احمد سلمان حسين ال لكتاب
الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 21:39
المحور:
الادب والفن
بعد رحيل اديب الجنون العراقي
المثقفون العراقيون يتحدثون عن اسباب رحليه مابين الانتحار والمرض والادمان
احمد السلمان
جسده النحيف يحمل افكارا من النوع الثقيل في عدة مجالات فهو الكاتب الذي اختص بأدب الجنون في العراق وبطريقة فلسفية , في مجاميعه القصصية يتقمص دور الجنون وهو في الحقيقة خاض هذه التجربة في مصحة الرشاد والتي ادعى فيها الجنون هربا من زحمة الحروب , واجاد في تمثيل الدور حتى ان اشهر الاطباء في الامراض النفسية لم يكن لديه اي شك في ان ميري مجنون في الحقيقة , ورحلتة في الحياة يمكن ان نطلق عليها رحلة سندباد ارتدى ثوب الجنون ليبحر في عوالم نحن لانراها بالتاكيد وهو الوحيد الذي يرى ذلك ويدونه عبرة وريقات صغيرة او قصاصات وحتى انه دونها في ذاكرته خوفا من عيون المتربصين له للايقاع به ,
الكاتب والناقد علاء الماجد
ضير ميري ، اسم يثير الجدل ،فلطالما ارتبط هذا الاسم بنقيضين، الابداع والجنون ، قد يراهما هو ليس كذلك ، على حد العبارة التي تقول " الجنون فنون " . ابدع خضير ميري في سبر غور الشخصية المجنونة, واكتشف عوالمها, نتيجة تجربة قاسية فرضها هو على نفسه او فرضها عليه نظا م مستبد يبني امجاده الوهمية على جثث الناس , سواء فلاسفة كانوا ام اناسا عاديين . هل كان ميري مجنونا بالفعل ,او كان يدعي الجنون ،او هو شخصية مركبة من الجنون والحكمة ؟ وهل انتجت هذه التجربة القاسية فيلسوفا عراقيا او مشروعا لذلك ؟ بغض النظر عما يراه الاخرون . ميري , قاص وروائي وشاعر وناقد ومعني كثيرا بالفلسفة , قد يكون كل ذلك بسبب نهمه للقراءة منذ سن مبكرة , فالذي يعرفه لابد ان يعرف ان خضير ميري يقرأ اكثر مما يكتب , ليصبح الآن موسوعة نادرة . ميري الذي دخل عالم الجنون أعقل منا " وهذه مفارقة " لكنه لم يخرج من عالمه هذا لحد الان .
القاص والشاعر محمد الذهبي
لم يجمعني بخضير ميري سوى لقاءين، في اللقاء الاول كان الحديث يدور حول عموده الذي نشره في الصباح ورثى به صباغ الاحذية الذي استشهد في ساحة التحرير، وكان يوازي بينه وبين جيفارا في ثورية هو يفلسفها بحسب ارائه الفلسفية الخطيرة,واللقاء الثاني كان سريعا ولم نتطرق في اللقاءين الى هيجل او كانت او نيتشة او الغزالي، الصخب المحيط بنا خلف اثارا ضوضائية ومنعنا من تناول اي حديث يحتاج الى السكون.على الرغم من ان علاقتي بميري لم تكن حميمية، لكنني كنت انظر اليه بانه اتخذ طريقه متفردا في هذا المضمار ولذا كانت نهايته.حاله حال الطفل الذي احرج ابو العلاء المعري وطلب من اضافة حرف لحروف اللغة العربية فماكان من ابي العلاء الا ان تنبأ بموته .وكذلك خضير ميري سحبته الفلسفة كما قضت من قبل على فلاسفة آخرين وكانوا اقل عمرا ربما من خضيرعلم الشك هذا هو الذي يقرب نهاياتنا,لايمكن ان يحيا الانسان بايديولوجية مبنية على الشك في كل شيء.فيستسلم في النهاية للموت.لقد تنبأت بموت خضير ميري منذ اللقاءين
الاعلامي كريم العبودي
اسباب وفاته الادمان المفرط كما أشيع , لم احاول شيئا لاني لا اعرفه شخصيا .. لم افعل شيئا ولكن غيري نصحوه بالكف عن تناول الخمر فرفض , وفاته عادية مرت مرور الكرام كما الخراف حينما تذبح حيث لا وجود للثقافة في بلد العجائب والغرائب !! ( كلام ليس للنشر )
الفنان صفاء عيدي من القاهرة
يتعب اي شخص لانتقاء مفردات للكلام عنه . شخصية منفردة تراه في المقدمة في اي محفل او مكان.هو مشطور داخليا بين الواقع والخيال الافتراضي الذي عاش فيه وصديق يرئ الاشياء غير مانراه نحن شخصية صعب تكرارها في الوسط الثقافي.
