أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - قراءة النص بين الناص والمنصوص














المزيد.....

قراءة النص بين الناص والمنصوص


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


قراءة النص بين الناص والمنصوص

العلاقة المفترضة بين النص والمنصوص عند أغلب دارسي المعنى لا تتعدى ثلاث صور حسب القاعدة التي ينطلق منها الدارس والتي اساسها قدرة النص على عكس ما يريده الناص أو قوة النص في التعبير عما فيه أو ما يمكنه القارئ من تلمس أثر معنى أراده الناص من النص ,بمعنى أن النص أما أن يكون ضل لفهم وموقف الكاتب أو أنه منفصل عنه ويعبر عن حقائق خارجية ويعيش قيمته الذاتية ويعبر فقط عن المنصوص به ,أو أن هناك علاقة تبادلية وتأثير ما ,وأحيانا يكون مشتركا لثبت أكثر من علاقة ويرد للقارئ أكثر من إنعكاس نتيجة تداخل الذاتي والموضعي عند الناص وقارئ النص .
النتيجة التي لا بد منها يجب أحترام بما فيه كون النص ككيان قد إنفصل عن ربه حين أصبح واقع وقد أكتملت شخصيته الذاتية من لحظة تجسده على الواقع ,لقد منح نفسه حدودا غير متساوية مع وجود الكاتب أو المنشي لأسباب عديدة ولعلاقات متنوعة قد لا تكفي أن نعبر عنها برابط أو إنعكاس أصلي ولكن أحيانا يصنعه القارئ دون أن يكون موجود أصلا , وبناء على ذلك ذهبت الدراسات الإقرائية مذاهب شتى في التفسير والتأويل وأشد ما نجد ذلك في مجالي تفسير النصوص الدينية أو النتاج الإبداعي للشعراء والأدباء وأيضا في الدراسات النفسية التي يستقي منها المتخصص بعض الملامح الشخصية للكاتب ومدى قدرتها على عكس الحالة النفسية .
صحيح أن النص كما هو من المؤكد أن له علاقة مع الناص من نوع خاص كونه وليد تعقل وتفكر واستنتاج ,وبالأكيد الغالب فإنه لا بد أن يعبر عن قناعة به أو يريد التعبير عنها ,وهذا يعني أن الكتابة هي في الجوهر ولادة عقلية إبداعية تنبع من جذور الرؤية الإنسانية للموضوع خاصا والوجود عاما , فهو بالتالي ليس إفراز ألي ورد فعل لحالة ما ,بل المؤكد أن تفاعل وانفعال بين أثر يراد له أن يكون ومؤثر دافع سهل وهيأ ونسج أصل الفكرة ,وحتى في هذه الصورة التي يبقى فيها العقل الإنساني هو صاحب الدور التنظيمي والمخرج العملي للفكرة وفي صبها وقولبتها بالقالب الهندسي الذي تجلى ببنائية وشكل وروح النص ,ولكن هل يعني هذا أن يكون النص يمثل في جميع الحالات وجود الناس وكأنه ظله ؟ , المؤكد الجواب لا في أعتقادي والعلة ببساطة أنه بمجرد أن خرج من رحم العقل تحول إلى كائن أخر وليد لأب مستقل ومنفصل ولكنه مرتبط بسبب ونسب .
الذي يرى أن النص ليس ضروريا له أن يمثل الناص أو الكاتب يعتبر أن وجوده المزدوج في الواقع وذهن القارئ هو من يمنحه صفة الاستقلالية ,وبالتالي يتحول النص مجردا من أساسه ليكون شاخص فكري يمثل البناء الهندسي وترابطاته وعلاقاته الهندسية دون أن نعود لعقل الكاتب أو نعط له أعتبار حقيقي ,حيث أن مجرد انفصال النص وتجسيده أصبح يمتلك حرية التبلور ذهنيا ليمنح الفكرة شكلا أو أشكالا من الفهم قد لا ترتبط ولا تمثل فكر الناص ,إذن القدرة الذاتية لها قدرة الخلق في التصور الذهني ونجاحها في ذلك مرهون بالبناء وليس بالحتم بقوة العقل والفكر المنتج ,هنا يمكننا أن نقول أن مقدار نجاح النص في إثارة الصور الذهنية للقارئ ,لا يمكن أن تنفصل عن نضج العقل المفكر للناص ولا على قدرته في التأثير بل يخضع هذا النجاح للكثير من القضايا التي تتفاعل في اللحظة الخلقية أو تتوفر له لاحقا , ولذلك تسقط نصوص وتنجح أخرى بذلك بناء على قوة المنشأ على التفاعل وليس بناء على القوة الذاتية للنص .
على من يريد أن ينظر للنص مجردا عن محيطه وراهنيته الزمنية ومن داخله فقط عليه أن يتذكر أن الأفكار الإنسانية والمعرفة عموما هي تراث تواصلي ومشاركة بلا حدود بين العقول على مر الزمن وعبر المكان وأختلاف الأحوال ,الفكر اليوم مساحة تتجلى بها تداخلات وأرتباطات وتنوع وإثراء للإنسان ككائن مفكر ومنتج للفكر والمعرفة ومن ضمن ما ينتج ويتعامل مع نص أخرس لا يتكلم إلا من خلال تدخل العقل القارئ والكاتب ليربط طرفي المعرفة ,لذا ففكرة أن النص مجرد بناء له حضورها الخاص والعام منفصلا عن الزمان والمكان والمولد وجهة نظر بحاجة للكثير من التدقيق قبل الشروع بطرحها كأنها حقيقة ,ولنكن متأكدين من واقع له صورة الحقيقة أن لا نص بدون فكر ولا فكر بدون نص فكلاهما في أستصحاب ضروري لإظهار صورة وجودية تعبر عن حركية وحياة الإنسان .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة جريئة
- هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...
- كانوا أشد قوة
- هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.
- الإرهاب الاليكتروني نمط جديد من الإرهاب العابر.
- محاولات في تجاوز العقل والمنطق
- قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي
- حضور الرمز والرمزية في صوريات التعبد
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح2
- عودة خليف وتطويع النص الشعري
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1
- السيد القمني ومفهوم اليقين الغرائزي واليقين النقدي
- هل يسمع رجال الدين صوت العقل
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - قراءة النص بين الناص والمنصوص