أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - َمنْ يقود النشاط الإرهابي في العراق البعثيون أم الزرقاوي ؟














المزيد.....

َمنْ يقود النشاط الإرهابي في العراق البعثيون أم الزرقاوي ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 10:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يخطئ من يعتقد أن الشخصية الأسطورية المدعو بالزرقاوي هو الذي يقود النشاط الإرهابي في العراق ، وسواء كان الزرقاوي موجود حقاً في العراق أم لا فإن الحقيقة التي لا يجب أن تغرب عن الجميع هي أن القوى المسقطة من السلطة في التاسع من نيسان 2003 والمتمثلة بحزب البعث هي التي تقود النشاط الإرهابي في العراق ، والهدف بطبيعة الحال هو استعادة السلطة المفقودة .
ويخطئ من يتجاهل قوة وإمكانيات هذا الحزب الفاشي وخطورته على مستقبل البلاد ، حزب قضى في السلطة 35 عاماً سخر خلالها النظام الصدامي جل جهوده وكافة إمكانيات العراق المادية لبناء وتوسيع قاعدة الحزب بمختلف الوسائل والسبل القسرية و الترغيبية ، والقوانين الاعتباطية المخالفة لأبسط الحقوق والحريات الإنسانية والتي كان يصدرها الدكتاتور الأرعن لإجبار المواطنين للانتماء لهذا الحزب ، وفي الوقت نفسه عمل النظام بكل ما يمتلك من الوسائل الوحشية لمحاربة القوى السياسة الأخرى وإخراجها من الساحة بحيث لم يبقَ في الساحة في نهاية المطاف سوى حزب البعث الذي جرى تدريبه على حمل السلاح ، وتثقيفه بروح العداء للديمقراطية وحقوق الإنسان ، والطاعة العمياء للدكتاتور صدام حسين ، وتنفيذ كل ما يصدر عنه من أوامر مهما بلغت قساوتها ووحشيتها ضد أي نشاط مناهض لحكم البعث وقيادته الفاشية .
كما أنشأ النظام الفاشي العديد من أضخم الأجهزة القمعية والمخابراتية والأمنية
في البلاد في سعيه لتثبيت سلطة الحزب والحيلولة دون نجاح أي محاولة من جانب القوى الوطنية المضطهدة لإسقاط النظام الصدامي القمعي ، واستعان الجلاد بخبرات مخابرات العديد من الدول الأخرى لتدريب وإعداد هذه الأجهزة وتزويدها بمختلف الخبرات وبمختلف الوسائل التجسسية والمخابراتية بالإضافة الى السلاح ، وكان من بين تلك الدول روسيا وكوريا الشمالية وفيتنام والمانيا وفرنسا وكوبا وغيرها من الدول الأخرى ، واستخدم أبشع أدوات التعذيب والقتل لتصفية الخصوم السياسيين حتى تسنى له الاستئثار بالساحة السياسية في البلاد دون منازع .
فهل يمكن لمثل هذا الحزب أن ينتهِ ويتلاشى بمجرد إسقاط النظام الصدامي الفاشي ؟ إن هذا الأمر هو محض هراء ، فأعضاء هذا الحزب الذين ذاقوا حلاوة السلطة وتنعموا بخيرات البلاد على حساب بؤس وعذاب الشعب العراقي طيلة ثلاثة عقود ونصف لا يمكن أن يستسلموا بسهولة ، ولاسيما وأنهم مسلحون بملايين قطع السلاح الذي كدسها النظام الصدامي ، ومدربين على استخدامها ، ويمتلك الحزب أرصدة مالية هائلة تؤهلهم لمواصلة أعمالهم الإرهابية في البلاد في سعيهم لاستعادة السلطة ، وقد اتخذت قيادتهم من سوريا قاعدة لتنظيم وقيادة النشاط الإرهابي وتمويله من تلك الأموال التي سرقها النظام طيلة فترة حكمه .
أن إرهابيي القاعدة بقيادة الزرقاوي لم يكن لها القدرة على ممارسة نشاطها الإرهابي في العراق لولا إرادة ورغبة البعثيين الصداميين وقيادتهم في إتاحة الفرصة لهم بذلك ، فهم الذين يستقبلون عناصر القاعدة ويهيئون لهم السكن والاختفاء والسلاح والأموال والسيارات المفخخة والعبوات المتفجرة ، وهم الذين يوجهونهم نحو الأهداف المخطط لها سلفاً لتنفيذ جرائمهم الوحشية بحق أبناء شعبنا .
