بولس اسحق
الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 04:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا شك أن أسماء اله القران وصفاته العليا تحتل جانباً كبيراً فى العقيدة الإسلامية، ولا يصح إسلام المسلم إذا كان هناك خلل ما فى فهم هذه الصفات، ولقد أولى فقهاء المسلمين قديماً هذا الأمر إهتماماً كبيراً وتشعبوا فى ذلك كثيراً حتى خرجت كل طائفه بتعريفها الخاص وفهمها لهذه الصفات.
ومايعنينا هنا هو مذهب الطائفة الناجية المنصورة "أهل السنة والجماعة " حيث أثبتوا لاله الاسلام أسمائه وصفاته من خلال ما أثبته لنفسه فى كتابه أوما أثبته رسوله له دون تشبيه أو تمثيل أو تأويل واعتبروا ذلك حداً فاصلاً يميزهم عن بقية الفرق الضالة حسب زعمهم ، فيقول بن تيمية فى عقيدته الواسطية :- ما نصه
ومن الإيمان بالله… الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه –: [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ][الشورى11] فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه،ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون، ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه – سبحانه –لا سمي له، ولا كفو له، ولا ند له. إنتهى كلام بن تيمية...
لكننى حين أقرأ القرآن لا أدرى حقيقة كيف أوفق بينه وبين ما تقدم مما يوقعنى للأسف فى حيرة شديدة ويضعنى أمام خيارين أحلاهما مر...فإما أن ألغى عقلى نهائياً وإما أن أرفض الإسلام جملة وتفصيلا (وهذا تحصيل حاصل)....ولكى يتضح كلامى إليكم هذا المثال البسيط ....
(إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ)(الرعد: من الآية27)
(إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)(النحل: من الآية37)
(يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(النحل: من الآية93)
من خلال هذه الآيات يحدثنا اله القران نفسه بأنه يهدى ولهذا أثبتوا أنه (الهادى) وأيضاً من خلال نفس الآيات وبنفس المنهج المتقدم أعلاه وصف اله القران نفسه بأنه يضل فلماذا لم يثبتوا له هذا الأسم (المضل ) ؟
هذه واحدة أما التالية فدعونا وحسب منهجهم أيضاً نستنبطها إذا كان اله القران يضل والشيطان يضل فهل يصح أن نقول.....أن اله القران والشيطان وجهان لعملة واحدة ؟ بالطبع نعم وبكل تاكيد لماذا؟ لإن اله القران ليس مطلق القدرة ولا يجوز أن نسوى بين إضلاله وإضلال شيطانه فاله القران هو بكل تأكيد أكثر إضلالاً من مخلوقاته.
لكن الشيطان المضل هو بالأصل ضال......وإذا كان كل ضال مضل يمكننا القول:
بأن اله القران مضل لأنه بالأصل ضال والعكس صحيح.......فسبحانه الضال المضل الذى أضلنا جميعاً نحن النصارى الكفرة والملحدين…تحياتي .
#بولس_اسحق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