: (بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
رابعاً: ويسأل بغباء فيقول (... من يثبت ان القران منزل ...؟؟؟), نقول له ما رأيك في أن نترك هذه المهمة "ليسوعك الحي", فهو كما تدعون "موجود", بينكم ويأتي من وقت لآخر ليتعشى مع بعضكم... فبعد العشاء فليسأله أحدكم إن كان القرآن منزل من عند الله أم لا وعن الكيفية التي أنزل بها الله القرآن أو غيره من الكتب أو الوحي لموسى ولعيسى ولمحمد عليهم الصلاة والسلام, وبالمرة دعه يحل لك الإشكالية التي أكلت فكرك وأطبقت على عقلك, فلخبرك بنفسه عن الذي صلب بدلاً عنه, فهو الأقدر على إعطائك هذه الحقائق "من منظوركم", ألستم أنتم الذين تدعون بأنه في السماء ويجلس إلى يمين العرش وانه خليفة الله بلا, بلا,, بلا,,, (تعالى الله عن ذلك الإفتراء والكذب علواً كبيراً). ألا تعلم بأن الذي في السماء هو الذي يصرف شئون الخلق كلهم في السماوات والأرض, وهو القابض على نواصيهم ومصائرهم؟؟؟
أما بالنسبة لنا نحن, فإننا - عبر القرآن ونبيه ورسوله الخاتم الأمين نعلم يقيناً – إحكاماً وتفصيلا وبرهاناً ودليلا مادياً ملموساً محسوساً - الكيفية التي نزلت بها التواة والإنجيل والزبور والقرآن وما سبقها من صحف إبراهيم وموسى. فنحن قد أوجد الله فينا أدوات وأجهزة ومدارك كافية لمعرفة الغيبيات التي ذكرها لنا خالقها من خلال توصيفها والإشارة إليها في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, تلك الأدوات والأجهزة هي (فؤاد, وبصيرة, وإيمان), فكيف يستطيع أن يدرك تلك الغيبيات من طمست لديه هذه الأدوات والأجهزة والمدارك وطمست مداخلها ومعيناتها من قلب وسمع وبصر ؟؟؟
خامساً: ثم كشف عن ضحالة فكره فقال: (... كيف ان اله الاسلام كان يرفع الى السماء عندما كان ينسخ كلامه بين ليلة وضحاها، من عمل وزيرا للنقل والمواصلات ليقوم بنقل ما كان تحتويه من الاخطاء؟ ...), نقول له "زادك الله على ما عندك أضعافاً مضعفة" وأبقاه عليك إلى أن تلقاه مذموماً مدحوراً. طبعاً – بهذا المفهوم المادي الساذج – بلا شك تصبح العملية صعبة وتحتاج إلى جهاز تنفيذي كامل إذ لا يكفي معها فقط وزير نقل ومواصلات,,, إذا أخذنا في الإعتبار خيال هبنقة في أن كل هذا القرآن مكتوب على جلود وحجارة وعظام حيوانات,,, فالمهمة كبيرة لنقل هذا الكم من مكونات (هذا الكتاب "البدائي" المنزل من السماء) أطناناً من هذه الأشياء,,, مكلف بها وزير النقل "جبريل عليه السلام وعماله"....
وطبعاً ما دام أن هذا القرآن ينزل من السماء مليء بالأخطاء ويتداركها أهل الأرض ثم تعود للسماء مرة أخرى للتصحيح والإعادة مرة أخرى ومرات. حسب تصور هذا المخبول الغبي المغلق, يكون من البديهي والمنطقي أن يفكر في المكان الشاسع الواسع العملاق الذي يمكنه أن يستوعب كل هذا القدر من الجلود والعظام والحجارة.
