قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 11:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قانون "التحسيس" ..!!
ما أن مضت عشر دقائق، حتى حضرت ثلاث سيارات شرطة وعشرة من ألشرطيين ،يرافقهم عدد من افراد شرطة المدينة الى مكان جلوس ثلاثة من الشبان اليهود الأثيوبيين وبدأت بإستجوابهم ... من أين أنتم ؟ وهل تحملون بطاقات هوية ؟ هل تحملون اسلحة ؟ ماذا تفعلون هنا ؟ والكثير من الأسئلة ، التي انتهت بتفتيش اجسادهم ، ووجوههم نحو الحائط مع المباعدة ما بين الرِجلين ..
هذا مشهد حقيقي من فيلم، صورته الصحافية "جال جباي" (تُنطقُ الجيم جيماً مصرية )،حول "تذويت" العنصرية في المجتمع الاسرائيلي .. وقامت بمرافقة هؤلاء الشباب (وأحدهم يقدم رسالة الماجستير ) الى حي تل أبيبي راقٍ..(أبيض)، بحجة التنزه هناك !!
حاولت من خلال الفيلم إلقاء الضوء على ظاهرة العنصرية تجاه المجموعات السكانية التي "يختلف" لون بشرتها عن الأبيض .. وهي العرب ، الشرقيين الذين يبدون كعرب واليهود الاثيوبيين ، ناهيك عن العمالة المهاجرة ..
ويجيءُ هذا التقرير على خلفية طرح قانون يُبيحُ للشرطة إجراء تفتيش على كل من تشتبه به .. مجرد اشتباه بأنه يشكل خطرا ما !! وقد عُرف هذا القانون بإسمه الشعبي (قانون التحسيس ) ..!!
نعم القانون يشترط "موافقة " الذي يتم "تحسيسه" على التفتيش الجسدي ، لكن الصحافية تقول ، بأن هذا الاشتراط هو شكلي فقط ،فاذا اعترض احدهم على "تحسيسه" ، فقد يتهمه الشرطي بتهمة عرقلة عمل "موظف جمهور " ، مما يؤدي الى اتخاذ اجراءات أقسى من مجرد التفتيش ..!!
والمشتبه به المُباشر وحسب قول الصحافية ، هو المختلف والمغاير طبعاً ..
لذا تعتقد جال جباي ،بأن هذا القانون، ورغم مسوغاته الأمنية ،إلا أنه موجه نحو ذوي البشرة السمراء على كافة طيفها من الاسمر حتى الأسود ..!!
وللتدليل لم تشفع للشباب اليهود الاثيوبيين ،بطاقة هوياتهم وانتمائهم لليهودية ،لا ولا خدمتهم في الجيش أو دراستهم الأكاديمية التي تثبتُ كلها بأنهم مواطنون صالحون وليسوا زعرانا ، لم تشفع لهم حينما "قرروا" التجول في ساعات المساء في حي لا ينتمون له ،بناء على لون بشرتهم ..!!
تستنتج الصحافية ،بل وكانت هذه فرضية فيلمها ، بأن العنصرية قد تم تذويتها في المجتمع الاسرائيلي ، لذا يتم التعامل معها ببساطة وتسطيح ويتم التبرير لها ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