صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 12:26
المحور:
الادب والفن
جنود مشردون
.................
نحن الجنود الأوفياء للحرب , نحن الجنود التعساء في الحرب
كثيرا ما نحن لبضعة مباهج حميمة , هذا جندي يحن لأمه وذاك جندي يحن لزوجته
وآخر يحن لأطفاله , وأنا مثلهم أحن لأهلي ومدينتي
فواحد وقع في الأسر , وثان بترت ساقه أو عضوه , وثالث بات مفقودا في الأرض الحرام , ورابع وخامس وعاشر أمسى شهيدا
وأنا مازلت جنديا معتوها شريدا
أجوب الطرقات والشوارع بحثا عن جنود شردهم الحنين واغتالتهم الحرب .
قتلى منسيون
...............
حين كنا صغارا نلعب بيت بيوت وعريس وعروسة بكل براءة ونتقمص أدوارنا بكل ثقة
فتزدهي البيوت وتزدان بالآمال والأمنيات وتحمّر خدود العرئس خجلا بانتظار العرسان الموعودين
فتوبخنا الأمهات الطيبات لننام هانئين حالمين ببيوت وعرائس وبمزيد من اللعب والمرح والهناءات ...
ولما كبرنا مشينا للحروب ... فخلت البيوت , والأمهات صرن ثكالى والعرائس عوانس
أما نحن العرسان الموعودون بتنا محض قتلى منسيين .
عرفاء
.......
العرفاء جنود وطنيون شرفاء وهم عادة قرويون وبدويون بسطاء
مجد العرفاء خيوط سود ثلاثة على الذراع الأيمن وستة دنانير مستحقات الخيوط على الراتب لكل خيط ديناران
فيحفظون على ظهر قلب أوامر الجيش وتعاليم العسكر وخواص البندقية كلاشنكوف ويؤدون الفروض والواجبات بكل دقة وطاعة وأخلاص
ويلقنون الجنود أداب السير أماما دائما والبطش بالعدو دون رحمة والنوم المبكر والصحو المبكر والموت المبكر
العرفاء جنود مميزون من طبقة نواب الضباط ورؤساء عرفاء الوحدة والمراسلين ورضاء العريف من رضاء الآمر
وكلما تشتد الحرب وتشتعل اوار المعركة , يترك الضباط الأشاوس الميدان للعرفاء ليكونوا القادة البدلاء
أجل العرفاء يقودون ويصولون ويستبسلون
هكذا هم العرفاء في مصائرهم يتخبطون , فبعضهم يأسرون وبعضهم يقتلون
وبعضهم يفلتون ويشيخون مبكرين ليمسوا رواة للحرب
أنا آخر العرفاء .
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