بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 23:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
علَّمَنا القرآن الكريم فنَّ الحوار, ووطَّنَ في أعماقنا مَلَكَةُ "التَّدبُّرِ", وضبط سلوكنا وهوى النفس لدينا فألجمه بحَكَمَةِ "التقوى". ثم حبَّبَ إلينا الإستماع والإنصات قبل الحكم والعمل. ولكن مشكلة الإنسان حقيقةً هي الجدل والجدال, لأنه لا يأتي بخير قط, ولا يفيد حتى صاحبه بل يورثه العنت والتعنت وضيق الأفق فيصبح لكأنه يتصعد في السماء.
وبالمقابل,, فإن معيار حضارة الإنسان ورقيه وفضله وعقلانيته وإنسانيته هو "المجادلة" التي لا يأتي منها شر قط سواءاً أكانت في الأخذ أو الترك. وقد وضع الله تعالى لنا كنوزاً من النماذج التي تُظْهرُ لنا بوضوح شرَّ الجدل والجدال, وخير وفضل المجادلة - التي هي الحوار والمحاورة - في كل أحوالها ونتائجها.
فالجدل والجدال هما "إغلاق تام" وضيق افق, وحيث يتصعد حيث يبدأ من نهايته فينتهي إلى إصرار كل طرف على ما عنده بغض النظر عن الحق والحقيق, وأقل خصلة فيه هي العنصرية والتعصب وأقل أداة وآلية فيه هي اللف والدوران وقلب الحقائق,,, بينما المجادلة هي مناقشة الأفكار المطروحة بين المشاركين في النقاش وتفنيدها مع ترك النتائج للقناعات دون التدخل في خصوصيات الآخرين أو محاولة غمط قيمهم وقدراتهم وتميزهم, أو محاولة تمرير أجندة خاصة عليهم.
فالمعاملة بالمِثْلِ هي حق إن لم يتجاوز ذلك المِثْلِ, بينما التغاضي عنه والعفو فذلك فضل الصُرْعَةِ الكرام الذي له أهله وخاصته, ولا يقدر عليه كل شخص لأنه يحتاج إلى ملكات وقدرات إيمانية وأخلاقية إستثنائية متميزة,, قال تعالى في سورة فصلت: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن - « دَعَا إِلَى اللَّهِ » « وَعَمِلَ صَالِحًا » « وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ » 33), وبين السبب في ذلك, بقوله: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ - « ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » - فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ «« عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ »» 34), فهذه الملكة, لخصوصيتها وتميزها لها رجالها ونساؤها, لذا قال الله تعالى عنها: («« وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا »» «« وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ »» 35).
وحتى العفو ليس مطلقاً وإنما مشروط, فلا يكون العفو إلَّا إذا كان للإصلاح, ومن ثم,, فلا يجوز عفو إن كان سيؤدي إلى فساد أو إفساد,, كالعفو عن مجرم محترف لا يرتدع ولا يتراجع عن غيه وبطشه بالآمنين, فالعفو على مثل هذا يعتبر معاونة له ومشاركة في شروره وجرائمه,, لذا نرى أن القرآن أكد على فضل هذا العفو ولكن بعد تحقيق شروطه وهي الإصلاح, وقد فصل ذلك في سورة الشورى كما يلي:
إن الذي أعتُدِيَ عليه وتعرَّض للبغي من حقه أن يدافع عن نفسه وينتصر لها فلا غبار عليه إن فعل ملتزماً حق التقوى,،، هذا من حيث المبدأ, وهذا هو العدل, قال تعالى في ذلك: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ 39).
ولكن هناك إستدراك من الله, إذ أن هذا الإنتصار ليس مطلقاً وإنما هو مقيد وله ضوابط حازمة حاسمة وحدود يجب مراعاتها, لأن التجاوزات غير مقبولة, بل محظورة, ولتأكيد ذلك قال تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ...), لا تزيد عنها مثقال ذرة حتى لا تدخل في دائرة الظلم والتطفيف, هذا أحد الخيارات المطروحة أمامه,, ولكن هناك خيار آخر أفضل منه إن تحقق شرطه, لذا قال: (... فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ...), فلا يوجد مؤمن صادق محتسب يمكن أن يزهد في الأجر من الله مقابل عفوه عن حقه المشروع المقدور على إسترداده من المعتدي. وحتى يدعم الله تعالى الترغيب في "العفو" والتحفيذ "بالأجر", ختم الآية بالترهيب والتنفير مجرد إحتمال شيء من "ظلم", لذا قال عن نفسه: (... إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ 40).
فجعل "العفو" خياراً وسطاً ما بين "مشروعية أخذ الحق بالتمام دون زيادة أو نقصان", وما بين "التحذير من مجرد إحتمال الوقوع في شيء من الظلم لأن الله تعالى لا يحب الظالمين".
ثم لم يترك الأمر عند هذا الحد,, فبعد أن فصل كل الخيارات وطرحها أمام المظلوم الذي بُغي عليه وظلم,, ترك له الخيار بعد أن بين له حقه الذي إن إختاره بضوابطه فلا غبار عليه, قال تعالى في ذلك: "(وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ 41), (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 42).
