|
نزهة في عالم يوسف زيدان الفكري والإبداعي
حذام الودغيري
(Hadam Oudghiri)
الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 23:11
المحور:
الادب والفن
هذا نص المحاضرة ألقيتها في الإسكندرية، بفندق فلسطين ، يوم 4 ماي 2014، في إطار الملتقى الثقافي الذي تنظمه وترأسه السيدة آسية قاسم، أقدم فيها الدكتور يوسف زيدان ونبذة عن أبرز أعماله إلى ذلك التاريخ.
..................................
يقول يوسف زيدان: "إن كل ما هو (عربى) لابد له أن يرتد لفظه، وبالتالي وعينا به، إلى صيغة الفعل الماضى. فلا شىء (أصلى) فى الحاضر المضارع، ولا شئ يحدث الآن، أو سوف يحدث مستقبلاً، إلا وأصله ومعناه كامنٌ فى جذره، الذى يأتى على صيغة فعله الماضى، وإلا فهو غير عربى. " هذه الكلمة تنبئنا عن مشروع يوسف زيدان البحثي والإبداعي، وعن الملمح الأساسي فى نظام تفكيره الشخصي، وهوأنه لا يمكن أن نتفهم الحاضر إلا تأسيساً على الماضى . ولهذا رأيت أن نبدأ بالطفل الذي كان، فلنبدأ بقصيدة لأدونيس،"أول التهجية" يقول فيها: "ذلك الطّفل الذي كنتُ، أتاني مرّةً وجهًا غريباً. لم يقُل شيئاً. مَشيْنا وكِلانا يرمُقُ الآخرَ في صمتٍِ. خُطانا نَهَرٌ يجري غريباً. جمعتْنا، باسْمِ هذا الورقِ الضّاربِ في الرّيح، الأصولُ وافترقْنا غابةً تكتُبُها الأرضُ وتَرويها الفصولُ. أيّها الطّفل الذي كنتُ، تقدََّمْ ما الذي يجمعنا، الآنَ، وماذا سنقولُ؟" طفلٌ عمره سبع سنوات، يضيق ذات يوم من وحدته ومن الحصار الصارم المفروض عليه...فيصمّم أن يصل إلى نهاية الكون! غافل أهله وتسلّل إلى منطقة بعيدة، وتابع سيره إلى أن وصل إلى مبتغاه: سور مهول يمتد إلى ما لا نهاية ظنه آخر العمران البشري... "وأيقنت من وقتها، أن الإنسان إذا واصل سعيه دون كللٍ ، فلابد له أن يصل!" يوسف زيدان والتصوف: كبر الولد وهام بالمكتبات والكتب، خاصة كتب الفلسفة وكانت أغلب قراءاته الأخرى : يونانية قديمة ، أو غربية حديثة .. "وكنت أكره الصوفية ، واعتبرهم شيئاً لا لزوم له فى العالم أو التاريخ ." وذات يوم، زار مع أبيه شيخا بالإسكندرية ، تنبأ له " : سوف تصبح سفيراً ، حين تعرف سرّ النون ! " !فأجابه بحدة النافر من أهل الصوفية: فى العام الدراسى القادم سأكون فى كلية الآداب ، وهى لاتخرِّج سفراء ، وليس هناك شيئاً اسمه (سر النون) حتى أعرفه ." زار الصعيد للمرة الأولى، فالتقى بشيخ آخر: سأله عن زيارته للشيخ السكندري ، فقال : "إنه رجل جاهل مشعوذ" ، فرد عليه : "بل أنت الجاهل ! ولما حكى له ما جرى بينهما: صاح الشيخ : "لقد صدق ، ولكنك لا تعرف أن السفير هو حامل (السِّفْر) أي الكتاب ، ولسوف تكون سفيراً بمعنى أنك ستبقى دوماً مشغولاً بالكتب". لكنه أصبح سفيرا حقيقيا للفكر والتراث والإبداع العربي ولم يبق فقط مشغولا بالكتب !! عاد للصعيد، في التاسعة عشرة من عمره، فسمع صوت المنشد ياسين التهامى يتغنَّى بقصيدة ابن الفارض : التائية الكبرى ، التي في مطلعها: سقتني حُميَّا الحبِّ راحةَ مقلتي، وكأسي محيَّا مَن عنِ الحُسنِ جلَّتِ فأوهمتُ صحبي أنَّ شربَ شرابهم، بهِ سُرََّ سرِّي في انتشائي بنظرةِ (... أزيدكم؟) وعنْ مَذهَبي ، في الحبِّ ، ماليَ مذهَبٌ* وإنْ مِلْتُ يوماً عنهُ فارَقتُ مِلَّتي ولوْ خطرَتْ لي ، في سِواكِ ، إرادةٌ * على خاطري ، سَهواً ، قضيتُ برِدَّتي لكِ الحُكمُ في أمْرِي ، فما شئتِ فاصْنعِي، * فلمْ تكُ ، إلاّ فيكِ لا عنكِ ، رغبتي ( الكأس عند المتصوفةِ تشبيهٌ للذات الإلهيةِ بِها، وما فيها من الخمرِ أسرار الوجودِ وما يطفو على وجهها من حَبابٍ وفقاعاتٍ هيَ كل المخلوقات (المحسوسات) وهيَ تَجلُّ عن الحسنِ لأنَّ للذات الإلهية حسناً مطلقاً لا نعلمُ عنهُ شيئاً...) "فحدث انقلابٌ فى دولة أفكاري ، والتهمتُ من بعدها تراثَ الصوفية ، وتخصَّصتُ فى دراستها". فكانت رسالة الماجستير عن عبد الكريم الجيلى وقصيدة الصوفية الطويلة (النادرات العينية) ، وكانت رسالة الدكتوراة تحقيقاً لديوان عبد القادر الجيلانى ودراسةً لطريقته الصوفية. وتوالت كتبه فى التصوف ، تحقيقاً ودراسةً حتى تجاوزت العشرين كتاباً .