فكان منطقيا دخوله في حالة الهزيان المعهود عنه, فيقول لنا: (... اين محفوظ كتابك؟؟؟)..... فماذا لو قلنا له – في إطار الميتافيزقيات - إنه محفوظ في قرص الشمس الحارقة, وأن الشمس تعجز عن حرق هذه الأشياء لأنها أشياء من نوع خاص غير قابلة للحرق ألا يكون ذلك أقرب للعقل والمنطق من قوله "لاهوت حل في ناسوت)؟؟؟ ثم ما شأنك أنت أين محفوظ كتابي ما دام أنه ليس كتابك ولا تؤمن به ولا تعمل بهديه؟؟؟ هل دائماً التطفل صنو الجهل والغباء؟؟؟
سادساً: في لحظة أو طرفة عين نسي أنه كان يسخر من الكتاب والأوساط التي كتب عليها والمكان الذي حفظ فيه, ثم يعود ليدعيه لنفسه فيقول لنا: (... وهل علمت ان كتابك مسروق من تراث الشعوب المجاورة وهذا ملخص لاعرفك بحقيقة دامغة ...),,, يمتاز هبنقة بأنه إستطاع أن يتعرف على عقده الذي صنعه بيديه وعلقه على عنقه وإن تاه عن نفسه لغبائه وحمقه, فمباذا تشبه الحالة التي لدينا الآن وقد نفذت المثل والمعايير؟؟؟. فقبول هذا الإدعاء الساذج يقودنا إلى أحد إحتمالين لا ثالث لهما:
1. فإما أن يكون كتابنا هذا مسروق من تراث الشعوب المجاورة لنا كما يدعي,,, ومع ذلك إستطعنا أن نعجزهم ونعجز أصحابه فيه وبه, ونتحداهم بالإتيان ليس بمثله بل بجزء يسير منه فلم يستطيعوا أن يظهروه ولم يجدوا له نقباً,,, وفي هذه الحالة نكون – منطقياً وموضوعياً - الأحق به منهم جميعاً بل والأقدر على حفظه وصيانته والعمل بمقتضاه لصلاح الدنيا كلها.
2. أو أن يكون هو لنا بدون منازع, ولكن قد حار دليلكم, وعظمت حيرتكم, وإدلهم إحباطكم فضاهى ليلكم فأصبحتم تتخبطون وتلهثون سواءاً حُمِلَ عليكم أو تُرِكْتُم.
فأي من الخيارين سيكون وبالاً عليكم وإحباط وحسرة.
سابعاً: ثم فجأة إنتقل من "حفظ القرآن" إلى "سرقة القرآن" إلى صلب المسيح وأسلوب الإعدامات في زمن الرومان, فلا ندري ما علاقة هذا بذاك وبتلك,,, على أية حال فالقاسم المشترك فيها كلها هو التخبط والحيرة والسفه الذي بات ملازماً لهم.
ثامناً: وأخيراً حاول أن يتحدث عن الصلب الذي أقضى مضجعه, ولكن لم تسعفه الكلمات ففضل أن ينهي كلامه بالسب والإهانة المباشرة لشخصنا,,, فنقول له خذ راحتك للآخر, وقل ما ئيت فلن نعبأ لك,,, فالمسيح الدجال "جنته نار الكافرين" و "ناره جنة المؤمنين", فما دام أن الملكة والثقافة عندك هي قلب الحقائق يصبح سبك لنا مدحاً.
تاسعاً: الأهم من هذا وذاك قوله لنا: (... فلا داعى لاشرح واضيع وقتى مع سلفى مثلك مؤمن بالخيال والميتافيزقيات ...!!!).
نقول له في ذلك,,, لعلك حتى والميتافيزقيات تتحدث عنها ولا تعرف أنك أكثر من غيرك ميتافيزقي حتى النخاع. وفي نفس الوقت أنت "سلفي" عتيق, بحكم تقديس الصليب وعبادة البشر من قبل ظهور الإسلام بستة قرون,, فكيف يعقل أن تقول عن الناس ما أنت فيه ولك السبق عليه؟؟؟
ثم,, إنك تقول إننا صحراويون,,, فتضحك عليك وليك إبليس نفسه,,, - الجهل مصيبة الزمان – أنسيت أن كل أنبيائك "بدواً",, فلنبدأ فقط من نبي الله يعقوب ويوسف والأسباط هل كانوا حضراً أم بدواً؟؟؟ ..... ولننتهي بعيسى عليه السلام, أين كان قصره ؟؟؟ ألم يكن مقر إجتماعه بالناس مجرد صخرة يجلس عليها؟؟؟ .....
معنى ذلك أنك أكثر بداوة وصحراوية منا لأننا "وبحكم عنصر الزمن" أكثر حضارة منك بعشرات القرون أليس كذلك؟؟؟
أيضاً,, ما هي الأديان التي قيل عنها إنها ميتافيزقية؟؟؟ ..... أليست اللاهوتية أساساً؟؟؟ .....
