سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 10:43
المحور:
الادب والفن
جزيرة ابن آوى
ـــــــــــــــــ
قصة قصيرة على لسان الحيوان
سامي العامري
ـــــــــــــــ
وقف ابن آوى على تلة فراح يقلد صوت البلبل في أحد البراري المكتظة بالبلابل فتجمعت البلابل حوله مستغربة من شكل هذا البلبل العجيب فسأله أحد البلابل : من أي بلد أنت أو من أي حقل أو برّ ؟
فقال بتغريدة حزينة : أنا كنتُ ملكاً على جزيرة بلابل غنّاء فهاجمتْها السيولُ والأعاصير ليلاً فغرقتْ بمن عليها إلا أنا فقد نجوت وذلك لعلو عرشي فهاجرتُ يائساً ودون هدف فلاحقتني قوى من إلاه الأعاصير فعاقبتني بأن مسختْ شكلي رغم أنها لم تتمكن من مسخ روحي
فسأله بلبل آخر : حسناً ولماذا أغرق إلاه الأعاصير فردوسكم ؟
فأجاب : لأننا بسبب سعادتنا كنا لا نكف عن الغناء مما أثار مشاعر الغيرة عند إلاه الأعاصير حيث كنا بتغريدنا نغطي على زمجرة الأمواج العنيفة .
فحزنتْ البلابل جميعها على نكبة هذا البلبل النبيل فتوجته ملكاً مقدّساً عليها وبنت له عرشاً على التل
فشكرها على اللطف والكرم والأصالة
وأضاف : وماذا عن جوعي ؟
فسألته البلابل عن نوع الطعام الذي يتناوله ؟
فقال مغرِّداً: وا أسفاه نفس طعام بنات آوى.
وهنا أمرَ كبير البلابل بأن يُقدم له بلبلان في كل وجبة.
وما هو إلا مواسم واحد حتى نفدت جميع البلابل .... إلا كبيرها
فصبرَ ابن آوى حتى اليوم الثاني ثم طلب من كبير البلابل الحضور قائلاً له : إن طقس هذا البر غريب علي لهذا فقد أصابتني حكة جلدية شديدة فتعال يا وزيري وانقر على جسمي بمنقارك الوسيم فأجاب البلبل الكبير مغرِّداً : سمعاً وطاعةً، سأحك لك جسمك حتى تتعافى على أن تدلني على مكان جزيرتكم الغريقة كي أتحدث إلى إله الأعاصير لعلنا نتفق على أمر.
فوعده ابن آوى بذلك فطار كبير البلابل وحط على ظهر ابن آوى وراح ينقر به وظل هكذا حتى وصل إلى الرأس وابن آوى يصيح : سلمت يا أخاه فقد بدأتُ أرتاح قليلاً قليلاً ولكن لو اقتربتَ حتى الفكّ،
ففعل ،،،، فكان ما كان !
ـــــــــــــــــــ
برلين
كانون الثاني ـ 2016
#سامي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