علي الأعرج
الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 05:40
المحور:
الادب والفن
بلا معطفٍ أمشي
أتجوّل في بلادٍ ليست لي
ولا أملكُ فيها سوى ورقةً رسميّةًً
لكفِ تساؤلات البوليس عن وجودي
والحيّز المكاني الذي أسيرُ عليه
يستوقفني المارة ببسمةِ ودٍ
وإلقاء التحيّة أحياناً
(إن كانوا يعرفون الانجليزية )
يُثيرني نضارةَ وجوههم
للغريب (أنا) وتقبلهم لملامحي الجافة
من عطشِ الصحراء وخطى الإبل على رمالِ تاريخي
ارتباك نظراتي(أنا) الناجي من حربِ الدمِ والجوع صدفةً
جئتُ من بلادٍ أنهكها الجوعُ والعطش والقهر اليوميّ
تاركٌ ورائي بؤس قلب أُمّي
وإهمال امرأتي لإحدى عشرة قصيدة في رثاء اسمها
والحاجة لإعادةِ اللقاء بيننا خمسُ دقائقٍ إضافيّة
بلا معطفٍ أمشي
عارٍ عن التهم الطائفية
وإشكاليات اسمي والخلاف الأبدي
لا التغت ورائي
ثمّة وجعٌ خفيّ الخطى يتعقبُ خُطاي
لازلتُ أخشى أزيزُ الرصاص في مسامعي
وصراخ آدميٍ من خلفي سقط كضحيةٍ
كانت تحلمُ بحياةٍ بسيطةٍ ووطن
بلا معطفٍ أجلسُ على باب كنيسةٍ
تجمعوا حولي الحمام
أراقبُ صلاة الآخرين
وذوبان الشموعِ على صدى الترانيم
لا المطرُ يحاورني
ولا هديل الحمام يُسقطُ عنّي التساؤلات
أين أنا في زحمة المصلين
والقدّاس على وشك الانتهاء ؟
من أنا في بلادٍ تعلمتُ فيها أن للإنسان قدسيّة
واحترام ..؟
وأين بلادي المخضبةُ بالدماء
والجائعة للحظة سلامٍ في حصار المجرمين لها
من كلِّ الجهات
#علي_الأعرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