أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان غازي الرفاعي - كلمة لا بد منها














المزيد.....

كلمة لا بد منها


عدنان غازي الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 00:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



.. كلمات تخرج من قلبٍ عشق كتاب الله تعالى .. مدادها روحٌ حامله فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها .. تخرج من نفسٍ لوَّامةٍ ، ترتعد خوفاً من مخالفة مراد الله تعالى ..
.. بفضل الله تعالى ومنَّته ، ربع قرن تقريباً وأنا متفرِّغ للبحث في كتاب الله تعالى ، اطَّلعت فيها على معظم الأبحاث التي كُتبت في مختلف مسائل الفكر والعقيدة والفقه ، في الماضي والحاضر .. وهداني الله تعالى إلى تناول مسائل جديدة ليست مسبوقة ، وإلى تفنيد الكثير ممّا حمله الموروث إلينا ، وأبحاثي تشهد على ذلك ..
.. لامني - بذلك - الكثيرون .. هدَّدني الكثيرون بمختلف أشكال التهديد .. هاجمني الكثيرون بمختلف أدوات الإعلام .. عانيت الكثير في هذه المسيرة .. لكن .. يشهد الله تعالى لم يزدني كلُّ ذلك إلاَّ إصراراً وتمسّكاً بالحق ، وهمَّةً في المزيد من العمل خدمةً لكتاب الله تعالى ..
.. وفي كلِّ ما هداني الله تعالى إليه ، لم أُنكر فريضة من الفرائض ، وما كان هو العكس ، فقد استنبطت من كتاب الله تعالى عدد ركعات كل فريضة من فرائض الصلاة .. ولم أُنكر شعيرة من شعائر الحج ، وما كان هو العكس فقد أضفت - استنباطاً من كتاب الله تعالى - بعض جزئيات الالتزام المفروضة على الحاج .. وحتّى في المواضيع الفقهيّة ، كالطلاق مثلاً ، تردّدت سنين حتى نشرته ، حتّى تيقّنت من الدليل بنسبة مائة بالمائة ، ومع ذلك ، قلت بأنَّ هذا الاستنباط ليس فتوى ، إنّما أدلّة أضعها أمانة في أعناق الأمّة ، أبرأ بها إلى الله تعالى ، وأقوم بواجبي تجاه كتابه الكريم .. والله تعالى يشهد أنَّه اتّصلت بي أسر آمنوا بعدم عودة الحياة الزوجيّة بينهما حتّى نهاية العدّة ، وكنت أقول للجميع : أرجو ألاَّ يسبب ذلك خللاً في حياتكم الأسريّة ، فاجتهادي ليس فتوى ، والأمر يعود إليكم ، والهدف هو المحبّة والتفاهم في حياتكم الأسريّة ..
.. بفضل الله تعالى ، فتحت أبواباً للتدبّر .. لكن .. بشكلٍ مضبوط ، لا شطط فيه ، ولا هوى يتمّ فرضه على دلالات كتاب الله تعالى ، وبما يخدم الناس ، ولا يشكِّكهم بشعائر عباداتهم الأساسيّة التي تكفَّل الله تعالى بحفظها .. وكنت في كلِّ استنباط أعود في كلِّ مقدِّمة إلى كتاب الله تعالى ، وأدع الأمر يختمر ويأخذ حقَّه ، وكنت - وما زلت وسأبقى بإذنه تعالى - مستعدَّاً للتراجع والاعتذار عن أيِّ سوء فهمٍ يمكن أن يحصل ..
.. لكن .. أُفاجأ أنَّ أسماء كبيرة لها مكانها في الإعلام ، ولها مريدوها الكثيرون ، وأصبحت أعلاماً يشار إليها ، بدأت تخطُّ سبيلاً يبتعد عن سبيل كتاب الله تعالى ، تحت شعار التدبّر في كتاب الله تعالى ، وعدم الثقة بالموروث ، وبشكلٍ فاضح لا يحمله كتاب الله تعالى .. وذلك لدرجة أسوأ حتّى من عفن بعض جوانب الموروث ..
.. منهم من يعتبر الصلاة أموراً روحيّة ، وليست هيآت كما نعلمها ، يعني في النهاية إلغاء مناسك الصلاة .. وآخرون يريدون اختزال الصلوات .. وآخرون يشكِّكون في بعض نصوص كتاب الله تعالى ، بعد أن أخضعوها لأهوائهم .. وآخرون يدعون الناس للصوم في أيلول أو آذار كونه يتساوى فيهما الليل والنهار .. وآخرون يدعون لدفع فدية بدلاً من الصوم حتّى لمن يستطيع الصوم ، بحجّة الاختلاف الكبير لزمني الليل والنهار في المناطق القريبة من القطبين .. وآخرون يدعون للحجِّ في أيِّ وقت من الأشهر الحرم .. وآخرون يعتبرون ليلة القدر في أيِّ زمن .. وآخرون يزعمون أنَّ مكان المسجد الأقصى وبيت الله تعالى ليس في المكان الذي نعلمه .. وآخرون .. وآخرون .. وآخرون ..