أيضاً لم يقف الحق عند هذا الحد المعجز وإنما أراد أن يرغبه في أمرين لا يقدر عليها إلَّا الصالحين المؤمنين حقاً الذين يتاجرون مع الله تجارة لن تبور, حتى يقلل في نظره خيار الإنتصار لظلمه من الظالمين له وفي نفس الوقت يُرقِّي ويفخم أمامه المقابل الجزيل من الأجر,, ثم يكشف له حُبَّهُ للعفو والصبر,, صور الله ذلك في قوله الكريم: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ 43), فهل من عاقل – بعد هذا كله – يمكن أن يزهد عن عزم الأمور الذي بشره الله به ؟؟؟.
أولاً: فالله صور لنا "عملياً" شر ومخازي ومفاسد الجدل والجدال في العديد من السور والآيات, نجد ذلك في قوله تعالى:
1. في سورة الرعد: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ «« وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ »» وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ 13), يجادلون جدلاً وجدالاً.
2. وفي سورة الزخرف, قال: (وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ «« مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا »» بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ 58).
3. وفي سورة الكهف, قال: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ «« وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا »» 54), وقال: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ «« وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ »» لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا 56), يجادلون جدلاً وجدالاً.
4. وفي سورة غافر, قال: («« مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا »» فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ 4). (وَمِنَ النَّاسِ «« مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ »» وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ 3), وقال: (الَّذِينَ «« يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ »» كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ 35),
(أَلَمْ تَرَ إِلَى «« الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ »» أَنَّى يُصْرَفُونَ 69), (إِنَّ «« الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ »» إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 56).
5. وفي سورة الحج, قال: (وَمِنَ النَّاسِ «« مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ »» وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ 8).
6. وفي سورة النساء, قال: (وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا 107),, وقال: (هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا «« فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »» أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا 109)؟
7. وفي سورة لقمان, قال: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ «« مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ »» وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ 20).
8. وفي سورة الأنعام, قال: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ «« يُجَادِلُونَكَ »» يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ 25), (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ «« لِيُجَادِلُوكُمْ »» وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ 121), جدلاً وجدالاً.
9. وفي سورة الأنفال, قال: («« يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ »» كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ 6).
10. وفي سورة الشورى, قال: (وَيَعْلَمَ «« الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا »» مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ 35).
11. وفي سورة الأعراف: (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ «« أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم »» مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ 71).
أما المجادلة (المحاورة) فقد بين الله إعتدالها وفضلها في كل أحوالها كما قلنا من قبل,, فنراه يقول في عدد من السور والآيات ما يلي:
1. في سورة هود, قال: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى «« يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ »» 74) مجادلةً (إلحاح في الطلب والرجاء), وليس جدالاً أو جدلاً.
2. وفي سورة النحل, قال: (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ «« تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا »» وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ 111).
3. وقول تعالى: («« وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ »» إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 46), فجدالهم "مجادلة" وليس جدلاً أو جدالاً.
4. وفي سورة المجادلة, قال تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي «« تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا »» وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ «« تَحَاوُرَكُمَا »» إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ1). فكانت تجادل الرسول "مجادلة", بحثاً عن حل شرعي لمشكلتها,,, وليس جدلاً أو جدالاً.
نحن ندرك هذه المعايير الأخلاقية الربانية الدقيقة, ونتعامل بها مع الآخرين,, ولكن يصبح الأمر غاية في الصعوبة والتعقيد عندما نواجه محاوراً لنا لا يعرف هذه الأبعاد العقدية فيؤثر ذلك في المفاهيم وقد يتطور إلى سوء فهم مضيعاً للحقوق, أو قد يبلغ حد العدوانية لدى المتعصبين بصفة عامة والمفسدين منهم بصفة خاصة,, وفي بعض الحالات ومع بعض الشخصيات المخدوعة الخادعة.
فمثلاً مواضيعنا السابقة, عموماً, والموضوع الأخير خاصة بعنوان: " قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ", تضمن تعليقات ليس لها علاقة بالموضوع إبتداءاً, وقد إعتاد أصحابها بثها للشوشرة والإرباك, وإخراج الحوار من مساره المعتدل,,, الخ فلم يترك لنا خيار في أن نعالج الأمر بصورة حاسمة على الرغم من أننا حاولنا جهدنا وفعَّلنا صبرنا كثيراً لإرجائه حتى يُحسم ضمنياً وبصورة تلقائية من خلال حواراتنا المتتابعة مع آخرين, ولكن كان هناك إصرار من الطرف الآخر الذي ظن أن تفادينا للدخول معه في "الجدل" البغيض أو "الجدال" الأسود إنما هو عجز منا وقلة معلومات, وتهرب من الإجابة فكان الحسم لازماً وهو أخف الأضرار التي كنا نتفاداها بصبر.
