حيدر نضير ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 23:03
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
دعاء ام ايتام
*************
اعلم ايها الرب ان الشهادة في سبيلك لها جنات تجري من تحتها الانهار ، وافهم ان المعتدي يجب ان يردع من قبل رجالات وطنه بكل انحداراتهم ، لكن الذي لا اطيق تحمله ان ارى واسمع واشعر والتمس ان مايسمى بقادة البلد من الطبقة السياسية ! هم من يعلنوا صفارة البداية لاشواط الدم والفقر وجرائر الحرب التي لا تنتهي . ثم ناتي بعد ذلك لنضع سيناريو الخراب هذا في قوالب ( المؤامرة الكبيرة ) ثم يدعون فلذات اكبادنا للتوجه صوب الهاوية وفك النار وهم مازالوا لا يميزون او يفقهون ان شهادتهم تتقدم ليبقى النعيم الدبلماسي الحزبي وبحبوحة هارون وقارون والبرلمانيون .
اعلم كل ذلك يا الله واعلم انك قد اطلت الصبر والمر منا ولم يبقى للرحمة او الاستغفار او الشفاعة محلا وحلا ومقصدا لمعدة اولادي الصارخة جوعا لماذا خرج ابي ولم يعد ؟ اي وطن مصمم كمصيدة كرسي يستحق ان استشهده له لينتصر الحزب ويطيل الحيف بالشعب من كل فج مرير .
ادعوك ودكان المعمم يبيع وصاياك مجانا في العلن وهو نزهيه لا يستقطع من المواطن البسيط الا اجور التكلفة الخاصة بالحمل على اكتاف عمرنا المنهوب واجور نقل الهذيان الفلسفي من قبل رئيس القائمة ، بالاضافة الى نفقات المواد الحافظة على المنصب ولعبة الاقتراع الغبية .
اما العلمانيون فقد ارادوا تطبيق ما يجري في بارات باريس ومشارب الخمر والتدليك في اوربا الى هنا ، الى بلد تنام بها الديانات كلها .
الكل بدون استثناء لا بذا يرضى ولا يرضى بذا ، والجميع يريد الوطن على مقاسه سفرا مفتوحا ، راحة دائمة وبيتا منعما يجري من تحته دم الابرياء ، هذه القصور التي تبنى اسرع من طرفة عين لا يجرئ ابناء الفقراء او الشهداء اوالمهجرين ان يقربوها حتى على صعيد الحلم .
ابصرت الدنيا عابدة مثل امي وابي ، كنت اضع فتات الخبز امام بيت النمل لاخفف حمل المحمول في ذلك الطريق البعيد المجهول ، كنت اؤمن ان الرزق على الله لا من على الناطقين باسمه المتخذين دور رئاسة السماء والارض .
ادعوك من قلب تجرع الحيف من كل مذاقات الحروب ، ادعوك فاقدة زوجي ، حاجتي وحاجات اطفالي ، ادعوك وقد دعاني لمكتبه اكثر من رجل للنيل مني بصورة او باخرى .. ادعوك ان تاخذ كل من كذب عليك مع الناس وان ترميه بالنار كما اعتدنا سماع ذلك صغارا .. وياليتنا لم نكن كبارا او لم نأت اصلا .
#حيدر_نضير_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