الاعلامي عباس جبر
لانه في زمن العقلاء المجانين اختار ان يكون محنونا حتى لايكشفه المجانين ..وفق قاعدة ابتر بين البتران ..وهكذا حافظ على عقله من جنون المجانين ..وها هو يرسم على شفتيه ابتسامة ظفر لانه ترك معاقل المجانين الى مدن العقل واليقين, اما اسباب موته فهو ورقة صفراء جاء اجلها ورحم الله روحه الطاهرة ..وقد هزت وفاته المفاجئة الوسط الثقافي ..بين مصدق وغير مصدق وانا من غير المصدقين حتى سالت عليه صديقه الوفي حميد المختار فاكد الخبر ..انه فقدان حقيقي لانسان ومثقف وفيلسوف ..جهل من الجنون وسيله لنقل فلسفته الحياتيه .هروبا من طغيان البعثيين.اعتقد ان العهد الجديد بعد سقوط الصنم فسح له مجالا في ممارسة رغباته الادبية والفكرية ..اما ردود افعال الوسط الثقافي فانه يعتمد على امتصاص اثر الصدمة ..وبعد ذلك سيكون لميري السهم المعلى في التابين ولتذكر باعنباره رمز وطني لكل مثقف..وسيكتب عليه الكثير ..من الثناء والدراسة لانه ظاهرة فلسفية ادبية نادرة .
الملحن والمطرب قاسم ماجد من البحرين
اتمنى أن يطلب من اهله أن تجمع وتظهر بكتاب وفاء لنحيف اثر ان يكون مجنونا بقصد حتى يكون فيلسوفا بمجد.مجد خضير ميري في الثقافة العراقية والعربية كبير ، وهذا ما صرحت به القاهرة قبل بغداد .واليوم بدون ميري تفقد الثقافة العراقية وجها اعتبره ظاهرة اليفة ومتميزة ولا تتكرر. وربما هذا الرحيل المسكون بليالي المرض والسهد ومنادمة الكأس ( الحنون ) اظهر فينا مدى قلقنا على فقدان تلك الظاهر الاليفة والمضيئة والمتفردة في الثقافة العراقية.
الاعلامية زمن العبيدي
لو نتحدث عن الموت فهو حق ولكل أجل كتاب ,أما وفاة الإنسان خضير ميري قلت انسان ولم القبه بلقب كونه يحمل كينونه صادقه من المشاعر والاحساس والضمير والحرص والتفاني من أجل إنقاذ الإرث الذي يحمله هو .ماحاولت أن أفعل شي لأجله سوى أن نطلب له الشفاء حتى في حينها عندما كان في فراش المرض دعوت إحدى الفضائيات التي بأستطاعتها تقديم المساعده الماليه وبأستطاعتها أن تأخذه للعلاج خارج القطر لكنها رفضت لأنها اعتبرت الموضوع غير مهم حتى لم تكلف نفسها بتسليط الضوء عليه . العراق بدأ يخسر كل ارثه الحضاري ميري هو إرث للعراق ومثل ما فقدنا اثارنا في عام 2003 ومثل ما هدمت آثار نينوى ومثل ماتم إهمال الآثار في ذي قار خسر العراق ميري بدم بارد.
الاعلامي حسن عبود
اعتقد سبب الوفاة هو نوع من اﻻ-;-نتحار لكنه ليس انتحارا بالمعنى بل هو ثورة ضد واقع اﻻ-;-مة العراقية وهو يراها تنهار ثقافيا ومجتمعيا بعد ان كانت ملهمة للعرب والعالم .اليوم العراقيون عامة والمثقفين خاصة يصارعون الحياة ويحاولون تأمين لقمة العيش للبقاء فيها.نحن ﻻ-;-نقوى على انتشال زملائنا ﻻ-;-ننا نواجه المصير نفسه.هذه الحقيقة بدون تزويق وﻻ-;- عنترياتووبعد وفاته تستمر الحياة والمعاناة خضير ميري ليس نهاية المأساة اﻻ-;-يام حبلى بالمفاجئات وسيفارقنا الكثير من المبدعين ﻻ-;-ن الحكومة ﻻ-;-تعي لهم اهمية . هؤﻻ-;-ء يحتاجون مؤسسة لراعايتهم واحتضانهم ولسيت بوادر شخصية من هذا او ذاك .الوسط الثقافي تفاعل واستذكر وحزن واقام احتفاﻻ-;-ت التأبين واستعرض اﻻ-;-رث الثقافي واﻻ-;-دبي للفقيد وهذه الحدودالطبيعية في تعاطيه مع الفاجعة.