كعادته دائماً بادر الأخ وليد بيداويد وبتعجله المعهود عنه جاء بالتعليقات التالية كردة فعل عن موضوعنا الذي قد مس لديه وتراً حساساً وشعوراً صادماً لم نتوقعه أو يتحسبه... فقال لنا فيها ما يلي:
أولاً قال لنا: ((... مفهومك للمسالة هو مفهوم مادى وليس معنوى وهنا تكمن الطامة الكبرى عندك التي لاتنتهى وقبل ان ابدآ بتعليقى اطلب منك ان تبرهن لنا كيف ان الله انزل القران على محمد؟ هل انزله ككتاب او كجريدة ام كحجر كبير مكتوب عليه الايات اوعلى شكل جلود حيوانية او مخطوطات؟ اثبت لنا بالدليل اين محفوظ القران في السماء. من ثم كيف عرف المسلم ان القران محفوظ هناك من دون دليل ...))..... واضح أنه خروج تام عن الموضوع بقصد التهكم والسخرية والإستفذاذ لا غير.
ثانياً: ثم تخبطه فقال, ((... ساعود الى النقطة اعلاه، لنفرض جدلا ان الله كتب القران وانزله من السماء، كيف ان الله اخطآ مرارا وتكرارا وكان ينسخ كلامه بين ليلة وضحاها وليعيده، هل من كان هناك من يرفع الالواح التي فيها أخطاء ليعيد الله تصحيح اخطاءه من جديد؟ اتنا بالدليل ...)).
الدليل الوحيد في حالتك هذه أنك لا تؤمن بالله خالقك ورافع السماوات بغير عمد, فالكفر بالله لا يحتاج إلى دليل. مزيد من التهكم والسخرية والتطاول على الدين دليل على السفه وسوء الأدب والسطحية, ثم لغرض تحويل الموضوع الجاد إلى أمور شخصية لا علاقة لها بها هروباً من المواجهة التي لم نترك له منها بد أو خيار آخر سوى الهروب, دليل على الإحباط والإنهزامية.
ثالثا: قال, ((... اما عن الانجيل فانه كتاب غير منزل وليس هناك مسيحى واحد على الأرض يؤمن بان الانجيل منزل ولكن الانجيل كتبه مرافقون وشهود كانوا مع المسيح وهناك العشرات ممن كتبوا الانجيل وقد ارتآت الكنيسة بان تختار افضل أربعة منهم وكتبة الانجيل هم من وصف كل حسب أسلوبه الاحداث وهنا ساذكر لك كآن يطرح الأستاذ موضوعا انشائيا على طلابه ويطلب منهم بان يكتبوا في وصف فصل الربيع وراح كل منهم يكتب بحسب أسلوبه ومشاهداته للفصل ولكن الكل يكتب في ذات الموضوع وليس ضروريا ان يستخدم جميع الطلاب ذات المصطلحات والكلمات ولماذا يجب ان تكون الكلمات ذاتها لجميع الطلاب ...)) .
لا نجد بداً للتعليق من جانبنا,, فقد عبر الرجل عن نفسه بصورة واضحة فاضحة,, ويكفي أنه وثق تصريحات وإعترافات خطيرة للغاية, وجاد بتبريرات جوفاء ساذجة لا تتناسب وتنسجم مع حجم المشكلة التي أدخل نفسه فيها, وحراجة الموضوع المطروح أمامه وهو لا يبالي بالنتائج.
رابعاً: قال: ((... اكرر لك ان المسيحية لا ، لا تؤمن بان الانجيل منزل ولاتؤمن بالتنزيل مطلقا والمنزل هو وحده الذى صعد والذى صعد وحده المنزل وليست الكتب، اما المفهومية عندك بان الكلمات تختلف فلا مشكلة في ذلك فالمهم ان المعنى توصلك الى ذلك المفهوم الذى يؤكد لك بان تحترز من الأنبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان ومن داخلهم ذئاب خاطفة والى اخره من الاية اما مسالة تنسيب الايات الى السيد المسيح كما تقول فكم انت مضحك وفكاهى يارجل اراك ممثلا غير بارع في ذلك، فقد قال السيد المسيح ان الأرض والسماء يزولان ولايزول حرف واحد من كلامى وهنا الحرف لايعنى الحرف بالمفهوم الوارد عندك وانما بالفهوم اللاهوتى بان كلام السيد المسيح باقى الى ابد الدهور ...)).
تخبط ولجاجة ومحاولة لحفظ ماء الوجه فسكبه. أما قوله بأن الحرف "بالمفهوم اللاهوتي" ليس الحرف بالمفهوم الوارد عندي, فإن الحرف الوارد عندي أن (حروف الكلام) هي الحروف الهجائية لا غير,, فما هي (حروف الكلام بالمفهوم اللاهتي؟؟؟), هل هي خارج (أبجد هوز؟؟؟) دلنا على هذه الحروف اللاهوتية يا بيداويد!!!!
خامساً: ثم قال لنا, ((... تقول أيضا بان المسيح لم يصلب ولكن شبه لهم؟ كيف انه رفع وهو على الصليب وهو مسمر عليه؟ هل حصلت اعجوبة ورفعه الله؟ اذا كان الله قادرا ان يرفعه فانه قادر ان يخلصه ولكن المسيح اقام نفسه بلاهوته غير المائت الذى بقدرته هو حى الى اليوم فالمفاهيم ...)).
سادساً: ثم قال,, ((... سؤال قبل ان انهى تعليقى الطويل، كيف عرف الإسلام ان المسيح لم يصلب، من كان شاهدا من المسلمين حينه وأين مكتوب في الكتب ان الصلب لم تحصل؟ اثبت لنا بعيدا عن ايات القران فاننا وكما تعرف لا نستند عليها كدليل لاسباب بحثناها طويلا، انا بانتظار الادلة.. .)).