وقد نال عنها سنة 1995 جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان (الأردن) . فعرف سر النون وعاينه بعد النبوءة بسنوات ! (حرف النون مليء بالأسرار، والنبي يونس يلقب بذي النون، وقد اعتُبِر خروجه من بطن الحوت رمزًا للقيامة أو النشور، أي العبور إلى حالة جديدة؛ فمن رموز حرف النون كما جاء في القبّالة ـ"الولادة جديدة"، أي التجديدٍ الروحيّ للوجود الفردي أو للوجود الكوني (حسب René Guénon). عالم يوسف زيدان التراثي: بعد مرحلة التصوف التي يعتبرها يوسف زيدان أكثر مناطق عمره هناءً جاءت مرحلة العكوف على التراث العربي ... فهو فحوى اللغة التي نستخدمها، وهو محتوى العقلِ الجمعي الذي نفكر به وننفعل معه... "وقد كُتب عَلَىَّ ، مبكراً ، أن أشتغل بالتراث العربي، وكنت في هذه السن المبكرة غيرَ مقدِّر لضخامة المسألة. فمن خلفيةٍ فلسفية ، ومن إعجابٍ شديد بنيتشه والفلاسفة الألمان ، إلى الشعر الصوفي وآفاقه اللامحدودة؛ وجدت نفسي على نحوٍ ما ، متورطاً في المسألة التراثية ؛ لأنني بادرت في السنة الرابعة من دراستي الجامعية إلى تحقيق مخطوطة بعنوان "المقدمة في التصوف لأبي عبد الرحمن السُّلَمي"، (وقد كانت أول كتبه المنشورة) ... كنت أتردد كثيراً على مكتبة بلدية الإسكندرية، ورأيت أن هذه النسخة المخطوطة هي النسخة الوحيدة في العالم من هذا الكتاب. وبدافع الشغف المعرفي العام ، وليس المتخصص ، طلبتُ المخطوطة لأطَّلع عليها، فوجدت فيها ورقة منـزوعة .. أثَّر هذا فيَّ تأثيراً كبيراً، وفي اليوم نفسه نقبت عن الكتب التي تعالج مسألة تحقيق المخطوطات ... وبهذا النَّـزق غير المتأنى وجدت نفسي محقِّقاً للمخطوطات. وكان ذلك عندى ، هو بدءُ الإحساس بالمسئولية الفادحة تجاه هذا التراث الذي تشتَّت معانيه ، وتوزعت ، وتوسعت ...وهنا تظهر بداية الأزمة التي لم أكن مقدِّرا لفداحتها " رأينا إذا أن يوسف زيدان يتحدث عن التورط و الأزمة، فأين تتجلى فداحة المسألة؟ الفادحة الأولى: هي أنه اكتشف أن 95% من التراث مخطوطٌ ، أي أن أطنانا من المعارف مجهولة؛ لم تُنشر ! في حين لا يوجد في أي كتاب من الكتب التي تزعم أنها تقرأ التراث مرجع واحد مخطوط (وقراءة التراث، معنويا تعني رؤية) أي أننا لا نعرف إلا 5% من كل ما يزخر به تراثنا!!! "ولأن خلفيتي الصوفية تقول: "لا نحب من الكلام إلا ما تحته عمل" شرعت في العمل، فوجدت أن تحقيق التراث سير في ظلام ، أو (خبطُ عشواء)" وها هي الفادحة الثانية : المجموعات الخطية غير مفهرسة...وما تركه الأوائل عبارة عن ركام، لا توجد قوائم تبين ما يشتمل عليه هذا الركام. "فعملت بالفهرسة زمناً طويلا، والفهرسة هي أكثر أعمال المخطوطات مشقةً وأقلُّها مجداً، فلا أحد يلتفت للمُفهرس الذي يقضي الشهور والسنين ينقِّب في هذه الكتب المكتوبة بخط اليد ، وأغلبها لا غلاف له، ويُطالَب بأن يقدم لنا كتاباً فيه وصف لهذه المجموعة. " أما الفادحة الثالثة : فهي أن الإنتاج الفكري العربي، إنتاج 1300 سنة متصلة،وقد وصل من التنوع والتواصل ما لم تصل إليه أية حضارة أخرى. والمفهرس يجب أن يتعامل مع كل العلوم، فيجد مخطوطة في الطب وأخرى في المنطق وثالثة في الفلك ورابعة في التصوف، ولذا فعليه أن يعرف جيداً هذه المعارف، وإن أخطأ مرة فلن يرحمه المتخصصون لوجود خطإ في المعلومات. فهرس يوسف زيدان ما يزيد عن 18.000 مخطوطة !!! . فماكان من حاتم مصيلحي ود.كرم أمين أبو كرم إلا أن يصدرا كتابا عام 1999 اسمه "عاشق المخطــــوطــــات: قراءةٌ فى أعمال يُوسف زيدان التراثية"، فيها استعراض لمؤلفات وتقيقات يوسف زيدان التراثية مع قراءة نقدية لها. وتقديرا لجهوده أحرز يوسف زيدان على عدة جوائز في هذا المجال: وأود أن أقدم لكم ثلاثة أعمال قيمة ليوسف زيدان في خدمة التراث:
