أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - الحب ليس له وطن او دين














المزيد.....

الحب ليس له وطن او دين


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


الحب ليس له وطن او دين

حين مررت على مقهى "كلاتيني كافية" في مدينة ملبورن لمحت في زاوية المقهى هذا الصباح الصديق "حيدر الفراتي" والذي لم التقيه منذ زمن طويل.
كانت تبدو على ملامحه الهموم المعفرة بمرارة القهوة ودخان لفائف التبغ التي كان يلفها باصابعه الناحلة.. فتبادلنا التحايا وجلست معه نتشاطر الحديث والقهوة.
وبعد حديث عن الغربة وعن المنافي اشتكى لي الصديق عن مصابه من شجون
وعن سوء حظه العاثر مع النساء ومأساته مع العنصرية والطائفية التي تعرض لها سواء حين كان داخل الوطن قبل اكثر من عقدين او لدى لجوئه الى استراليا لاحقاً!!

اخبرني عن اولى معاناته وخساراته التي بدأت حين ارتبط بعلاقة عاطفية مع زميلته الكردية في جامعة بغداد والتي كانت ابنة لاحد تجار الشورجة.
وكنت شاهدا على ذلك حين كان يزورني الصديق مع حبيبته في شقتي الكائنة في منطقة الكسرة واتذكر ايضا انهما طلبا مني ان ارافقهما ذات يوم بنزهة حول الرصافة بعد ان انتهيت من اخر دروسي في اكاديمية الفنون الجميلة.
كانت الفتاة الكردية الجميلة "جوان" تقود سيارتها المرسيدس الفاخرة بانسيابية وهدوء في الطرقات ونحن نستمع الى اغاني فيروز .
ثم جلسنا في كافيه ومطعم "هو وهي" في الوزيرية فتناولنا المرطبات .. وكانت تلك اخر مرة اشاهد بها الفتاة جوان التي حطمت قلب حيدر الفراتي .. وقد علمت فيما بعد ان والد الفتاة حين عرف بعلاقتهم غضب وزجرها وقال لها بالحرف الواحد:
!! "عندي استعداد ازوجك لكناس كردي ولا ازوجك لوزير عربي"
فكظم العاشق شجونه وخساراته وبكى وحيدا فوق ضفاف الجرح ورجع الى الناصرية بخطى مثقلة بالاسى بعد ان ارتبطت جوان فيما بعد بخطيبها الكردي مثلما اراد لها والدها التاجر وارتحلت معه الى مدينة السليمانية شمالا.
ثم اردف لي الفراتي مفارقات كثيرة فيما بعد ومن ضمنها كانت حكاية حصلت له بعد مجيئه الى مدينة سدني- استراليا .. حين كان في حانة ذات مساء فاعجبت به فتاة يهودية ورقصت معه ثم تبادلا انخاب كؤوس الخمرة والقبل لكنها حين عرفت انه عربي من الشرق الاوسط تركته وغادرت الحانة فبقى في حيره وصدمة!!
واخبرني الصديق انه بعد فترة وجيزة تعرف على فتاة لبنانية من الطائفة السنية.. لكن عائلة الفتاة رفضت مشروع زواجه بعد ان تقدم لها لانه كان من اصول شيعية.. ولم تشفع له افكاره ومبادئه العلمانية والليبرالية التي كان يؤمن بها بل ازاد ذلك من عناد اهلها بافكارهم المتطرفة والطائفية والتي اثرت فيما بعد على تصرفات وافكار ابنتهم .. فشعر ازاءها بالاسف لهذا التغيير السلبي.
اما آخر علاقة عاطفية اثرت فيه كثيرا ورسمت حزنا فوق تضاريس ملامحه وهو كان يبوحها بوجع وحسرة
حين اخبرني بقصة تعارفه على فتاة مسيحية عراقية وقع بغرامها وجمعتهما علاقة حب استمرت سنتين .. ولكنه حين حاول ان يتقدم لخطبتها رفض اهلها فكرة الخطوبة بشكل قاطع لانه مسلم.
ولكن في لقاءهم الاخير قررا الهروب من استراليا الى اوربا
ولكن خطتهما باءت بالفشل بعد ان اكتشف اخوها مشروع الهروب فعدلت عن رأيها بفعل التهديد عن اتمام فكرة الهجرة
فعاش الفراتي الاحباط والالم في شقته التي كانت تداهمه فيها ملابسها وعطورها وانفاسها العالقة في ذاكرة المكان .. حتى بعد اختفاءها وتغيير رقم هاتفها .. فشعر ان قلبه تقوس من الحزن مثل قوس قزح غادرته الالوان .. فعزف عن فكرة الزواج وادمن بعد ذلك العزلة والصمت وتصالح مع الحزن .



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثاء لتماثيل مهشمة .. وهاربة من معابدها
- فجيعة الغابة القتيلة
- الحائك والمدينة
- حوار السلحفاة مع الفراشة
- ترانيم المساءات الاخيرة
- عراب الارصفة
- ترنيمة في تضاريس ذاكرة
- حوار مع ظل
- كوابيس تتعقب احلام هاربة
- حكاية معتقل ومحاكمة حلم
- ثلاث حكايات قصيرة عن الحرب
- حكاية اخرى من يوميات جندي معاقب
- فلورينا المقعدة وكلبتها -بالا-
- الحارس واسرار الليل
- الدهشة الاولى
- السرقات النبيلة
- حفلة في غابة
- الغراب وشجرة الصمغ الاحمر
- تجليات الفانوس
- يوميات الارصفة والمقاهي


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - الحب ليس له وطن او دين