|
معوقات المرأة تداخل الواقع والطموح
مكارم المختار
الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 10 - 23:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
معوقات المرأة تداخل الواقع والطموح
تأتي مشاركات متخصصة ممن يناضل في تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في ميادين الحياة المختلفة وجميعها، وهذا ما نراه، لكن ما زلنا نقف بين ما حققته وما لم تحققه، مناظرة مع دول وبلدان العالم، ولا ندري هل يعني هذا تأكيد على تهميش المرأة مكانة وكيانا في دول عن اخرى، خاصة في بلدان العالم العربي؟ رغم ان هناك بلدان عربية مكنت المجتمع لانها اجتازت تمكين المرأة، وهذا هو واقع دولة الامارات العربية المتحدة، حتى بان بالثبات دورها على صعيد واخر، اجتماعيا وثقافيا، فتعدت ان تكون المرأة مجرد خاما بشريا او طاقة مهمشة، بأعتبارها كيان متفاعل، وهكذا جعلت في مجالات وبرامج التنمية ودمجت في الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبدور ملموس واضح، ولابد من الذكر، انه مع ذلك، فأن كثير من المعيقات التي تحد حضور وظهور المرأة في محفل ما، وهذا ما يسعى اليه من قبل مؤسسات وجهات هنا وهناك، من خلال تحليل واقع المرأة ( العربية تحديدا ) اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، بهدف تحقيق التنمية الشاملة، وبحث ودراسة السمات والخصائص الذاتية والموضوعية، لتنال دور تنموي متطور وبناء قدرات، عليه فإن تناول واقع المرأة يتوجب التركيز فيه على كيفية اعدادها مع التحديات والارهاصات التي تواجهها، كمحاولة لتشخيص مسار التطوير المساهم في انجاز اهداف التنمية، وهذا ما يوفر فرصة الوقوف على سمات مرأة قيادية من تجارب ناجحة، في تمكينها وتطويرها مع زمن الحداثة والعصرنة، وقطعا للبيئة ( الاقليمية ) خاصة البيئة العربية اثرها على المرأة ومشاركتها مع التحول القائم في بيئة العمل الحديث، تقنيا ومعلوماتيا، وهذا ينعكس على دورها، وبالامكان تحجيم الارهاصات في البحث عن المعيقات التي تحد من قيام المرأة اينما وكيفما هي بدورها، مع وضع التشريعات والنظم القانونية، واثر بيئة العمل، وكلما يتعلق بالادارة الاستيراتيجية ومتطلبات القيادة الادارية، ومقومات تأهيل المرأة في مجالات الادارة العليا، وهكذا ليكون لها دورا اجتماعيا، عموما لابد لبعض المساعي والمقاربات من بادرة خير، وتفاؤل في تغيير شيئا فشيئا، فالمرأة تمتلك القدرة على القيام بدور واخر، وقيادة، وان كان اداءها تقرره النظم الاجتماعية وما تفرضه، ورغم النظرة للمرأة، خاصة في المجتمع العربي، فأنها مازالت تواصل عطاءا انسانيا بناءا وتتحمل مسؤوليات رغم المعيقات، ويكفي ان تكون الامية اول معيق ترزخ المرأة تحتها في جميع بلدان العالم وليس في العالم العربي حسب، ومع هذا تراها توافق ادوارها اسريا، عمليا، تشاركيا، وحين يكون الامر منصفا، ترى المرأة تؤدي ادوارها المتعددة من نظرة عادلة اليها، حتى تتمثل الاطر العامة لحركة المرأة في المجتمع، ايا كان وضعها ومكانتها، خاصة مع القيم الاجتماعية، وما يأتي منها وتقدمه هو نتاج فطرة واكتساب وخبرة من كل ذلك ومما يتعلق بالمكانة المجتمعية، وعموما ان واقع النهوض بالمرأة واقعا، هو في تعزيز قدراتها وتمكينها وتشاركيتها من اتخاذ اتجاه جاد في المجتمع للعرض هذا، واولها ان يساهم في توعيتها لطمر الهوة الجندرية بينها وبين الرجل، وتغيير الاوضاع بجعلها تبحث عن ذاتها وابراز مكانتها بعون من هنا واهتمام من هناك ينمي كيانها باتجاه النهوض والتأييد، مع تحولات مختلفة في الحياة تدمج، منها في التنمية المجتمعية والمساندة المجتمعية، هي اكبر فائدة وافادة لتحقيق كل ذلك، وذا هو ما يدعو الى التفاؤل وسط ضغوطات العصر والاجتياج الى مزيد من الموارد البشرية المؤهلة والمدربة لتصدي التحديات ومايحمله زمن العصرنة بين ثناياه، فكل المجتمعات بحاجة لاشراك المرأة في خطط التنمية، وادماجها كجنس بشري يمتلك التأهيل ومجابهة التحديات القائمة الراهنة والحداثة، وما بعد في هذا العصر، وهكذا تتحقق السياسة الانسانية الانمائية