|
هل يكون سلمان أخر ملوك آل سعود؟
ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 10:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتصور القارئ الكريم عند قراءته للعنوان، بأني أحاول التنبؤ بإمكانية سقوط نظام آل سعود بعد مائة عام من تأسيس هذه المملكة في أرض نجد والحجاز، وحقيقة أنني ضد التنبؤ والمتنبئين، لكنها مجرد وقائع على الأرض ظاهرة للعيان، لكن لا يمكن قراءتها إلا بعد تمعن وربط للأحداث بصورة صحيحة. في التاريخ الإسلامي لدينا علماء نبغوا في كتابته، منهم ابن خلدون وابن النديم والمسعودي والبيروني، فكان ابن النديم يتعامل مع كتابته للتاريخ من باب المهنة، فيأخذ بدراسة الواقعة شكلا وأسلوبا، والوسائل التي تم تنفيذ الوقعة من خلالها، وما هي الأهداف التي نتجت عنها، في وقت نقرأ أن ابن خلدون قام بوضع نظريات علمية، مع كل التطور العلمي الحديث لا يستطيع أحد ان يتجاوز تلك النظريات. قيام نظام آل سعود في أرض نجد والحجاز، شابه كثير من الشبهات، فقد قام منذ بداياته على المؤامرة والدم، حتى بين أبناء القبيلة الواحدة، بالإضافة الى إستناد هذا النظام الى أفكار أقل ما يمكن وصفها بأنها تهدم الدين أكثر ما تبنيه، في الوسط الذي يتبنى تلك الأفكار. بدأت تدخلات آل سعود منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي، في مصر، ثم انتقلت الى اليمن، ولبنان، بما تملكه من المال النفط الوفير، في محاولة لبسط نفوذها على الدول العربية الفقيرة، ولم تكتف بذلك، بل تعدته الى محاولة نشر أفكارها في القارة الأفريقية، ودول شرق آسيا، في محاولة لنشر الفكر الوهابي، الذي لا يؤمن إلا بأفكاره فقط؛ مع أنه يتخذ من الدين الإسلامي والسلف الصالح مطية لخدمة أفكاره المريضة. تفتق ذهن السعودية عن محاولة للسيطرة على سورية، في محاولة لي ذراع الند القوي لها في منطقة الخليج؛ وهي إيران، لكن وبعد خمس سنوات انتصرت سورية وبقي بشار الأسد رئيسا لها؛ حتى أن الدول الغربية التي امتصت المال السعودي، للمشاركة في إسقاط هذا النظام، تخلت عن هذه الفكرة. كان التدخل السعودي في العراق يكاد يكون الأكبر في تاريخها الطويل، الذي يعتمد على الغدر، عندما رصدت له ميزانية فلكية، في سبيل إفشال التجربة الديمقراطية في العراق، وليس هذا فقط، بل جندت فضائياتها وشبابها للمجيء الى العراق والقتال فيه، لنصرة (أهل السنة المظلومين)، لكن حتى هنا فشلت بشكل أو بأخر. حاولت بما لديها من حظوة نتيجة إغداقها على الغرب بالنفط الرخيص، الذي يمول صناعاتهم، إفشال الإتفاق الإيراني الغربي حول الملف النووي الإيراني، وعندما فشلت في هذا أخذت تصرخ بأنه يهدد الأمن في منطقة الخليج، لكن كيف؟ لا أحد يعرف، وعندما لم تجد آذان صاغية، تدخلت في الشأن اليمني مرة أخرى، في محاولة لجر إيران لحرب قد يتدخل فيها الغرب لصالح المملكة، ويفشل الإتفاق النووي ويبقى الحصار على إيران، ومع ذلك باءت محاولاتها بالفشل الذريع. حاولت جر الدول الإسلامية للتناحر فيما بينها، خدمة لأغراضها التوسعية، من خلال إطلاق ما سمته ((التحالف الإسلامي)) والذي لم يُكتب له النجاح، بعدها أقامت حلفا إستراتيجيا مع تركيا لمواجهة إيران، لكن حتى مع طموحات أردوغان التوسعية، ومحاولته لإعادة حلم الدولة العثمانية، إنسحب بهدوء لأنه رأى أن إعدام الشيخ نمر النمر هو محاولة لجره لحرب طائفية، لن يستطيع أن يدخلها بسبب طبيعة التركيبة الديموغرافية لتركيا (أكثر من 20% من الطائفة العلوية). قبل إعدام الشيخ نمر النمر، حذرت الولايات