|
من هو اغلى الوطن ام المنصب ؟؟؟
رامي الغف
الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 21:34
المحور:
القضية الفلسطينية
من هو اغلى الوطن ام المنصب؟
بقلم/ رامي الغف*
قال تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )
ثمانية سنوات عجاف سارت وما زالت تسير ببطيء لتمر بأشلاء جسد محتضر وبطالة وفقر لا يعدان ولا يحصيان، وخدمات لا تذكر وموازنات وهبات ومنح مالية مسروقه، وتيار كهربائي معطوب، ومياه شرب ملوثه، وخطط عمل وبرامج واستراتيجيات لا تنفذ، وقوانين وتشريعات لم ترى النور وبقيت في ادراج المجلس، وسرقات عينك عينك من المتنفذين على رقاب الناس، وسفارات تحولت لغرف تجارية واستثمارية وعلاقات مالية، ووزارات مشلولة، وهنا من الواجب ان ننبه وننتقد ونكتب ونتظاهر لحين تحقيق ما نصبو اليه من مسئولين ومتنفذين وأصحاب قرار عارفين لحقوقهم وغير ملتزمين بواجباتهم تجاه وطنهم وشعبهم، وليس لأحزابهم وفصائلهم وتكتلاتهم!!! سؤال يبقى في الذهن لنستذكره في حياتنا اليومية، إلا اننا لن نبخس الناس اشيائهم فهناك الكثير من المسئولين والقيادت وأصحاب القرار يدافع عن حقوق وقضايا شعبهم ومنهم من دفع ضريبة كبيرة سواء بالتهديد وإطلاق الرصاص عليه، وهؤلاء لا نقصدهم بكلامنا، انما هناك حيتان تعمل لمصالحهم ولأنفسهم، ويعتقدون إننا لا نعلم بهم.
لقد حملَّ شعبنا الفلسطيني الكثير من المسئولين وخاصة اعضاء مجلسنا التشريعي، والذين انتخبهم قبل عشره سنوات، أمانة كبيرة في أعناقهم وهو العيش بكرامة في ظل دولته الفلسطينية العتيدة، وتوفير المعيشة الكريمة لهذا الشعب وتوفير الأمن والأمان له، ولكن للأسف الشديد كثير منهم غيرتهم الأيام والمناصب الزائلة وغيروا مبادئهم بسبب وهم اسمه المنصب، فتركوا أبناء جلدتهم ومحبيهم وتنصلوا من مبادئهم وحتى من أهلهم ومعارفهم وجيرانهم وأقاربهم وأنسبائهم، كثيرون هم من ساقتهم الدنيا وراء أوهام فارغة فاعتقدوا أنهم بملامستهم أطراف الكرسي والجلوس عليه أنهم أصبحوا ملائكة وأنهم باتوا من عالم آخر ونسوا وتناسوا أن ذلك المنصب ما هو إلا لفترة محدده وقد ينهيها الشعب في أي لحظه وينتهي كل شيء، فاعتقد البعض من أصحاب النفوس الضعيفة انه بوصوله إلى ذلك الكرسي أو ذلك المنصب أنه أصبح فوق القانون، وأنه الملك فنسي لما هو في هذا المنصب نعم انه تناسى الكبير والصغير تناسى الشيخ والطفل والشاب والمرأة تناسى المريض والعامل والجريح وابناء الشهداء والاسرى والمسحوقين والفقراء، تناسى كل من منحه الثقة كي يكون المتحدث باسمه في عضوية المجلس التشريعي، ولم يعد يفكر بشيء إلا المنصب والخدم والحرس والسيارات الفارهه والطلعات والطشات والزيارات من هذه الدولة إلى تلك، وغير ذلك من مكاسب شخصية لا تعود على المواطن الفلسطينيي الذي اختار هذا المسئول أو ذاك ليكون في خدمته وليحقق له مطالبه.
