عليا محمد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 11:44
المحور:
الادب والفن
مثواك قلبي
ياقلبي ..
ممتدّاً تظلُّ بين النشيج
والصبر ..
حين يصبح الصبر هامشاً
لا يُعتدُ به !
تقبع بين صمتي وصراخي
حين يكون الصراخ الفرصة الأخيرة
للصبر !
علمني كيف أتمنى
أمنية يمكنها
المكوث !
فالأماني ترحل
وما بين الأنتظار والأنتظار
أنسحق !
تائهة بين غبار نجومك
وما بين الذرة والذرة
أحترق !
عذبٌ ذلك الحب الذي في أخرهِ
لا نفترق !
كرامتي وعذابي والى
الأبد ..
وشمٌ على لوحّي
المحفوظ ..
ليتنا ولو لمرة واحدة , نتشارك
خيبة ..
ففي كل مرة أفوز بها
وحدي !
أمنحني بعضاً من قسوة
لعلّي أتعلم درس
الجحود ..
وكيف يقتسم العالم كل هذا
الظلام !
وكيف تُنسى المواعيد
والأعياد !؟
مثواك قلبي
المبتهج بآحتوائك
مُبطنّةٌ شراييني
بحرير التشوّق الداكن
ملفوفة أرواحنا
بأمنيةٍ ، تغنّجت ساعة
وولوّلت أخرى , بثقوبها
الريح !
أختزل الصرخة الكبرى للتيه
بآهة ..
أكتمها بكفّي
ويفشي سرها بريق
الدمع !
وأحتمي من تبعثر الوقت
البلا جدوى ، بشبّاكٍ
أنتظرك فيه !
مثواك قلبي
جنيناً كثير الضجيج
بين الفينة والفينة
أتلقى نبضة هاجرة
فأعرف أنك بي تحيا , ياطفلّي
الأغلى !
مثواك قلبي
رغم قلبي
رغم السنين
رغم السهم المارق عكس
الريح !
في كل مرة أصافح همسك
تترك لي منك شيئاً
ما ..
حتى باتت كل أجزائك
عندي ..
فآستعد ذاتك أن
أستطعت !
أقبض على الذكرى
بأصابعي العشر
وأغرز أظافري فيها
فتستكين !
ويداعب النسيم ماتنزّه مساماتي
فتشعر أنت
بالبرد !
كم أخبرتك أننا مثوى
بعضنا ..
وسيكون مثوانا الأخير
معاً ، لكنك
لا توقن !
أبحثُ عن حفنة سكر
أداوي بها مرارة ريق
حنيني ..
فلا أجد !
مكشوف تحت الشمس ما بيننا من
بقايا ..
وملحك الذي طغى
فوق المدّ ..
يزرع الخوف في
مجذافي !
والبُعد يفقأ مرارة
صبري ..
وعُمري ، رهينة بينك
وبين ماتصورته
أنت !
حين تبدو الأشياء بلونها
الحقيقي
يلوح غسق المعاني مائلاً
للمغيب ..
والوقتُ بلون التراب
والدمع المالح ينادي أباه
البحر ..
ليعود .. اليه !
#عليا_محمد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