الاعلامي كاظم لازم جريدة الصباح
وحدي فلقد كتبت ياصديقي اكثر من عشره كتب في المخيله والنقد والفلسفة والسرد الروائي والجنون فرغم مرور ايام رحيلك الا اننا نتوقع ان تدخل علينا بشكل مفاجئ من احدالابواب القريبه نحن قادمون اليك احجز لنا مكان خالي من الكذب والخمور المسمومة والنساء الخائنات فنحن لانصلح الا ان نكون معآ ألاننا مثقفون واعلاميون ( حواسم ) فا النكاف قادم الي الجميع وليتحسس كل منا راسه.رحيل في زمن النكاف سألته مرة هل تخشى الموت ؟ قال نعم . لانه يحرمني من متعة التدخين تعرفت عليه نهايه السبعينات عندما فكرنا معآ أن نسرق من احد المكتبات رواية الساعة (الخامسة والعشرون) وبعد جهد كبير نجحت العمليه بعد ان هربنا مذعورين الي الزقاق المجاور لنكتشف ان الكتاب الذي سرقنا يحمل عنوان (كيف تتعلم فن الطبخ),خضير ميري الذي هرب من الجنديه والقادسية صوب الشماعيه عسى ان تكون جزء من الحل لكن النساء اللائي تزوجهن ليكتشف قبل رحيل العمر ان الشماعية اهون بكثير من معاشرتهن ,خضير لقد رحلت مبكرآ لانك اصغر من الفريد سمعان اكثر من اربعين عام ولكنك رفعت شعار اسير مع الجميع وخطوتي وحدي فلقد كتبت ياصديقي اكثر من عشرة كتب في المخيلة والنقد والفلسفة والسرد الروائي والجنون .
القاص والرسام ناصر قوطي من المانيا
لم يفاجئني خبر رحيل الكاتب خضير ميري،فكنت أعرف انه كان يسعى الى الموت بخطوات راسخة،كمن يريد أن يلتقي عزيزا طال فراقه.ولكن السؤال الذي يطرح نفسه عنوة هو: ترى ماالذي يكمن وراء هذا الخيار الصادم الذي اختاره كاتب في ذروة عطائه الأدبي ومحمل بمشاريع ثقافية عدة.قطعا أن للمحيط والعلاقات الاسرية والعائلية دور نافذ وفعال بل يكاد يكون حاسما بالنسبة للارواح الحساسة التي لاتجيد المراهنة على وجودها وسط رهانات اجتماعية رخيصة لايجيدها الا السماسرة.المعروف عن الكاتب الراحل ميري خلافاته الدائمة مع عائلته وانفصاله الذي تم بطريقة مهينة له.في جلسة جمعتنا معا في نادي اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين قبل ثلاثة شهور من رحيله مع الروائي الدكتور طه حامد الشبيب،وكان الحديث يدور حول ناقد عربي كان قد أثنى يوما على خضير ميري لحواره المتميز مع الروائي طه الشبيب،وبعد طول حديث غادرنا الدكتور عجلا كعادته،ولم أتفاجأ حين سألني الراحل ميري عن علاقتي مع عائلتي،وهل وصلت الى طريق مسدود.كنت أعرف حجم معاناته الأخيرة التي لايصرح بها إلا لأصدقاءه الحميميين.وما سؤاله عن حالتي إلا استشفاف ولنقل حالة استسقاء،لخيبة فرضت علينا.ضحكت في سري وقلت له:تعلمت ان أحيا مثل شجرة أحول كل صدمة الى ثمرة فكل كتاباتي هي تجارب مرة عانيتها لايهمني شيء ولاتهمني المصائر المزيفة في الحياة. بقدر مصائر شخوص وأبطال قصصي..وليذهب العالم الى الجحيم..كنت أقول ذلك محاولة لمواساته..مواساة احتجتها أنا كثيرا حين مررت بالموقف نفسه،قلت له:انني وصلت هاويتي..فهل علي أن أعبرها أو أغطس فيها..ومن قال انها هاويتي فلم لاأختر هاوية أخرى_ولأننا وحدنا_لأول مرة أرى الراحل ميري يجيد الصمت ولايسابق الآخر في الكلام حتى ذكرته بجملة البير كامو(ياروحي..استنفذي حدود الممكن.).أكملنا الحوار في شقته في الكرادة مع الزميل كاظم ياسين وقد فاض بطرح الأسئلة ذاتها.