1ـ في العام الماضي أهدى يوسف زيدان 10 نسخ كاملة من كتاب الشامل في الصناعة الطبية ، الذي حققه لابن النفيس، كجائزة لصاحب أفضل إجابة على السؤال الأسبوعي الذي كان يطرحه على قرائه ومتابعيه في الفيسبوك : ( 30 جزءاً فى 25مجلداً ) فما هو كتاب "الشامل في الصناعة الطبية"؟ إنه أكبر موسوعة علمية في التاريخ الإنساني يكتبها شخص واحد... حيث أن الكتابة العلمية عند معظم الحضارات كانت عبارة عن رسائل قصار أو فوائد موجزة. وضع ابن النفيس مسودات موسوعة "الشامل في الصناعة الطبية" في 300 مجلد، وحين وفاته في الثمانين من عمره عام687هـ كان قد انتهى من تبيض 80 منها بعد ثلاثين عاما من الاشتغال عليها. وقد أهدى ابن النفيس كل ممتلكاته، والمجلدات ال80 على صورتها الأخيرة وبخط يده، إلى البيمارستان المنصوري بالقاهرة ، الذي شغل فيه إلى النهاية منصب "رئيس أطباء مصر" . .. ومضت القرونُ الطوال ، وتدهور حال البلاد والعباد! وقد ظن يوسف زيدان ( الذي يعتبر نفسه امتدادا لهذا العلاّمة العربي) أنه سيجد كل مخطوطات الشامل في مصر، لكن أجزاء َ الكتاب تناثرت ولم يجد سوى جزأين بدار الكتب المصرية!!! وخلال 10 سنوات من الجهد البطولي المتواصل ومن العقبات ، اجتمع لديه من مختلف مكتبات العالم وخزانات المخطوطات العتيقة ... 40 كتاباً من موسوعة الشامل ، حققها ودرس نَصَّها المخطوط ...مرمّما جزءا مهما من ذاكرتنا، وذاكرة العلم الإنسانى . وقد قام المجمع الثقافى بأبو ظبىي بنشر "موسوعة الشامل بتحقيق الدكتور يوسف زيدان . 2ـ التراث المجهول : إطلالة على عالم المخطوطات، صدر عام 1994 ( دارُ الأمين للنشر ، القاهرة) رحلة بديعة في أكثر من 350 صفحة، يستهلّها يوسف زيدان ب16لوحةً ملوَّنة انتقاها من نوادر المخطوطات القرآنيَّة، وهي تزخر بالألوان والتأطير المذهب والخطوط العربية المختلفة، أراد منها للقارئ وَقفةَ تأمُّلٍ فنية مع جماليَّات التراث العربي... تناول يوسف زيدان ثلاثين مخطوطة، أغلبُها لم يُنشر ولم يُكتب عنها من قبل، بل أحيا شخصيات تراثية طواها الزمان وسها عنها المعاصرون. كما أنه زان مؤلفه بصور لبعض هذه المخطوطات، تخلق شعورا رهيبا في القارئ الذي يحس بالمعايشة الحية معها. وقدم تعريفا وعرضا موجزا قيّما لهذه المخطوطات التي اختارها من مختلف الفنون و تعمد أن تكون غلبة العلوم كالطب والفلك والكيمياء على المعارف الدينية والأدب والتصوف... ليزحزح الوهم الشائع لدينا وهو أن التراث يرتبط أساسا بالكتب الدينية... والملفت أيضا، هو أنه رتب الفصول ألفبائيا حسب عناوين المؤلفَّات الثلاثين، وفقا لرؤيته "العادلة" لكل أفراد المؤسسة التراثية دون تفضيل لأحد، ليعلمنا بأن هنالك كنوزا مطمورة نجهلها، لا تقل أهمية عن تلك التي نعرفها... وقد أكد في مقدمته على خطإ "الانتقائية" التي نتعامل بها ـ أنظمة وأفراداـ مع تراثنا الغني، والنتيجة هي أننا نجهل تراثنا في مجمله ولا نعرف عنه إلا ما نرغب في معرفته بحكم ميولاتنا الثقافية أو المذهبية أو بحكم ما يراد لنا من قبل المؤسسات الثقافية التي تهيمن على تعليمنا وتربيتنا... وترفقا بالقارئ، لأن الغوصَ في اللج التراثي أمرٌ ليس بالهين، فقد تدرج في طول وصعوبة المخطوطات ... وبدأ من الأيسر إلى الأعمق.
