بُكَاءُ قَصِيْدَة

علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 03:28
المحور: الادب والفن
    

بُكَاءُ قَصِيْدَة

علم الدين بدرية

ثَمِلَ الْقَمَرُ ذَاتَ لَيْلَةٍ
اِنْسَكَبَ الْخَمْرُ عَلى وَجْنَتِيّهِ
اِخْتَلَطَ صَفَاؤُهُ بِلَوْنِ الدِّمَاءْ
قَالَ الْفَلَكِيُّون ، قَمَرٌ غَاضِبٌ
بّدْرٌ أَحْمَرُ يَعْتَمِرُ قُبَّةَ السَّمَاءْ
الْوَافِدُونَ مِنْ بِلادِ الضَّبَابِ
أَوْقَدُوا آخرَ الشّمُوعِ
وأَغْلَقُوا مَنَافِذَ الرِّجُوعِ
إلى أَحْضَانِ الشَّريْعَة
خَجِلَ الْمَسَاءُ مِنْ عُيُونِ النُّجُومِ
وَانْدَلَقَ كَأْسُ النَّبِيْذِ الْمُتْرَعَةُ
بَيْنَ السَّحَابِ
عَلىَ أَوْتَارِ حَضَارَةٍ صَرِيْعَة
***
يَا قَمَرًا بَكَتْ عَليّهِ الْقَصِيْدَةُ
أَحْرَقَتْهُ دُمُوعُ الْعَاشِقِيْن
وَرَثَتْهُ الطُّفُوُلَةُ الْبَريْئَةُ
لاَ تَسْتَفِقْ مِنْ حُزْنِ النّهَار
لَمْ يَعُدْ لِلشَّمْسِ نُورٌ
شَوَّهَتْهُ يَدُ الإنْسَانِ فِي عِزِّ الظَّهِيْرَة
الْمَغُولُ أَضْحُوا عَلىىَ أَبْوَابِ الْمَدِيْنَة
ضَاقَتِ الأَرْضُ ...
تَقَلَّصَتِ الأَبْعَادُ عَلىَ تُخُومِ الْخَليْقَةِ
لاَ الصَّحْرَاءُ وَآحَاتٍ
ولاَ الْلُغَةُ رَفِيْقَة
ألْوُجُوهُ غَرِيْبَةٌ .. غَرِيْبَة
الْجُرُوحُ النَّازِفَةُ اِمْتَزَجَتْ رَائِحَتُهَا
بِالْيَاسَمِيْن الشَّامِي
وَالْقَهْوَةِ الْعَرَبِيَّة
لَمْ يَعُدْ لِلْعُرُوبَةِ نَكْهَةٌ
وَلَيْسَ لِلْخُبْزِ خَمِيْرَة
تَدَحْرَجَ النَّدَى عَلىَ أوْتَارِ الْفَجْرِ
وأَغْلَقَتْ أَكْمَامُ الْوُرُودِ الْخَمِيْلَةْ
***

#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات