ماهر طلبه
(Maher Tolba)
الحوار المتمدن-العدد: 5049 - 2016 / 1 / 19 - 07:29
المحور:
الادب والفن
صحوت من النوم اليوم حزينا جدا؛ فقد حلمت أن أحدهم قد أكل حمامتي البيضاء.. هذه ليست نكتة.. فأنا أقتني بالفعل حمامة بيضاء، أترك لها عادة "الحبل على الغارب" كما يقال لكى تذهب أينما تشاء وقتما تشاء فى فضاء الله الواسع، تطير كثيرا، وتبتعد كثيرا لكنها دائما ما تعود لعشها من جديد تهدل في بلكونتي أناشيد الهوى للذكر الذى تهوى، وترقد في سلام تحت ظل حمايتي..
في حلمي، قص أحدهم علىّ ما حدث.. كيف استغل الذابح براءتها.. اقترب دون أن يثير في قلبها القلق، داعبها في حنو أبوى.. حتى اعتقدت أنه مثلنا، فقط يهوى البراءة المرسومة على ريشها... ثم تمكن من رقبتها.. جرها من ريش رأسها على الأرض وذهب بها.. الباقي وصل الىّ صورا متفرقة، ومشاهد قصيرة لفيديوهات عن عملية الذبح.. تساقطت بين يدى واحدة بعد الآخرى أثر مقابلات مع أفراد أعرف بعضهم.. جيران وأصدقاء، وأخرون محض خيالات ظل لم أتحقق من أشخاصهم أبدا في حلمي، وأخيرا بعض الدماء التى اضطرَّ لمسحها بعد أن أتم الذبح.. قال أحدهم أنه نبهه أن هذه حمامتي، لكنه لم يلتفت له، ولم يعرنى أنا اهتماما... يبدو أن جوعه كان شديدا، ويبدو أيضا أنه كان يفتقد طعم لحم الحمام الذى يحب طعمه في فمه.. أحاول أن أتناسى الصور الكثيرة التى وصلت إليّ منذ رفعت رأسي عن مخدتي وخرجت إلى كابوسي.
الآن.. استعيد صور الذبح – التي تتكرر في أحلامى- كلما نظرت إلى عشها الفارغ من هديلها بعد أن اختفت منذ زمن بعيد.
ماهر طلبه
[email protected]
#ماهر_طلبه (هاشتاغ)
Maher_Tolba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