البعثيون إذاً هم الذين هيئوا لهم كل الوسائل والسبل لنشاطهم الإرهابي في البلاد وإلا فكيف يتسنى للإرهابيين القادمين من المغرب أو تونس أو السودان أو الصومال أو أفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية ، وليس لهم سابق معرفة بالعراق ، اجتياز الحدود والوصول إلى مختلف المدن العراقية وتأمين السكن والاتصال وتدبير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والتوجه نحو الأهداف المرسومة ؟
إن أي محاولة لتبييض صفحة البعثيين الصداميين ومحاولة دمجهم في العملية السياسية من خلال المؤتمر المقرر انعقاده في القاهرة لما دعي بالمصالحة الوطنية ينطوي على مخاطر جسيمة على مستقبل الديمقراطية في العراق ، وهذا التوجه يشكل استفزازاً لشعبنا العراقي، وتنكراً لأرواح شهدائه وتضحياتهم الجسام ، فلا مكان لكل من ساهم في الجرائم التي ارتكبها النظام الصدامي والتي ذهب ضحيتها مئات الألوف من خيرة أبناء شعبنا في سلطة عراق المستقبل.
أما البعثيون الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء شعبنا ، ولا سطروا التقارير للأجهزة الأمنية ، والتي أدت إلى استشهاد الوطنيين من أبناء شعبنا على أيدي جلاوزة صدام ونظامه الفاشي ، والذين اجبروا بمختلف الوسائل والسبل للإنخراط في حزب البعث ، والذين يبدون استعداهم لنبذ الحزب وفكره الفاشي فلا بد من التعامل معهم على أساس كونهم مواطنين أخطأوا، والأخذ بأيديهم ، وإخراجهم من ذلك المستنقع ، وتأمين فرص العمل لهم وإعادة تثقيفهم بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ودمجهم بالمجتمع ، ومساهمتهم في بناء العراق الجديد .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الولايات المتحدة جادة في محاكمة جلاد الشعب العرقي صدام حس ...
- الشعب العراقي وعمرو موسى والجامعة العربية
- مستقبل الديمقراطية والإصلاح في العالم العربي
- حكام سوريا والحسابات الخاطئة
- الحكومة العراقية والتدخل الإيراني المكشوف
- ماهي حقيقة أزمة الفرطوسي والجنديين البريطانيين في البصرة ؟
- الأكثرية السنية الوطنية مغيبة ، وصالح المطلك لا يمثل سوى حزب ...
- بمناسبة طرح موضوع اصلاح منظمة الأمم المتحدة ، هذاهو الطريق ل ...
- حقوق المرأة العراقية والدستور
- الدين والدولة وضرورة الفصل بينهما
- ماذا أعدت قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية للانتخابات القا ...
- فاجعة الكاظمية ومسؤولية الحكومة
- خاب أمل الشعب بالأمريكان وبكم يا حكام العراق
- حسناً فعل سماحة السيد السيستاني فهل يلتزم الآخرون ؟
- التصدي للإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي
- إلى أين تقودون العراق وشعبه أيها السادة ؟
- جرائم الإرهابيين وضمائر الأشقاء العرب
- أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟
- في الذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 تموز المجيدة - الزعيم ع ...
- صدور كتاب صفحات من تاريخ العراق الحديث للباحث حامد الحمداني


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - َمنْ يقود النشاط الإرهابي في العراق البعثيون أم الزرقاوي ؟