- ألا تؤمن بأن اللاهوت حل في الناسوت؟
- ألا تؤمن بأن يسوع حي في السماء وأنت لا تملك دليل على صدق هذا؟؟؟
- ألا تؤمن بأبيك الذي في السماء ؟
- ألا تؤمن بالحياة الأبدية ..... الخ؟
أليست هذه هي ميتافيزقية عينها التي قال بها من قالها وأنت صدقت بها ولم نصدق نحن؟؟؟
أرأيت كيف أنت تقول بما لا تعرف وتدعي ما لا تدري ولا تدرك؟؟؟ وهل عرفت لماذا قلت لك بأنك قد حرقت كرتك مع كرتي رشيد وزكريا بطرس فلم تصدقني؟؟؟
حتى نكون عمليين وموضوعيين, وبعيداً عن الإتهامات والإنكارات والتشدقات,,, سأطرح عليك صورة حقيقية ماثلة أمامنا, وعليك أن تدلنا إن كانت متورطة في الميتافيزقات أم لا, فهلم إليها فيما يلي:
أولاً: لقد لاحظنا ولعله لاحظ الجميع أو الكثيرون أن موضوعناتنا قد إعتدنا أن نراها قد وضع ما بين عبارتين هما:
- عبارة: "يقدم لك الله هذه",
- وعبارة: "اكتشف الحياة الأبدية في مجد صلي الآن", أو "هل تريد أن تعرف الله؟؟؟".
والذي ينظر إليهما من الوهلة الأولى يظن أنها عبارات تشير إلى آيات أو وحي من عند الله تعالى إلى نبي أو رسول,, وهذا بالضرورة يكون "نصاً" موجود بكتاب موحى من الله ذاته وليس قول راوٍ أم غيره وإلَّا يكون القائل قد كذب على الله عامداً متعمداً. ولكن ما أن يدخل القاريء إلى الموضوع نفسه من خلال الرابط الذي بهذه العبارات يجد أن كل المحتوى أو جله عبارة عن كلام مبهم جملةً وتفصيلاً,, وأن القائل و/أو الذي قام بإعداده وعرضه هو شخص مبهم مجهول الأسهم والهوية والدور. فرأيت أن أجه سؤالاً جريئاً مباشراً لوليد حنا بيداويد – بإعتباره جهة لاهوتية متخصصة – على أمل أن يوضح لنا أو للقراء الكرام ما أشكل علينا, وأن يبين لهم – بجانب ذلك - إن كان هذا الطرح فيه شيء من ميتافيزقيات أم لا بإعتباره خبيراً فيها ويعرف أبعادها الفلسفية والفكرية.
فعندما حاولنا أن نعرف أي معلومة عن قائل هذه العبارات "الخطيرة" التي تخدش مباشرة في عقيدة الناس وجدنا أن هذه التعمية والتعميم والتعويم مقصوداً لذاته, مثلاً تساءلنا:
1. من ذلك الذي يتحدث نيابةً عن الله فيقول بأن الله "يقدم لك هذه؟", فما هي تلك التي يقدمها الله, ومن المعني بها,, ولمن أوحى الله بذلك - كأن قال له مثلاً (أقدم كذا, للقاريء), وكيف كانت همزة الوصل بين المدعي وبين الله؟؟؟
2. ثم,, أين هذه الحياة الأبدية التي قال - القائل صاحب العبارة - إن الله قدمها, وفي أي مجد يقصد؟؟؟ فهل هو إدعاء قول منسوب إلى الله لم يقله في الأصل, أم هو وحي منه لكائن مبهم لم يدلل عن نفسه؟؟؟ ...
وهذا يقودنا إلى سؤال آخر جريء منطقي وموضوعي يقول: (من هو "الله" المقصود في هذه العبارة؟؟):
- أهو الله الواحد الأحد الذي لا إله غيره أم هو إله آخر غيره طاغوت مفترى,,, "يسوع مثلاً"؟؟؟ .....
- فإن كان الله الواحد الأحد هو المعني,,, إذاً كيف كان الإيحاء, ومتى ذلك, ولمن؟؟؟ ..... أما إن كان غيره فهذا إفك مبين بلا شك.
ثانياً: ذهبنا حيث أشارت العبارة ذات الرابط فلقينا الراوي المبهم يقول ما يلي من نصوص:
- اكتشف هديَّة الحياة!!!
