أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - الهجرة ملاذ للمرأة من شرنقة العنف














المزيد.....


الهجرة ملاذ للمرأة من شرنقة العنف


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 08:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




قالت لها والآه تخنق ما تبقى من روحها:
كل ما أريده أن أهاجر مع زوجي إلى أوربا كي أحاكمه وأوجه له دعوى اغتصابي..
كما أريد أن أوجه لأبي تهمة بيعي وتزويجي دون موافقتي حسب شرع الله.. فهل أستطيع..!!!؟؟
كثيرات هنّ اللواتي قمن بما تحلم به تلك السيدة الصغيرة، اللواتي ما إن حطّت بهن رحلة الهجرة في العديد من بلدان الغرب التي قصدنها، والتي وجدن فيها ملاذاً آمناً من عسف المجتمع وظلمه، وإنصافاً لحقوق أهدرتها القيم الاجتماعية والدينية وحتى القانونية القائمة على التمييز ضدّ النساء، حتى بادرن إلى طلب الطلاق كخطوة يريدون من ورائها السير في دروب حقوقهن وحياتهن بعيداً عن الظلم والقهر والعنف بكل تلويناته وأشكاله، وأولها تعنّت الزوج ورفض المجتمع لمسألة الطلاق التي أباحها الشرع، واعتبار المطلقة إنسانة لا تحظى بالتقدير الاجتماعي، بل هي دائماً مثار شكوك واتهامات حتى من أقرب المقربين. وكثيرات من كنّ يُعانين من ضرب مبرح يلون خريطة الجسد وهنّ صامتات، وحين هاجرن لجأن للشرطة والقانون حين مارس الزوج ساديته المعتادة في الوقت الذي كنّ يمتنعن عن إبلاغ الشرطة في بلدهن خشية المحيط الاجتماعي.
فحين تعيش النساء في مجتمع يقيم عليهن حدوداً متعددة تنتقص من إنسانيتهن قبل أن تنتقص من حقوقهن، فلا ريب أنهن سيتطلعن إلى منفذ يعينهن في الحفاظ على بقايا إنسانية غالباً ما تجعلهن في عداد الأحياء فقط من أجل القيام بمهامهن الملقاة على عاتقهن كالإنجاب والتربية وباقي المسؤوليات الأسرية، بينما هنّ في الحقيقة أشباه نساء على هامش الحياة برمتها رغم أهمية وعظمة مهامهن التي يُلقيها عليهن المجتمع وبنظرة دونية لتلك المهام، وهنا سرّ تخلف المجتمع الذي لا يرى في تربية الأجيال مهمة عظيمة تحتاج لفكر حرّ واستقلالية وجرأة يمنعها عن نسائه.
وحين تكون النساء في بلد رغم أنه دخل الألفية الثالثة، ما زالت قوانينه مستمدّة من أحكام تعود للقرن التاسع عشر في أكثر العلاقات الاجتماعية حساسية، وهي العلاقة الأسرية بكل ما تتطلبه من حقوق وواجبات(قانون الأحوال الشخصية) حيث تُجيز تلك الأحكام تزويج الطفلات كما حصل مع هذه السيدة التي تريد ان تقاضي أباها وزوجها، معتبرة ان الأول باعها والثاني اغتصبها لأن الأمر تمّ دون موافقتها، ودون أدنى احترام لطفولتها التي شوهها واغتالها وأرهقها زواج عاثر، مثلها مثل غيرها ممن عشن معاناة رهيبة في ظل طلاق نفسي وروحي مستتر ومسيّج بزواج ظاهري غالباً ما يرفض الزوجان والمحيط الأسري انفكاك عراه خشية النظرة الاجتماعية وقيمها، مما استدعى بعضهن للانفصال حين سمحت لهن ظروف وقوانين المجتمعات الجديدة التي هاجرن إليها، والتي تعتمد أساساً على حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بتلك الحقوق كاتفاقية السيداو الخاصة برفض العنف والتمييز ضدّ المرأة.
