الانسان بين مشكل المعاش ومشكل الوجود!؟

تحياتي الأستاذ سليم.. أنا أتفق فيما جاء في مقالتك.. يعيش الإنسان بين إتجاهيين واحد فكري روحي والأخر مادي دنيوي.. حيث أننا نعيش في عصر مادي يكون من خلاله جل تفكير الإنسان المتواضع مادياً في مشاكله الإقتصادية المعاشية وقد تعيق عمق توجهاته الفكرية الوجودية.. وقد تعيقه ليس بسبب نقصه المادي فقط بل في تشبته بملذات الحياة حيث أنه قد يكون في بعض الأحيان مكتفي مادياً ولكنه معاشي التوجه أي أنه ليس عميقاً فكرياً

قد يكون هناك إرتباط وتأثير إيجابي أو سلبي بين الحالتين حيث يساعد الإكتفاء المادي في خلق مناخاً يساعد على العمق الفكري والعكس صحيح حيث يساعد الإكتفاء الفكري في طريقة مواجهة المشاكل الحياتية المعاشية والتدبير الجيد والعمق الفكري يجعل من صاحبه كالمدمن تنسيه محاولته إيجاد إيجابات يقينة في الوجودية ألام الحياة المادية واليومية وهذا ما يعبر عنه نوعاً ما -شوبنهاور- عندما يقول أن اجمل اوقات حياته هي عندما كان يحاول إيجاد حلاً لأسئلته الوجودية.. وقد تؤثر أحدهما على الأخرى كذلك من حيث أن الإكتفاء المادي قد يجعل من صاحبه ينصرف من التفكير الوجودي إلى ملذات الحياة..

إرسال شكوى على هذا التعليق          43 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

أما صاحب البعد الوجودي قد يتغاضى في بعض الأحيان عن اموره الحياتية اليومية وقد يهمل إهتمامه بالأمور المادية ما يبعده عن الواقع الإجتماعي أحياناً حيث يصبح كأنه يعيش في عالم اخر معقد لا يفهمه معظم الناس المعاشيين الأخرين وقد يصبح كالفيلسوف اليوناني الذي كان يهتم قديماً بأحوال الفلك ويراقب طريقة مسار النجوم ورأسه مرفوع طول الوقت للسماء للمراقبة ولكنه لم يكن يشاهد أمامه أجمل مرأة في أثينا التي كانت تمر من جنبه كل يوم حتى تعجبت هي من أنه لا يغازلها عكس كل رجال أثينا.. فسألته لماذا لا يتحدث معها.. فقال إنه يهتم بأمور السماء.. فقالت له كيف تهتم بما يحدث في السماء ومجرى النجوم على بعد الأف الكيلوميترات ولا تهتم بما هو حاصل أمامك على بعد بضعة امتار..

إرسال شكوى على هذا التعليق          37 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

اشكرك على تكرمك بهذا التعليق بل بهذه الاضافة العميقة الدقيقة التي بلا شك أثرت الموضوع ووسعت مجال الرؤية للفكرة الاساسية هنا خصوصا فيما يتعلق بالعلاقة بين المشكلتين ، تقبل تحياتي واحترامي

إرسال شكوى على هذا التعليق          42 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

الشكر لك على هذا المقال المهم والعميق الأستاذ سليم

تحياتي وإحترامي

إرسال شكوى على هذا التعليق          33 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---