- ثم وضع صورة فتوغرافية كبيرة ليد رجل يصافح بها يد طفل صغير (لوحة إنسانية جميلة) تعكس أرقى عاطفة لدى الإنسان – بعد الإيمان بالله "توحيداً متفرداً" – وهي عاطفة (الرحمة والتراحم), ثم ماذا بعد؟
- ثم أعقبها بالنص التالي تحت الصورة مباشرة, فلم نجد له أي علاقة أو رابطة من أي نوع وبأي قدر:
تقول العبارة: ((... الله يحبك أنت! يقول الكتاب المقدس " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية " ....)).
ولكن تكون اللوحة كارثية إذا كان واضعها يقصد بها الأبوة والبنوة اللاهوتية التي يقولون فيها (إتخذ الرحمان ولداً). "تعالى الله عن قولهم وإفكهم علواً كبيرا).
فالسؤال الجريء الموجه مباشرة لوليد يحنا بيداويد ورهطه رشيد وبطرس هو:
1. هل المقصود بعبارة (إكتشف هدية الحياة) وتحتها صورة المصافحة أنَّ هدية الحياة هي يد الرجل التي تصافح يد طفل في الصورة أم هناك معنى ومغذى آخر إستنتجناه ولم ندركه نحن من الصورة, ولم يجلِّيه القائل عن الله, فما هي هدية الحياة "تحديداً" حتى يكتشفها المخاطب المستهدف؟؟؟ ..... أليس ذلك من حقه الوضوح حتى يعرف هدية الحياة التي قدمها له الله؟؟؟
2. ومن هو ذلك المجهول الذي يقول عن الله للقاريء بهذه الجرأة والثقة إنَّ (الله يحبك أنت!)؟, وكيف عرف أن الله يحبه "تحديداً", هل صرح الله له بذلك فقال له مثلاً: (أنا أحب هذا القاريء الذي قرأ هذا النص أو ذاك "تحديداً")؟؟؟ أم هذا القول إفتراضي أو تخميني أو تمني أو لعله ميتافيزقيات لاهوتية,,, فما الذي يمنع من أن يكون القول مكذوب ومفترى على الله إفتراءاً؟؟؟ ..... أين البرهان الذي نعلم نحن يقيناً انه يستحيل وجوده, بل ونقسم على ذلك, فما رأيك يا وليد ويا رشيد؟؟؟
3. الكتاب المقدس لديكم, أو غيره من الكتب هي "عادةً " لا تقول بذاتها, فالذي يقول لا بد من أن يكون قائلاً ما,,, فمن ذلك الذي قال عبارة: (هكذا أحب الله العالم .... الخ)؟؟؟ ..... فلو كان يسوع هو الذي قال هذه العبارة لسارع "القائل" إلى نسبتها إليه بدلاً من نسبتها إلى الكتاب, فيخرجها من التخصيص إلى التعميم,,,, وبذلك يبعد القول أكثر فأكثر من نسبته إلى الله الواحد الأحد.
ومع ذلك,, لاحظنا أن الكتاب المقدس لدى القائل المبهم لم يثبت على نص واحد لهذا العدد والذي قبله وبعده, فكل النصوص التالية يختلف بعضها عن بعض في الصياغة والتركيب, مما يعني أن قائلها ليس واحداً, بل متعدد, فالقدسية وقفاً على قول الله مباشرة من نصوص التوراة والإنجيل الأصليين أو من أقول الرسول والنبي المعني,, وحينئذ يكون النص واحداً في صياغته ومعناه وغايته, ولكن هذه المعايير مفقودة في هذا النص المنسوب للكتاب المقدس,, مما يعني أنه عبارة عن روايات لأشخاص مختلفون, يقولون بقولهم عن أمر سمعوه أو شهدوه وعبر كل منهم عنه بطريقته الخاصة.
فأنظر إلى هذه النصوص المختلفة في سفر واحد هو يوحنا3:
ففي اليسوعية كان النص هكذا: (16. فإن الله أحب العالم حتى إنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية), ( 17. فإن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم).
وفي سميث وفاندايك, هكذا: (. لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.), (17. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.).
الحياة: ( 16. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.). ( 17. فإن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص العالم به،).