3ـ يقول يوسف زيدان "إن دارسي الفلسفة عكفوا عند دراسة تراثنا الفكري على موضوعات لا تضيف جديدا لمعرفتنا بطبيعة الفكر الفلسفي الإسلامي وتطوره، فإذا درسوا ابنَ سينا يعتمدون على كتابيه "الشفاء" و "الإشارات" ولو توغلوا في أعمال ابنِ سينا الإبداعية لوجدوا هناك معينا فلسفيا عميقَ الغَوْر". ولهذا أود أن أقدّم هذا الكتاب الفلسفي الأدبي القيّم "حي بن يقظان.. النصوص الأربعة ومبدعوها" : "من أقرب الكتب التي أصدرتُها إلى قلبي لأنني أنجزته في زمن الفتوة والانتقال: من التعامل مع التراث باعتباره نصا جامدا، إلى تأسيس وعيٍ أو خطابٍ تراثي" . في هذه الدراسة جمع يوسف زيدان الصياغاتِ الأربعة التي قُدّمت بها "حي بن يقظان" وأعطى سيرة لكل واحد من المبدعين حسب تَسلْسُلِهِمُ الزمنيّ، كما شرح في حواشٍ ما استغلق من الكلمات أو اختلفت فيه المخطوطات، وهو جهد رائع، لتيسير الفهم والقراءة . كتب ابن سينا الشيخ الرئيس المتوفى (عام 428 هـ بهمدان) ، "حي بن يقظان" أثناء سجنه في قلعة همدان. وهي قصة رمزية تشير إلى أن الإنسان مشدود بين متنازعات حسية كثيرة تأخذ وقته وجهده فلو استطاع أن يتخلص منها فإن روحه سوف تستشرف العالم الأعلى. فهي رحلة العقل الإنساني إلى الملكوت الأعلى، من خلال شخصية "حي" الذي يرمز به إلى النوع الإنساني، و"ابنِ يقظان" أي العقل اليقظ في الإنسان.. وهذا البناء القصصي كان معروفا قبل الإسلام، عند الأفلوطينية المحدثة أو "الاتجاهات الأنوسية" ولا يتوافق هذا الاتجاه مع الإسلام الذي يقوم على فكرة الرسالة. كان لهذا العمل ثلاثة أصداء مهمّة: فبعد ابن سينا قام ابن طفيل الأندلسي (المتوفى عام 581 بمراكش) بكتابة "حي بن يقظان" أو (أسرار الحكمة الإشراقية)، محتفظا بذات العنوان، ومتابعا نفس النسق الذي كتب به ابنُ سينا ولكن بتفصيل قصصي أكثر، إذ أنه وضع فلسفته كلها على لسان "حي بن يقظان" . وهو الكتاب الأشهر من بين الأربعة.
ثم جاء شهاب الدين السُّهْرَوردي (شيخ الإشراق)، المقتول سنة 586 هـ بقلعة حلب) ليتناول قصة ابن سينا، معتبرا إياها الفصلَ الأولَ الذي يريد استكماله، فأضاف إليها المزيد من التلويحات العُلوية التي وجد قصةَ ابنِ سينا متعرّيةً منها، مع ما فيها من عجائب الكلمات الروحانية والإشارات العميقة ، كما يقول .فأعاد صياغتها في قصة قصيرة الحجم سمّاها "الغربة الغربية" حمّلها مفاهيمه الصوفية، متقدماً أكثر في الطريق الصوفي .وهي من أعلى النصوص الأدبية مكانة في الثقافة العربية، ولا يمكن أن يحصّل معانيها إلا الخاصة. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يهتم باحث معاصر بالجانب الإبداعي عند السُّهروردي وبالنظر إليه بوصفه شاعرا أو قاصّا .. وأخيرا، جاء ابن النفيس، رئيس أطباء مصر والشام، والفقيه الشافعي المتوفى عام (687 هـ بالقاهرة ) ، فلمح خطورة هذا المدخل من الزاوية الشرعية، فإذا كان بإمكان الإنسان الاطلاع على الحقائق العلوية بالتجرد عن الحسيات فلاتعود الحاجة للرسالة وتنهار الشريعة، وإن كان ذلك ليس شرطا... لم يستطع ابن النفيس، أن ينقض ابنَ سينا لأنه كان يقدّره ويسميه الشيخ الرئيس، لكن خطورة هذا الطرح الفلسفي من وجهة النظر الشرعية جعلتِ ابنَ النفيس يكتب قصته بعنوان "فاضل بن ناطق" ، فإذا كان حي بن يقظان يعني الوعي الإنساني الحر المنطلق، فإن "فاضل بن ناطق" يرمز إلى الفضيلة المرتبطة باللغة وبالرسالة.
