صفوت سابا
الحوار المتمدن-العدد: 5033 - 2016 / 1 / 3 - 11:00
المحور:
الادب والفن
لمَّا التْلُوج رَسَّتْ على روس الْجبال
كان الظَّلام رخَّى سِتُورُه مِنْ زمَان
غطَّى البَيُّوتِ
الشَّوارع والمَصَانع والمَحَال
والبرْد رَصْرَصْ وَقْتَهَا
الأصابعُ والْوِدَانْ
نَخْوَرْ جَبِين المقابِرُ و التَّلاَلُ
يا موْت زَارَعَ ما بين قَمْحى مِلْيُون زَوَان
إمتي اشُوفك تَنْهَزَمْ
وبدون نِزَال
رايَة بيضة فوق جَبينك والْمَكَان
أَوَّل حُرُوف بُكَاك
طَلاَئِع المَوَّال
والخُوف فى قلبَّك يَمْتَطِى جُوْف الشِّيطَان
والنُّوم يخَاصَم سَكْنَتَك لسْنِين طِوَال
يوم لا رُمُوز
أو اِجْتِمَاعٌ أو صوت نِيران
يوم لا كَرُوبَ
أو تَابُوتِ أو ظِلَال
يوم ها يُنْصَب خَيمْته بَينَا فى العَنَان
من غير مَذَابح مُحْرَقَة
ولا اِشْتِعَال
يوم هَا يَسْبَق فيه المعمدان
***
لما وقف بينهم ملاك
كانت عيون الرعاة فايْقَة وسَهْرانة
قاطعين ربوع اللَّيْلِ ما بين أسلاك
تُحْرُس فى غَنَمَات و غفلانة
وسكون تِبَرْبَشْ فيه نجوم من السَّموات
وهزيز يَطْوى فَحِيح الإفعوانة
نفوس ومَسْجُونَة
ذاقت عذاب و هلاك
تشتاق لصوت حَمَل هايموت خوانة
وَبْمُوته ها يخوض الْعِرَاكُ
دمَّه يشفى المأسورين والنَّفوس المِسْتِكانَة
والرعاة ، لمَّا وقف بينهم ملاك
شَمَّوا ترَاب الْخُوْف رِيحَانة
أكَّد وجُودُه
مَضَى حِضُور بلا انصراف
كتَّف أَيْدَين الخِراف باِستِهانة
وقَّع قُلُوبهم
حرَّرَ عقود الاِمْتِلاك
"جَبَّسْ كسور خوف الحَزَانَى
اليوم فى مِزْوَدِ أتولد ... دمَّه اِقْتَنَىاك ،" قال الملاك
"وهَىَّ دِى تبقى العلامة"
***
بين الْكَوَاكِب
بَحْلَق مَجْوسِى فى طَيَفْ قَمَرْ دَوَّرَ مَدَاره
الْفِكْر شْاطَطْ
والظَّنُون فى الدَّوْرُ تعَانِى
ونَجْم عايق فى السما غيَّر مَسَاره
لاَح فى الْمَشَارِق
اِتَّجَه غَرْب المَوَانِى
والشَّمْس كانت مُشْرِقة
واليوم نهاره
لما شافوه الْمَجُوسَ عدُّوا الثواني
ملك اليهود أتولد نُسْجَد فى داره
شدَّوا الرِّحَال
لأُورُشَلِيمَ من غير تَوَانِى
فرحوا بوضوح العبارة
لما شافوا النجم تانى
عَظَّم سلام فوق المنارة
شافوا دانيال شافه بالأماني
فتحوا الكنوز
جَابُوا هدايا فيها من طَعْم الْمَرَارَة
الذهب مَلَكُوتُه حَانِي
واللَّبَان رِيحَة بَخور
ينطلق فوق بالْحَرَارَة
شَمَّاس و كَاهِن ، مِجْمَرُة ، و كمان صَوَانيُّ
-------
* مبنية على تفعيلة الرجز "مستفعلن" .
#صفوت_سابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