الأخبار السارة: (16. هكذا أحب الله العالم حتى وهب ابنه الأوحد، فلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.). ( 17. والله أرسل ابنه إلى العالم لا ليدين العالم، بل ليخلص به العالم.).
فما دام أن هذه الأقوال ليست ليسوع وإنما لآخرين غيره لا يجوز أن توصف بالقدسية التي نعرفها وتدل عليها الكلمة نفسها, ومن باب أولى أن لا تنسب إلى الله إن كان المقصود به "الله الواحد الأحد" خالق السماوات والأرض, خالق كل شيء "متفرداً بذاته وصفاته وأقواله وأفعاله",, سبحانه وتعالى عما يصفون.
ثالثاً: يقول القائل: (... لكن المشكلة هي ....كلنا سواء قد قمنا بأعمال او راودتنا أفكار خاطئة. وهذا ما يسمى بالخطية، وخطايانا قد فصلتنا عن الله.
يقول الكتاب المقدس " الجميع اخطأؤا وأعوزهم مجد الله " الله كامل وقدوس، وخطايانا قد فصلتنا عن الله الى الابد " يقول الكتاب المقدس ان " أجرة الخطية هى موت ".
لكن الأخبار السارة ، هى انه قبل 2000 عام ارسل الله ابنه الوحيد ليموت عن خطايانا...).
نرجوا أن يتسع صدر إخواننا النصارى في مناقشتهم في هذا المفهوم ليعرف الناس المرتكزات التي بنوا عليها إعتقادهم هذا, الذي يقف العقل والفكر عنده كثيراً ولا يجد له تبرير ولا منطق ولا موضوعية, فنقول فيما يلي وبالله التوفيق:
(أ): القول بأن (... كلنا سواء قد قمنا بأعمال او راودتنا أفكار خاطئة. وهذا ما يسمى بالخطية ...), هذا القول غير دقيق, للآتي:
1. الأعمال الخاطئة ليست بالضرورة كلها "خطيئة", فالذي يعمل هو الذي يتعرض للخطأ,, وكثير من الأخطاء تعتبر إيجابية نسبياً فهي التي تقود إلى التطوير والتمكين لأنها تحفز بشدة إلى محاولة تصحيح الخطأ وفي ذلك زيادة نوعية وكمية للثقافة المعرفية وزيادة لرصيد التجارب لدى الإنسان. فهناك فرق بين "الخطأ" و "الخطيئة" التي يميزها التعمد والقصد مع معرفة خطأها, وفي هذه الحالة فهي تعتبر "ذنب".
2. الأفكار الخاطئة التي تراود الإنسان ليست "خطيئة" ما لم يقصدها لذاتها ويعمل بها عمداً, فالنفس البشرية متأرجحة ما بين الخير والشر وما بين الفجور والتقوى, فيتميز كل شخص بتغليب جانب على الآخر, فالخيِّر له رصيد كامل من الشر, والشرِّير له رصيد كامل من الخير. فالإنسان يُحسبُ له ما عمله فعلاً أو هم بفعله متيقناً مصمماً, ولم يمنعه منه سوى القدر,, ويُحسبُ عليه ما عمله فعلاً أو هم بفعله متيقناً مصراً عليه, ولم يمنعه عنه ويصرفه سوى القدر, (ما لم يتراجع عنه أو يتوب), فيتبدل ذنبه عملاً صالحاً يؤجر عليه.
3. الخطيئة نفسها, ليست مُيَئِّسة لا مخرج منها, وإنما هناك باب التوبة والإستغفار والصدقة على الفقراء والعمل الصالح وقبل هذا وذاك "الندم والإعتراف بالذنب بينه وبين نفسه في سره", وفي ذلك البقاء على صلاح المجتمع وتنقيته من اليائسين المحبطين الذين لا يرجون رحمة الله "في إعتقادهم" وهي متاحة لهم ومرغب فيها فتموت الرحمة في قلوبهم وتحل محلها الغلظة والقسوة والبغي.
