أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات حوريات !














المزيد.....

أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات حوريات !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5049 - 2016 / 1 / 19 - 11:38
المحور: الادب والفن
    


لم يقصد الملك لقمان بعمله الأسطوري أن يدعو " أمنية العقل" رئيسة كوكب الملحدين إلى الإيمان ، فهو لا يعتبر الإلحاد ولو مجازا خارج دائرة الإيمان ، فالإلحاد إيمان بالوجود ، ولذلك يمكن اعتباره ايمانا . كما لم يقصد إطلاقا أن يجننها بما أقدم عليه، فقد قرر أن يقيم حفلا للكوكب كله الذي يفوق سكانة المائة مليون ، وأن تكون الخدمة على الطريقة الجنية الشيطانية ومن قبل أجمل الفتيات الجنيات . كل ما قصده هو محاولة لتحقق الخيال في الواقع وبقدرات خارقة غير واقعية على الإطلاق مؤكدا لها أن كل ما يفعله هو محاولة تحقق لفكر الأجداد الحالمين بالجنان ! كان كل شيء هادئا وعاديا وهو يتوغل مع الرئيسة في حدائق قصر الضيافة الشاسعة وسط شمس متلألئة بأشعتها في سماء الكوكب ، حين راحت موائد تنبثق في كل مكان حسب سعته ، وقد زخرت بكافة أنواع المأكولات والمشروبات عدا سفافيد الشواء المنوعة التي راحت تنتصب في كل مكان على مقربة من الموائد ،وقد وقفت على مقربة منها مئات الفتيات الجميلات اللواتي ارتدين تنانيرقصيرة سوداء تنحسر عن السيقان والأفخاذ، وقمصان بيض تنحسر عن الأيدي والأكتاف والصدر وبالكاد تخفي حلمات النهود ، فبدون كالأقمارالمنتصبة على سيقان وأفخاذ من المرمر المصقول ، ونهود جامحة تكاد تطير محلقة في الفضاء ! ولم تخرج الرئيسة من دهشتها حين وجدت نفسها تجلس على أريكة في صالون طائر إلى جانب الملك وإلى مائدة تزخر بكل شيئ مشتهى وقد وقفت فتاتان في غاية الجمال لخدمتهما . وما أن نظرت إلى زجاجة وسكي على طاولة زخرت بالخمور المنوعة حتى أشارت الفتاة إلى الزجاجة لتطير إليها لتأخذها بيدها لتفتح وحدها ولتسكب الفتاة للرئيسة في كأسها ومن ثم تطلق الزجاجة لتعود محلقة إلى مكانها والغطاء يستقر على عنقها ليغلقه .
شرب الملك نخب الرئيسة وهو يحلق بها فوق أكبر حدائق عاصمتها لترى أن الموائد نصبت فيها وأن الناس راحوا يهرعون من كل صوب إلى الموائد بعد أن سمعوا صوتا يهتف من السماء " أحبتنا أبناء كوكب الإلحاد ، الملك لقمان يدعوكم إلى مائدته ، فكلوا واشربوا من الطيبات .. هنيئا مريئا " وكانت الموائد قد انتصبت في كافة حدائق وساحات مدن وقرى الكوكب "
هتفت الرئيسة متسائلة :
- ما هذه المعجزات يا جلالة الملك ؟
ابتسم الملك وهو يقول :
- مجرد دخول في الخيال !
- لكنه دخول يتحقق بشكل واقعي ملموس !
- تتحقق واقعيته بقدرما هو متخيل!
- هل تريد أن تدخلنا في الإيمان ؟
- ومن قال أنكم خارج دائرة الإيمان ؟
- هل ترى أن الإيمان بالوجود إيمانا ؟
- أكيد ! إنه إيمان كأي إيمان آخر!
- لكنه إيمان بفكر غير ديني !
- وقد يكون هو الإيمان الصحيح !
- كيف ؟
-لأنه يرقى إلى المطلق في طاقة الإنسان !
- لم أفهم !
- تحرر العقل من القيود والإيغال في المطلق المجهول !
قطعت الحوار رسالة تخاطرية من الملكة نور السماء التي راحت الغيرة تنهش قلبها وهي ترى إلى الملك يحلق مع رئيسة كوكب الإلحاد في صالون طائر :
- هل تحتاج جلالتك إلى مساعدة ؟
أدرك الملك لقمان من لهجة الملكة وخطابها الرسمي أنها منزعجة ، فقرر أن يدعوها إلى الصالون الطائر :
- عفوا حبيبتي كنت أظن أنني أريحك من المشاركة في حواراتنا . تعالي !
وظهرت الملكة محلقة في الفضاء لتحط على أرض الصالون المفروشة بالسجاد. عانقت الملك مقبلة ،ثم عانقت الرئيسة " أمنية العقل " وقد خمدت نار الغيرة بعض الشيء في دخيلتها .
هتفت منية العقل مخاطبة الملكة :