في قطاع واخر، فالمرأة في دورها الاساسي الانساني العالمي الكوني كـ ( أم )، مسؤولة عن التنشئة والتربية، ومن حقها الاهتمام بها على دورها الجليل هذا، من اجل الحفاظ على المجتمع وصحته النفسية، لانها كـ أم ترضع اولادها احباطاتها ومشاكلها النفسية حين ينعدم الاحسان اليها ويضعف الاهتمام بها، ليكون تأثيرها فاعل ايجابي في التنمية المجتمعية، فمهما عظمت او هانت مشاركة المرأة، فقدرتها في التوافق الاجتماعي يؤدي الى زيادة تقديرها لذاتها وامكانياتها، وبالتالي يؤدي الى نضج الابناء من بعد، وما للمرأة من اكتساب خبرة وتجربة، الا من عمل يجعلها اكثر استجابة في عملية تحكيم العقل والتبصر ودراسة الامور المتعلقة بموضوع واخر، اسريا داخل اطار العائلة وخارج نطاقها، واي نتاج ايجابي يكون تعزيزا للمرأة في اتجاه تنظيم الاسرة، وبالتالي النهوض بالمستوى المعيشي والنشاط الاجتماعي، فمشاركة المرأة تشكل حجر الاساس والزاوية في قضية تمكينها وترقية المجتمع خلالها، وهذا مرهون بتحريرها اجتماعيا واقتصاديا بهدف تحسين الشروط الحياتية، وليسهم عمل المرأة في تجاوز العامل النفسي، خاصة المتعلق بالوضع الاجتماعي، وما الضير في عمل المرأة ان كان لخير المجتمع ورفع مستوى وعيها الذاتي ويمكنها من فرصة كافية للاسهام في مجال او اخر، والا لن يكون هناك من منفذ لازالة القيود المعيقة لحق الحياة لآي أمرأة، ولن تستكمل الظروف التي يقتضي التعرف منها على مشكلات تعترض مساهمة المرأة وتحد من خصائصها في مجال واخر، واي تقاعس عن منحها كمال حقها سيكون مشكلة تعيق عملية التنمية المجتمعية الشاملة، والعكس وارد واكيد حين تشارك المرأة في مختلف نشاطات الحياة مع الاعتراف بالمساواة بينها والرجل بعيدا عن فكر برجوازي، ويكفي ان الامومة بحد ذاتها وظيفة اجتماعية تمنح المرأة حقوقا مشروعة يبات ان يناصرها تشريع مساواة، فالمرأة قضية حركة ديمقراطية يتوقف عليها حلول صائبة تنهي بنود الصراع الفكري القائم على اساس سياسي اجتماعي، وهي مسألة اجتماعية سياسية هامة، والا لن يكون هناك تقدم مجتمعي، والامر مرهون مربوط بالمرأة كعنصر فاعل وفرد بشري، لان زيادة فرص المرأة تطور للجمتمع، وبالتالي شراكة في بناءه، وذا هو رهان تمتعها بحق طبيعي، وبالتالي لعكس النظرة السلبية التي يخلفها المجتمع على وضع المرأة، والمقولة انها " نصف المجتمع "، وهذا ما يجعلها انسانة مستهلكة ومادة استهلاكية لما ينتجه الرجل، ولن تحدث تغيرات في المجتمع، الا بتنمية تطول المرأة والرجل معا، ودحر اي قول يدعي ان لا امكانية للمرأة واستطاعة في اداء عمل ما كما الرجل، وهل يخفى ما للمرأة من مشاركة كانت ماضي الزمن في مجالات الحياة وحاضرها في صنع قرار او اسهام في تطور؟ عموما مهما هي الدنيا فالعمل اساس التنمية لبشرية، ولا فرق في ان تكسب المرأة مالا كما الرجل، لان العمل اساس التنمية، ووسيلة ركيزة، ومن الحق استغلال طاقة افراد المجتمع رجل وامرأة لرفع مستويات المعيشة وارتقاء المجتمع ذاته، والا سيكون التسول وسيلة للكسب وسبيلا للمعيشة والحياة .
مكارم المختار
#مكارم_المختار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ومضات بلا مأوى
-
الهيئات والمؤسسات المجتمعية والتوحيد تحت مضلة العمل الانساني
...
-
العرب والتغيير العالمي ... كفاية المواطن وشرعية الاكتفاء
-
رسالة الى صاحبة العنوان
-
سأكتب معك واحدة من اكثر الصفحات عتمة
-
تحقيقات وتحاليل في تقارير تتناول ملف المرأة بعد 2003 في العر
...
-
2009 مخاض التراخيص وخارطة نفط البلد المستقبلية
-
النفط في القرن ال 21 ... أوجه صناعة ومستقبل !؟
-
استلهام نهج لاستشراف الايجابية خطاب حدود في حرية التعبير
-
كينونة لحظة .......
-
قصص قصيرة جدا
-
حين تدوس العمر قدماه
-
المرأة المعيلة
-
الثقافة القانونية
-
حوكمة ديمقراطية لاعلام حيوي .. الاعلام الحيوي مراقب للديمقرا
...
-
نشر مداخلة وتعليق عن موضوع الاحتباس الحراري
-
الاحتباس الحراري ملف دولي
-
إستعارات ....
-
جنون وعظمة
-
تمنياتي ومباركة
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|