عالم يوسف زيدان الروائي : لم يكن إذن دخول وسف زيدان إلى عالم الرواية أمرا طارئا، فقد رأينا اهتماماته التراثية والفلسفية والأدبية الصوفية نثرا وشعرا (وهو متمكن من العروض) كما أنه ألف كتابا في النقد الأدبي (التقاء البحرين)، نشر عام 1997، يضع فيه منهجا جديدا للنقد، يعتمد على ثلاث خطوات ، هى : الفهم والغوص والتجاوز. ويرى من خلاله أن النص النقدي ينبغي أن يمتلك لغته الخاصة، التي لا تقل أهمية عن لغة النص الإبداعي نفسه، ليخلق نصاً يسير بموازاة النص الأصلي. وفي نهاية المطاف يلتقيان معا عند قارئ مبدع قادر على توليد الدلالات من النصين، وهذا معنى التقاء البحرين. "أما الرواية فهي بنية هندسية مشتملة على معارف كثيرة وسياقات مركبة وتداخلات ، فهي عالم متماسك به الهندسة واللغة وفيه المعرفة والحكاية الراقية والخطاب الفلسفي ، ما يجعل الرواية صناعة إبداعية من الصناعات الثقيلة...لذا على الكاتب ألا يبدأ حياته بالتأليف الروائي مهما عظمت موهبته، لأن المعرفة ستعوزه في الأحوال كافة، لذلك تأخرت في كتابة الرواية كي تأتي كما أتمناها. " فجاءت رواية ظل الأفعى عام 2006.، وتلتها عزازيل2008 التي نالت جائزة البوكرعام 2009، ثم النبطي 2010 و محال 2012 ومؤخرا جونتنامو 2014 ، وهما الجزءان الأولان من ثلاثية ستكتمل برواية نور . من قرأ يوسف زيدان لا يمكنه إلا أن ينبهر بقوة لغته وجزالتها وشعريتها البديعة، فهو يقول: "اللغة هى البطل الأول لكل أعمالي الأدبية لأننى أشعر بالقلق العميق على اللغة العربية، وبالتالي على المجتمع العربي لأنه إذا بهتت وانطمرت فقدنا أهم مقوم من مقومات ثقافتنا المعاصرة... ولذلك أحاول تقديم اللغة العربية فى تجليها الناصع الشفاف " كما يرى أن الروح الشعرية لا يجب أن تغيب عن النص الروائي أو القصصي؛ لأن الشعر أداةٌ من الأدوات المستخدمة فيه. فمن منا لم تربكه الترانيم في "ظل الأفعى" ولم يتساءل إذا لم تكن منقولة بنصها من كتب قديمة، والواقع أن المعنى موجود في لغات مندثرة لكن صياغتها كانت جزءا من عمل الرواية... " أصلّي إليكِ يا سيّدةَ السيداتِ وربّةَ الربّاتِ يا عشتارُ .. ملكةُ كل الناس الهاديةُ إلى السّبل المستقيمة الرحمةَ يا سيّدة السماءِ والأرض يا راعيةَ المتعبين الرحمةَ يا سيدةَ الحربِ المسيطرةَ على كلِّ المعارك أيتها الساطعةُ يا لبؤةَ إيجيجي .. يا قاهرةَ الآلهة أيتها الممجّدةُ .. يا ذاتَ الثباتِ والعزمِ أيتها البطلةُ عشتارُ المتألقةُ، مضيئةُ السماء والأرض عظيمةُ القوة، جامعةُ الحشود إلهةُ الرجال وربّةُ النساء التي لا يعرفُ خُطَطَها أَحَدٌ عبدُكِ المعذّبُ المكروبُ يستصرخكِ فانظري إليّ يا سيدتي وتقبّلي صلواتي عيديني بالمغفرة .. فإن موْجَ الطوفانِ يتقاذفُني فُكّي وِثاقي وأَطلقي سَراحي وَقودي خُطايَ إلى الطريق المستقيمِ عسى أن تتوهّج مبخرتي الدّخناءُ الدّكناءُ ويوقِدَ مشعليَ المنطفئُ يا عشتارُ، المُمَجّدةُ، الباسلة ، التي لا نظير لها." (ترنيمة سومرية، القرن 23 ق.م)
حين نقرأ عملا إبداعيا ليوسف زيدان فإننا نرجو الولوج في عالم رجل بكل تراثه الشخصي المعرفي ، فليست القصة بحد ذاتها التي نقصدها بل أسلوب يوسف زيدان و ورؤاه والمعلومات التي تزخر بها، والإشارة إلى المشكلات التي التي يستشرفها من بُعد، مثل "زرقاء اليمامة"... ولهذا لا يمكن تفضيل رواية على أخرى ، من حيث الأهمية... 1ـ تتميز أعمال يوسف زيدان الإبداعية بأبطال يتساءلون باستمرار، مركزا في ذلك على أهمية السؤال والتساؤل: "وأنت يا ابنتي معذورة في حيرتك، وفي التردد في طرح السؤال... فقد نشأت في بلاد الإجابات، الإجاباتِ المعلبة التي اختُِزنت منذ مئات السنين، الإجابات ِالجاهزة لكل شيء، وعن كل شيء، فلا يبقى للناس إلا الإيمان ُ بالإجابة، والكفرُ بالسؤال... ثم تسود من بعد ذلك الأوهام، وتسودّ الأيام، وتتبدد الجرأة اللازمة والملازمة لروح السؤال." ظل الأفعى وهاهو النبطي حين أتوه بنسخة من صحف القرآن: "فنظر إليها طويلًا، وجال ببصره في السهول البعيدة، ثم قام وهو يقول، وكأنه يحادث نفسه: يأتي بهذا، ويُسيل الدِّماء؟" وهذا معتقل جونتنامو، يتساءل: "الملائكةُ تنبأتْ يوم الخلق الأول بأن الناس سيفسدون فى الأرض، ويسفكون الدماء،... من أين أتى الملائكة بعلم ما سوف يفعله الإنسانُ، وهم يجهلون أصلاً أسماء المساوئ، وقد أقرُّوا لربهم وقالوا: «لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا» ثم انصاعوا للأمر الربانى فسجدوا للإنسان. فهل كان سجودهم لآدم، أم لعموم البشر من أمثالنا؟ وكيف استقوى «إبليس» واستأمن من بطش الله، وعصاه، واستهدفنا بسهام الغواية. ولما حذَّره الرحمنُ من العصيان، قال متبجِّحاً، بلا اتقاءٍ: «فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ». "
2ـ وهو يسعى من خلالها ومن خلال أبحاثه ومقالاته أيضا لتحرير العقول من الأوهام، لأن هذا هو الذى سيُخرجنا من الحالة التى نشكو منها : فالأم في ظل الأفعى كي تلتقي بابنتها تشترط تحررهذه الأخيرة: "...ما أشد لهفتي إلى هذا اليوم. غير أنه لا بد أولا، من إشارةٍ تأتي مبشرةً بإمكان التقائنا ...إشارةٍ تدلّ على خروجِك من السرب المظلم...إشارةٍ إلى أنك تأهلتِ لأن تكوني حقا :أنثى مقدسة". وهيبا عزازيل، بعد أن انتهى من كتابة رقوقه يقول :"ثم أرحل مع شروق الشمس حرًا" و حتى أسير جونتنامو فإنه يؤكد: "ما الأسر إلا استيلاء على جسم سجين ولكن لا سبيل لحبس الأرواح" فيعمل على تفجير مكامن القوة فيه حتى لا يجن ويصمدَ ويتحررَ كليا... 3ـ وكذلك نعرف أن المرأة دائمة الحضور في أعمال يوسف زيدان، فهو يعتقد أن أي تصورات تحتقر الأنثى أو تُقلل من مكانتها هى بالضرورة تُحقّر من الإنسانية. فالقضية لا تتعلق بالحقوق، وإنما القضية الأساسية هى المكانة، لأنه قد تم تشويهُ صورة المرأة فى الأذهان منذ الكتابات اليهودية المبكرة وألصقت بها تُهمة النجاسة لأنها تحيض، بينما كان ذلك الدم الذي دنّسوها به هو عين ما تقدست به فى الأزمنة القديمة. وأكثر من ذلك، يرى يوسف زيدان أن الأصوات النسائية التي تعبر عن نفسها (بطبيعة أنثوية نسائية) تغيب في التراث العربي، وفي الحاضر العربي أيضا... فنجده يتقمص دور الأم عبر الرسائل في ظل الأفعى، ويجعل مارية ـ ماوية موضوعا تنعكس عليه الأحداث التاريخية في النبطي، فهي تروي حياتها ومايجرى حولها من وجهة نظرها وبطريقة تعبيرها، ووقد وجدت قارئات كثيرات أنفسهن نفسها في هذه المرأة، كما ستروي الجزء الأخير من الثلاثية نور، وسيتكلم مرة ثالثة باسم أنثى. فهاهي مارية تحكي: «وهـو يأخذُ الكأسَ من يدى المرتجفة، قال بصوتٍ خفيض: شكرًا يا خالة. تمنيتُ لحظتَها بقلبِ حالمةٍ، لو كان هو الذى جاء يخطبى.. لكنه لم يكن، كان أخا خاطبي الأصغرَ منه، المسمَّى عندهم الكاتب؛ لأنه يكتبُ لهم عقودَ التجارات، وهو الملقَّبُ هناك بالنبطى مع أنهم كلَّهُم أنباط، وهو الذى سيعلمنى فى حيوةٍ تالية، خفايا كلام العرب وأسرارَ مَسِّ المعاني بالكلمات". 4ـ يجدّد يوسف زيدان بنية الحكي الروائي في مختلف رواياته، ويسلك في اللغة مسلكا غير نمطي فلغته مستمدة من لغة القرآن ومن لغة الحلاج و السهروردي و ابن سينا وغيرهم، وهي امتداد معاصرلها... ويفضل النهايات المفتوحة لرواياته أو قصصه القصيرة، لأن خطوط التاريخ د ائرية فلايوجد شئ ينتهي...كما أنه يعتبر غلق الرواية بنهاية بمثابة ضمور للخيال العربي و عدم مواصلة الإبداع والفكر. " من المهام الصعبة في العمل الروائي والإبداعي عموماً هو الولوج في باحة المحظور وغير السائد، انها تحتاج الى شجاعة في الخروج عن المألوف، ليس المألوف الديني والمجتمعي فحسب، بل حتى فيما يتعلق بالمألوف اللغوي والنمط السردي والحكواتي.. لدينا كعرب نمط محفوظ من الصعب تخطيه، وهنا تكمن بداية التحرر من قيود السائد.. وبرأيي فأن النص الروائي هو من يصيغ نفسه ويبني هندسته..." أما اللغة الجنسية ، في كتابات يوسف زيدان الإبداعية وهي لغة فنية راقية، فإنه لا يعتبرها جرأة، لأنه لا يعبر بها عن حالة غضب أو حالة كبت، بل حالةِ شوق وجودي، فلحظة الطباق الجنسي هي لحظة اكتمال وعودة إلى التوحد. وهي عملية روحية أكبر من أن تكون عمليةً جسدية فقط. وفي عزازيل اعتبرها مجرد لحظة اصطدام عالمين، عالم مسيحي ينكر الجسد بالكلية، وعالم وثني يحتفي بالجسد وبالحياة.
