أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال ابو شاويش - بيض-سكر- شاي- وابور و كاز أبيض !














المزيد.....

بيض-سكر- شاي- وابور و كاز أبيض !


طلال ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 14:53
المحور: الادب والفن
    


بيض-سكر- شاي- وابور و كاز أبيض !
يحدثني الرجل الستيني المتكوم أمام منقل النار متسربلا بعباءة قرشية بلا لون : كانت الحياة القاسية قد عقدت صكا مع الشيطان ...عم الفقر المدقع حتى صار الحلم بكوب من الشاي ترفا يتجاوز كل الممكن...كنت أدرس للتوجيهي و داهمني التوق المرعب لكوب من الشاي !
هددت أمي : (إن لم تتدبري الأمر فسأضرب عن الدراسة !)
وأمام تهديدي القوي و أمام خشيتها على تلاشي أحلامها الوردية بمستقبل الأسرة بعد نجاحي انصاعت لرغبتي و أومأت باشارة –أعرفها تماما- من وجهها الطيب .
هرعت سريعا نحو ما نسميه افتراضا بالمطبخ...تناولت وابور الكاز الأصفر الذي طالما أتحفنا بسيمفونياته الجميلة صباحا...ثم تسللت إلى حوش الدجاج...التقطت وفقا ل(دراسة الجدوى) حينئذ ثلاث بيضات وهرولت نحو الدكان الوحيد في شارع اللجوء !
تناول البائع –الحاج الذي لم يحج- البيضة الأولى وصب في الوابور الأصفر الجميل كوبا من الكاز الأبيض ...ثم أخذ البيضة الثانية وكال لي في قرطاس ورقي كوبا كبيرة من السكر و مقابل البيضة الأخيرة منحني قرطاسا ورقيا أصغر من أعشاب الشاي !
أعدت أمي إبريقا صغيرا من الشاي ثم نشرت الأعشاب على قطعة قماش في الشمس ليعاد غليه مرة أخرى لاحقا...
لم أنم ليلتها...أمضيت ليلتي في الدراسة مستمتعا بمذاق الشاي الذي التصق بحلقي حتى الصباح !
يحرك الرجل الجمرات في المنقل و يطوي عباءته على صدره بحثا عن بعض الدفء ويكمل :
الأن...أرى الواحد من أبنائي يقضي وقته محدقا في شاشة جواله ...يقلب بأصابعه المصفرة من تبغ السجائر صفحات الأنترنت على حاسوبه الشخصي و يتابع بطرف عينه شاشة التلفاز ...يضع الجمرات بأناقة على رأس شيشته...يرتشف رشفات متتالية من (ماق ) الكوكتيل ثم يزفر قائلا :
-أف...حياة قرف في قرف...بدنا نهاجر !!!



#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي وانا و السائق !
- دقة_ورمش‬-;-!
- الى د احمد يوسف...مع الاحترام
- كاراج الجنوب
- لا قداسة مطلقة للمقاومة!
- كلنا مقاومة...ولكن !
- اخر تغريدات حلمي المهاجر !
- مناهج حقوق الإنسان بالأونروا ...فلسفة تربوية وطنية أم رؤية ا ...
- عساف )2)
- تعليقا على المواقف الظلامية من عساف(1)
- اعتذار لاسرانا!
- يا مصر عودي!!
- ليس ردا على مصطفى ابراهيم
- اعشق الجينز...امقت الجلباب!
- الجل و الجينز و العصا!!!
- عبثية...........2
- عبثية!!
- في يوم الارض
- لا للمصالحة!
- ادارة الانقسام لا انهائه!


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال ابو شاويش - بيض-سكر- شاي- وابور و كاز أبيض !