- ليتنا نعرف رأي الملكة في فهم الطاقة السارية في الكون عما إذا كانت تعتبر نفسها إلها أم لا ؟
أجابت بعض إطراقة :
-الملك نفسه رأى في تأملاته أكثر من وجهة نظر . فبغض النظر عما إذا كانت الطاقة ألوهية أو غيرألوهية رأى أنه لا يمكن لعملية الخلق والتطور أن تتم دونها وحين ضرب مثلا بالطاقة الكهربائية ذهب إلى ما هوخارج الألوهة ، حين قال أن الكهرباء لا تعرف الضوء لكن لا يمكن للضوء أن يتم دونها . ففي هذه الحال تكون الطاقة غير ألوهية وإلا لعرفت نفسها ، كما ضرب مثلا آخر بالطاقة في الحافلة ، فالطاقة لا تعرف الحافلة لكن لا يمكن للحافلة أن تنطلق دونها .
غير أن تأملاته اللاحقة قادته إلى العكس وهو إمكانية أن تعرف الكهرباء الضوء وتعرف الطاقة الحافلة وبالتالي تعرف الطاقة الخالقة أن الألوهة تكمن فيها ، أي أنها تعرف أنها إله !
- لقد عدنا إلى ما كنا نتحاور حوله وهو عدم الجزم بالمسألة !
وهنا تدخل الملك :
- تظل إمكانية أن تكون الطاقة محايدة بغض النظر إن كانت ترى الألوهة في ذاتها أو لا تراها . فيفترض في الألوهة أنها رحيمة وتكره قتل الإنسان للإنسان ومع ذلك يقوم الإنسان بتوظيف الطاقة السارية في جسده لقتل الإنسان الآخر ، وهذه مسألة يمكن أن تعتبر خارج إرادة الألوهة وتوظيفا للطاقة في غير محلها . فالعقائد المعتبرة سماوية تقول لنا : لا تقتل : لا تزن . لا تسرق . على سبيل المثال ، وهذه إشارة إلى أن الألوهة غير قادرة على منع فعل القتل . ومن ناحية أخرى غير قادرة على تحقيق أماني المؤمنين بنصرهم على الكفرة والملحدين !
وبدا هذا الرأي مفيدا لفكرة الإلحاد . هتفت الرئيسة وهي تبتسم :
- وهذا يشير أيضا إلى أن الطاقة ليست إلها وغير قادرة على كل شيء وبالتالي هي ليست إلها ! إنها طاقة سارية في الكون والكائنات يتم بواسطتها فعل ما هو خير وفعل ما هو شر أيضا في عملية الخلق .
ولم يجد الملك إلا أن يوافق الملكة . وهنا صدحت الموسيقى وراحت تتردد من كافة أرجاء الكون وظهرت في الفضاء آلاف الحوريات شبه العاريات اللواتي رحن يرقصن الباليه المدهشة في السماء ،ولم يجد الملك والملكة إلا تبادل الأنخاب مع الرئيسة الفاتنة والمثقفة ، والتمتع بمشاهدة الرقص الخلاب والدخول في الخيال المطلق بل والتوحد معه وهذا ما فعله جميع أبناء الكوكب الذين راحوا يشربون أنخاب الحوريات الراقصات في السماء !
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (29) * الوجود بين منطق العقل ومنطق الأسطورة !
- أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !
- أديب في الجنة (27) - نسمة الغدير- ترحل إلى السماء!
- أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!
- أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !
- القدس تاريخيا بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة !*
- أديب في الجنة 23 كوكب الحب والجنون والأحلام !
- أديب في الجنة (22) الوجود تحقق خيال !
- أديب في الجنة (21) فصل الختام في رحلة الملك لقمان الفضائية ا ...
- أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!
- أديب في الجنة (19) * فرحة الأمم بالمحبة والسلام !
- أديب في الجنة (18) * دولة النساء الديمقراطية العلمانية !
- أديب في الجنة (17)غلمان الخليفة وحلم الملك لقمان بدولة تحكمه ...
- الجنون في الأدب !
- أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !
- أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !
- أديب في الجنة (14) الله يمثل في قلوب الناس !
- أديب في الجنة (13) حين يرتعب الجنرالات !
- تأملات وخواطر ومقولات ومقالات في الخالق . الخلق . المعرفة . ...


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات حوريات !