المتحدة المملكة من المضي قدما في هذا الأمر، لأنه سيشعل النار كالهشيم في منطقة تعتبر إستراتيجية بالنسبة لهم، عندها لن تستطيع الولايات المتحدة التدخل لصالح المملكة، ومع هذا أصر حكامها على إعدام الشيخ، ضاربة بنصائح حليفتها الكبرى عرض الحائط (بحسب مارتن إنديك، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد بروكينجز) لأنها أخذت تشعر بإبتعاد الولايات المتحدة عنها شيئا فشيئا، بما يوحي وجود خطة بديلة للولايات المتحدة، لا تكون فيها المملكة عنصرا فاعلا فيها. قد يبدو للعيان بأن إعدام الشيخ النمر، رسالة موجهة الى طهران بعدم العبث بأمن الخليج، لكن واقع الحال يشير الى أن للرسالة مديات أبعد، فهي تحاول إيصال رسالة للولايات المتحدة، بأن المملكة لديها أوراق كثيرة تلعب بها لزعزعة أمن مصدر الطاقة الأكبر للصناعة الغربية، وعلى الغرب الإنصياع للمملكة والتودد إليها؛ بدلا من تركها وحيدة أمام المارد النووي الإيراني. حسبنا القرآن الكريم وهو يخبرنا عن الظالمين والفاسدين، وكيف يهلكهم ويدمر قراهم تدميرا، لأنه يعيثون في الأرض واعباد فساد وظلما، وعندما يرى الباري جل وعلا بأن هناك أصوات تنادي بشجاعة ضد هؤلاء، فإنه يقف معهم، وما صوت الشيخ النمر إلا واحدا من هذه الأصوات، التي ستعجل بنهاية مملكة آل سعود، وقد يكون خطاب الرئيس الأمريكي من البلاغة بحيث نقف عنده لمحاولة تفكيك ما يقوله، حيث يقول ((أن للولايات المتحدة هدفان: الأول، منع إيران من امتلاك قنبلة نووية وهو ما حصل من خلال الإتفاق التاريخي الشهير.. الثاني، تفكيك القنبلة النووية “السعودية” المتمثلة في الفكر الوهابي الذي أنتج “القاعدة” و”داعش” وكل التنظيمات الإرهابية المجرمة.
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكساد في العراق، ليس بدون حل ولكن؟
-
السعودية: إستثمار سياسي وأمني ومالي باهظ، لكنه غير مجدي!
-
ملاحظات على قانون الموازنة لعام 2016
-
التحالف السعودي، رشاوى وتهديد
-
قراءة في الواقع الشيعي الشيعي
-
اردوغان؛ الحشد الشعبي في الميدان..!
-
الإنسحاب التركي، ما بين الجهد الدبلوماسي وفرق الموت!
-
النجيفي ودولته السُنية
-
الإجتياح التركي لشمال العراق، من المستفيد؟
-
التقارب الروسي الفرنسي، على حساب من؟
-
لمصلحة من تطلق النائبة الفتلاوي أضاليلها؟!
-
صهاريج داعش والطائرة الروسية
-
الفساد وأمور أخرى
-
الربيع العربي بدأ في العراق
-
العبادي وعملية الإصلاح!
-
ماذا بعد إستهداف الشخصيات الوطنية؟!
-
سوريا واجتماعات فيينا
-
إيرادات داعش النفطية!
-
سوتشي روسيا، السعودية
-
نحن والحسين، وحقيقة خروجه على الظلم!
المزيد.....
-
-خدعة لن تتكرر-..الأزهر يرد على مخططات ترامب لتهجير الفلسطين
...
-
استخدام الحشيش أثناء الحمل.. مخاطر خفية تهدد صحة الجنين
-
فنزويلا تتهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتمويل القوى
...
-
رئيس وزراء اليابان يؤكد التزام بلاده بإبرام معاهدة سلام مع ر
...
-
مشاورات لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة لبحث -تهجير الفلسطين
...
-
-أكسيوس-: روبيو يخطط لزيارة الشرق الأوسط
-
الجيش السوداني يتقدم نحو وسط الخرطوم ويقترب من القصر الجمهور
...
-
الولايات المتحدة تصادر طائرة ثانية للرئيس مادورو (فيديو+صور)
...
-
ترامب يفرض عقوبات على الجنائية الدولية، ورئيس وزراء إسرائيلي
...
-
العلماء الروس يبتكرون منظومة للتحكم بسرب الطائرات المسيرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|