.. وهنا أقول : مدرسة القرآن الكريم التي اعتبر نفسي تلميذاً فيها ، مبنيّة على إدراك لغة نصوص كتاب الله تعالى ، وعلى نفي الشبهات ، وعلى التيقّن وعدم التسرّع في أيِّ طرحٍ خصوصاً ما يتعلَّق بالشعائر والحياة المباشرة للناس .. أقول : منهج الله تعالى هو رحمة للناس ، وأنزله الله تعالى لخدمة للناس ، وليس سبباً في اختلافهم واقتتالهم .. أقول : الله تعالى أنزل كتابه الكريم من حوالي ( 14 ) قرناً ، وتكفَّل بحفظ الذكر الذي نزَّله ، والذي منه شعائر العبادات ، ولم يدع الناس في تيه حتّى نأتي نحن لنثبت أنَّ ( 14 ) قرناً كانت فيها الشعائر خاطئة ، وأنَّ بيت الله تعالى والمسجد الأقصى في مكان آخر ، وأنَّه من الآن بدأت الحقيقة ..
.. نعم .. تمَّ الالتفاف على بعض أحكام كتاب الله تعالى ، هذا صحيح ، وتمَّ تلفيق الكذب على الرسول صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم .. لكن .. لا نستطيع أن ندرك لغة كتاب الله تعالى - وبالتالي أحكامه - انطلاقاً من الفراغ ، ومن القفز فوق جميع قواعد اللغة ، وثوابت ما نعلمه عن دلالات جميع الكلمات فيه .. التفاف بعض جوانب الموروث على بعض أحكام كتاب الله تعالى ، لا يعطينا مبرِّراً لتطرّفٍ آخر أبشع من تطرّف عفن الموروث ..
.. لذلك .. أبرأ إلى الله تعالى من كلِّ ما يشكِّك بشعائر منهجه التي هي جزءٌ ممَّا تكفَّل جلَّ وعلا بحفظه .. وأشهد الله تعالى أنّني لم أقصد يوماً من الأيّام إلى هدم حقيقة واحدة ، ممّا لا يحمل كتاب الله تعالى لها نقيضاً واضحاً جليّاً يدركه من يدرك الحدَّ الأدنى من قواد اللغة العربيّة .. والمدرسة التي أنا تلميذٌ فيها ، بريئة من كلِّ ذلك .. من يريد خدمة كتاب الله تعالى ومنهجه ، عليه أن يبتعد عن كلِّ هوى يجعله في سبيلٍ آخر دون أن يعلم ..
.. يشهد الله تعالى .. لا أقول ذلك من باب تزكية نفسي وما كتبت .. لا والله العظيم .. إنّما أقول ذلك لنفسي أوَّلاً ، ولغيري ، ممّن لا أشكُّ بنواياهم الصادقة النبيلة .. أشهد الله تعالى على ذلك .. ومن بعده كلَّ إنسانٍ يعنيه كتاب الله تعالى ..



#عدنان_غازي_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية اسرائيل في القرأن الكريم
- مقتطفات من كتاب (الحق الذي لا يريدون)
- القول الشافي في اية (تقاتلونهم أو يسلمون)
- مفهوم كلمة (عربي ) في القران الكريم
- أكذوبة الجزية بمفهومها التاريخي (بحث مفصل )
- هل معجزة العدد 19 ذُكِرَت في القران الكريم؟؟
- الرد الشافي على الذين يؤولون ايات القران لمجاراة فرضية التطو ...
- تفسير أية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله.....


المزيد.....




- عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة
- القوى الوطنية والإسلامية في القطاع: أهل غزة يمثلون طليعة الج ...
- قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
- جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ ...
- الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع ...
- ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية ...
- نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا ...
- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...
- حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص ...
- المئات من الكاثوليك في بيرو وغواتيمالا يحتفلون بأحد الشعانين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان غازي الرفاعي - كلمة لا بد منها