فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 18:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوعود الطويلة العريضة لرئيس النظام الديني المتطرف في إيران التي قطعها على نفسه أمام الشعب الايراني بتحسين الاوضاع الاقتصادية بصورة خاصة و الاهتمام بحقوق الانسان و تحسين علاقات نظامه مع العالم، کانت کلها مجرد کلمات جوفاء لاوجود لها على أرض الواقع.
ماقد تحقق و يتحقق من حصيلة فترة أکثر من عامين من عهد روحاني، ليس سوى زيادة و تفاقم المشاکل و إتساع نطاقها الى أبعد حد، فدائرة الفقر توسعت أکثر من أي مضى و تضيف إليها شرائح إجتماعية جديدة مع ملاحظة إختفاء الطبقة الوسطى في إيران من جراء شيوع الفقر الناجم عن الفشل الاقتصادي المريع ليس لحکومة روحاني وإنما للنظام بحد ذاته، أما فيما يتعلق بحقوق الانسان و الاعدامات، فحدث ولاحرج ويکفي أن نشير الى إن إيران قد نالت قراري إدانة دوليين في مجال إنتهاکات حقوق الانسان في هذا العهد، هذا إذا لاحظنا أيضا تصاعد التدخلات المشبوهة للنظام الديني المتطرف في الشٶ-;-ون الداخلية لدول المنطقة و تجاوزها کل الحدود.
المثير للسخرية و الاستهزاء، إن رئيس النظام و في غمرة کل هذه الاوضاع المتردية، يقوم بزيارته المنتظرة لفرنسا في 28 کانون الثاني2016، والتي يحاول من خلالها إستجداء الدعم الفرنسي خاصة و الاوربي عامة لنظامه کي يتجاوز الازمة الخانقة التي يعاني منها بقوة، المعضلات التي تواجهها حکومة روحاني، هي في الحقيقة حصيلة تراکمات أکثر من 35 عاما للنظام الديني المتطرف وإن هذه الحکومة و بدلا من أن تبادر الى خطة عملية منطقية لمعالجتها إستمرت على سياق و نهج النظام و بذلك فقد ساعدت على تعميق و ترسخ الازمات و المشاکل، والحقيقة التي يجب أن ننتبه إليها جيدا هنا إنه حتى لو قدمت فرنسا و دول أوربية أخرى مساعدات لهذا النظام فإنه سيکون أشبه بمهدئ أو مسکن لفترة معينة و تعود المشاکل للبروز من جديد، فالمشکلة تکمن في النظام نفسه و في النهج الذي يستخدمه في سياساته المختلفة.
روحاني الذي نجح في التمويه على البعض بشعاراته و وعوده البراقة التي لم تتکلل إلا بالجوع و القمع و الاعدامات، من المفيد جدا أن نشير هنا الى إنه وفي الوقت الذي کان روحاني يطبل و يزمر فيه لشعاراته و وعوده المخادعة، کانت هناك المقاومة الايرانية التي وقفت بالمرصاد ضده و قامت بالتأکيد على إن هذا الرجل"أي روحاني"، ليس بإمکانه أن يقدم أية حلول لمشاکل و أزمات النظام لإنه أساسا جزء من المشکلة، وقد أشارت الى دوره و ماضيه المشبوه في التفاني في خدمة النظام خصوصا فيما يتعلق بقمع إنتفاضة 2009، وحري بکل القوى التقدمية و أحرار العالم أن يبادروا يوم 28 کانون الثاني القادم من أجل فضح روحاني و کذب مزاعمه کلها دونما إستثناء.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