سابعاً, قال: ((... وأخيرا وليس اخرا، انك تثبت لنا بالدليل القاطع انك جئت لتتم لنا مكارم الاخلاق وانك خير امة أخرجت للناس وانا ابارك لك انك عضو في الامة المشارة اليها، ولكن اعلم فبامكان الاخر يوجه لك ذات الشتائم ولكن اعلم اننا افضل واحسن حال منك ...)).
إذاً,, هذا هو السيد المحترم وليد حنا بيداويد بشحمه ولحمه,, ذلك الرجل الذي يستميت دفاعاً عن المسيح,, نراه الآن,, وفي غمرة الإثارة والإنفعال يسطر بيده "على الملأ", أن رسالة المسيح ليست سماوية وأن كتابه ليس منزلاً من عند الله تعالى, وأن كتابه المقدس ما هو إلَّا روايات لعشرات الكتاب الرواة المجهولون,, ومع ذلك كل واحد منهم يكتب عن المسيح والتوراة ما يراه وبتعبيره الخاص ثم بعد ذلك يطلق على هذه الروايات الإجتهادية مجتمعة "أناجيل" و كتب مقدسة مع انه (حسب توثيقه هذا) لا يزيد عن كونه كتاب موضوع لمجاهيل, "قيل" قبل عشرين قرناً إنهم (كانوا كتبه مرافقون وشهود كانوا مع المسيح).
هذا كل شيء, وليس هناك أي دليل أو برهان على صدقهم في نقلهم رواياتهم والمعلوم منهم ليسوا أنبياء ولا رسل ولا معصومون ولا يحزنون..... ومع كل هذه الثغرات قالوا للناس إن يسوع إبن الله وإنه هو الله الواحد الديان, وإنه صلب وقام وجلس على يمين الله وهو خليفته,,, فصدقوهم وبصموا بالعشرة على صدقهم ولم يطالبوا أو يبحثوا عن دليل لصدقهم إن لم يكن برهاناً. (تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً).
هذا الحال يذكر بقول الله تعالى في سورة إبراهيم: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ - «« وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي »» - فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم «« مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ »» إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 22).
هذا كلام خطير للغاية يا وليد حنا بيداويد,,, فلو أننا أخذناه على محمل الجد ولم نتشكك في عقلية وقدرات وأهلية الرجل لصالح يسوع ولصالح النصارى المعتدلين لكانت النتيجة كارثية. لذا سنناقش ما قاله بكل موضوعية وأمانة وجدية أمام القراء الكرام, لأن ما قاله خطير للغاية فلا بد من التفنيد والتأكيد ما استطعنا لذلك سبيلاً وبالله التوفيق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
فنقول له فيما يلي:
ألا زلت في سطحيتك المعهودة؟,, يا أخي إستحي من القراء إن كنت قد أبتليت بخصلة اللف والدوران,,, وخسيسة الكذب, لن تستطيع "معنا" أن تهرب أو تتهرب,,, ولن يقبل أحد منك ذلك, وستجعل من نفسك أضحوكة زمانك والزمان الغابر واللاحق أكثر فأكثر. لا تخرج عن الموضوع أو (الورطة التي أدخلناك فيها بإستدراجك) فكان علينا أمراً يسيراً. وتذكر أن كل كلمة قلتها في تعليقاتك أو تقولها الآن أو بعد ذلك فهي محسوبة عليك وعلى عقيدتك التي أسأت إليها كثيراً ولا تزال مصراً على ذلك.
أولاً: تقول بأن مفهومي للمسالة هو مفهوم مادى وليس معنوى وهنا تكمن الطامة الكبرى عندي التي لاتنتهى... فهل تظن أن "الطنطنة" و "لي اللسان" سيخرجك من المأذق الذي لا تحسد عليه؟؟؟ لقد إنتهى عهد اللف والدوران ودخلنا في مرحلة المواجهة بالحقائق الدامغة,, أنت الآن على المحك,,, فلن تخرجك سوى الحقائق التي تعلم يقيناً أنك لا تملكها ولن يكون ذلك أبداً, فليس أمامك سوى الإستسلام للواقع والتراجع إلى الصفوف الخلفية.
فحتى تكون عملياً,, فقط أرنا ما هو مفهومي "المادي" الذي تدعيه, وما هو المفهوم "المعنوي" الذي تقصده؟؟؟ ..... بغض النظر عن مفهومي المادي ومفهومك المعنوي,,, أمامك الآن حقائق وعلامات إستفهام كثيرة, وأسئلة غفيرة في إنتظار ردك عليها مباشرة وإجابتها بلا مماحكة أو مداهنة, لك أن تصنفها كما تشاء فقط عليك إما الإجابة عليها أو الإعتراف بالهزيمة والخزلان.
