أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - واثق الجابري - أهزوجة عفك بإستشهاد وليد أبن الرمادي














المزيد.....

أهزوجة عفك بإستشهاد وليد أبن الرمادي


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 19:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تكن مجرد أهزوجة، ولا شعار تغطيه أفعال نفاق؛ أنها تمازج مشاعر عراقية من الجنوب الى الشمال، وتشد وثاق الروابط، ولا تقف عند ميولات دينية منحرفة، أو روابط عشائرية وسياسية.
"اخوان سنّة وشيعة وهذا البلد ما نبيعه"، هكذا كانت إهزوجة العراقيين يوم استشهاد وليد.
نزح وليد خالد العبيدي من الرمادي الى قضاء عفك قبل عام، وأوصى بدفنه في النجف في حال إستشهاده، وبالفعل تحققت الشهادة، وأستقبل جثمانه ممثلي المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، ووقف أبناء عفك مع عائلته.
إنتاب زوجة الشهيد شعور غريب، وقلق من كلام زوجها في آخر إجازة، وحديثه معها عن أطفاله الأربعة؛ سيما تبارك المعاقة ووجدان المدللة التي تعاني من عدة أمراض، وعلى غير عادته كان سعيد دون سبب ظاهر، وهي ترتعد قلقاً عليه، ونفسها تساورها الشكوك من عودته سالماً، وتفكر بالطلب منه عدم الإلتحاق والمشاركة في تطهير مدينته الرمادي، التي تطوع لتحريرها؛ منذ وصوله الى عفك، بعد رحلة نزوح مريرة، والشهادة تتوقعها زوجته، وما يقلقها وضع أطفالها المعاقين؛ لكن كلماته تقول أن الوطن فوق كل شيء، وأخبرها أن الموت ليس نهاية المطاف، وما شاهده في النزوج أشد قسوة منه، ولم تبقى له سوى أمنية واحدة؛ أن يعود الى أرضه التي دنسها الإرهاب.
أسهم وليد كحال ملايين من العراقيين؛ في صناعة مثالاً للعالم، وكسر كل الحواجز التي وضعتها المصالح السياسية، وأبلغ والدته التي أوصلت وصيته؛ بأن يدفن مع أخوته الشهداء في مقبرة وادي السلام بالنجف، وشعر والده بعمق الوصية والتضحية، وهو يرى تجمع سكان المنطقة حول جثمانه يبكون بأهازيج وكأنه ولدهم، وفي مشهد تقشعر له الأبدان وصل النجف وإستقبله ممثلي المرجعية، وصلوا على الجنازة؛ لدفنه مع الشهداء.
إن الإيثار تجسد بأعلى درجات السمو؛ في حرب العراقيين مع داعش، ومثلما قدم وليد السني نفسه كشهيد؛ ترك أب شيعي أبنه الشهيد في الحسينية، وجاء لتشيع وليد، وعبر أبناء المنطقة عن أرقى معاني الوطنية والوحدة، وأثبتوا للعالم معنى العراق؛ حيث وصل جثمان شهيدين في وقت واحد؛ أحدهما في حسينية راية العباس لشيعي، والآخرى في حسينية الزهراء لسني، فكان التشيع المهيب الأول لوليد ثم عاد الناس لتشييع أبن منطقتهم.
خمسة أخوان بينهم وليد؛ تركوا منطقتهم، ووجدوا مكان آمن وحافز للوطنية؛ للمشاركة في حرب الإرهاب ورفض الطائفية.
فشلت القوى التي أرادت تفرقة العراقيين، ولن تستطيع تقسيم بلادهم على عناوين طائفية، وخسرت رهانات المتاجرين بالدماء، ولا وجود للطائفية؛ إلاّ في عقول خلت من حب العراق، أو خارجية لا تعرف حجم التعايش، وهذه رسالة من الجنوب والوسط؛ الى الإرهاب ومن ما يزال يعتقد وجود مستنقع الطائفية، ورد عليها وليد برسالة بليغة؛ سيبقى صداها يرن في ضمائر العراقيين، ويقول أن العراق في قلب واحد أرضاً وشعبا، وما كن من تشييع وليد عند والده؛ سوى حفلة زفاف الى أوسع أبواب الوطنية.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسف وتحذير المرجعية
- الحرب ليست وسيلة بقاء
- نازية بثوب أخواني وهابي
- زأر النمر وإقتربت نهاية آل سعود
- الإعمار سبيل إستقرار مستقبل الأنبار
- بعد الرمادي ثورة الموصل قادمة
- نعم نحن كفار
- مَنْ يستحق الحرية بين العرب؟!
- مدينة الطب؛ تاريخ يتطلع للإرتقاء
- عجزت السياسة فتكلم القلم
- مصلحة العراق في أن لا تنهار السعودية؟!
- ما وراء الإنعطاف الأمريكي المفاجيء ؟!
- وبشر السعودية بالإرهاب
- دولة القانون؛ محطة سلطة أم بناء دولة؟!
- إرتباك السلطان العثماني من غضب القيصر
- ابو الهوى
- العنف على المرأة وسبايا الأمس واليوم
- إغتصاب الفتاة يدخلها إسلام داعش
- هل مات الجلبي مسموماً
- التعليم وصياح الديك..!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - واثق الجابري - أهزوجة عفك بإستشهاد وليد أبن الرمادي