(ب): القول بأن: (... الأخبار السارة ، هى انه قبل 2000 عام ارسل الله ابنه الوحيد ليموت عن خطايانا...),
القول بأن الله أرسل إبنه الوحيد ليموت عن خطاياكم,,, كلام يستحيل أن يقبله فكر شخص عاقل أبداً,, للأسباب ألآتية:
1. هل خطاياكم أنت لا يقبلها الله منكم إلَّا بمقابل دموي,,, مع انه قادر إما على أن يعاقبكم عليها أو أن يغفرها لكم إن شاء؟؟؟ ..... فلنفرض أنه إشترط أن لا يغفر خطاياكم هذه إلَّا بمقابل,, والمقابل لا بد أن يكون "موت نفس",,, فلماذا إختار إبنه الوحيد ليدفع هذا الثمن الباهظ دون ذنب جناه؟؟؟ ..... فهل يكون هذا عدل منه أو فيه منطق يقبله العقل (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)؟؟؟
2. ثم هل يضحي بإبنه الوحيد كما تقولون وتدعون ليموت "بدون ذنب إقترفه" فقط لكي يغفر لخاطئين مجرمين من القتلة والفاسقين والضالين والرعاع حتى يرضى بعد ذلك ويغفر لهم تلك الخطايا,,, مع أن المغفرة لديه لا تحتاج إلى كل هذه الدراما التي تدل على غياب الحكمة (تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا)؟؟؟
3. إذاً,, لماذا لا يحتفظ بإبنه الوحيد ويغفر خطاياكم تلك بدون مقابل أو يجعل المقابل أي قيمة أقل من التضحية بإبنه الوحيد الذي تدعونه؟؟؟ ..... أليس هذا فيه وصف لله بصفات نقص لا تليق به, لأنكم تقولون بإنه قادر على المغفرة ثم لا يغفر للمجرمين حتى يدفع بريء ثمن إجرامهم,,, هل هذا منطق يقبله فكر عاقل ؟؟؟
4. لو قبلنا "جدلاً" أن هذه الدراما ممكنة,, فما بال القرون الأولى التي سبقت يسوع, من لدن آدم ومن جاء بعده,,, هل كل تلك الأمم خالية من الخطايا؟؟؟ ..... فإن كانت لديهم خطايا كثيرة فما حظهم من تضحية يسوع بنفسه من أجل المغفرة لغيره,,, فلماذا إكتفى الله بإرسال إبنه فقط قبل ألفي عام ولم يرسله قبل آدم حتى يكون الفداء لكل البشر وليس للبعض وترك الغالبية العظمى بدون فداء,,, فلماذا "تحديداً" كان إرسال الأب للإبن ليموت فقط قبل هذه المدة القصيرة نسبياً؟؟؟
5. وإذا كان الله قد إتخذ ولداً (سبحانه وتعالى عما يصفون),, فكيف يكون الولد من ذاته بدون أن تكون له صاحبة, أم هو "إبن بالتبني"؟؟؟ ..... فإن كان إبناً وصاحبة,,, فلماذا الأبن واحداً فقط وليس له أبناء كثيرون غيره, هل بسبب العقم أم الإرادة ففضل أن يضحي بوحيده ويبقى أبد الدهر بلا أبناء ؟؟؟
6. ولماذا إصطفى إبناً من بشر,, وهو أضعف خلقه, ولماذا لم يصطفِ مما يخلق ما يشاء, من الملائكة مثلاً؟
7. أليست فرية "القيامة" بعد الموت بالصلب هي محاولة ساذجة للخروج من فرية "موت الإله", فجاءت بنتائح عكسية أقلها أنها كشفت وفضحت سذاجة فرية الموت على الصليب التي قصد منها "تحريك العاطفة" ولكن المتبصر لن ينخدع بهذه المتناقضات أبداً.
(ج): القول: "... وخطايانا قد فصلتنا عن الله الى الابد ...", هذا القول غير دقيق, فالخطايا لا تفصل الإنسان عن الله تعالى, لأن الأمور التي تفصل عن الله تعال معروفة, وهي:
1. الكفر الصريح بالله تعالى بكل أنواعه وأشكاله ومداخله,
2. الإدبار عن الله تعالى ذكراً وعملاً ومرجعية وتقوى,
3. الحرابة, والبغي في الأرض فساداً وإفساداً والتضييق على الآخرين والتعدي على خصوصياتهم,,,
فالله تعالى يغفر الذنوب جميعاً ما لم تغرر الروح في الصدر, فالله بالناس رءوف رحيم وتواب كريم.
رابعاً: يقول القائل المجهول أيضاً: ((... يسوع هو إبن الله. عاش حياة بلا خطية ومن ثم مات على الصليب ليدفع ثمن ( غرامة ) خطايانا. "ولكن الله بيّن محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا". ...))