أما محاولتك التهرب من الموضوع بقولك لنا: (... وقبل ان ابدآ بتعليقى اطلب منك ان تبرهن لنا كيف ان الله انزل القران على محمد؟ هل انزله ككتاب او كجريدة ام كحجر كبير مكتوب عليه الايات اوعلى شكل جلود حيوانية او مخطوطات؟ اثبت لنا بالدليل اين محفوظ القران في السماء. من ثم كيف عرف المسلم ان القران محفوظ هناك من دون دليل ...). لن تفيدك كل هذا السفه شيئاً, فليكن القرآن قد نزل بالكيفية وعلى الوسط الذي تراه أنت في فكرك أو معتقدك, فهذا لا علاقة له بوضوع كتابك المقدس لديك ولا بأقوال الرواة المنسوبة إلى عيسى عليه السلام.
وعليه فإن هذا التمحك هو الهبل والسفه والخبل بعينه,,, يا رجل إستحي من القراء وإحترم حالك بعض الشيء... ما علاقة هذا بذاك في الأساس؟؟؟ ..... فما علاقة "الجوافة بسترات البوتاسيوم" و"ما علاقة الفحم الحجري بفوز أوباما في الإنتخابات للمرة الثانية؟؟؟" ..... ما علاقة نزول القرآن الكريم وكتابته على الجلود والحجارة, بخيبتك ومحنتك في النص الذي إدعيت أنه قد قاله المسيح فإتضح للملأ بأن هناك على الأقل أربعة رواة مختارين من قبل كنيسة ما في عهد ما بحضور جمع ما... الخ, وأن كل واحد منهم لديه أثنا عشر قائلاً وراوياً من عشرات الرواة والكتبة الذين لا يعلم عددهم إلَّا الله. كل واحد من هؤلاء يقول "قال عيسى" هذه المقولة وهي موجودة في كتابك المقدس لديك وأنت لا تدري عنها شيئاً, فبان كذبك وتدليسك لذا عليك أن توجد لنفسك مخرجاً تتوارى به من الناس.
ثانياً: أما قولك, ((... لنفرض جدلا ان الله كتب القران وانزله من السماء، كيف ان الله اخطآ مرارا وتكرارا وكان ينسخ كلامه بين ليلة وضحاها وليعيده، هل من كان هناك من يرفع الالواح التي فيها أخطاء ليعيد الله تصحيح اخطاءه من جديد؟ اتنا بالدليل ...)).
نقول له: يا أخي أرحم نفسك شوية!!! لو كنت مكانك لتواريت عن الأنظار, ولما ورطت نفسي أكثر بالظهور مرة أخرى أمام القراء ولكن (أنت حر فيما تفعله بنفسك), ما دام أنك مصر على هلكة نفسك معنوياً وأدبياً,,, ودسها مادياً. هل تدري أنك ورطت نفسك في أخطاء جسيمة ما كان ينبغي عليك أن تزيد الفتق إتساعاً, أنظر معي ماذا فعلت بنفسك.
فدعنا نحصي معاً عدد الإخفاقات والخسائر التي أضفتها لرصيدك السابق الذي تراجع جراء تعليقاتك هذه ... فيما يلي:
(أ): نراك الآن, وأمام القراء تنفي علاقتك بالنصرانية أو أي دين سماوي, لسبب بسيط,, لأن النصراني الحقيقي لا يقول عبارة الكفر التي قلت فيها (إن الله اخطأ مرارا وتكرارا), فالله لا يخطيء يا بيداويد ولا يضل ولا ينسى, فهو يفعل ما يشاء ويختار, والأسلوب الساخر في حديثك عن الله يشهد بأنك جئت شيئاً إداً,,,, إنتهِ خير لك.
(ب): وقولك: (... اما عن الانجيل فانه كتاب غير منزل وليس هناك مسيحى واحد على الأرض يؤمن بان الانجيل منزل ...). ولكن هل تجزم بأن كتابك المقدس لديك يؤيدك في قولك بأن الإنجيل غير منزل؟؟؟
نحسب أن هذا التصريح دليل على جهلك المركب بالدين الذي تتشدق به,, إذ يكفيك جهلاً قولك (... اما عن الانجيل فانه كتاب غير منزل ...), وهذا إعتراف خطير ستتحمل تبعته بنفسك, وكان المفترض أن تستشير رشيد "المرشد", وزكريا بطرس قبل أن تتورط به وتتحمل تبعته لحالك.
وإن كنا نقرك ونقول لك,, نعم صدقت في أن كتابك المقدس هذا "ليس إنجيلاً أو أناجيل" فهو حقيقة ليس منزلاً من عند الله. وإنما أنتم الذين أطلقتم عليه هذا الإسم, ولكن لعلمك فأن (الإنجيل الحقيقي) إنما هو كتاب كريم من رب العالمين, نزل على نبي ورسول كريم إسمه (المسيح عيسى بن مريم إبنة عمران بن باشم بن آمون ...), أما كتابكم هذا الذي تنسبونه إلى يسوع بن مريم إبنة يواكيم أو إبنة هالي, وخطيبة يوسف النجار, هذا الكتاب الذي تتحدثون عنه نحن لا نعرفه ولا نعرف صاحبه, وقد صدقت في أنه ليس منزل من الله وليس هو "الإنجيل" إبتداءاً.