في الشقة رأيت عمق الجرح الذي لايمكن أن يُرى في روح الكائن الحساس،شممت دم الضحية،ورأيت القاتل والجلاد،وبأصابع مدربة على تلمس الوجع في الشجرة،لمست وجعه،لأنني مررت به.آه..ياميري..آلمتني بعجالتك..ألعن حتى اللحظة التي لم تأت..ولن تأتي بعد.. ألعن من دفعك بتلك العجالة.. بل الفضاضة.أسهبت كثيرا في الكلام معه في طرح خصوصيتي مع العائلة وتقصيري معها ومواقفها النبيلة معي بالرغم من وضعي المزري..حتى أن الراحل الشاعر حسين السلطاني استشارني يوما باعتباري أرملا ولي تجربة بالطلاق تاركا خلفي ثلاثة أطفال.حسب ما ذكر الشاعر حسين البابلي.أجزم أن الراحل المدعوخضير ميري لم يرحل بخياره_رغم انني كتبت في المقدمة_ ثمة أياد آثمة دفعته الى خيار طالما كان يتمناه.لا إزاء انفعالات وارهاصات قلقة خلاقة تشعل حروفه وتشعل نصوصه بالنار المتوقدة.العداء الأزلي يكمن بين الاخضرار وتوهجه في البياض المبهر للشمس مع الاصفرار الذي حوله العظيم فان كوخ نهارات نحلم برؤيتها..الكاتب ميري يذكرني بالكاتب الاردني تيسير سبول الذي انتحر نتيجة هزيمة حزيران لتزعزع ما استقام من حياته، فقد كانت الصدمة مؤلمة وشديدة عليه فبكى الهزيمة دونما انتظار للعزاء ليلقي نظرة على ما ضاع ربما لغير رجعة في يد من لا يرى غير الدمار وسفك الدماء.أسألك ياميري..أنا الآن في المانيا وتحديدا في الشرقية منها حيث ماركس العظيم-ولو صدفة ألقتني الظروف_ ياميري. اليوم ضباب. وأنت مدعوا الى طاولة في المانيا هل تقبل. أنا في منطقة شرقية تسمى فرايبيرغ من ساكسونيا قريبا من كمنست.خضير لاتخف هنا ماركس . هنا شيلر..يوهان غوتيه ..هنا بتهوفن فرانز ليست..هنا الضباب بحيث لاترى أحدا..دعنا لانرى غير أن آذاننا..فكيف بنا ..اذا
الكاتب والسيناريست حامد المالكي
للاسف مات بسبب الادمان ’ حاولت انقاذه ونصحته اكثر من مرة على ترك الخمرة ولكنه لم يتضع , حيث بدأ مشوار انتحاره البطيء بتناول الخمرة منذ الصباحات الباكرة , فقدنا احدى رموز الثقافة والادب اليوم برحيل فيلسوف الجنون خضير ميري.رحمه الله
الكاتب محمد ليلو
اثناء وفاة الراحل لم أكن بقربه لأتحدث بدقة عن ظروف وفاته وعندها سيكون كﻻ-;-مي شهادة حية .في الصيف الماضي هرعت أنا والصديق صادق السليماوي في يوم حار جدا"وعند الظهيرة الى شقة الراحل بناء على اتصال وردني منك اخبرتني إنه يمر بانتكاسة صحية ويحتاج لمساعدة وبقية ما جرى تعرفه.بعدها قمت بزيارات قليلة لشقته المتواضعة ولم تتعمق العلاقة أكثر,بعد وفاة خضير ﻻ-;- رأي لي جديد ، الثقافة في العراق تشبه ورقة وجدت في تنور ، وﻻ-;-حظ أنني قلت الثقافة ولم اقل المثقف لأن مثقفي العراق متهمين بتسفيه الثقافة وعدم بذل الجهود اللازمة والضرورية للنهوض بها ، ولي في خضير ميري مثال صارخ : يمرض المثقف أو يمر بظرف عسيرة من فقر وفاقة فلا يجد من بقية المثقفين أي عون وتضحية الى أن يموت ويتﻻ-;-شى فيرفع المثقفون اعناقهم وينددون وينتقدون ويحتجون وووو.في وعي المثقف العراقي أن الثقافة وظيفة ، وسيلة معيشة ، مهنة تجلب الخبز ، شهرة وبهرجة ، بينما الثقافة ﻻ-;- ترتبط بالضرورة بالدولة والمؤسسة والميزانية وتحديد المناصب وعناوينها ،
#احمد_سلمان_حسين_ال_لكتاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