فلنناقش هذا القول بالمنطق والموضوعية والفكر, ولا نخضع للعنصرية والهوى والتقليد الأعمى ,, فنقول ما يلي:
1. هل قال يسوع "صراحةً" إنه "إبن الله"؟ ..... أم قوَّله الناس ما لم يقله, ولم يأتوا إلينا ببرهان على هذا الإدعاء الذي لا يؤيده العقل ولا المنطق سوى الظن والخيال؟
2. فما دام أنه "إبن الإنسان" كما يقول كتابكم المقدس لديكم, وبدأت حياته بولادة طبيعية وموت سواءاً أكان على صليب أو على فراشه,, فهذا تأكيد منكم على بشريته التي لا تختلف عن حياة أي بشر آخر, "بشهادتكم أنتم", فكيف يكون للإله حياة مؤقتة ذات فترة زمنية محدودة مهما طالت هذه الفترة التي كان قبلها "عدماً" ثم صار بعدها "فناءاً",, فهل في هذا السيناريو بقية من عقلانية أو منطق أو موضوعية؟
3. ولماذا ينزل الإبن إلى الأرض وبين أشر الناس وأعتاهم, ويجرده من أي قوة أو سلطان, ثم يُمَكِّن هؤلاء الأعداء الأشرار الأنذال التافهين منه ومن تلامذته وأتباعه, فيهان ويعذب ويسخر منه,,, إلى أن يمون أبشع ميتة من أجل ذنب لم يرتكبه هو ولا الذين مات من أجلهم,, مع أنه يكفيه فقط أن يتجاوز عن تلك الذنوب ويغفرها بلا ثمن باهظ أو مهين؟؟؟
4. ومنطقيا,, كيف يبين الله محبته لكم أنتم وأنت بعد الخطاة ثم لا يبين محبته إلى إبنه الوحيد الذي جعله يموت لأجلكم؟؟؟ ..... وعن أي "غرامة" تتحدثون؟ وما العائد على الله أو البشر من موت إبنه الوحيد؟ وأين ذهبت تلك الغرامة المزعومة, وفي أي حساب مصرفي أودعت أو استثمرت؟؟؟
لا يستطيع أحد أن يجد أي منطق أو معقولية لكل هذه الأقوال والمعتقدات التي حتى أصحابها لا يريدون مناقشتها وإيجاد أجوبة مقبولة حتى لأتباعهم, فكيف يستطيعون إذاً إقناع الآخرين من العقلاء بها,, علماً بأن هذا المنطق لن يقنع هبنقة نفسه,,, إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه كما هو معلوم؟؟؟
خامساً: قول القائل المبهم: (... قام المسيح من الموت وهو يحيا الآن في السماء مع الله أباه. وهو يقدم لنا عطية الحياة الابدية – أن نحيا معه الى الابد في السماء ، اذا قبلناه كمخلصنا وربنا ...).
هذا كلام يستحيل على مخلوق أن يقيم عليه دليل أو يوجد له برهان,,, فإن كان لديكم شيء من هذا أو ذاك فما هو وأين وما درجة مصداقيته؟ ..... وقلنا يستجيل يستجيل ثم يستجيل للآتي:
1. أولاً,, الحياة الأبدية تتعارض تماماً مع الموت,, فما دام قلتم إنه قد مات فهذا دليل على أنه كيان حدث شأنه في ذلك شأن كل الأحداث,, فإن كان آدم "أبو البشر" قد مات,,, فمن باب أولى أن يمون أبناءه وذريته,, وعيسى من ذرية آدم, فحياة الكائن الحي هي بداية مرحلة الموت الذي لا مفر منه أبداً.
2. كان عيسى يأكل الطعام ويشرب الماء ويتنفس الهواء ويحدث الحدث,,, فالطعام والشراب والنفس هم وقود الحياة الدنيا, فهي للبناء وفي نفس الوقت مسببات للفناء, فمن أكل وشرب وتنفس مكتوب عليه الفناء, فالله تعالى لا يأكل الطعام ولا يشرب الماء ولا يتنفس الهواء,,, فهو ذات كاملة مستغنية لا تغيره الأغيار وليس كمثله شيء, ويسوع شيء من الأشياء التي خلقها الله تعالى.
