محمد يوب
الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 21:21
المحور:
الادب والفن
حالة مابعد التخلف
*************
في المجتمعات الغربية أصبحنا نتحدث عن الحداثة وما بعد الحداثة وسوبر حداثة؛ وهي أفكار وفلسفات وليدة التطور التكنولوجي ومتطلبات العولمة التي تتحكم في العوالم الممكنة والعوالم غير الممكنة.
أما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بدأننا نتحدث عن مابعد التخلف؛ وهو تجاوز مرحلة التخلف بقرون كثيرة؛ لأنها مجتمعات لها عقليات ترفض العلم وتتخذ من الفكر الخرافي والشعوذة وسيلة للإجابة عن أسئلتها؛ كما أنها تستخدم التكنولوجية من أجل نشر تخلفها ونشر جهلها؛ و تستغل طرق التدريس الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعية لتكريس الفكر الخرافي والفتاوى البعيدة كل البعد عن العمق الحقيقي للدين الإسلامي؛ فتاوى تنشر الكراهية للآخرين؛ وتتخذ مواقف مسبقة عن كل من يختلف معها في الرأي أو في المعتقد.
ومن خلال هذه الآراء المسبقة المتشددة فإنها تفتح مجال صناعة المكائد للآخرين محاولة تدبير الكيفية التي من خلالها تتخلص من منتقديها؛ وذلك بإسكاتهم أوقبرهم إلى الأبد؛ إنها آراء مدمرة تعبر عن جهة دون أخرى؛ ينتج عنها مزيداً من التشتت والعزلة عن العالم؛ إلى درجة الالتقاء بالفكر القبلي؛ حيث كل قبيلة لها علماؤها الدينيون الذين يفتون وفق أهواء زعمائهم وحكامهم؛ الشيء الذي يساهم في اندلاع الصراعات الدائمة التي تزيد من هوة التفرقة والتمزق. وهي صراعات تبعث على التفكير في الكيفية التي ينبغي أن نموت بها؛ وليس في الكيفية التي ينبغي أن نحيا بها حياة طيبة هنيئة.
#محمد_يوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