5ـ ومن العوامل المشتركة أيضا في أعمال يوسف زيدان الأدبية : البحث عن "الجوهر الإنساني" بتجلياته المختلفة، وهذا البحث يحتاج إلى جهد تأملي واسع فالإنسان بداخله عوالم فسيحة جدًّا، ورؤى شديدة الذاتية، ولكنه يضطر إلى إخفاء كثير من الوجوه، وأحيانًا إلى ارتداء أقنعة كثيرة؛ كي يتعايش في حركة آمنة مع المجتمع، لكن يظل هذا الوجه الإنساني كامنًا فيه. سأقرأ عليكم هذه الكلمات الرائعة والمريعة من "عزازيل" : 1ـ "ما الذي يريده عزازيل مني، ولماذا يدفعني لكتابة ما كان وما هو كائن؟ لابد أن له غرضا شريرا، موافقا لطبيعته. لقد احتال علي حتى أغواني بحكاية ما جري مع أوكتافيا من فحش وخطية، فتدنست روحي وتكدرت. - وهل كانت روحك صافية، يا هيبا، قبل الكتابة؟ - عزازيل؟ جئت... - يا هيبا، قلت لك مرارا أنني لا أجيء ولا اذهب. أنت الذي تجيء بي، حين تشاء. فانا آت إليك منك. وبك، وفيك. إنني انبعث حين تريدني لأصوغ حلمك، أو أمد بساط خيالك، أو اقلب لك ما تدفنه من الذكريات. أنا حامل أوزارك وأوهامك ومآسيك، أنا الذي لاغني لك عنه، ولاغني لغيرك. وأنا الذي..
2ـ - لكنك يا عزازيل، سبب الشر في العالم. - يا هيبا كن عاقلًا، أنا مبررُ الشرور.. هي التي تسببّنُي. - ألم تزرع الفرقة بين الأساقفة؟ أعترف! - أنا أقترف ولا أعترف، هذا ما يريدونه منى. - وأنت، ألا تريد شيئا؟ - أنا يا هيبا أنت، وأنا هم.. تراني حاضرا حيثما أردت، أو أردوا. فأنا حاضر دومًا لرفع الوزر، ودفع الأثر، وتبرئه كل مدان. أنا الإرادةُ والمريدُ والمرادُ، وأنا خادم العباد ومثير العباد إلى مطاردة خيوط أوهامهم."
6ـ والبحث عن «الجوهر الإنساني» المتخفي وراء النزاعات والصراعات العقيدية المريرة، فالطبيعة الإنسانية واحدة، عبر مختلف العصور. كما ينظر في آليات انفجار العنف المقدس منطلقا من أن الدين (اي دين) يمكن استخدامه بهذه البشاعة حتى لو كانت الديانه المسيحية التي اشتهرت بأنها ديانة المحبة كما رأينا في عزازيل. وكما رأينا في انتقال أشخاص مسالمين في "النبطي" إلى تجار حرب قساة وأشخاص عدوانيين... فأراد في "محال" البحث عن كيفية التحول من حياة عادية جدًّا للشخصية الرئيسية في الرواية، إلى معتقل جوانتانامو، وهو يقصد من ذلك كل الشباب ، الذين عصفت بهم الأقدار فصنفوا في خانة الإرهابيين وزج بهم داخل مختلف المعتقلات العربية. وطبعا لا ننسى اللاهوت العربي وأصول العنف الديني، الذي وصف ب معرفة ودقة متناهية هذا الموضوع.