3. هل قال عيسى إنه الآن حي في السماء مع الله تعالى "نصاً"؟؟؟ ..... فإن كان ذلك في كتابكم المقدس لديكم, فما الدليل على صدق من نقل عنه ذلك, وما الدليل على أنه قال ذلك في الأساس.؟؟؟ بل فما المانع من أن يقول الآن في التو واللحظة انه حي يرزق ويرفع عن الناس عنت الإختلاف والمماراة فيه, فإذا كان قد ظهر للناس في السابق وعاش بينهم وعانى منهم,,, فما الذي يمنعه من أن يعود ليبقى بينهم مرة أخرى وهم ألأحوج إليه الآن من ذي قبل, خاصة وأنه قد قتل من قبل "صورياً" قبل ذلك وأدى مهمة "الفداء" التي تدعونها, ولا يوجد تبرير الآن لقتله مرة أخرى (على حد إعتقادكم غير المقنع حتى لكم أنتم أنفسكم)؟؟؟
4. كيف تستطيع أن تقنع أحد بقولك إن الله (يقدم لكم/له عطية الحياة الابدية) التي تقولون عنها؟؟؟ ..... وما هي تلك العطية إبتداءاً؟؟؟
5. ومن قال لك,, بل وما هو ضمانك بأنك (اذا قبلته كمخلصك وربك), أنك ستحيا معه الى الابد في السماء؟؟؟ ..... ثم ماذا تقصد بعبارك "مخلصك" هذه؟ ..... مخلصك من ماذا "تحديداً" ما دام أنه قد خلصك فعلاً بتحمله ذنوبك نيابة عنك وقتل من أجل ذلك,, فما الذي بقي حتى يخلصك منه؟؟؟ .... نبؤنا بعلم إن كنتم صادقين.
سادساً: قولكم: (... قال يسوع : " أنا هو الطريق والحق والحياة. لا أحد يأتي الى الآب الا بي ("..
هذا النص مع انه جاء بكتابكم المقدس لديكم, إلَّا أنه – على ما يبدوا – ليس صادراً عن يسوع نفسه, وإنما قبل عنه ونسب إليه, شأنه في ذلك شأن كل النصوص التي به في جميع الأسفار والإصحاحات والأعداد,,,
وعبارة (... الله يتوجه نحوك بالحب ويريدك ان تصبح ابناً له. " واما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا أولاد الله اي المؤمنون باسمه "...), فهل نفهم من عبارة "... ان يصيروا أولاد الله اي المؤمنون باسمه ...", معناها أن قولكم بأن عيسى "ولد الله" أو "إبن الله" المقصود به "المؤمن بإسمه؟؟؟" ..... فإن كان ذلك كذلك, فمن أين جئتم بفرية "إبنه الوحيد" و "خليفته" و "الله الخالق الديان"؟؟؟ أين الحقيقة يا وليد حنا بيداويد؟؟؟ أين الحقيقة يا مجموعة بطرس التحريفية؟.
أما القول بأن: (... الاختيار بأن تطلب من يسوع ان يغفر لك خطاياك وأن يأتي الى حياتك كسيدك ومخلصك ...)), هذا إفك مبين, وإلغاء تام لوجود الله وسلطانه وإحلال يسوع محله (خسئ من قال بهذا وفض فوه), لأنه لا يوجد من يغفر الذنوب إلَّا الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد.. فالمسيح ولا غيره لا يملك أن يغفر لنفسه ذنباً واحداً فهو لا ولن يخرج من دائرة العبودية لله تعالى الذي قال في سورة مريم: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا 88), (لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا 89), (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا 90), (أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 91), (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا 92), (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا 93), (لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا 94), (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا 95).
السؤال الجريء لبيداويد ورهطه يقول: (هل عقيدتك اللاهوتية تعتبر وبكل المقاييس الفلسفية والمنطقية " ميتافيزيقيات metaphysics ")؟؟؟ ..... وتذكر أنك مراقب من القراء الكرام, وأن الجواب السالب سيحسب عليك إن كنت تريد رفع رصيدك عندهم أكثر..... (على فكرة,,, أن متأكد أنك لن تفعل لأنك لا تملك أو تحري جواباً). أليس كذلك؟؟؟
إلى اللقاء في موضوع آخر قريباً
تحية طيبة للقراء والقارءات الكريمات
بشاراه أحمد
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