والغريب والجديد في الأمر حقيقةً هو قولك: (... الانجيل كتبه مرافقون وشهود كانوا مع المسيح وهناك العشرات ممن كتبوا الانجيل ...), نعم هذه حقيقة نحن نعلمها منذ أكثر من أربعة عشر قرناً معرفة كاملة, ولكنكم أنتم الذي كنتم ولا زلتم تنكرونها وتمارون فيها,,, فعندما واجهناكم بالحقائق العلمية التحليلية المنطقية والموضوعية لم يكن أمامكم سوى البوح بالحقيقة ليست أمانة ومصداقية منكم ولكن المواجهة بالحقائق الدامغة لم تترك لكم منفذا غير الإعتراف وبهذا السفور, وقولكم صراحةً بأن كتابكم هذا متاح للعشرات ممن كتبوا الإنجيل.
إذاً هل نسيت تبجحك وتحديك وإستعدادك للمناظرة وأن تؤكد لنا بعدم وجود "تحريف" في كتابك المقدس لديك, فكيف يتفق هذا مع تأكيدك بأن هذا الكتاب شارك في كتابته عشرات الكتبة والرواة المجهولين ؟؟؟ ..... الآن وبعد هذا الإعتراف الصريح المباشر منك,,, هل لا زلت تعتقد بعدم وجود "تحريف"؟؟؟
الآن,,, أنظر كيف صور الله تعالى هذه الحقيقة التي إعترفت أنت بها الآن وذلك بقوله في سورة البقرة: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ 79).
ثم الأغرب وأنكى وأفجع من هذا وذاك وتلك, هو قولك: (... وقد ارتآت الكنيسة بان تختار افضل أربعة منهم ...). فهذا القول يثير أمامنا الكثير من الأسئلة المتزاحمة نكتفي ببعضها فنقول:
1. أي كنيسة تقصد؟؟؟ ..... ولماذا تلك الكنيسة بالذات؟؟؟
2. وهل إختيار الكنيسة يتم وفق معايير منضبطة بأصول ومباديء أم وفق الهوى أم هي برلمانية بالتصويت والإنتخاب وفرز الأصوات؟
3. وهل يجوز لأي كنيسة الآن أن تعيد النظر في هذا الإختيار بعد إجراء دراسة علمية لعلها ترى خير ممَّا رأته الكنيسة المعنية؟ ..... وماذا إذا رأت كنيسة ما في بلد ما وفي زمن ما تغيير عدد المختارين بالزيادة أو النقصان, فهل يكون ذلك مقبولاً منها؟
4. وهل هذا الذي صرحت به يفسر لنا ظاهرة الإنقسامات والتشظيات التي حدثت والتي قد تحدث؟؟؟
تقول في تبريرك الغريب غير المنطقي - خاصة عند الحديث عن "العقيدة" - ,, بأن: (... كتبة الانجيل هم مَنْ وَصَفَ كلٌّ حسب أسلوبه الاحداث وهنا ساذكر لك كآن يطرح الأستاذ موضوعا انشائيا على طلابه ويطلب منهم بان يكتبوا في وصف فصل الربيع وراح كل منهم يكتب بحسب أسلوبه ومشاهداته للفصل ولكن الكل يكتب في ذات الموضوع وليس ضروريا ان يستخدم جميع الطلاب ذات المصطلحات والكلمات ولماذا يجب ان تكون الكلمات ذاتها لجميع الطلاب ...) هذا والله عذر أقبح من الذنب نفسه والذنب أعمق من المحيط وأظلم من قاعه.
رابعاً: قولك,, (... اكرر لك ان المسيحية لا ، لا تؤمن بان الانجيل منزل ولاتؤمن بالتنزيل مطلقا والمنزل هو وحده الذى صعد والذى صعد وحده المنزل وليست الكتب، اما المفهومية عندك بان الكلمات تختلف فلا مشكلة في ذلك فالمهم ان المعنى توصلك الى ذلك المفهوم الذى يؤكد لك بان تحترز من الأنبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان ومن داخلهم ذئاب خاطفة والى اخره من الاية ...).
معنى هذا أنه يستحيل على أي واحد منكم أن يجزم بأن المكتوب أو المقول قد صدر "حقاً" من المسيح,,, وبالتالي فإن كل حرف في كتابكم المقدس لديكم هو محل شك وريبة طبيعية ومنطقية وموضوعية لأن كل من كتب فيه كتب حسب هواه وقناعاته ومفهومه (هذا ما تقوله أنت ولست أنا), ومن ثم كان التناقض معيباً أليس كذلك يا بيداويد؟؟؟
على أية حال,, لي وقفة عند عبارة: (... والى اخره من الاية ...), لأسألك مباشرة عن مفهومك عن كلمة "آية", فهل ما يكتبه البشر يمكن أن يطلق عليه "آية"؟؟؟ ..... بعبارة أخرى,, قلت أن كتابكم المقدس لديكم كتبه كتبة ورواة كل حسب ما يراه, فهل يجوز إطلاق كلمة "آية" على كل جملة يكتبها هؤلاء البشر العاديون لمجرد أنهم شهود أو هكذا تعتبرونهم؟؟؟.
إذاً,, لماذا يتبجح رشيد ويتشدق زكريا بطرس ويرغي كل منهم ويزبد ويدعي القدسية واللاهوتية ثم في النهاية يتضح بأنه يتبع آراء وأفكار وروايات أناس مثله بالعشرات كل يكتب بقناعاته المهم توصيل المعنى بصفة عامة (دون وجود أي معايير ضابطة أو حاكمة) وليس هناك وجود أي ضمانات لخلو أي نص من الهوى ,,,, وهذه الحقيقة هي نفسها التي قررها القرآن الكريم ومن أجل تصحيح ذلك كانت رسالة المصطفى الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله "الخليل" ليكون الناس على بينة من أمرهم فأبى أكثر الناس إلَّا كفورا.
ثم قولك لنا: (... اما مسالة تنسيب الايات الى السيد المسيح كما تقول فكم انت مضحك وفكاهى يارجل اراك ممثلا غير بارع في ذلك، فقد قال السيد المسيح ان الأرض والسماء يزولان ولايزول حرف واحد من كلامى وهنا الحرف لايعنى الحرف بالمفهوم الوارد عندك وانما بالفهوم اللاهوتى بان كلام السيد المسيح باقى الى ابد الدهور ...). فإننا نلاقي نفس الإشكالية السابقة, وهي تعدد الروايات والإقوال المختلفة المنسوبة للمسيع وهي كما يلي:
(في فاندايك: "اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ." و في الحياة: "إن السماء والأرض تزولان؛ ولكن كلامي لا يزول أبدا" و في الأخبار السارة: "السماء والأرض تزولان وكلامي لن يزول", و في اليسوعية: " السماء والأرض تزولان، وكلامي لن يزول"). هذا بالنسبة للأربعة الصفوة التي إختارتهم الكنيسة كما تقول فما بالك بالباقين؟؟؟
على أية حال,, هذا ليس عيسى الذي نعنيه نحن, إذ أنَّ توصيفه يختلف تماماً عن هذه المواصفات,, التي خبرناها من وحي ربنا لنبيه الكريم في القرآن العظيم,,, منها مثلاً:
1. هو عبد من عباد الله الخلاق العليم,, "خالق السماوات والأرض, خالق كل شيء, هو رب العرش العظيم.
2. هو أحد كبار الأنبياء والمرسلين ومن الصالحين, فهو رابع أولي العزم من الرسل, وصاحب أحد الكتب المنزلة من السماء "وحياً", من عند الله الذي عهد إليه بالتوراة "مصدقاً" بعد موسى ثم آتاه "الإنجيل" كتاباً منزلاً من عنده,
3. وهو رسول إلى بني إسرائيل, الذين كذبته طائفة منهم وآمنت به طائفة, وسعوا في هلاكه والفتك به صلباً فأنجاه الله منهم ورفعه هو وأمه.
- فماذا قال الله تعالى عنه في كتابه الكريم الخالد؟؟؟
1. في سورة مريم, قال: (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ 34).
2. وفي سورة آل عمران, قال: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ 45),
وقال: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ 59),
ثم قال: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 84).
3. وفي سورة النساء, قال: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا 157),
وقال: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا 171).
4. وفي سورة البقرة, قال: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ 87),
وقال: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 136),
ثم قال: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ 253).
5. وفي سورة الصف, قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ 14).
- وماذا قال الله للمسيح عيسى ابن مريم؟؟؟:
1. في سورة المائدة, قال: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ 110),,
وقال: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ 116).
2. وقال له في سورة آل عمران: (ِإذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 55)
ثم,, ماذا قال عيسى ابن مريم لله رب العالمين؟؟؟:
قال الله تعالى في سورة المائدة: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ 114).
- وماذا قال عيسى لقومه؟؟؟
1. في سورة آل عمران, قال: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 52).
2. وفي سورة الزخرف, قال: (وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ 63).
3. وفي سورة الصف, قال: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ 6).
4. وفي سورة المائدة, قال: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 112).
- وماذا قال الله تعالى لنبيه الخاتم عن عيسى ابن مريم؟؟؟:
1. في سورة النساء, قال له: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا 163). فإنجيل عيسى أوحاه الله تعالى إليه من السماء تماماً كما أوحى لإخوانه الأنبياء والرسل, قبله وبعده, فالإنجيل كتاب منزل من السماء يا بيداويد فضيعتموه وأبدلتموه بكتاب من صنع البشر وتأليفهم وتوليفهم.
2. وفي سورة المائدة, قال: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ 46),,
وقال: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ 78).
3. وفي سورة الأنعام, قال: (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ 85). فهو من الصالحين تماماً مثل زكريا ويحي والياس وغيرهم.
4. وفي سورة الأحزاب, قال: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ-;- وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا 7).
5. وفي سورة الشورى, قال: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ 13).
6. وفي سورة الحديد, قال: (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ 27).
هذا هو مسيحنا عبد الله ونبيه ورسوله الكريم الذي إصطفى الله أمه "الصديقة" البتول مرتين بينهما تطهير, على نساء العالمين, وقد "خلق" في رحمها كلمته التي ألقاها إليها فكان المسيح عيسى ابن مريم وقد أيده بروح القدس وجعله نبياً رسولاً لبني إسرائيل ومن الصالحين. وهو صاحب كتاب الله "الإنجيل" المنزل له "وحياً" من السماء. ولا نعرف غيره أبداً, فما دونه ممن ذكروا بهذا الإسم لا نعرفه, بل إنما هو هراء وإفتراء لا أصل له ولا وجود, وأتباعه "نصارى" كما سماهم الله تعالى ولا ندري من أين جاءت تسمية مسيحيين, المهم هذا شأنهم ولا دخل لنا فيه.
