حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 20:12
المحور:
الادب والفن
الإهداء ..
لكل رفاق الجوهر المرابطون في الحب ..
ولهؤلاء من قفزوا من السفينة وجعلوها أكثر خفة وأعمق سلاماً
حقيقة الوحدة أعمق من حقيقة الكل
مهما كانت ثنائية عشق
أو عائلة كبيرة
أو وطن غير إغترابي
حقيقة تأخذك إلى أماكن في كيانك لم يطأها قدم
تكتشف في صحاريك الشاسعة أن مطراً ما .. غمراً ما غمرك
سقط من سماء ما غير نحاسية .. على هذه الصخرة فنبت وردة وحيدة تقف في وجه التصحُر الداخلي
الوحدة مكتملة الأركان .. كاملة الأهلية
تعرف أين تظهر وكيف تختبئ بعيداً عن الأنظار
لمن تبوح بصلاة ليلية
كيف تصعد سلم التخلي درجة درجة
وكيف تسير في جلجثة الذات خطوة تليها خطوة
وقرار يجذب قرار
وشفاء يـُـبرىء جُرح
وحرية روح تكسر أغلال .. فتتحرر لتكسر قيد
اقرأ كل الكتب
فتش بين الأجوبة
احمل كل النير المعرفي الثقيل .. لن تتحرر
لن تخطو خطوة واحدة للأمام
لن يــُروى عطش قلبك
ولن يسكن السلام روحك
ستقلق أكثر من كل الماضي
ستهتز صخرتك
وستــُحبط إلى درجة العبث
فالغوص في الظلام بأدواتك .. يدخلك لأعماق الظلام أكثر مما تتخيل
يغلق نوافذ وأبواب زنزانتك عليك
فلا ترى حتى أصابع يديك
ليس بالمعرفة فقط يحيا الإنسان
كم جذاب الضلال في هيكل يرتدي ثوب الهداية
لأجل ذلك لا تصدق ذاتك
ولا تصنع سور عظيم حولك لتحتمي
فالخوف عاقر لا يلد حُـر
والمتكبر جبان أو مـُـنتحر
فالحماقة أجهل من الجهل بمراحل
والطرشان لا حوار ينفع .. ولا جرس انذار
والكفيف لن يرى الفرص حتى في وضح النهار
لأجل ذلك انتبه واصغي وتعلم وخوض الحياة بقلب لحمي وروح مستنيرة
قلب يعرف كيف يعترف بأخطائه ويتغير فعله
وروح تلتقط الإشارات حتى في غياهب الليل
فتيجان الجوهر وعطايا الدفيء أكثر من اتهامات يهوذا والجمهور
لا تدافع عن نفسك ولا تبرر لأحد .. فقط احتجب
واترك صيارفة الهيكل وبائعي الحمام لكنزهم
واذهب إلى الجوهر .. إلى الداخل حيث لا أحد
حيث التلاقي العميق والعرفان المحرر
واعرف أن لا فائدة لو ربحت العالم كله وخسرت نفسك
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