7ـ كما أنه يتميز باهتمامه الخاص بالمناطق المنسية والمهجورة فى تاريخنا، محاولا عبر كتاباته وأبحاثه المختلفة، توجيه الأنظار إلى هذه المناطق، حتى نستكشف الحلقات المفقودة فى وعينا المعاصر ونؤسس وعيا حقيقيا بالماضى والحاضر... فنجده يؤكد على الحضور العربي القوي فى الشام والعراق قبل ظهور الإسلام، وعلى الحضارة العربية القديمة التي ألغيت معالمها باسم ظالم "الجاهلية" ، فيتكلم عن الأنباط والسنوات العشر التى احتل فيها الفرس مصر، والتركينات الطويلة التى سبقت مجىء عمرو بن العاص لتسلم زمام الأمور فى مصر، وعن الزمن المسيحي الذي تناوله في مؤلفاته باعتباره مرحلة من مراحل تاريخ المنطقة، لا ينبغي عزلها عن السياق العام . وأجمل ما يمكننا أن نختم به كلمتنا هذه مقاطع في موضوع الحب بمختلف تجلياته : "للمحبة في النفس أحوالٌ شدادٌ، وأهوالٌ لا قِبَل لي بها، ولا صبر لي عليها ولا احتمال! وكيف لإنسان ان يحتمل تقلّب القلب ما بين أودية الجحيم اللاهبة و روض الجنان العطرة.. اي قلب ذاك الذي لن يذوب، اذا توالت عليه نسماتُ الوله الفوّاحة، ثم رياحُ الشوق اللافحة، ثم أريجُ الازهار، ثم فيحُ النار، ثم أرقُ الليل وقلق النهار. ماذا افعل مع محبتي بعدما هبّ اعصارها، فعصف بي من حيث لم أتوقع؟” هل أنا فرحٌ بحبّ مرتا أم أنني أخشاه؟...سيقولون إنني ّغررت بها، وسيقولون بل هي غررت به! لن أنجو من هذا الحب الذي قَدَحَتْ مرتا زناده بكلمة واحدةٍ ، فصار عشقاً..وأنا لا خبرة لي بارتياد بلاد العشق" الأمومة: "...البحيرةُ الممتدة بلا اعتبارٍ للحدود لا تشترط شيئاً حتى تمنح وتُخرجَ خيرها، وهي لا تأخذ كي تعطي. العاطى سوف يأخذُ بعد حينٍ، لا محالة، وأما المانحُ فهو المحبُّ الواهب. والحبُّ والوهبُ صفةُ الأمهات، شبيهات البحيرات، المانحاتِ من دون اشتراط المقابل وبلا ارتباطٍ بأحوال القابل. هذا سِرُّ الأمومة." ". . و قلتُ فى نفسى ، مُواسياً : لعل هؤلاء الحراسَ محبوسون مثلى ، فى الزىّ العسكرى و فى الجهل بالله و فى هاوية الكراهية . من اليسير على الناس أن تكره ، وسهلٌ عليهم أن يجهلوا ولا يفهموا أو يتفهّموا . أما الحب فيحتاجُ منا مغامرةً ، و جهداً ، و إجلاءً لمرآة الروح . ." ـ جائزة الفقه الطبي وتحقيق التراث وفق أصول فن التحقيق من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي/ المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية عام 1994، و جائزة الإمام محمد ماضي أبو العزائم في مجال خدمة الإسلام، عام 1995، وجائزة مؤسسة عبد الحميد شومان في مجال العلوم الاجتماعية عام 1996. وعلى شهادة تقدير خاصة من الأكاديمية العالمية للتعليم عام 1996، وجائزة دولة الكويت فى مجال التراث العلمي العربي والإسلامي من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 2005.
...................... خاتمة : يتأمل يوسف زيدان حياة ابن النفيس وإنتاجه في ظل مناخ سياسي عاصف واضطراب كاسح (سقوط بغداد على أيدي التتار وهجمات الصليبيين على مصر والشام وزحف ملك النوبة على جنوب مصر.. ) فيراهما أبلغ رد على من يرفعون راية التشاؤم والاستسلام في أيامنا هذه إزاء النكبات المتتالية علينا. فلا مخرج لنا مما نحن فيه إلا باستنهاض العزائم لبث التفكير المنطقي في مجمل حياتنا اليومية ومنظومات سلوكنا الاجتماعية.
#حذام_الودغيري (هاشتاغ)
Hadam_Oudghiri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحبّ وترنيمة العذاب
-
الفيسبوك: القارة الثامنة أم مرتع الأوهام؟
-
مقالة عن رواية -عزازيل- للدكتور يوسف زيدان مترجمة من البرتغ
...
-
مقالة عن رواية النبطى للدكتور يوسف زيدان (مترجمة من الإيطالي
...
-
قراءة في المجموعة القصصية -حِلّ وتِرحال- للدكتور يوسف زيدا
...
-
-عزازيل- يوسف زيدان ثلاث مقالات مترجمة عن الفرنسية
-
قراءة في رائعة الدكتور يوسف زيدان -جُوَّنتنامو -
-
مقالتان عن رواية - النبطي - ليوسف زيدان (ترجمة عن الإيطالية)
-
كيف نكافح الغيرة أو الحسد (ترجمة من الفرنسية)
-
الأخرويات (الإسخاتولوجيا) و تفكيك الجهاد من خلال -سبعة أماكن
...
-
محاضرة حول- العلاقة بين الشعر والفن التشكيلي - في الملتقى ال
...
-
من محاضرة الدكتور يوسف زيدان - تراثنا الروحي- بمركز دربة للت
...
-
قراءة في -اللاهوت العربي وأصول العنف الديني - للدكتور يوسف ز
...
-
قصيدة للأب فينتشينزو ريتشو (مترجمة عن الإيطالية)
-
قصيدة للأم إيدموندو دي أميتشيس ( مترجمة عن الإيطالية)
-
قراءة في اللاهوت العربي وأصول العنف الديني للدكتور يوسف زي
...
-
برتولد برخت حياة جاليليو (الفصل 1، المشهد 1) عن الإيطالية (
...
-
ألدا ميريني قصيدتا -ليدا - و - فانّي- (مترجمتان عن الإيطالية
...
-
لوتشو دالاّ كاروزو (الأغنية الشهيرة) عن الإيطالية
-
إدموند روستان، - سيرانو دو برجراك- (الفصل 2، المشهد 8) ( متر
...
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|