فمن كان له إله غير الله الواحد الأحد, وله أنبياء ورسل غير أنبياء ورسل الله, ومن لم يؤمنوا بمحمد نبي الله الخاتم ورسوله, فنحن لا علاقة لنا بهم, ولا شيء يربطنا بهم سوى التعامل الإنساني الخالي من الإعتداء والظلم والتطفيف في الميزان. وعهدنا معهم سورة الكافرون.
خامساً: قال لنا بيداويد أيضاً, ((... تقول أيضا بان المسيح لم يصلب ولكن شبه لهم؟ كيف انه رفع وهو على الصليب وهو مسمر عليه؟ هل حصلت اعجوبة ورفعه الله؟ اذا كان الله قادرا ان يرفعه فانه قادر ان يخلصه ولكن المسيح اقام نفسه بلاهوته غير المائت الذى بقدرته هو حى الى اليوم فالمفاهيم ...)).
نقول له في ذلك ما يلي:
1. هل أنت شاهدت بنفسك انه كان مسمراً على الصليب أم قيل لك ذلك؟؟؟ ..... فما دام أنك لم تشاهده وما عندك من معلومات هي سماعية فقط إذاً فهي خبر,, وأنت تعلم "لغوياً" أن الخبر يحتمل الكذب كما يحتمل الصدق, ولكي يكون صدقاً فلا بد له من "برهان" يقوى على تصديقه, وإلَّا كان مصيره الكذب, فهل لديك أي دليل أو برهان على صدق الذين قالوا بأنه كان مسمراً على الصليب؟ ..... وهل لديك قرينة تمنعك من تكذيب هذا القول ولو بنسبة ضئيلة في المئة؟؟؟
2. هل ظنك بالله بهذا القدر من التواضع,,, أليس الله هو الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ورفع سمكها فسواها؟؟؟ .... هل يعجز الله تعالى أن يرفع عبده ويحتاج إلى إعجوبة ليفعل ذلك أما رعاع أغبياء سفلة؟؟؟
3. هل تعني بعبارة (المسيح اقام نفسه بلاهوته غير المائت), أن المسيح بلاهوته أو بدونه هو أقدر على خلاص نفسه من الله؟؟؟ (تعالى الله عن قولك علواً كبيرا)؟؟؟,
سادساً: ثم قال لنا,, ((... سؤال قبل ان انهى تعليقى الطويل، كيف عرف الإسلام ان المسيح لم يصلب، من كان شاهدا من المسلمين حينه وأين مكتوب في الكتب ان الصلب لم تحصل؟ اثبت لنا بعيدا عن ايات القران فاننا وكما تعرف لا نستند عليها كدليل لاسباب بحثناها طويلا، انا بانتظار الادلة.. .)).
شهادة الإنسان تموت معه, وإن بقي على قيد الحياة يعتريها الشك بنسب متفاوتة لذلك يؤيد الله أنبياءه ورسله بالمعجزات. أما الذي كان شاهداً إنما هو علام الغيوب,,, الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. الذي يعلم السر وأخفى,,, والذي علم أنك ستقول قولتك هذه قبل أن يخلق آدم عليه السلام.
سابعاً, قال لنا: ((... وأخيرا وليس اخرا، انك تثبت لنا بالدليل القاطع انك جئت لتتم لنا مكارم الاخلاق وانك خير امة أخرجت للناس وانا ابارك لك انك عضو في الامة المشارة اليها، ولكن اعلم فبامكان الاخر يوجه لك ذات الشتائم ولكن اعلم اننا افضل واحسن حال منك ...)). نقول له أنا لا أشتم وإنما أصف,, فالذي يشتم هو العاجز المحبط الذي لا يستطيع مقارعة الحجج,,, ولكنك عندما تسيء إلى ربي وكتابي ونبيي هل تتوقع أن أقدم لك باقة من زهور؟؟؟ فهل تتذكر مرة واحدة رددت عليك شتائمك وإهاناتك وإستفذاذاتك لشخصنا؟؟؟؟
إذاً هذا هو السيد المحترم وليد حنا بيداويد,, ذلك الرجل الذي يستميت دفاعاً عن المسيح,, يقهره الله فيسطر بيده "على الملأ", أن رسالة يسوع ليست سماوية وأن كتابه ليس منزلاً من عند الله تعالى, وأن كتابه المقدس ما هو سوى روايات لرواة كل واحد منهم يكتب ما يراه وبتعبيره الخاص ثم بعد ذلك يطلق عليه كتاب مقدس مع انه (حسب توثيقه هذا) مجرد كتاب موضوع لمجاهيل والمعلوم منهم ليسوا أنبياء ولا رسل ولا معصومون ولا يحزنون.
هذا كلام خطير للغاية لو أننا أخذناه على محمل الجد ولم نتشكك في عقلية وقدرات وأهلية الرجل على الأقل لصالح يسوع ولصالح النصارى المعتدلين. ونترك الأمر برمته للسادة القراء.
تحية طيبة للقراء الكرام
بشاراه أحمد
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