نعم لقد تغير الكثيرون ممن إنتخبناهم وممن كانوا يلهثون وراء أصوات أبناء شعبهم وباتوا بعيدين كل البعد ولم يفكروا للحظه أن من أوصلهم إلى عضوية المجلس او السفارة او الوزارة أو المنصب هم أبناء شعبهم، الذين تنكر لهم هذا المسئول ولم يرد لهم الجميل، وهنا أُذكر هذا المسئول أو ذاك أن المناصب زائلة وأن القيادات أوهام ولن تبقى إلا الروح الطيبة والمعاملة الحسنه والتي تبين بالفعل معدن الإنسان وهى التي تخلق روح المودة والصداقة، ومهما طال الزمان أو قصر فأنت عائد لا محالة إلى حضن الشعب والى شوارع المدن والى حواري القرى وأزقة المخيمات التي خرجت منها، وهو من سيحكم عليك ويحاسبك حتى لو ذهبت لآخر الدنيا وفكر جيداً يا عضو المجلس التشريعي، ويا أيها المسئول ويا ايها السفير او ايها الوكيل او ايها القائد والوزير كم ممن تسلموا مناصب ومقاعد وكراسي، قد ذهبوا وتركوا كل المناصب بل منهم من كان يعتقد نفسه إمبراطورا وها هو الآن قد عاد يعيش بين ابناء شعبه بعد انتهاء فتره تكليفه، وكم من الوزراء الآن يُحاسبوا أمام القانون لارتكابهم الخطيئة بحق المال العام وشعبهم، وكم منهم من دخل السجن بل ربما قد تكون نهايته مؤلمه.
أيها المسئول عليك التفكير بعمق وتذكر قول الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعينه فالإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راعٍ وهو مسئول عن رعيته).
نعم كلكم راع كلكم موجودون لخدمة أبناء شعبكم، فكثير من الوجوه قد رحلت مأسوفاً عليها وكثير من الوجوه قد ترحل غير مأسوفاً عليها، إليكم يا مسئولي هذا الوطن حكومته وقادته وغيرهم كل حسب موقعه ويا من كنتم الحريصون على المنصب، فكروا بشعبكم وبوطنكم وليس بأنفسكم وأولادكم فكروا في كيفيه الخروج بالشعب من المأزق ولأجل لقمه العيش والحياة الكريمة، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحُاسبوا وتأكدوا أن المناصب زائلة لا قيمه لها والدوام لله وحده فهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، وان الشعب في انتظار حساب من اخطأ وان المواطن الفلسطيني أمانه في أعناقكم، وأنتم من تحملتم هذه الأمانة فلا تخونوا أماناتكم وكونوا جديرين بالاحترام والثقة وفكروا في كل لحظه تمر بالشعب والوطن.
*إعلامي وباحث سياسي
#رامي_الغف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعب يريد حكومة وحدة وطنية!!!
-
حكمة الشيوخ وطاقة الشباب الفلسطيني!!!
-
كيف سيكون حال فلسطين بالعام الجديد؟
-
الوطن الجريح!!!
-
الوطن الجريح!!
-
عام جديد وأمل جديد !!!
-
الإعلام ومسئوليته الوطنية!!!
-
حركة فتح فلسطينية الوجه عربية القلب!!!
-
المحسوبية والواسطة الفساد الذي لا يقهر!!!
-
حكومة الشراكة الوطنية!!!
-
ليكن عام 2014 عاما لإنهاء الانقسام!!!
-
أمنيات الجماهير الفلسطينية!!!
-
ارحموا عقولنا وأنهوا انقسامكم!!!
-
ساسة في الولائم شركاء وفي الميدان غرماء!!!
-
رؤية الرئيس الصائبة!!!
-
مواصفات الحكومة المقبلة!!!
-
الصلح خير!!!
-
هذه هي الحكومة التي تريدها الجماهير!!!
-
وداعاً يا نصير المستضعفين!!!
-
أنصفوه وارحموه!!!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|