أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان جواد كاظم - ناديا مراد - البراءة المجروحة !














المزيد.....

ناديا مراد - البراءة المجروحة !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 04:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحزن الشفيف يطوف على عيون الصبية الايزدية العراقية ناديا مراد, التي اختطفت وبنات جلدتها من احضان اهاليهن ليشهدن كوابيس ليل بهيم, بعد ان سرق وحوش جاؤا من غياهب التاريخ المظلم احلامهن الملونة, والكثير منهن, صبايا بعمر الورد, كن على موعد قريب مع فرح ومستقبل واعد.
بلكنتها الموصلية المحببة وانتقالها المرتبك بين العامية والفصحى اوصلت وجعها الى الكثير من الناس في العالم, أفضل من الكثير من سياسيينا المتفاصحين الخائبين.
ففي لحظة كثيفة الالم, استباح جرذان الظلام مدينة سنجار, وكان الحقد أفعى تتلوى في قلوبهم, وساقوا آلاف الرجال الى مسالخ الموت والصبايا والنساء والاطفال الى سوق النخاسة.
وبينما كان العالم مبهوتاً لهول الكارثة, كان بارونات الطوائف وقجقجية النفط يتسابقون على نهب ما يمكن نهبه.
بأسم مملكة القتل والرعب المطاطية الحدود داعش, وبفكرها الاكسباير وبفرمانات همايونية مضمخة بالدم, ارتكبت الجريمة. وعلى أيادي قادتها, الذي يخشى الشيطان ذاته ان يتراءى لهم في الاحلام, انتهكت الاعراض والشرائع والقيم.
لم يعلمهم دينهم بأنه " لايوجد في العالم ما هو اسمى من دفع الآلام " (1) فتمادوا في التنكيل بالبشر.
من المؤكد انها, ناديا مراد والكثير من الصبايا والنساء المختطفات قد أطلقن زفير الهمّ : يا الهي, ان هذا أطول ألم !
ففي لقاء مع اعلاميين قالت ناديا مراد :" انا لست شجاعة وانما قوية... وهذه القوة استمدها من وجعي..". لاتعلم انها بشجاعة الف رجل من بائعي الموصل للدواعش ومتكتكي مأساة سنجار الجريحة. وانها لم تغلب على امرها. فهي بشجاعتها وانتفاضتها فضت زيف اكثر التابوات الاجتماعية تخلفاً بتصريحها بالانتهاك الذي حصل عليها والنساء الأخريات واشارت بسبابتها الى عين المغتصب الوقحة بجرأة وطالبت العالم بالقصاص العادل منه. ثم هشمت صورة المرأة المنتهكة المغلوبة على امرها, وفتحت افقاً جديداً لنساء طالما كن ضحايا اغتصاب وهدر كرامة ولكنهن فضلن الاستكانة والسكوت على الظلم خوفاً من ثوابت مجتمعية بتحميل الضحية, المرأة المغتصبة, الفضيحة والعار... وكل عواقب الجريمة التي ارتكبت بحقها...فزعزعت عقداً وعقائد اجتماعية ظالمة.
بشجاعتها وضعت وجع آلاف النساء الأيزيديات المختطفات لدى داعش وعوائلهن على مائدة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان في الوقت الذي تهرّب فيه اساطين السياسة والدبلوماسية, بعربهم وكردهم, عن فعل ذلك وكأن الامر لايعنيهم.
هؤلاء الساسة تزعجهم حتى الرغبات الشعبية الصادقة بترشيح هذه الصبية الوادعة التي لا تفقه بحيل النصابين شيئاً, لجائزة نوبل, فلسان حالهم يقول : " من تكون هذه المفعوصة لتفوز بهذه الجائزة " ؟!
هذه, البنت الطيبة ككل بناتنا, عرّت, من حيث لا تدري, مواقع الدونية في نظرة المجتمع المشوهة للمرأة وانعكاسها في القوانين العراقية وضرورة اعادة مراجعتها وجعلها اكثر عدلاً وانسانية, مثل الظروف الاجتماعية والنفسية التي تكابدها المغتصبة, أية مغتصبة, وما يتصل بها. و كالعقوبة الجزائية المخففة لمرتكبي جرائم القتل بدعوى " غسل العار", وحمايتها قانونياً. وعلى غياب المعالجات القانونية لمظاهر الاستعباد الجنسي للمرأة والطفل. وكذلك الامر بالنسبة لضرورة تشديد العقوبات القانونية لمرتكبي جرائم الاختطاف وبالخصوص للمرأة والطفل, والعنف ضدها, وكل هذه الانتهاكات والاعتداءات مجموعة, تعرضت لها ناديا والنساء الاخريات والاطفال المختطفين عند داعش.
ولابد اخيراً من تضمين سجلات اتهام كل معتقل من ارهابيي داعش يؤسر, تهم الاختطاف والاغتصاب والتجارة بالبشر, اضافة الى التهم الاعتيادية الاخرى ومحاكمتهم عليها.
واذا شكل اختطاف ناديا والاخريات مأساة لأهلهن ولملتهن ولكل العراقيين, فأن تحررها ونشاطها كان كارثة وقعت على رؤوس المتخاذلين من السياسيين والعسكر, فالرأي العام الشعبي يجمع على ان من فقد الشرف حقيقة, هو كل من اوصل الامور الى هذه الحدود التي مكنت ارهابيي داعش من تطبيق شرائعهم الدنيئة بحق ابناء شعبنا ووطننا, ولن يمر ذلك دون حساب.
رسالة التحدي الى الدولة الاسلامية داعش :- " المهود لازالت تهتز والأغاني لازالت تُغنى ". (2)

(1) - عن رواية " عزازيل " ليوسف زيدان.
(2) - عن كتاب " داغستان بلدي " لرسول حمزاتوف.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستخبارات والمواطن
- تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً
- يالولع الأسلاميين بالمنع والتحريم !
- طلب الحقوق... تناسى الواجبات
- رغم كل شيء... عيد ميلاد مجيد لأهلنا المسيحيين
- إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
- الطبخ على نار سبايكر جديدة !
- اسقاط الطائرة الحربية الروسية - جرّ العالم المتحضر لحرب ينتف ...
- مباديء التسامح كسلعة للأستهلاك !
- دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة !
- هل ستدخل تمارا الجلبي السياسة العراقية من باب محاربة الفساد ...
- لن تجعلوهم هنودنا الحمر !
- جوزيف صليوا - شنو هالأحراج !
- على طاري,- بلغ السيل الزُبى - وغرق بغداد
- عملية الحويجة - رابح واحد... خاسرون كثر !
- ضياع 76 مدرعة - لغز لا يلتبسه الغموض
- هيْ يا أنتم, ألا تخافون - يوماً عبوساً قمطريرا - (1) ؟!!
- مرحى للهبّة الشعبية ضد الفساد في كردستان العراق !
- سُبة - القائد الضرورة- الموجعة
- اشادة بالتظاهرات... اختطاف المتظاهرين


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان جواد كاظم - ناديا مراد - البراءة المجروحة !