وفي هذا المضمار يحضرنا المثال الراسخ في المجتمعات العربية عموماً، وهو لجوء الشباب إلى الغرب حين يرغب بالزواج من خارج الطائفة أو الدين أو القومية وباستقلالية تبعدهم عن إجبار أحد الطرفين على اعتناق دين الآخر مثلاً، فيلوذون بالزواج المدني في الغرب هرباً من قوانين جامدة أصولية لا تعترف لا بضرورة الزواج المدني ولا بالإنسان وحقوقه التي تتطلبها الحضارة البشرية.
قد يقول البعض ممن لا يرون في الغرب سوى مجتمع منحلّ يسعى إلى تحلل مجتمعاتنا من قيمها، أن في هذه الطروحات دعوة وتأكيد إلى ما يريده ويسعى إليه الغرب. لكن المسألة ليست على هذا المستوى المفترض، بل هي مسألة حقوق إنسانية ترفضها مجتمعاتنا في ذات الوقت الذي تغتال فيه إنسانية الرجل والمرأة على السواء حين تقيّدهما بزواج فاشل خالٍ من المودة والتفاهم والاحترام بدعوى الحفاظ على القيم الاجتماعية والدينية، في حين أن الزوجين ومعهما الأطفال يهدرون أعمارهم وقدراتهم العقلية والجسدية والنفسية والروحية في محاولة لترميم ما يمكن ترميمه في أسرة متهالكة، بدل أن يسعى أولئك الأفراد لتطوير أنفسهم وقدراتهم وملكاتهم في اتجاهات أخرى أرقى وأكثر فائدة للفرد والمجتمع معاً. في حين أن الغرب يسعى دوماً وفي كل قوانينه وتشريعاته للارتقاء بالإنسان والحفاظ على حقوقه من أجل ارتقاء المجتمع لاحقاً.
فهل للهجرة أن تكون مجالاً لمحاولة تعديل نمطية التفكير الشرقية في تعاطيها مع المرأة والمجتمع والقانون، مثلما هي ملاذ للنساء من دوامة العنف والتمييز والاضطهاد..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حرية للنساء بعيداً عن حرية الرجال
- سوريا وأطفالها في نفق مظلم
- الاستثمار في النساء يحفّز التنمية..!!*
- المرأة تحارب خطط صندوق النقد الدولي
- لا تُبنى الأوطان إلاّ بسواعد شبابها
- عيوب الماضي مناقضة لمفاهيم الحاضر
- طاقات الشباب بين متاهات العولمة... والواقع
- الرجولة.. مفاهيم أم مواقف..؟
- ما بين الحاجة والواقع المرأة عماد اقتصاد الأسرة
- نساء سوريا طرّزن وشاح الجلاء وتحملن اليوم أسمال الحرب
- التحوّلات السياسية الطارئة وآثارها على المرأة
- البطالة والفقر والتهميش تخلق مناخات العنف والإرهاب
- الشرعة الدولية واتفاقياتها ومعاهداتها في مهب رياح الأزمة الس ...
- أمراء السعودية يشرّعون الاتجار بالقاصرات السوريات
- قرار أممي جائر بحق اللاجئين السوريين في الخارج
- الحكومة تعتمد جيوبنا المهترئة رافداً أساسياً لخزينتها.
- منظمات المجتمع المدني(الأهلي) ضرورة هامة للارتقاء بالمجتمع و ...
- هل انفرط عقد السوريين الاجتماعي..؟
- التعاطف الإنساني الاجتماعي
- التعاطف الإنساني الاجتماعي ترياق الأزمات ومرارة الواقع


المزيد.....




- الإطاحة بمحتال يمتهن السحر والشعوذة لاستغلال النساء في بابل ...
- وفاة -المرأة القطة- جوسلين ويلدنستين في باريس عن عمر ناهز 79 ...
- اغتصاب وسرقة.. ليلة رأس السنة تتحول إلى كابوس لطاقم -فيرجن أ ...
- بسبب صورة.. العثور على امرأة بعد 52 عاما من فقدانها
- بفضل صورة.. العثور على امرأة بعد 52 عاما من فقدانها
- قانون جديد في نيويورك ينصف -المرأة الحامل-
- تعنيف النساء في العراق.. أزمة مستمرة تفتك بالنساء
- أردوغان يرد بطريقة مرحة على امرأة تفاجأت -بتقدمه في السن-
- إحالة مذيعة مصرية للمحاكمة الجنائية بسبب -مخدر الاغتصاب-
- تشاجر والداه وتركاه.. امرأة تعثر على رضيع بعمر شهر واحد على ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - الهجرة ملاذ للمرأة من شرنقة العنف